تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 35

الموضوع: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    21

    افتراضي يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :

    ((
    يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً؛ لأن المحدث فقيه بطبيعة الحال، هل كان أصحاب النّّبي صلى الله عليه و سلم يدرسون الفقه أم لا ؟
    و ما هو الفقه الذي كانوا يدرسونه ؟
    هو ما كانوا يأخذونه من رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ إذن هم يدرسون الحديث.
    أما هؤلاء الفقهاء الذين يدرسون أقوال العلماء و فقههم !! و لا يدرسون حديث نبيهم؛ الذي هو منبع الفقه، فهؤلاء يقال لهم : يجب أن تدرسوا علم الحديث، إذ إننا لا نتصور فقها صحيحاً بدون معرفة الحديث؛ حفظا و تصحيحاً و تضعيفاً، و في الوقت نفسه لا نتصور محدثاً غير فقيه!

    فالقرآن و السنة هما مصدر الفقه؛ كل الفقه.
    أما الفقه المعتاد اليوم هو فقه العلماء، و ليس فقه الكتاب و السنة. نعم؛ بعضه موجود في الكتاب و السنة، و بعضه عبارة عن آراء و اجتهادات، لكن في الكثير منها مخالفة منهم للحديث؛ لأنهم لم يحيطوا به علماً )).

  2. #2

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    صدق. جزاك الله خيرا.
    يقول الإمام الشافعي ررر:
    علمي معي، حيثما يممت يتبعني...قلبي وعاء له، لا بطن صندوق
    إن كنت في البيت كان العلم فيه معي...أو كنت في السوق كان العلم في السوق

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    350

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    بل أكثر المحدثين ليسوا فقهاء ثم إن قول الشيخ رحمه الله الفقهاء الذين يدرسون أقوال العلماء ولا يدرسون احاديث النبي عليه الصلاة والسلام تحامل منه ويكفي الفقيه أحاديث الاحكام دون غيرها أما التصحيح فيكفيهم تصحيح الائمة المعروفين ثم إن كثيرا من المحدثين لا هم لهم إلا اسانيد الاحاديث أما المتن فهو عنه ساهي .
    قال شيخ الإسلام : ولهذا يحتاج المتدين المتورع إلى علم كثير بالكتاب والسنة والفقه في الدين وإلا فقد يفسد تورعه الفاسد أكثر مما يصلحه كما فعله الكفار وأهل البدع من الخوارج والروافض وغيرهم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    بل يلزم المحدث أن يكون فقيها
    وذلك أن الفقه ليس هو الحديث فقط
    بل الفقه كتاب وسنة وإجماع وقياس وفهم ونظر وتعليل ودلائل لغوية وقواعد وضوابط وأصول (يعني علم أصول الفقه) واختلاف وأقوال علماء (السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من الأئمة المتبوعين)

    قال السلف كقتادة وغيره :من لم يعرف الاختلاف لم يشم الفقه بأنفه

    فلا بد من معرفة قول مالك والنعمان والأوزاعي والثوري والشافعي وأحمد وكبار الأئمة

    ولا بد للمحدث أن يفهم الحديث الفهم الصحيح
    والطريق إلى ذلك لا يتأتى إلا بآلات منها ما تقدم
    علم اللغة وأصول الفقه وختلاف أفهام وأراء الأئمة
    وينبغي أن يعرف اجتماعهم (الإجماع) حتى لا يفهم ويستنبط من الحديث ما يخالف إجماع العلماء
    قال الإمام أحمد:
    "لا تقل في مسألة ليس لك فيها إمام"

    وقول الشيخ رحمه الله:
    "هل كان أصحاب النّّبي صلى الله عليه و سلم يدرسون الفقه أم لا ؟
    و ما هو الفقه الذي كانوا يدرسونه ؟
    هو ما كانوا يأخذونه من رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ إذن هم يدرسون الحديث."
    لا يصح وذلك أنه قياس مع الفارق
    فأين فهمنا من فهم الصحابة؟
    لا أحد من العلماء يقول أن فهمنا كفهم الصحابة للحديث فهم كانوا أعلم بمراد النبي صلى الله عليه وسلم لاطلاعهم على أمور لم نطلع عليها لعدم المعاصرة
    وهم أعلم منا باللسان العربي وخاصة لسان النبي صلى الله عليه وسلم والنبي عربي والقرآن عربي
    وهم أعلم منا بأسباب النزول والورود

    إذن هو قياس مع الفارق هذا أولا

    ثم يقال نعم كان الصحابة على علم بالفقه وذلك أنهم كانوا على علم بالآلات الموصلة إليه
    وهما علم أصول الفقه واللغة وهذا بالإجماع

    وأما قول الشيخ رحمه الله:
    "أما الفقه المعتاد اليوم هو فقه العلماء، و ليس فقه الكتاب و السنة."
    فإن كان يقصد ما عليه بعض المتعصبة فلا ضير
    وإن كان يقصد فقه المذاهب الأربعة وأمثالهم فلا يصح بتاتا
    وفقه هؤلاء العلماء مبني على فقه الكتاب والسنة والصحابة وأدلة ذلك لا تحصى

