لا تضاد بين ما جاء من الحثِّ على الطهارة والنظافة في أحكام الشرع الكثيرة في الحياة العامة وبين ما جاء من الحث على البذاذة (وهي التقشف وترك التنعُّم).
(وليس فيه تركًا للنظافة والطهارة)، كما في الحديث: (البذاذة من الإيمان)..
والحاج أوالمعتمر لا يتركان الطهارة والنظافة في الحقيقة، إذ يشرع له التطهر والتنزه من النجاسات الحسِّيَّة والمعنويَّة، وتركه التطيب وقص الشعر والأظفار خلال هذه الفترة اليسيرة ليس من النجاسة الشرعية.
وترك التنعم في فترة يسيرة خلال أداء منسكه لا يتنافى مع النظافة والطهارة، بدليل أنَّه يقوم قبل ذلك وبعده بما يفعله عادة من قص شعره وأظفاره والتطيُّب عند تهيؤه للإحرام.
ومنعه بعد ذلك من هذه الأمور فيه تذكير له بنعمة الله عليه، ويتحقيق المساواة بينه وبين غيره من عامة الناس في اللباس والهيئة والبذاذة.