أخرج عبدالرزاق في المصنف (5880) : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي مليكة ، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي ، عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير ، أنّه حضر عمر بن الخطاب يوم الجمعة قرأ على المنبر سورة النحل ، حتّى إذا جاء السجدة نزل ، فسجد وسجد الناس معه ، حتّى إذا كانت الجمعة القابلة قرأها ، حتّى إذا جاء السجدة قال : " يا أيُّها الناس إنّما نمرّ بالسجدة فمن سجد فقد أصاب وأحسن، ومَنْ لم يسجد فلا إثمّ عليه " ، قال : ولم يسجد عمر.
قال ابن جريج : وزادني نافع ، عن ابن عمر أنه قال : لم يفرض السجود علينا إلاّ أن نشاء .
وأخرج البخاري في صحيحه أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قرأ آية سجدة على المِنبر فنزل فسجد وسجد الناس معه ، ثم قرأها في الجمعة الأُخرى فتهيأ الناس للسجود ، فقال : « أيها الناس على رِسْلكم إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نشاء ».
قال القرطبي في تفسيره :
وذلك بمحضر الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ من الأنصار والمهاجرين ، فلم ينكر عليه أحد فثبت الإجماع به في ذلك .
وفي موطأ الإمام مالك ـ رحمه الله ـ (484) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَرَأَ سَجْدَةً وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَنَزَلَ ، فَسَجَدَ ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ ، ثُمَّ قَرَأَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى ، فَتَهَيَّأَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ ، فَقَالَ: عَلَى رِسْلِكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكْتُبْهَا عَلَيْنَا إِلاَّ أَنْ نَشَاءَ، فَلَمْ يَسْجُدْ وَمَنَعَهُمْ أَنْ يَسْجُدُوا.
وروى أبو داود في سننه (1411) : حدثنا أَحْمَدُ بنُ صَالحٍ ، أخبرنا ابنُ وَهْبٍ ، أخبرني عَمْرٌو ـ يَعْني ابنَ الْحَارِثِ ـ ، عن ابنِ أبي هِلاَلٍ ، عن عِيَاضِ بنِ عَبْدِ الله بنِ سَعْدِ بنِ أبي سَرْحٍ ، عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّهُ قال : «قَرَأَ رَسُولُ الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ ( ص ) ، فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلمَّا كَانَ يَوْمٌ آخَرُ قَرَأَهَا، فَلمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ فَقَالَ رَسُولُ الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ : « إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيَ وَلَكِنِّي رَأَيْتُكُمْ تَشَزَّنْتُمْ لِلسُّجُودِ، فَنَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا ».
وقال ابن كثير في التفسير (7/51) : " تفرد به أبو داود ، وإسناده على شرط الصحيح " .
واخرجه الحاكم في المستدرك (3662) ، ومن طريقه البيهقي في سننه (3771) ، وابن حبان في صحيحه (2740) .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وقال البيهقي : هَذَا حديثٌ حسنُ الإسنادِ صحيحٌ. أخرجه أبو داودَ في (السنن).
وقال العراقي ـ كما في نيل الأوطار (3/322) ـ : وإسناده صحيح.