    إذن المحدث يحتاج إلى الفقه كما أن الفقيه يحتاج إلى الحديث
    ولذلك قال الإمام أحمد :"ما أقل الفقه في أهل الحديث".
    يعني في المحدث الراوية الصرف

    وقال الإمام ابن وهب تلميذ مالك" كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال ، ولولا أن الله أنقذنا بمالك والليث لضللنا"

    وقال هو أو غيره من العلماء :"الحديث مضلة إلا للفقهاء".
    وقيل لابن المبارك متى يفتي الرجل قال :"إذا كان حافظا للأثر بصيرا بالرأي". فلا بد من الإثنين

    وكلام الإمام أحمد في هذا كثير فمنه أنه قال في غير موضع أن أقضيتنا (يعني أهل الحديث) وأمورنا كانت في أيدي أصحاب أبي حنيفة حتى جاء الشافعي
    وقال كان الحديث قفلا على أهله حتى جاء الشافعي


    وكلام العلماء في هذا كثير واضح بين لا يحتاج إلى تقرير

    والأصل في ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم رب مبلغ أوعى من سامع
    وحديث :"
    رحم الله امرأ سمع مني حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه".
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  5. #5

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    كل ما قاله الإخوة الأفاضل صحيح
    "نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فأداه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"
    و "نضّر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه،ورب حامل فقه ليس بفقيه
    هذا ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم لما أمر أمته بتبليغ حديثه عليه الصلاة و السلام
    هذا و إن أهل الحديث و إن لم يكونوا فقهاء فقم يحملون فقه النبي صلى الله عليه و سلم و كفا بها فضيلة
    و من فوائد هذا الحديث أن للفقيه أن يروي الحديث بالمعنى و أن غير الفقيه ليس له أن يرويه بالمعنى.
    و أن غير الفقيه إذا خالف الفقيه في المعنى فهذا يعل حديثه.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    جزاك الله خيرا شيخ أمجد...

  7. #7

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    بارك الله فيك شيخ أمجد.
    ببغداد أسود لم يهابوا_طواغيتا بكل المكر كادت
    ببغداد رجال قد أعدوا_نفوسا لا تهاب الموت صارت
    رجال للشريعة خير جند_بعزم كالجبال لنا أعادت
    أفاعيل الصحابة في العراق_تبارك ربنا في العز دامت


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    21

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    بل لا فرق بين المحدث والفقيه العالم بالحديث
    وإن كنت نقلت لكم قول الشيخ الألباني وأنتم اكتفيتم بإعطاء أراءكم
    ففهم الشيخ الألباني محدث العصر أسلم لي من فهمكم وانا لا أكاد أعرف عنكم غير الأسماء المستعارة التي سجلتم بها في هذا المنتدى.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    21

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    أما عن قوله : "نضَّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني، فربّ حامل فقه غير فقيه، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".
    قال الحاكم رحمه الله في معرفة علوم الحديث ص27 عن هذا الحديث: [ حديث مشهور مستفيض]اهـ)؛ ليس فيه أن أهل الحديث لا يفقهون ما يروونه من أخبار
    غاية ما فيه أنه ليس من شرط التحمل و الأداء الفقه، إنما شرطه الحفظ (حاشية فيض القدير 6/284-285).
    و لا يفهم من هذا الحديث وجود محدث لا يفقه شيئاً؛ فإن غايته أنه قد يوجد محدث ينقل حديثا لا يفقهه، أو لا يفقه بعض ما فيه من معاني، لكن ليس في الخبر أنه لا يفقه شيئا.
    و في استعمال : ((رُبَّ )) التي تفيد التقليل ما يشعر أن عامة أهل الحديث يفقهون حديثهم إلا القليل منهم فقد لا يفقه بعضاً مما يرويه، لا أنه لا فقه لديه.
    قال الشيخ بازمول: قبل أن أضع القلم و أطوي الصفحة، طاويا ـ بإذن الله تعالى ـ معها هذه المقولة الباطلة -يقصد التفريق بين المحدث والفقيه - ، أسطر هنا المهمات التالية:

    أوَّلاً : هذه المقولة أولها هفوة، و بدعة، و آخرها تحلّل و زندقة.
    أما كونها بدعة؛ فلأننا لم نعهدها من السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.
    أما كونها تحلّل و زندقة فلأنها تجر إلى اطراح كلام أهل العلم جميعه، و بالتالي إسقاط الشرائع و تعطيل الأحكام على المسلمين العوام؛ فيقال مرّة : هذا الحكم قاله فلان و هو محدث ليس بفيقه، فلا يقبل. و يقال مرّة: هذا الحكم قاله فلان، و هو فقيه ليس بمحدث، فلا يقبل. و النتيجة التحلّل عن أحكام الديانة ! أُعيذك وإياي بالله العظيم من ذلك.

    ثانيا : ليس من مقصودي إثبات العصمة لأحد غير رسول الله ، فلا أقصد أن الإمام أحمد بن حنبل و غيره من أئمة الحديث و كبارهم معصومون في كلِّ قول يقولونه و يختارونه، إنما مقصودي بالذب عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فيما رمي به، و الذب عن أهل الحديث من خلال ذلك، و بيان أن منهج الإمام أحمد في التفقه هو منهج أهل الحديث و هو منهج الأئمة و السلف الصالح رضوان الله عليهم، و قد قدَّمت لك معالم منهج التفقه عند السلف الصالح رضوان الله عليهم، فتنظر هل خرج الإمام عن سبيلهم، أو شاق في آية أو حديث؟.

