كتب و رسائل عبد المحسن العباد البدر (8/85):
الفرق بين النبي و الرسول.
قال السخاوي رحمه الله : قال بعضهم: الرسول الذي أرسل للخلق بإرسال جبريل إليه عيانا و محاورته شفاها ، و النبي الذي تكون نبوته إلهاما و مناما فكل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا، نقله الواحدي و غيره عن الفراء.
و قال النووي: في كلام الفراء نقص ، فإن ظاهره أن النبوة المجردة لا تكون برسالة ملك و ليس كذلك ، و حكى القاضي عياض قولا: أنهما مفترقان من وجه إذ قد إجتمعا في النبوة التي هي الإطلاع على الغيب و الإعلام بخواص النبوة أو الرفعة بمعرفة ذلك و إفترقا في زيادة الرسالة التي للرسول و هو الأمر بالإنذار و الإعلام.
قال: و ذهب بعضهم إلى أن الرسول من جاء بشرع مبتدإ و من لم يأت به نبي غير رسول و إن أمربالإبلاغ و الإنذار.
و قيل الرسول من كان صاحب معجزة و صاحب كتاب، و نسخ شرع من قبله ومن لم يكن مجتمعا فيه هذه الخصال فهو نبي غير مرسل.
و قال الزمخشري: الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه، و النبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب، و إنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله كل هذه الأقوال قد حكاها المجد اللغوي قال : و أنا لا أذكر في ذلك إن شاء الله تعالى إلا قول من هجيراه التحقيق و التبيين و ديدنه إزاحة القناع عن وجوه الدقائق بالكشف المبين (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص: 30)(الفتح:1/358)