بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ... و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
الإخوة الكرام :
السلامُ عليكم و رحمة الله و بركاته
أختكم تبحث عمن يدلها إلى الطريق الصحيح , فقصدتكم آملةً أن تجد من بينكم أيها الأفاضل محبا للخير طامعا في الأجر ... و الكريم لا يخيب من قصده ...
فأريد الإنتفاع بمشورة عقول ناضجة , و أوعية علمٍ عميقة , لعلي أسد بها نقصي و جهلي ..
و هاهي مسائلي بانتظاركم :
المسألة الأولى حول طالب العلم المبتدئ و يتفرع منها :
سؤالي الأول يا رعاكم الله :
بمَ تشيرون على طالب العلم المبتدئ جدا جدا = بادئا من الصفر , بأي العلوم تشيرون عليه البدء بها ؟
في الواقع أنني بحثتُ عن ذلك من قبل ؛ فقرأتُ كتيبا مفيدا عنوانه :
كتب حث العلماء على قراءتها , ثم قرأتُ مقالة رائعة للشيخ محمد يعقوب ,
لكنني ازددتُ حيرةً !
فما يشير به هذا يخالفه فيه ذاك و لم أعلم أي الآراء أولى بالإتباع ...
فبمَ تنصحوني ؟
سؤالي الثاني بارك الله فيكم :
قرأتُ في هذا الكتيب الآنف ذكره و في مقالة الشيخ يعقوب ,
الكتب التي يبدأ بها الطالب في فنون العلم المختلفة ,
ثم قرأتُ مقولة لأحدهم عهد بابنه إلى معلم ,
فأخبره أن لا ينتقل في تعليمه من علم إلى آخر حتى يتقنه ؛
لأن ازدحام العلوم مفسدة للفهم أو ما شابهه - نسيتُ نصَ كلامه - ,
و ليس هو فقط بل تكررت علي هذه المقولة أكثر من مرة ,
فهل يعني هذا أن لا أبدأ بالفقه - مثلا - حتى أتقن العقيدة ..؟
أو أن هذه المقولة خاطئة حسب تجاربكم ؟
سؤالي الثالث أسعدكم الله :
سمعتُ أكثر من مرة , أن عددا من العلماء الأفاضل ,
لا يرون لطالب العلم أن يبدأ بطلب أي فن قبل حفظ كتاب الله سبحانه ,
و أذكر في هذا الشأن أن الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - ,
كان إذا جاءه الطالب لطلب العلم ,
سأله : أحافظٌ لكتاب الله ؟ فإن قال لا ,
أمره بالرجوع إلى أن يحفظ القرآن الكريم ,
طيب ؛ ما رأيكم بمن ( يحاول ) أن يقلد طريقة الصحابة - رضي الله عنهم - :
في أنهم لا يجاوزون عشر أو سبع آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم و العمل ,
فتعلموا العلم و العمل جميعا ,
و أن ابن عمر - رضي الله عنهما - تعلم البقرة في اثني عشر عاما ,
ما رأيكم بمن يحاول أن لا يجاوز عشر آيات حتى يعي تفسيرها ,
و يحاول العمل بما أمكنه أو تيسر منها ,
ثم هو سيطيل إن اتبع هذه الطريقة في سنوات الحفظ ,
و هو لم يبدأ بطلب العلم بعد ,
بحجة أنه ما انتهى من حفظ كتاب الله سبحانه , فهل ترون أنه على صواب ؟
المسألة الثانية : حول طلب العلم عن بعد ..
تعلمون أن طلب العلم في هذا العصر أصبح سهلا ميسرا ,
لكنِ الروادُ قلة .., و البضاعة النفيسة زهد بها الكثير ,
و اشتروها بثمنٍ بخسٍ متاع الحياة الدنيا ,
فهم : (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة هم غافلون )) ...
فأصبحَ لكثير من الكتب شروحا سمعية أو مرئية عبر الإنترنت , و الأشرطة الصوتية ...
و أنتم يا معشر الرجال يتيسر لكم - ما شاء الله تبارك الله -
الحضور عند شيخ و الأخذ عنه ..,
أما نحنُ .... فلنا الله ! , و الطريق الميسرة أمامنا هي طريق التعلم عن بعد ....
فهل يصحُ لطالبة العلم أن تكتفي بذلك ..؟
أظن أن البعض سيجيب بالنفي بحجة :
أنها ما ستفعل إن أشكلت عليها نقطة في شرح الشيخ ...؟
فسيكون الجواب : أن تتصل بأحد المشائخ لتستفسر عما أشكل عليها ... ما رأيكم ؟
و إن كانت إجابة أحدكم بالتأييد فما رأيكم بقول القائل :
إن طالب العلم يطلب العلم على عدة مشائخ ,
لكن يجب عليه أن يلازم شيخا ليأخذ عنه المنهج و غيره ...
فكيف يكون هذا مع التي تطلب العلم عن طريق الدروس الصوتية ...؟
جزاكم الله خيرا و وفقكم و سددكم ....
اعذروني على الإطالة .....
أنا بانتظاركم :
...... تــولين الشاعرة .......