    °وقد نقلت هذه المعالم في أحد المواضيع التي يفرق صاحبها بين الفقيه والمحدث°
    وعنوان موضوعه: فضل الفقهاء على المحدثين.

    ثالثا : وقوع القصور في التطبيق، و حصول الأخذ و الرد بين أهل العلم، لا يسلب نعت الفقه عنهم. و ينبني على هذا أن تعلم : أن وقوع بعض القصور في تطبيق هذا المنهج في التفقه عند الإمام أحمد بن حنبل أو غيره من أهل الحديث لا يسلم منه أحد من المتفقهين، و نحن لا ندعي العصمة لأحد غير الرسل صلوات الله و سلامه عليهم.

    و كذا وقوع الأخذ و الرد في بعض مسائل العلم التي أبرز فيها الإمام اختياره و استدل له، لا يعني سلب نعت الفقه عنه، إذ ذلك لم يسلم منه أحد من الأئمة، بله العلماء، بل طلبة العلم، و قد قال مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة : (( كلُّ منَّا يؤخذ من قوله و يترك إلا صاحب هذا القبر)).

    و أخيرا لا يفوتني أن ألفت نظر الإخوة أهل الحديث إلى النهوض بجمع اختيارات أهل الحديث الفقهية، و تصنيفها على الأبواب، مع توثيقها و خدمتها، إذ في ذلك إثراء للمكتبة الإسلامية، و إبراز لفقه أهل الحديث، وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه ))اهـ

    من كتاب: {الانتصار لأهل الحديث } 166-173 ، للأستاذ الدكتور محمد بن عمر سالم بازمول حفظه الله".

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيد مشاهدة المشاركة
    بل لا فرق بين المحدث والفقيه العالم بالحديث
    وإن كنت نقلت لكم قول الشيخ الألباني وأنتم اكتفيتم بإعطاء أراءكم
    ففهم الشيخ الألباني محدث العصر أسلم لي من فهمكم وانا لا أكاد أعرف عنكم غير الأسماء المستعارة التي سجلتم بها في هذا المنتدى.
    بارك الله فيك
    أولا: أرجو منك أنت تتخذنا إخوانا لا أعداء
    ثانيا: فهم الشيخ الألباني رحمه الله ليس في مقابل فهمنا فقط
    بل هو في مقابل فهم الإمام ابن المبارك وابن وهب وأحمد وغيرهم ممن تقدم ذكره الذي أغفلت التعليق عليه
    لا أظن أن الشيخ الألباني ينكر الفرق بين المحدث والفقيه لأن هذا واضح وضوح الشمس
    نحن لا نتكلم عن الذي ينبغي أن يكون أو الأفضل نحن نتكلم عن الواقع
    فالأفضل أن يكون المفتي والعالم محدثا فقيها وأن يجمع بين علم الحديث وعلم الفقه
    لكن الواقع خلاف ذلك
    وإنكار وجود التخصص إنكار لعلم ضروري

    وأظن أن الشيخ له كلام آخر غير هذا
    لكن أنا لم أحرر مذهبه
    وتكلمت بما فهمت من كلامه الذي نقلته في صدر الموضوع
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيد مشاهدة المشاركة
    أما عن قوله : "نضَّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني، فربّ حامل فقه غير فقيه، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".
    قال الحاكم رحمه الله في معرفة علوم الحديث ص27 عن هذا الحديث: [ حديث مشهور مستفيض]اهـ)؛ ليس فيه أن أهل الحديث لا يفقهون ما يروونه من أخبار
    غاية ما فيه أنه ليس من شرط التحمل و الأداء الفقه، إنما شرطه الحفظ (حاشية فيض القدير 6/284-285).
    و لا يفهم من هذا الحديث وجود محدث لا يفقه شيئاً؛ فإن غايته أنه قد يوجد محدث ينقل حديثا لا يفقهه، أو لا يفقه بعض ما فيه من معاني، لكن ليس في الخبر أنه لا يفقه شيئا.
    و في استعمال : ((رُبَّ )) التي تفيد التقليل ما يشعر أن عامة أهل الحديث يفقهون حديثهم إلا القليل منهم فقد لا يفقه بعضاً مما يرويه، لا أنه لا فقه لديه.
    العلماء لا يقولون أن بعض المحدثين _أي من اشتغل بعلم الحديث_ لا يفقه شيئا
    فالفقه المنفي في كلامهم ليس مطلق الفقه
    ولكن الفقه الاصطلاحي
    فأنت تعلم أن الفقه في اللغة هو الفهم
    لكنه في الاصطلاح هو تلك الملكة التي تحصل في نفس صاحبها من جراء ممارسته للفقه لذي هو استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة

