السلام عليكن ورحمة الله وبركاته,,
يفتقر أسلوب الكثير من الدعاة الصالحين إلى الرفق واللين, فنجده رغم فصاحته, وعلمه الوسع لا يكاد يقتنع برأيه ولا يسمع له إلا القليل, لماذا؟
للأسف أصبحنا نرى ممن حمل هم الدعوة وعمل لها بصدق, فيصبح وهمه تبليغ آية أو أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر..
فيأتي بأسلوبه الفظ ليهدم كل ما تمناه وبناه وعمل له جاهدًا
والله تعالى يقول: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}ويق ل عز وجل: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
ويقول -صلى الله عليه وسلم: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه, ولا ينزع من شيء إلا شانه..)) رواه مسلم
فيا أختي الداعية,,
لا تغفُلي هذا الجانب العظيم وذاك النهج الكريم, واعلمي أنك قد تكونين داعية برقيك, وحسن خلقك, وقد يؤثر ذلك فيمن ترجين دعوته أشد من الكلام وإثبات الأدلة وتقديم البراهين.
والناس مختلفون في تقبلهم النصح اختلافًا بيّنًا..
فالزرع عند سقيه, يختلف, منه ما يؤتيه أكله في أيام ومنه ما يحتاج لشهور..
فدعي عنك الشدة ونحي العنف جانبًا إن أردتِ تقبل الناس, واجعلي البسمة عنوانك مع أخواتك, ولا يحملنك بغض المعصية على بغض أخواتك واستشعري الشفقة عليهن, فلعل ذلك يخفف ما في قلبك من ضيق وحزن, والله أسأل أن يجعلنا جميعًا من الهادين المهتدين وأن يجنبنا سلوك الضالين المضلين, وفق الله الجميع لما يحب ويرضى..