
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الهمام البرقاوي
حياكم الله أخي الدكتور عمر .
نسِّيتُ أن أرجع إلى الموضوع وأرى الردودات .
هذا ليس بحث ولا ببحيث , إنما هي فائدة ذكرها الشنقيطي - صاحب اللغة - في مذكرته , وقالها ابن دريد وغيره , فأحببتُ ذكرها !
وأرجو أن تُطلعنا على تحقيقك .
لك مني خالص التحية .
============================== =
[الشــــطرنـــج ]
تعريـفه .مكوناته . ومخـترعه
أولا تعريفه : الشطرنج : بالمعجمة ،فارسي معرب : مأخوذ من المشاطرة ، والمقاسمة ، لأن كلا من الطرفين له شطر ما يستحقه من اللعب وهو النصيب.
وقيل : هو بالسين المهملة ، ( سطرنج ) حكاه السخاوي في : عمدة المحتج في حكم الشطرنج ، عن الحريري ولم يجزم به ، لقوله : ويجوز أن يكون بالشين المعجمة لجواز اشتقاقه .
وبمثله قال صاحب القاموس المحيط ، وأضاف قوله : والسين فيه لغة .
وبه قال صاحب لسان العرب : ثم قال : وكسر الشين فيه أجود .
ثانيا : مكوناته : يتكون الشطرنج من : قطعة من الخشب ، مربعة الشكل ، ومقسمة إلى ثمان وستين مربعا ، كل نصف منها بلون ، وتسمى اليوم بالطاولة .
ولكل لاعب ست عشرة قطعة متحركة ليلعب بها ، ثمانية منها تسمى : ( بيادق ) بمعنى عساكر وهي متساوية ومتماثلة الشكل ، والثمان الأخرى مختلفة ، وتتكون من : الشاة ( الملك ) والوزير ، والرخ ، وفرسين متساويين متماثلين .
ثالثا : مخترعه : تعددت الأقوال ، والإدعاءات في مخترع الشطرنج ، فقال الرومانيون أنهم مخترعوه ، وبمثلهم قال اليونانيون ، وقال الصينيون كذلك ، وبالمثل قلت العرب ، والصواب هو :
ما ذكره ابن خلكان في تاريخه ، وشوقي أبو خليل في كتاب : الإنسان بين العلم والدين فقد قالا : أن أول من أخترع الشطرنج هو : ( صيصة بن ظاهر الهندي ، الذي كان وزيرا لملك الهند : شرهام .
فعندما أراد الملك شرهام أن يكافيء وزيره صيصة على أختراع لعبة الشطرنج ، مقابل إهدائها له ، تظاهر الوزير الماكر برغبة تبدو متواضعة للملك ، وللناس ، فقال صيصة : يا سيدي مُرْ لي في حبة قمح توضع على المربع الأول من رقعة الشطرنج ، وبحبتين في المربع الثاني ، وأربع في المربع الثالث ، وثمان في المربع الرابع ، وهكذا بالمضاعفات توضع الحبوب ، فأجابه الملك ، ثم أحضر له صاع ، فوزعه ، ونفد قبل أن يقفل المربع العشرين ، ثم تتالت الأصواع حتى نفد ما في الهند من القمح ولم يكفي .
الأمر الذي جعل الملك غارقا أمام وزيره الماكر ، فقد علم الملك أمه يلزمه إحضار :
( 18,446,744,073,709,551,615 ) مما جعل الملك مديونا لوزيره ، فقد حسب المطلوب من الحبوب ، فوجد أن ثروة مملكته لا تكفي ، وأن عدد الحبوب ، لا يتيسر من ( 16384 ) مدينة ، وأن مخزون كل مدينة ( 1024) .
فقام الحكيم وقال للملك : يجب على الملوك أن يتيقظوا لأنفسم ، وأن يحذروا مكر وخداع المقربين منهم ، وأن لا يعدوا وعودا دون أن يدركوا أهميتها ، وعواقبها (1).
قلت : وياليته يرى ما تفعله البطانة في زماننا هذا ، فأنهم يمنعون شكاوى ومطالب الشعب عن الولاة ، ويقطعون ويمنعون فضل الولاة عن الشعب ، وإذا ما تيسر شيئا من الولاة لأفرا شعوبهم ، أكلته البطانة دون علم الولاة وعلم افراد الشعب ، فالوالي يظن فضله ومعطياته وصلت ، والشعب يقابل بحفظ الطلب ، فضاع الفضل ، وحرم الشعب ، والله يحصي على كل عمله ، وإليه المصير .
ــــ الراجع ـــــــــــــــ ــ
(1) القاموس المحيط ، ولسان العرب ، والمنجد ، وتاج العروس ، وعمدة المحتج للسخاوي ، والنهاية في غريب الحديث ، والموسوعة العربية الميسرة ، ودائرة المعارف للبستاني ،وتاريخ ان خلكان ، وأخبار وسيرة : محمد بن يحيى الصولي الذي عاصر ثلاثة من خلفاء بني العباس ، وكان مشتهرا بالشطرنج ومن أبرع الناس فيه توفي سنة 335هـ .