    فعلم بذلك غلط ما فهمته من النقل الذي نقلته

    هذا أولا
    وثانيا: فإن العلماء لا يقولون أن كل محدث فليس بفقيه
    ولكن يقولون أن طالب علم الحديث الحافظ له المعتني فيه رواية فقط دون التفقه فيه _لا فهمه فهما ظاهرا_ ودون أن يجمع مع ذلك التفقه بكتاب الله ومعرفة الإجماع والخلاف والقياس وأصول وقواعد الفقه= يقولون أنه ليس بفقيه
    أما من جمع إلى حفظ الحديث ومعرفته روايةً ذلك الذي ذكرنا فهو فقيه ومحدث أيضا
    ومثله بالعكس يقال في الفقيه غير المحدث

    ولذلك لو أن هذا المحدث تفقه في الحديث فقط ولم يتفقه في كتاب الله _أو آيات الأحكام فيه فقط على رأي بعض أهل العلم_ لم يعد من الفقهاء
    فكيف إذا فهم الحديث فهما ظاهرا فقط ولم يتفقه فيه؟! والتفقه فيه يكون بمعرفة عامه من خاصه ومقيده من مطلقه وناسخه من منسوخه..الخ
    ولا خلاف أن الفقه الاصطلاحي يزيد في المعنى عن مجرد الفهم الظاهر فتنبه لهذا الأمر وفقك الله
    ولما كان فهم كتاب الله يحتاج إلى معرفة عامه من خاصه ومقيده من مطلقه وناسخه من منسوخه....الخ
    وكل هذ لا يعرف إلا بعلم أصول الفقه واللغة
    ويحتاج إلى النظر في تفسير الصحابة
    علمنا ضرورة نظر المحدث في علم الأصول واللغة حتى يكون فقيها
    وحتى لا يستنبط حكما لم يسبق إليه _فإن الحق لا يرفع في عصر من العصور_ وجب عليه النظر في ما أجمع عليه أهل العلم وما اختلفوا فيه


    قال الشيخ بازمول: قبل أن أضع القلم و أطوي الصفحة، طاويا ـ بإذن الله تعالى ـ معها هذه المقولة الباطلة -يقصد التفريق بين المحدث والفقيه - ، أسطر هنا المهمات التالية:

    أوَّلاً : هذه المقولة أولها هفوة، و بدعة، و آخرها تحلّل و زندقة.
    أما كونها بدعة؛ فلأننا لم نعهدها من السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين.
    أما كونها تحلّل و زندقة فلأنها تجر إلى اطراح كلام أهل العلم جميعه، و بالتالي إسقاط الشرائع و تعطيل الأحكام على المسلمين العوام؛ فيقال مرّة : هذا الحكم قاله فلان و هو محدث ليس بفيقه، فلا يقبل. و يقال مرّة: هذا الحكم قاله فلان، و هو فقيه ليس بمحدث، فلا يقبل. و النتيجة التحلّل عن أحكام الديانة ! أُعيذك وإياي بالله العظيم من ذلك.
    هذا الكلام فيه نظر من وجوه:
    الأول: أنه إذا كان المراد أنه من الأفضل أن يكون المحدث فقيها والفقيه محدثا فلا خلاف
    وإن كان المراد أن علم الحديث هو نفسه علم الفقه ولا فرق بينهما فهذا مجمع على بطلانه
    فكما تقدم لا أحد يقصر الفقه على التفقه بالأحاديث
    الثاني: أنه قد تقدم النقل عن السلف بما يدل على وجود التفريق وعلى رأسهم الإمام أحمد
    وفي بطون الكتب غيرها
    الثالث: أن ما ذكره من قضيه إطراح كلام أهل العلم
    فليس كذلك لأمور منها:
    ـ أنه قد علم أن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب وأن كلام المتخصص مقدم على كلام غير المتخصص
    وأن كلام اللغوي في اللغة مقدم على كلام المحدث فيها
    وهكذا في باقي العلوم
    وكذلك كلام الفقيه مقدم على كلام المحدث في الفقه
    وكلام المحدث الفقيه أو الفقيه المحدث مقدم على كلامهما _أي الفقيه الصرف والمحدث الصرف_ في الفقه
    لأنه جمع بين العلمين
    وكما لا يأخذ أهل العلم بكلام الفقيه الصرف في علم الحديث رواية لعدم معرفته به فكذلك لا يأخذون بكلام المحدث الصرف في علم الفقه لعدم معرفته به
    وهذا كله في الغالب

    وهذا معهود غير مستنكر في كل العلوم حتى العلوم الدنيوية التجريبية كالطب والفلك وما إلى ذلك
    ـ هذا أولا
    وثانيا: فإن وجود كلام لمحدث صرف غير فقيه في علم الفقه قليل ونادر جدا
    وأكثر الكلام الموجود في الفقه هو للفقهاء وللمحدثين الفقهاء
    وذلك أن علماء السلف كانوا يحترموا أنفسهم ويعظمون العلم ويصونه
    فلم يكن احد يتكلم في غير فنه أو فيما لا يتقنه

    ـ فليس في الأمر بدعة ولا زندقة ولا تحلل

    إلا أن يكون الكتور يقصد أناسا معينين من أهل الجهل والبدعة يقولون هذا الكلام ويريدون منه رد الحق
    فهذا شيء والتأصيل والتعميم والتقرير شيء آخر

    ثانيا : ليس من مقصودي إثبات العصمة لأحد غير رسول الله ، فلا أقصد أن الإمام أحمد بن حنبل و غيره من أئمة الحديث و كبارهم معصومون في كلِّ قول يقولونه و يختارونه، إنما مقصودي بالذب عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فيما رمي به، و الذب عن أهل الحديث من خلال ذلك، و بيان أن منهج الإمام أحمد في التفقه هو منهج أهل الحديث و هو منهج الأئمة و السلف الصالح رضوان الله عليهم، و قد قدَّمت لك معالم منهج التفقه عند السلف الصالح رضوان الله عليهم، فتنظر هل خرج الإمام عن سبيلهم، أو شاق في آية أو حديث؟.

