لقد زال الاشكال و لله الحمد لقد سالت احد اهل العلم الافاضل فاخبرني قائلا:
الرد عليهم من وجهين الأول ثبوت هذا عن الإمام مالك و الثاني أن مقصود السلف بذم علم الكلام هو اعتقاده و العمل به كما هو فعل أهل الكلام كالجهمية و المعتزلة و الأشاعرة أما مجرد المعرفة و الرد عليه عند الحاجة فهذا جائز
و هذا قرره شيخ الإسلام بن تيمية في أكثر من موضع.
قال ابن تيمية ( وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فليس بمكروه إذا احتيج إلي ذلك وكانت المعاني صحيحة كمخاطبة العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم فإن هذا جائز حسن للحاجة وإنما كرهـه الأئمة إذا لم يحتج إليه
ولهذا [ قال النبي صلي الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص ـ وكانت صغيرة فولدت بأرض الحبشة لأن أباها كان من المهاجرين إليها ـ فقال لها يا أم خالد هذا سنا ] والسنا بلسان الحبشة الحسن لأنها كانت من أهل هذه اللغة
ولذلك يترجم القرآن والحديث لمن يحتاج إلي تفهمه إياه بالترجمة وكذلك يقرأ المسلم ما يحتاج إليه من كتب الأمم وكلامهم بلغتهم ويترجمها بالعربية كما [ أمر النبي صلي الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب اليهود ليقرأ له ويكتب له ذلك ] حيث لم يأتمن اليهود عليه فالسلف والأئمة لم يذموا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة كلفظ الجوهر والعرض والجسم وغير ذلك بل لأن المعاني التي يعبرون عنها بهذه العبارات فيها من باطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه لاشتمال هذه الألفاظ على معان مجملة في النفي والإثبات )
الأثر ليس فيه العمل بأصولهم إنما فيه معرفة أصولهم و الرد عليهم
أما أهل الكلام فإنهم أخذوا أصول الفلاسفة و علموا بها .