الوضوء".. يثير أزمة بجامعة أمريكية
إسلام أون لاين.نت/ ميتشجان
بعد إعلان جامعة أمريكية عن عزمها إنشاء أماكن لوضوء الطلاب المسلمين بسبب أعدادهم الكبيرة في الجامعة شنّ متشددون حملة واسعة ضد إدارة الجامعة جراء ما اعتبروه تساهلاً مع الشعائر الإسلامية في الولايات المتحدة ومنافيًا لمبدأ الفصل بين الدين والدولة.
وأعلنت جامعة ميتشجان في مدينة ديربورن أنها خططت لإنفاق 25 ألف دولار على إنشاء أماكن للوضوء لتسهيل ممارسة الشعائر الإسلامية للطلاب المسلمين، بحسب وكالة "أمريكا إن أرابيك".
واعتبرت الجامعة أن إنشاء مثل هذه الأماكن ضروري؛ للتخفيف على الطلاب المسلمين الذين يجب عليهم أن يتوضئوا أحيانًا قبل كل صلاة.
لكن منتقدين في الكثير من المدونات والإذاعات شنوا هجومًا على الإدارة لهذا القرار مشيرين إلى أنه يجب عدم تخصيص أموال عامة لهذا الأمر.
ونقلت صحيفة "ديترويت نيوز" عن هال داونز -رئيس قسم ميتشجان التابع لمنظمة "أمريكيون متحدون من أجل الفصل بين الكنيسة والدولة" ومقرها واشنطن- قوله: "من الناحية الفنية هناك مشكلة نتجت بسبب استخدام المال العام في دفع التكلفة".
كما اعتبر أن هذا التحرك ينتهك التعديل الأول من الدستور الأمريكي الذي يقضي بمنع الحكومة من تفضيل دين معين أو تقديم دعم مالي له، على حد قوله.
الجامعة ترد
لكن تيري جالجر المتحدث باسم جامعة ميتشجان-ديربورن قال: إن أموال دافعي الضرائب لن تستخدم في إنشاء حمامات الطلاب المسلمين، بل من المبالغ التي يدفعها الطلاب لصيانة المباني، وأَضاف أن الجامعة التي يبلغ تعداد طلابها 8600 طالب لا تتعقب الطلاب على أساس الدين.
وأشار جالجر إلى أن الجامعة ستقوم بعمل أماكن بمستوى الأرض في حمامين لوضوء الطلاب المسلمين يتم بناؤهما في أغسطس بمبنى مركز الجامعة؛ لكي يتمكن الطلاب المسلمون من غسل أقدامهم (أحد الفرائض الأساسية في الوضوء) في بؤر تجمع المياه.
ويُتوقع أن تثير هذه القضية المزيد من الجدل، وخاصة في منطقة مترو ديترويت التي يبلغ تعداد المسلمين فيها 250 ألف مسلم..
ولم يتدخل فرع "الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية" في المنطقة في هذا الجدل، حيث اعتبرت رانا إيلمر المتحدثة باسم الاتحاد أن حمامات الوضوء شيء لا علاقة له بالدين حيث يستطيع غير المسلمين أن يستخدموها.
وتساءل بلال داباجا (22 عامًا)، وهو طالب مسلم متخصص في العلوم السياسية: "إذا كانوا سيبنون المزيد من الحمامات فلم لا يفعلون ذلك بما يناسب احتياجات الطلاب؟"، مشيرًا إلى وجود أقلية كبيرة من الطلاب المسلمين بالجامعة.
هجوم مشابه
وكان جدل مشابه قد أُثير في إبريل الماضي بولاية مينيسوتا بعد الإعلان عن خطط بناء حمامات لوضوء المسلمين.
كما شنت صحيفة "إنفستورز بزنس ديلي" المتشددة هجومًا مشابهًا أوائل مايو على سلطات مطار مدينة كنساس الدولي بسبب بناء مكان للوضوء والصلاة لسائقي سيارات الأجرة "التاكسي" المسلمين.
فقد اعتبرت الجريدة هذا الأمر فرض للشريعة في الولايات المتحدة، كما انتقدت ما وصفته بتساهل السلطات مع "المسلمين الوقحين" الذي يريدون "أمريكا صديقة للمسلمين".
بينما أقامت جامعة شرق ميتشجان في مدينة إبسلانتي القريبة حمامًا خاصًّا للوضوء في الاتحاد الطلابي الجديد والذي تم افتتاحه في نوفمبر الماضي، لكنه لم يُثر أي اعتراضات.
وقال فرانك ميللر أحد المسئولين بالجامعة: إن فكرة إنشاء أماكن للوضوء في مبنى الطلاب أثيرت عند الاجتماع مع المئات من أعضاء المجتمع الذين تم دعوتهم للمناقشة حول تخطيط العملية التعليمية. وأضاف أن الأمر أتى بصورة عادلة وعلى نحو طبيعي تقديرًا لشعيرة الصلاة عند المسلمين.
نسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين ويذل أعداء الدين