    °وقد نقلت هذه المعالم في أحد المواضيع التي يفرق صاحبها بين الفقيه والمحدث°
    وعنوان موضوعه: فضل الفقهاء على المحدثين.
    الإمام أحمد من فقهاء المحدثين
    قد أثبت له الإمامة في الفقه والحديث الشافعي وغيره من السلف

    ثالثا : وقوع القصور في التطبيق، و حصول الأخذ و الرد بين أهل العلم، لا يسلب نعت الفقه عنهم. و ينبني على هذا أن تعلم : أن وقوع بعض القصور في تطبيق هذا المنهج في التفقه عند الإمام أحمد بن حنبل أو غيره من أهل الحديث لا يسلم منه أحد من المتفقهين، و نحن لا ندعي العصمة لأحد غير الرسل صلوات الله و سلامه عليهم.

    و كذا وقوع الأخذ و الرد في بعض مسائل العلم التي أبرز فيها الإمام اختياره و استدل له، لا يعني سلب نعت الفقه عنه، إذ ذلك لم يسلم منه أحد من الأئمة، بله العلماء، بل طلبة العلم، و قد قال مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة : (( كلُّ منَّا يؤخذ من قوله و يترك إلا صاحب هذا القبر)).

    و أخيرا لا يفوتني أن ألفت نظر الإخوة أهل الحديث إلى النهوض بجمع اختيارات أهل الحديث الفقهية، و تصنيفها على الأبواب، مع توثيقها و خدمتها، إذ في ذلك إثراء للمكتبة الإسلامية، و إبراز لفقه أهل الحديث، وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه ))اهـ

    من كتاب: {الانتصار لأهل الحديث } 166-173 ، للأستاذ الدكتور محمد بن عمر سالم بازمول حفظه الله".
    يبدو أن الدكتور يدفع قول من يقول أن الإمام أحمد محدث وليس بفقيه
    وهذا القول قديم وباطل ولا أظن أن أحدا بقي يقول به
    وليس هو محل النزاع هنا
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيد مشاهدة المشاركة
    أما عن قوله : "نضَّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني، فربّ حامل فقه غير فقيه، و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".
    قال الحاكم رحمه الله في معرفة علوم الحديث ص27 عن هذا الحديث: [ حديث مشهور مستفيض]اهـ)؛ ليس فيه أن أهل الحديث لا يفقهون ما يروونه من أخبار
    غاية ما فيه أنه ليس من شرط التحمل و الأداء الفقه، إنما شرطه الحفظ (حاشية فيض القدير 6/284-285).
    و لا يفهم من هذا الحديث وجود محدث لا يفقه شيئاً؛ فإن غايته أنه قد يوجد محدث ينقل حديثا لا يفقهه، أو لا يفقه بعض ما فيه من معاني، لكن ليس في الخبر أنه لا يفقه شيئا.
    و في استعمال : ((رُبَّ )) التي تفيد التقليل ما يشعر أن عامة أهل الحديث يفقهون حديثهم إلا القليل منهم فقد لا يفقه بعضاً مما يرويه، لا أنه لا فقه لديه.
    ثم وقفت على هذا الكلام للإمام أبي جعفر الطحاوي وذلك عند كلامه عن بيان مشكل حديث رب فقيه....:
    قال أبو جعفر: فسأل سائل عن الفقه المقصود إليه في هذين الحديثين ما هو ؟ فكان جوابنا له بتوفيق الله عز وجل وعونه أنه الفهم ، ومنه قول الله عز وجل في كتابه مما حكاه عن نبيه موسى صلى الله عليه وسلم واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وقوله عز وجل : وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم أي لا تفهمونه.
    قال : أفيكون كل فهم فقيها ؟ فكان جوابنا له في ذلك أنه لا يقال : كل فهم فقيه وإن كان قد فقه ذلك الشيء الذي قد فهمه ؛ لأن الفقه لما جل مقداره وتجاوز مقادير كل الأشياء من العلوم خص أهله بأن قيل لهم : الفقهاء ورفعوا بذلك على من سواهم من الفقهاء فلم يجز أن يطلق لغيرهم من ذلك ما أطلق لهم منه .
    ومما قد دل على ذلك ما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله :"الفقه يمان"......فسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقها وأبانه عن سائر الأشياء المفهومة سواه ، فلم يسمها فقها ، فكذلك أهله انطلق لهم أن يسموا فقهاء ، ولم ينطلق لمن سواهم من الفهماء أن يسموا فقهاء وثبت بذلك أن كل فقيه فهم ، وأنه ليس كل فهم فقيها ، والله نسأله العصمة والتوفيق.ا.هـ
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    ثم إن لفظ الحديث :"رُبَّ حامل فقهٍ ليس بفقيه". نص في المسألة لمن أنصف
    فلقد نفى عنه صفة الفقه وقال إنه ليس بفقيه
    وأنتم تقولون كل محدث فقيه!!!

    وهذا كلام للشيخ ابن عثيمين فيه فائدة بل فوائد
    لأنه يعالج بعض مشاكل الصحوة العلمية التي نعيشها:
    سئل فضيلة الشيخ : من الملاحظ في الصحوة الإسلامية الاتجاه إلى العلم ولله الحمد والمنة، وخصوصًا علم السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ومن الملاحظات:
    أ ـ العرض للصحيحين ( البخاري ومسلم ) نقدًا، تضعيفًا وتصحيحًا من قبل بعض طلبة العلم الذين لم ترسخ أقدامهم في هذا العلم، علمًا بأن هذين الكتابين من أصول السنة والجماعة وقد تلقتهما الأمة بالقبول.
    ب ـ رواج مذهب الظاهرية عند غالبية الشباب والإعراض عن كتب فقهاء الأمة .
    جـ ـ انشغال بعض طلبة هذا العلم الشريف به عن العلوم الضرورية لطلبة العلم الشرعي مثل القرآن الكريم، واللغة العربية ، والفقه ، والفرائض ... إلخ .
    د ـ شيوع ظاهرة التعالم والتصدر للتدريس والفتيا من قبل بعض طلبة العلم الذين لا يُعرف لهم شيوخ ولا قدم ثابتة في العلم وإنما هي القراءة ومطالعة الكتب .
    فما توجيهكم حفظكم الله ورعاكم؟
    فأجاب حفظه الله ورعاه قائلا :
    الجواب على الملاحظة الأولى : لا شك أن هذه الصحوة صاحَبَها ولله الحمد حب اتباع السنة والحرص عليها، ولكن كما ذكرت صار ينتهج هذا المنهج قوم لم يبلغوا ما بلغ أهل العلم من قبلهم في التحري والدقة، وربط الشريعة بعضها بعض، وتقييد مطلقها وتخصيص عامّها والرجوع إلى القواعد العامة المعروفة بالشريعة، فصاروا يلتقطون من كل وجه حتى في الأحاديث الضعيفة التي لا يعمل بها عند أهل العلم لشذوذها ومخالفتها لما في الكتب المعتمدة بين الأمة ، تجدهم يتلقفونها ويحتدون فيها وفي العلم بها وفي الإنكار على من خالفها، وكذلك أيضًا تجدهم قد بلغ ببعضهم العجب إلى أن صاروا يعترضون على الصحيحين أو أحدهما من الناحية الحديثية، ويعترضون على الأئمة من الناحية الفقهية، الأئمة الذين أجمعت الأمة على إمامتهم وحسن نيتهم وعلمهم، فتجد هؤلاء الذين لم يبلغوا ما بلغه من سبقهم يتعرضون لهؤلاء الأئمة ويحطون من قدرهم وهذه وصمة عظيمة لهذه الصحوة، والواجب على الإنسان أن يتريث، وأن يتعقل وأن يعرف لذوي الحق حقهم ولذوي الفضل فضلهم، وإنما يعرف الفضل من الناس أهله، نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق.

    وأما الجواب على الملاحظة الثانية فنقول : هذا أيضًا من البلاء، ولعل في جوابي السابق ما يدل عليه؛ لأن مذهب الظاهرية -كما هو معروف- مذهب يأخذ بالظاهر ولا يرجع إلى القواعد العامة النافعة، ولو أننا ذهبنا نتتبع من أقوالهم ما يتبين به فساد منهجهم أو بعض منهجهم لوجدنا الكثير، ولكننا لا نحب أن نتتبع عورة الناس .

    والجواب على الملاحظة الثالثة : فلا شك أن الأولى بطالب العلم أن يبدأ أولا بكتاب الله -عز وجل- فإن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كانوا لا يتعلمون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل ، ثم بالسنة النبوية، ولا يقتصرون على معرفة الأسانيد والرجال والعلل إنما يحرصون على مسألة فقه هذه السنة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:"رب مُبلغ أوعى من سامع" ويقول : « رُبَّ حامل فقهٍ ليس بفقيه " .
    والناس الآن في ضرورة إلى معرفة الأسانيد وصحتها وفي ضرورة أيضًا إلى الفقه في هذه السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقها على القواعد والأصول الشرعية حتى لا يضل الإنسان ويضل غيره
    ...........من كتاب العلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    ومن الأحاديث التي هي صريحة في هذا المعنى:
    "إن مثل ما بعثني الله عز و جل به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب الأرض فكانت منه طائفة قبلت فأنبتت الكلأ والعسب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله عز و جل بها ناسا فشربوا فرعوا وسقوا وزرعوا واسقوا وأصابت طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله عز و جل ونفعه الله عز و جل بما بعثني به ونفع به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله عز و جل الذي أرسلت به".

    قال ابن القيم في الوابل تعليقا على هذا الحديث:
    "الطبقة الثانية :فإنها حفظت النصوص وكان همها حفظها وضبطها فوردها الناس وتلقوها منهم فاستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها واتجروا فيها وبذروها في أرض قابلة للزرع والنبات ووردها كل بحسبه "قد علم كل أناس مشربهم" وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه و سلم "نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"
    وهذا عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن مقدار ما سمع من النبي صلى الله عليه و سلم لم يبلغ نحو العشرين حديثا الذي يقول فيه سمعت ورأيت وسمع الكثير من الصحابة وبورك في فهمه والاستباط منه حتى ملأ الدنيا علما وفقها قال أبو محمد بن حزم : وجمعت فتاويه في سبعة أسفار كبار وهي بحسب ما بلغ جامعها وإلا فعلم أبن عباس كالبحر وفقه واستنباطه وفهمه في القرآن بالموضع الذي فاق به الناس وقد سمع كما سمعوا وحفظ القرآن كما حفظوا ولكن أرضه كانت من أطيب الأراضي وأقبلها للزرع فبذر فيها النصوص فأنبتت من كل زوج كريم "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم"
    وأين تقع فتاوى أبن عباس وتفسيره واستنباطه من فتاوى أبي هريرة وتفسيره ؟ وأبو هريرة أحفظ منه بل هو حافظ الأمة على الإطلاق يؤدي الحديث كما سمعه ويدرسه بالليل درسا فكانت همته مصروفة إلى الحفظ وبلغ ما حفظه كما سمعه وهمة ابن عباس مصروفة إلى التفقه والاستنباط وتفجير النصوص وشق الأنهار منها واستخراج كنوزها

    وهكذا الناس بعده قسمان :
    ( قسم حفاظ ) معتنون بالضبط والحفظ والأداء كما سمعوا ولا يستنبطون ولا يستخرجون كنوز ما حفظوه وقسم معتنون بالاستنباط واستخراج الأحكام من النصوص والتفقه فيها فالأول كأبي زرعة وأبي حاتم وابن دارة وقبلهم كبندار ومحمد بن بشار وعمرو الناقد وعبد الرزاق وقبلهم كمحمد بن جعفر غندر وسعيد بن أبي عروية وغيرهم من أهل الحفظ والاتقان والضبط لما سمعوه من غير استنباط وتصرف وأستخراج الأحكام من ألفاظ النصوص
    ( والقسم الثاني ) كمالك والشافعي والاوزاعي وإسحق والإمام أحمد بن حنبل والبخاري وأبي داود ومحمد بن نصر المروزي ـ وأمثالهم ممن جمع الاستنباط والفقه إلى الرواية ـ فهاتان الطائفتان هما أسعد الخلق بما بعث الله تعالى به رسوله صلى الله عليه و سلم وهم الذين قبلوه ورفعوا به رأسا....".

    وله كلام نحوه في مفتاح دار السعادة فانظره

    و قال ابن الجوزي في التعليق على هذا الحديث:
    "ويحتمل أن يشار بالطائفة الأولى إلى العلماء بالحديث والفقه فإنهم حفظوا المنقول واستنبطوا فعم نفعهم ويشار بالطائفة الأخرى إلى من نقل الحديث ولم يفهم معانيه ولا تفقه فهو يحفظ الألفاظ وينقلها إلى من ينتفع بها ويشار بالقيعان إلى من لم يتعلق بشيء من العلم".

    وقال القرطبي:
    "ومنهم الجامع للعلم المستغرق لزمانه فيه غير أنه لم يعمل بنوافله أو لم يتفقه فيما جمع لكنه أداه لغيره, فهو بمنزلة الأرض التي يستقر فيها الماء فينتفع الناس به, وهو المشار إليه بقوله: "نضر الله امرأ سمع مقالتي فأداها كما سمعها "..".

    وقال الشيخ الشنقيطي في مذكرة الأصول تعليقا على هذا الحديث :" مثل مضروب لكون الراوي قد يكون غير فقيه فكما أن تلك الأجادب لم تنبت ولم تثمر ولكنها أمسكت ذلك الماء للناس فنفعهم الله به فشربوا منه وسقوا وزرعوا فكذلك أولئك الرواة لم يتفقهوا ولكن نفع الله الناس بما حفظوا من العلم فانتفعوا به وتفقهوا فيه ولذا قال صلى الله عليه وسلم : رب مبلغ أوعى من سامع...

    وقال تلميذه الشيخ ابن عثيمين رحم الله الجميع في شرح رياض النووي تعليقا على هذا الحديث:
    "والقسم الثاني في قوم حملوا الهدي ولكن لم يفقهوا في هذا الهدى شيئا بمعنى أنهم كانوا رواة للعلم والحديث لكن ليس عندهم فقه فهؤلاء مثلهم مثل الأرض التي حفظت الماء واستقى الناس منه وشربوا منه لكن الأرض نفسها لم تنبت شيئا لأن هؤلاء يروون أحاديث وينقلونها ولكن ليس عندهم فيها فقه وفهم والقسم الثالث...". وله كلام غيره في هذا المعنى


    وكلام شراح السنن وغيرهم في هذا المعنى كثير
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    382

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    اخي امجد قلت فاجدت و بارك الله لك في علمك و عمرك

    و اقول لاخي احمد صاحب الموضوع الاخ امجد لم ياتي بكلام من عنده و انما دبج مشاركته بكلام ائمة الائمة مثل امامنا احمد و ابن المبارك و غيره فلا حاجه لقولك بما معناه انكم مجاهيل و لا يؤخذ بكلامكم و ما قلت من هذا القبيل
    بارك الله فيك انت و جميع الاخوه المشاركين
    إذا لم تتحرك الفطرة والعفاف والطهر فاجعلوا التاريخ لا يجد منكم إلا الصمت فالصمت لا يكتبه التاريخ ولا يصوره الزمن ولا تعرفه الكتب ولا يُحتاج معه إلى الاعتذار
    (الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي حفظه الله)

  16. #16

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    ينبغي أن ينتبه في هذا الحديث لشيء و هو أن العشب لا بد له من ماء
    و بلا ماء لا ينبت العشب و إن كانت الأرض نقية
    فإن كان الفقهاء كمثل الأرض النقية فهم يفتقرون إلى إلى جذب الماء

  17. #17

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    .......وابن دارة !!
    هذا تصحيف ! والصواب : ( وابن وارة ) وهو ابن مسلم الرازي الحافظ المأمون.
    وكلام الأخ أمجد: حسن جيد.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    الأخ امجد الفلسطيني بارك الله فيك ونفع بك.
    كنت قد حضرت كلاما لأعلق به على الموضوع عندما وضعه الأخ أحمد، ولكن قراءتي لمشاركاتك جعلتني أتراجع عن ذلك، فقد قدمت وأفدت، رعاك الله.
    إلا اني أريد أن انبه لنقطة فقط أظن انك عرضت عليها في إحدى مشاركاتك، وهي أن كلام الشيخ بازمول متعلق بمن:
    قال بأن الإمام أحمد ليس بمحدث، ولما تكلم بعدها بعموم ربما اختلط الامر على الأخ الناقل فوضعه في المشاركة.
    أما قول الأخ أحمد أنه اختار قول الشيخ الألباني، وترك قول الأخ امجد، فأريد ان أنبهه لإعادة قراءة مشاركة الأخ أمجد فقد نقل فيها كلاما للإمام أحمد وهو إمام المحدثين قال فيها بأن الفقه قليل عند أهل الحديث.
    ولو أن في المسألة قولان فقط"
    قول الشيخ الألباني وقول إمام أحمد، لكان الترجيح بالأسبقية والخبرة أقرب إلى الصواب.
    لا بالتعصب الذي نهى عنه الأئمة، ونهى عنه الشيخ الألباني، بل هو الأمر بعينه الذي جعل الشيخ الألباني يكون له موقف خاص وشبيه بموقف الإمام ابن حزم والإمام الشوكاني من المذاهب والتمذهب.
    نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    بارك الله في الجميع

    وليعلم أن أغلب ما تقدم لا يحتاج إلى كبير بحث
    وهو أمر واضح
    وأغلب النقول قص ولصق من الشاملة وغيرها (ابتسامة)

    ولا بأس بإثراء الموضوع أكثر من باب الجمع فأقول:


    قال الرامهرمزي في المحدث الفاصل:
    "ففرق النبي صلى الله عليه و سلم بين ناقل السنة وواعيها ودل على فضل الواعي بقوله :"فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه غير فقيه"، وبوجوب الفضل لأحدهما يثبت الفضل للآخر
    مثال ذلك أن تمثل بين مالك بن أنس وعبيد الله العمري وبين الشافعي وعبد الرحمن بن مهدي وبين أبي ثور وابن أبي شيبة فإن الحق يقودك إلى أن تقضي لكل واحد منهم بالفضل وهذا طريق الانصاف لمن سلكه وعلم الحق لمن أمه ولم يتعده".

    وعودة إلى بعض آثار السلف غير ما تقدم:

    ـ عن ابن شوذب عن مطر أنه سأله رجل عن حديث فحدثه به فسأله عن تفسيره فقال: لا أدري إنما أنا زاملة.
    فقال له الرجل: جزاك الله من زاملة خيرا فإن عليك من كل حلو وحامض.

    ـ وقال عبد الملك بن حبيب: سمعت ابن الماجشون يقول: كانوا يقولون: لا يكون إماما في الفقه مَن لم يكن إماما في القرآن والآثار، ولا يكون إماما في الآثار مَن لم يكن إماما في الفقه.
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: يلزم الفقيه أن يكون محدثاً، و لا يلزم المحدث أن يكون فقيهاً.

    ومما يؤكد أن هذا الأمر واقع محكي لا حقيقة علمية فقط:

    ما خرجه ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي وغيره عن أبي ثور قال:
    لما ورد الشافعي العراق جاءني حسين الكرابيسي وكان يختلف معي إلى أصحاب الرأي فقال:
    قد ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه فقم بنا نسخر به فقمت وذهبنا حتى دخلنا عليه فسأله الحسين عن مسألة فلم يزل الشافعي يقول قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أظلم علينا البيت فتركنا بدعتنا واتبعناه.ا.هـ

    فالتمييز بين المحدثين والفقهاء كان واقعا معروفا يلمسونه في حياتهم
    حتى قيل هذا الكلام
    واربط هذا الكلام بكلام أحمد السابق عن الشافعي وفضله على أهل الحديث



    وكل من قرأ حياة الشافعي وسيرته العلمية وتدبر في الحركة العلمية التي كانت في زمنه علم صحة ما تقدم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •