تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    بسم الله الرحمن الرحيم :

    هذا حزء في تخريج الآثار الواردة عن مصارعة النبي -صلى الله عليه و سلم - لركانة – رضي الله عنه - ، و نشرع – إن شاء الله – في تخريج الحديث الذي أخبر عن هذه القصة أولا ، ثم نخرج نص القصة بأسانيدها ، مع عرض هذه الأسانيد على ميزان النقد الحديثي ، و بالله نستعين.

    و متن الحديث هو :" أن ركانة صارع النبى -صلى الله عليه وسلم- فصرعهالنبى -صلى الله عليه وسلم- قال ركانة سمعت رسول الله -صلى الله عليهوسلم- يقول ( إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس) ".

    و مدار الحديث على محمد بن ربيعة الكلابي، و هو يرويه عن أبى الحسن العسقلانى عن أبى جعفر بنمحمد بن ركانة عن أبيه ، الحديث.

    و يرويه عن محمد بن ربيعة ، قتيبة بن سعيد ، عند الترمذي في ( السنن، 7/139) ، و أبي داود في ( السنن ،12/133 ) ، و من طريقه البيهقي في ( الآداب ، 1/306) ، و في ( الشعب ، 5/175) ، و كذا الخطيب في ( الجامع لأخلاق الراوي ، 3/26)، و الدولابي في ( الكنى ، 3/163) .

    و أبو كريب محمد بن العلاء ، عند أبي يعلى في ( مسنده ،2/145 ) ، و الطبراني في ( المعجم الكبير،4/462 ) ، و من طريقه تلميذه أبو نعيم الأصبهاني في ( معرفة الصحابة ، 8/64) .

    و محمد بن أبان ، عند الدولابي - مقرونا بقتيبة بن سعيد - في ( الكنى ، 3/163).

    ومحمد بن عمار ، عند الحاكم في ( المستدرك ، 5/164).

    و محمد بن سلام ، عند البخاري في ( تاريخه الكبير،1/69 ) .

    و ابن سعد في ( طبقاته الكبرى ، 1/174).

    و إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، عند ابن العديم في ( بغية الطلب في تاريخ حلب،3/109).

    و هذا الحديث ضعيف ، و بيان ذلك بإيجاز :

    ما قاله الترمذي بعد إيراده لهذا الحديث :" هذا حديث غريب وإسناده ليس بالقائم. ولا نعرف أبا الحسنالعسقلانى ولا ابن ركانة."

    و قال البخاري : (إسناده مجهول ، لايعرف سماع بعضه من بعض) كما عند القرطبي في تفسيره ( 4/191).

    و قد حكم الحافظ في ( التقريب ، 2/384) بجهالة أبي الحسن العسقلاني ، و بجهالة محمد بن ركانة (2/75).

    كما أن هناك اضطراب في رواية قتيبة بن سعيد و أبو كريب بن العلاء ، و هذا يزيد في وهنه.[1]

    و قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – محتجا بالشق الثاني من الحديث ( الوارد في العمائم ) :" وهذا يقتضي أنهحسن عند أبي داود ، و رواه الترمذي أيضا عن قتيبة ، وقال : " غريب وليس إسنادهبالقائم ، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة". ( اقتضاء الصراط المستقيم ، )

    وهذا القدر لا يمنع أن يعتضد بهذا الحديث، ويستشهد به ."

    قلت : و هذا الكلام من شيخ الإسلام – رحمه الله – بعيد عن الصواب ، و كيف يعتضَد بحديث فيه مجهولان ؟

    و كان هذا القدر مانعا من ذلك ، كيف و هناك من القوادح الأخرى التي تقضي عليه بالوهاء و السقوط ، من اضطراب و نوع من الضعف في محمد بن ربيعة الكلابي يجعله غير معتمد إذا تفرد.

    فعض بناجذيك أخي الناظر على ما قاله الإمامان الحافظان البخاري و الترمذي ، و ألظ بحكمهما تسلك سبيل الصواب.

    قلت : و قال الحافظ الذهبي في ( الميزان ،3/546) من ترجمة محمد بن ركانة :" عن أبيه، لم يصح حديثه ، انفرد به أبو الحسن، شيخ لا يدرى من هو ."

    و قد أورد السخاوي هذا الحديث في ( المقاصد الحسنة ، 1/156) ، و ابن عراق في ( تنزيه الشريعة ،2/272) ، و العجلوني في ( كشف الخفاء ، 2/73) ، و الشوكاني في ( الفوائد المجموعة ، 1/94) ، و ضعفه شيخ مشايخنا الألباني في ( ضعيف الترمذي ، 1/202).


    .... يتبع


    [1] قلت : لم أرد الإطالة بذكر وجه الإضطراب ، و من أراد الوقوف عليه فليراجع ( تهذيب التهذيب ، 9/223) للحافظ.






  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    وفقك الله يا أخي...
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    قلت رحمك الله:
    و قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – محتجا بالشق الثاني من الحديث ( الوارد في العمائم ) :" وهذا يقتضي أنهحسن عند أبي داود ، و رواه الترمذي أيضا عن قتيبة ، وقال : " غريب وليس إسنادهبالقائم ، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة". ( اقتضاء الصراط المستقيم ، )
    وهذا القدر لا يمنع أن يعتضد بهذا الحديث، ويستشهد به ."

    قلت : و هذا الكلام من شيخ الإسلام – رحمه الله – بعيد عن الصواب ، و كيف يعتضَد بحديث فيه مجهولان ؟
    وأقول: بل تعجّلت الحكم غفر الله لك، وتسرعت الإتهام رحمك الله.
    الشيخ قدس الله روحه ونور ضريحه قد ساق الحديث من رواية أبي داود فقط، ولم يتعرض لأي رواية أخرى غيره، وأنت تعلم _ على ما أظن _ رحمك الله ما هي طريقة أبي داود في المسكوت عنه في سننه.
    وقد تعرض الشيخ رحمه الله لهذا المعنى فقال بعد ذكره للحديث: (وهذا يقتضي أنه حسنٌ عند أبي داود). وما كذب رحمه الله.
    ثم أعقب الكلام بالرواية الثانية للحديث وما قيل حوله من غير رواية أبي داود، وهي رواية الترمذي؛ حيث قال: (ورواه الترمذي أيضاً عن قتيبة؛ وقال: غريب وليس إسناده بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن ولا ابن ركانة).

    فعندما اجتمع عنده بعض (المرفِّعات) للحديث؛ وهي:
    1) سكوت أبي داود عنه.
    2) أنه من رواية قتيبة؛ مع تشدده وحرصه.
    3) أنه لا مطعن في رواته إلا الجهالة. أما محمد بن ربيعة فالصحيح فيه والصواب أنه (صدوق).

    بعد هذا كله قال رحمه الله: (وهذا القدر لا يمنع أن يُعتضد بهذا الحديث ويستشهد به).
    أقول على أقل تقدير: للإعتبار.

    فالتروي مطلوب وحسن السبر والاستخراج أطلب منه.

    بوركت ووفقك، وفي الجنة أُنزلت.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    496

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    بارك الله فيك يا أخي السكران التميمي
    إذا استفدت من مشاركتي أو لم تستفد منها فادع الله أن يغفر لي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    قلت رحمك الله:


    وأقول: بل تعجّلت الحكم غفر الله لك، وتسرعت الإتهام رحمك الله.
    الشيخ قدس الله روحه ونور ضريحه قد ساق الحديث من رواية أبي داود فقط، ولم يتعرض لأي رواية أخرى غيره، وأنت تعلم _ على ما أظن _ رحمك الله ما هي طريقة أبي داود في المسكوت عنه في سننه.
    وقد تعرض الشيخ رحمه الله لهذا المعنى فقال بعد ذكره للحديث: (وهذا يقتضي أنه حسنٌ عند أبي داود). وما كذب رحمه الله.
    ثم أعقب الكلام بالرواية الثانية للحديث وما قيل حوله من غير رواية أبي داود، وهي رواية الترمذي؛ حيث قال: (ورواه الترمذي أيضاً عن قتيبة؛ وقال: غريب وليس إسناده بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن ولا ابن ركانة).

    فعندما اجتمع عنده بعض (المرفِّعات) للحديث؛ وهي:
    1) سكوت أبي داود عنه.
    2) أنه من رواية قتيبة؛ مع تشدده وحرصه.
    3) أنه لا مطعن في رواته إلا الجهالة. أما محمد بن ربيعة فالصحيح فيه والصواب أنه (صدوق).

    بعد هذا كله قال رحمه الله: (وهذا القدر لا يمنع أن يُعتضد بهذا الحديث ويستشهد به).
    أقول على أقل تقدير: للإعتبار.

    فالتروي مطلوب وحسن السبر والاستخراج أطلب منه.

    بوركت ووفقك، وفي الجنة أُنزلت.
    شكر الله لك أخي الفاضل نصحيتك ...، و أنا أقول لك أيضا تريث و تمهل ..، و لا تغضب لأنني بينت خطأ لشيخ الإسلام - رحمه الله - ...، و لا تتعصب أخي الفاضل إلا للحق ..،

    فشيخ الإسلام رأى بعض القرائن تجعل الحديث صالحا للاعتبار ..، و لكنه أخطأ إذ تلك القرائن واهية ..،
    و وطن أخي الفاضل نفسك على قبول الحق ..، فالعصمة قد دفنت يوم دفن الرسول بأبي هو و أمي - صلى الله عليه و سلم -.

    و أجلي الآن حقيقة ما ذكرت ..،

    فعندما اجتمع عنده بعض (المرفِّعات) للحديث؛ وهي:
    1) سكوت أبي داود عنه.
    هل صحيح أن سكوت أبي داود يفيد ان الحديث عنده حسن ؟؟

    فدونك الجواب بتفصيل و تأصيل :

    ذكر ابن كثير في ( اختصار علوم الحديث ، 41): "ويروى عنه أنه قال: وما سكت عنه هو حسن."



    قلت : في إيراده لهذا الكلام بصيغة التمريض ( ويروى) ما يشير إلى عدم صحة هذا القول عنه ، و قد شكك في نسبته إليه الحافظ ابن حجر كما في ( نكته ) .


    ففي هذا النقل عنه نظر ،



    و قد قال ابن الصلاح في ( مقدمته ) -متكلما عن ما سكت عنه أبو داود -:" : فماوجدناه في كتابه مذكورا مطلقا وليس في واحد من الصحيحين، ولا نص على صحته أحد، فهوحسن عند أبي داود.""



    قلت : و ابن الصلاح قال هذا تبعا لأصله ، في أن باب التصحيح و التضعيف قد سد عند المتأخرين ، و لو كانت تلك المقولة الممرضة صحيحة عن ابي داود لأوردها ابن الصلاح و احتج بها ، و لما احتاج لتقرير هذا بكلامه .


    و نحن نسلم بأن ما سكت أبو داود عنه حسن عنده ،



    و لكن قال الحافظ ابن حجر :" و قد أشار شيخنا في النوع الثالث و العشرين ،و من هنا يظهر ضعف طريقة من يحتج بكل ما سكت عليه أبو داود فإنه يخرج أحاديث جماعة من الضعفاء في الاحتجاج و يسكت عنها ( ثم اعطى أمثلة) .."


    و قال :" ..، فلا ينبغي للناقد أن يقلده في السكوت على أحاديثهم و يتابعه في الاحتجاج بهم ، بل طريقه أن ينظر هل لذلك الحديث متابع فيعتضد به أو هو غريب فيتوقف فيه ؟ "


    ( و هذا الحديث حكم الترمذي بانه غريب )





    ثم قال مبينا سبب سكوت أبي داود عن حديث الضعفاء :" ..،و كذلك ما فيه من الاسانيد المنقطعة ، و احاديثهم المدلسين بالعنعنة ، و الأسانيد التي فيها من أبهمت أسماؤهم ، فلا يتجه الحكم لأحاديث هؤلاء بالحسن من أجل سكوت أبي داود ، لأن سكوته تارة يكون اكتفاء بما تقدم له من الكلام في ذلك الراوي في نفس كتابه ، و ترة يكون لذهول منه.


    و تارة يكون لشدة وضوح ضعف ذلك الراوي ، و اتفاق الأئمة على طرح روايته ( و أخذ يعطي أمثلة لذلك ) .. " ( النكت ، ص : 438 ، و ما بعدا ) .


    و النفس تقطع بأن هذا الحديث سكت عنه لوضوح ضعفه عند الناظر ، و لأن الأئمة طرحوا روايته ، كالإمام البخاري و الترمذي .


    و هناك أقوال لأئمة آخرين في ان ابا دود يسكت عن احاديث ضعيفة و منكرة ، أعرضت عن إيرادها خشية التطويل .






    2) أنه من رواية قتيبة؛ مع تشدده وحرصه.
    و لا أدري لماذا ذكرت قتيبة هنا ؟؟ ..، فشيخ الإسلام - رحمه الله - لم يذكر قتيبة لشدة حرصه و تشدده ، بل ليبين أن طريق الترمذي ليست هي طريق أبي داود في رواية هذا الحديث عن محمد بن ربيعة الكلابي .

    كما أن هناك من روى هذا الحديث عن محمد بن ربيعة ممن يوازي أو يفوق قتيبة في التشدد و الحرص ..، كما هو مسطور أعلاه ..، و هذا المحل غير مؤثر في الحديث صحة و لا ضعفا ..،


    3) أنه لا مطعن في رواته إلا الجهالة. أما محمد بن ربيعة فالصحيح فيه والصواب أنه (صدوق).
    لا يا أخي هناك طعون أخرى ، و هي :

    1)الجهالة كما قال البخاري و الترمذي ،

    2)و عدم ثبوت سماع رواة الحديث كما قال البخاري ،

    3)و الاضطراب كما قال المزي في ( تهذيب الكمال) ، و أقره الحافظ في ( تهذيب التهذيب) .


    نعم أخي قد لخص الحافظ حال محمد بن ربيعة ، و قال :" صدوق" ، و لكن السؤال يقول : هل يحتمل مثل محمد بن ربيعة التفرد بهذا الحديث ؟؟

    فهذه علة رابعة تضاف إلى العلل السابقة ، و هي تفرد محمد بن ربيعة بهذا الحديث ، و مثله لا يحتمل منه هذا التفرد .

    أقول على أقل تقدير: للإعتبار.
    هذا ما ردتته في كلامي السابق ، أن يكون هذا الحديث صالح للاعتبار ، بل كان يكفيه ما قاله الترمذي في عدم الاعتبار به ..، كيف و هو حوى عللا تقضي عليه بالسقوط و الوهن ؟

    و اجدد قولي لك أخي الفاضل..، لا يزعجنك أن شيخ الإسلام أخطأ ..، فهذاشبه لا شيء في بحر حسناته و مكرماته ..، و هو مأجور معذور إن شاء الله ، و لكن ما عذر من يتعصب له ..، أسأل الله أن يوفقني و إياك ، و شكر الله لك .

    شكر الله لك أخي العطاب و ابا بكر ..،

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    قبل أن أرد على كل ما سطَّرْتَه غفر الله لك أقول:

    أسلوب الإشارة والتلميح، والدخول في الضمائر والسرائر = لا أحبه ولا أستسيغه، ولا أسمح لك أن تخمن أشياء يحوكها عقلك الباطن ومن ثم تنسبها لي.

    إن أردت رحمك الله نقاشاً علمياً جاداً، وحواراً عميقاً هادفاً، بعيداً عن النوايا الباطنة، والتلميحات الغائره، فأخبرني = عنده ستجدني في أتم الإستعداد للعود مرة أخرى، والرد على كل كلامك.

    ليس شيخ الإسلام نبياً حتى نعصمه من الخطأ، أو نلتمس عصمته بتبرير خطأه. فليس هذا إسلوبي. فتنبه
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    اعتذر اخي الفاضل إن أسأت إليك ..، و تفضل و سطر ردك ..،

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه تعالى أستعين

    والله لا أعلم نيتك حتى الآن؛ لكن سأحسن أنا نيتي معك حتى نفرغ وننتهي..

    قلت نصاً:
    (وأنا أقول لك أيضا تريث و تمهل ..، ولا تغضب لأنني بينت خطأ لشيخ الإسلام - رحمهالله - ...، ولا تتعصب أخي الفاضل إلا للحق...، فشيخ الإسلام رأى بعضالقرائن تجعل الحديث صالحا للاعتبار ..، ولكنه أخطأ إذ تلك القرائن واهية...، ووطن أخي الفاضل نفسك على قبول الحق ..، فالعصمة قد دفنت يوم دفن الرسول بأبيهو و أمي - صلى الله عليه و سلم -.)
    ومن ثم قلت نصاً:
    (واجدد قولي لك أخي الفاضل..، لا يزعجنك أن شيخ الإسلام أخطأ ..، فهذاشبه لا شيء فيبحر حسناته و مكرماته ..، وهو مأجور معذور إن شاء الله ، و لكن ما عذر من يتعصب له ..، أسأل الله أن يوفقني و إياك ، و شكر الله لك).

    وأقول:
    قد أجبتك راداً على هذا الكلام (الإعتباطي) في المشاركة السابقة. وأخبرتك هناك: أن هذا ليس بإسلوبي.
    .............................. .............................. ..................
    قلت نصاً:
    (ذكر ابن كثير في ( اختصار علوم الحديث ، 41): "ويروى عنه أنه قال: وما سكت عنه هو حسن"
    قلت : في إيراده لهذا الكلام بصيغة التمريض ( ويروى) ما يشير إلىعدم صحة هذا القول عنه ، و قد شكك في نسبته إليه الحافظ ابن حجر كما في ( نكته). ففي هذا النقل عنه نظر ،)

    وأقول:
    هداك الله؛ النظر في كلامك أنت لا في كلام هؤلاء. ولا أعلم والله من أين استنتجت هذا الكلام (المخترع) ومن ثم جعلته حكماً مقرراً للعلماء؟!
    ويعلم الله تعالى إني لأتعجب كيف تقدم على تخريج لحديث من الأحاديث وأنت حتى لا تستطيع تمييز كلام أهل العلم رحمك الله؟!
    وسيأتيك بعد قليل الإجابة على ذلك.
    .............................. .............................. ...............
    قلت نصاً:
    (و قد قال ابن الصلاح في ( مقدمته ) -متكلما عن ما سكت عنهأبو داود: "فماوجدناه في كتابه مذكورا مطلقا وليس في واحد من الصحيحين، ولا نص علىصحته أحد، فهوحسن عند أبي داود")

    وأقول:
    قد كنت رأيت الشيخ (أمجد) يوضح لك أنه لا يجوز أن تبتر النصوص أو أن تشوهها، وفعلا بان لي الآن صدق كلامه غفر الله له.
    ثم هذا ردٌ عليك رحمك الله، فأنت تنقل ما لا تعرف مراده غفر الله لك، فابن الصلاح ما قال إلا ما قاله صاحب الشأن، نفسه وسيأتي بيان ذلك قريباً.
    .............................. .............................. .........
    قلت نصاً:
    (قلت : و ابن الصلاح قال هذا تبعا لأصله ، في أن بابالتصحيح و التضعيف قد سد عند المتأخرين ، و لو كانت تلك المقولة الممرضة صحيحة عنابي داود لأوردها ابن الصلاح و احتج بها ، و لما احتاج لتقرير هذا بكلامه)

    وأقول:
    هذا من كيسك هداك الله _ كما هي عادتك بكثرة هنا _، فما قاله إلا فكرك القاصر عن تمييز ألفاظ العلماء. فابن الصلاح ما قال كلامه تبعاً لأصله غفر الله لك، بل قاله مقرراً أمراً ثابتاً عرف صدقه ومراده، وثبت عنده.
    والعجب كلَّ العجب منك أن تذكر كلام ابن الصلاح وقوله الصريح فيما سكت عنه أبو داود؛ ومن ثم تأتي وتقول هنا: ولو كانت تلك المقولة الممرضة صحيحة عنابي داود لأوردها ابن الصلاح و احتج بها، و لما احتاج لتقرير هذا بكلامه.
    بل والله المرض حصل في كلامك المضطرب المتداخل الذي لا يعرف قارئه من أين يمسك به، وإلا كيف ينقل ابن الصلاح كلاماً صريحاً قد عرف طريقة صاحبه فيه، ومن ثم تقول ما تقول؟!
    تمعن في كلام ابن الصلاح تجد أنه عرف صحة منهج ابي داود في سننه ومن ثم خرّجه في مقدمته بإسلوبه.
    .............................. .............................. .......
    قلت نصاً:
    (و نحن نسلم بأن ما سكت أبو داود عنه حسن عنده)

    وأقول:
    لا تسليم لك وصاحب الشأن نفسه قد قرر طريقته ومنهجه، ولم يختلف إثنان أصلاً في أن ما سكت عنه أبو داود حسن عنده، ويحتمل أن يكون حسناً عند غيره.
    قال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في (رسالته إلى أهل مكة) _ والتي أعتقد كل الإعتقاد أنك لا تعرف عنها شيئاً _:
    (وليس في كتاب السنن الذي صنفته عن رجل متروك الحديث شيء [أي: أنه لم يخرج لمتروك الحديث عنده على ما ظهر له، او لمتروك متفق على تركه]، وإذا كان فيه حديث منكر بينت أنه منكر، وليس على نحوه في الباب غيره.
    قال: وما كان في كتابي من حديث فيه وهنٌ شديد، فقد بينته، ومنه ما لا يصح سنده. وما لم أذكر فيه شيـئاً فهو صالح [أي: للاعتبار أو الحجة]، وبعضها أصح من بعض). أهـ
    فهل عرفت الآن غفر الله لك أين الجادة؟!

    وأنصحك أخي الكريم ان ترجع إلى كتاب (أعلام المحدثين ومآثرهم العلمية) للمحدث تقي الدين الندوي ص216؛ تحت عنوان: (الكلام على ما سكت عليه أبو داود) وستجد علماً كثيراً يفيدك وتحتاجه.
    .............................. .............................. ...........
    ثم قمت بسرد كلام لا طائل منه؛ وبعضه لم تعرف على أي شيء تنقله وتضعه، فهو لا يخفى على طويلب علمِ حديثٍ فضلاً عن عارف به؛ _ ووالله الكل يعرف أن ما سكت عنه أبو داود وكان في سنده أحدٌ من الضعفاء أنه لا ينبغي للناقد ان يتابعه في الاحتجاج بأحاديثهم، بل طريقه أن ينظر هل لذلك الحديث متابع يعتضد به، او هو غريب فيتوقف فيه، لا سينا إن كان مخالفاً لرواية من هو أوثق منه، فإنه ينحط إلى قبيل المنكر _، فقلت هداك الله نصاً:
    (و لكن قال الحافظ ابن حجر :" و قد أشار شيخنا في النوعالثالث و العشرين ،و من هنا يظهر ضعف طريقة منيحتج بكل ما سكت عليه أبو داودفإنه يخرج أحاديث جماعة منالضعفاء في الاحتجاج ويسكت عنها ( ثم اعطى أمثلة"..
    و قال..":فلا ينبغي للناقد أن يقلده في السكوت على أحاديثهم ويتابعه في الاحتجاج بهم، بل طريقه أن ينظر هل لذلك الحديث متابعفيعتضد به أو هو غريب فيتوقف فيه ؟"
    (و هذا الحديث حكم الترمذي بانه غريب)
    ثم قال مبيناسبب سكوت أبي داود عن حديث الضعفاء :" ..،و كذلك ما فيه من الاسانيد المنقطعة ، واحاديثهم المدلسين بالعنعنة ، و الأسانيد التي فيها من أبهمت أسماؤهم ،فلا يتجه الحكم لأحاديث هؤلاء بالحسن من أجل سكوت أبي داود ، لأن سكوتهتارة يكون اكتفاء بما تقدم له من الكلام في ذلك الراوي في نفس كتابه ، و ترة يكون لذهول منه.
    و تارةيكون لشدة وضوح ضعف ذلك الراوي ، و اتفاق الأئمة على طرح روايته (و أخذيعطي أمثلة لذلك ) .. " ( النكت ، ص : 438 ، و ما بعدا.)

    وأقول:
    هذا كلام والله كله عليك لا لك، فالعلماء رحمهم الله ما قالوا هذا إلا لمعرفتهم بمراد ومنهج الإمام أبو داود في سننه، والذي أنت ببعض النقول تحاول إضاعته وتعميته، ولا أعلم هل هو جهل منك أو تعنت ومكابرة.
    .............................. .............................. ................
    قلت نصاً:
    (و النفس تقطع بأن هذا الحديث سكت عنه لوضوح ضعفه عندالناظر ، و لأن الأئمة طرحوا روايته ، كالإمام البخاري و الترمذي)

    وأقول:
    ما شاء الله على هذه النفس التي تقطع من كيسها على ما يجري به هواها. إقرأ كلام الإمام السابق قبل أن تعطي لنفسك العنان حتى تقطع بما لا يُقطع، فتنكسر قواطعك.
    .............................. .............................. ................
    قلت نصاً:
    (و لا أدري لماذا ذكرت قتيبة هنا ؟؟ ..، فشيخ الإسلام - رحمه الله - لم يذكر قتيبةلشدة حرصه و تشدده ، بل ليبين أن طريق الترمذي ليست هي طريق أبي داود في رواية هذاالحديث عن محمد بن ربيعة الكلابي.
    كما أن هناك من روى هذا الحديث عن محمد بن ربيعة ممن يوازي أو يفوق قتيبة في التشددو الحرص ..، كما هو مسطور أعلاه ..، و هذا المحل غير مؤثر في الحديث صحة و لا ضعفا)

    وأقول:
    ومن أين حكمت رحمك الله على شيخ الإسلام بأنه لم يرد هذا الإعتبار؟! هل أنت تلميذه الملازم له والذي يبوح لك بمراده؟!
    سبق وقلت لك: التخمينات والتكهنات التي تقطع بها هذه لا تفيد في نقاش علمي هادف الغرض منه البيان والتوضيح.

    ثم كلامك يكون معقولاً لو أن الشيخ رحمه الله استدل بكل الطرق الموجوده أو أكثرها، لكنه لم يذكر إلا رواية أبي داود والترمذي. فتأمل

    فالشيخ أصلاً ما ذكر روايتهما إلا لأنهما من أصحاب الأصول المعتبرة الستة في السنة النبوية، فكونه يقدم الرواية المسكوت عنها ومن ثم يعقبها بالرواية المطعون فيها، فماذا تفهم من هذا رحمك الله؟!
    وبالمناسبة أحيلك أيضاً على كتابٍ آخر في علمٌ غزير على صغر حجمه حتى تعلم لماذا اعتبر شيخ الإسلام بروايةأبي داود؛ هذا الكتاب هو (بذل المجهود في ختم سنن أبي داود) للإمام السخاوي، ففيه فوائد مهمة لك في هذا الباب رحمك الله.

    بل أزيدك أمراً حتى تعلم أن الشيخ أصلاً ما استدل بهذا الحديث إلا على سبيل الإعتبار، أنه لم يتطرق له في مؤلفاته إلا في كتابين: الأول (الإقتضاء) وقد مر قوله فيه، والثاني (شرح العمدة) حيث قال بالنص الحرفي:
    (وقد روي عن ركانة بن عبد يزيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القرنس"؛ رواه أبو داود والترمذي وقال: غريب وليس إسناده بالقائم).
    فما رأيك؟! وما تستنتج إن كنت فعلاً من أهل الإختصاص؟!
    .............................. .............................. ...........
    قلت نصاً:
    (3- و الاضطراب كما قال المزي في ( تهذيب الكمال) ، و أقره الحافظ في ( تهذيبالتهذيب))

    وأقول:
    إن كنت تقصد اختلاف الرواية، فقد أتت على الجادة وانتفى الإضطراب بارك الله فيك، ولا يلزم وجوده في طريق سريانه على كل الطرق.
    وما دمت تقول أنك جمعت طرقه المتفرقه فانظر رحمك الله أين موطن الإختلاف ومن ثم قسه بالمواطن الأكثر التي أتت على الجادة وسيتبين لك هل يوجد اضطراب بالمعنى المعروف أم لا.
    .............................. .............................. .............
    قلت نصاً:
    (2- و عدم ثبوت سماع رواة الحديث كما قال البخاري)

    وأقول:
    والله هذا ما قاله إلا أنت _ وهذه عادتك غفر الله لك _، سالتك بالله أين قال البخاري (بثبوت) عدم السماع؟!!
    البخاري قال نصاً: (إسناده مجهول؛ لا يعرف سماع بعضهم من بعض).
    وفرق بين: [لا يثبت سماع بعضهم من بعض]، وبين: [لا يعرف سماع بعضهم من بعض]. كما بين السماء والأرض، أما أنك لا تميز مثل هذه العبارات؛ فهذه مسألة أخرى قد وقعت فيها كثيراً هنا.
    .............................. .............................. .............
    قلت نصاً:
    (نعم أخي قد لخص الحافظ حال محمد بن ربيعة ، و قال :" صدوق" ، و لكن السؤال يقول: هل يحتمل مثل محمد بن ربيعة التفرد بهذا الحديث؟
    فهذه علة رابعة تضاف إلىالعلل السابقة ، و هي تفرد محمد بن ربيعة بهذا الحديث ، و مثله لا يحتمل منه هذاالتفرد)

    وأقول:
    هذه ما أضافها إلا أنت هداك الله, ووصفي له بأنه صدوق كما وصفه أهل العلم المتخصصين له بذلك؛ كان الهدف منه رحمك الله بيان لماذا اعتبر شيخ الإسلام بالحديث، بمعنى = تعريفك وتوضيح الأمر لك لماذا اعتبر الشيخ بالحديث.
    وهل تعتقد أن لو انتفت الجهالة أن الحديث أيضاً سيبقى ضعيفاً لأن محمد بن ربيعة (صدوق)؟!! لا أعتقد أنك إن كنت عارفاً بعلم الحديث أن تجيب بنعم.
    .............................. .............................. ...............
    قلت نصاً:
    (هذا ما ردتته في كلامي السابق ، أن يكون هذا الحديث صالح للاعتبار ، بل كان يكفيهما قاله الترمذي في عدم الاعتبار به ..، كيف و هو حوى عللا تقضي عليه بالسقوط والوهن ؟)

    وأقول:
    بل يكفيك أنت رحمك الله تخبطاً في الأحكام، واضطراباً في الكلام، وتضارباً في الأقوال، فهذا علم شريف عميق غويص لا يسبح في بحره إلا من يجيد السباحة.

    قد يكون كلامي في بعضه قاسياً _ بعض الشيء _ عليك في الخطاب، لكنها مما تستلزم الرد على كلامك غفر الله لك.
    وتبقى الأنفس بإذن الله طاهرة.

    ملاحظة: لا يفهم من كلامي هذا كله تصحيح الحديث أو تحسينه؛ لا وربي ما هذا المقصد، بل المقصد بيان أنه لا بد من الخوض في الأمور بكل جاهزية واستعداد حتى لا يحصل ما حصل من الأخ الفاضل هنا.
    والله تعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    حنانيك أخي الفاضل ..،

    ويعلم الله تعالى إني لأتعجب كيف تقدم على تخريج لحديث من الأحاديث وأنت حتى لا تستطيع تمييز كلام أهل العلم رحمك الله؟!
    بين للإخوة الناظرين كيف أنني لم أميز بين كلام أهل العلم ، حتى لا تكون صاحب دعوى ،

    قد كنت رأيت الشيخ (أمجد) يوضح لك أنه لا يجوز أن تبتر النصوص أو أن تشوهها، وفعلا بان لي الآن صدق كلامه غفر الله له.
    بين للإخوة الناظرين ، أين هو محل البتر و التشويه ، ؟؟ حتى لا تكون صاحب دعوى ..،

    ثم هذا ردٌ عليك رحمك الله، فأنت تنقل ما لا تعرف مراده غفر الله لك، فابن الصلاح ما قال إلا ما قاله صاحب الشأن،
    هل أنا سقته محتجا به ؟؟ لا كما يعلم من كلام المسطور أعلاه ..، فمرادي هو بيان أن ابن الصلاح قال أن ما سكت عنه أبو داود ، هو حسن ، مع توفر بعض الشروط ..،

    فكما تنصحني بما معرفة مراد أهل العلم ..،فاعرف مرادي ، بوركت


    وسيأتي بيان ذلك قريباً.
    انتظر بلهف ..، و عساك تروي الغلة ، و تشفي العلة ، فالنفس إلى فوائدك متشوفة ، و من طول الانتظار محترقة ،

    هذا من كيسك هداك الله _ كما هي عادتك بكثرة هنا _، فما قاله إلا فكرك القاصر عن تمييز ألفاظ العلماء. فابن الصلاح ما قال كلامه تبعاً لأصله غفر الله لك، بل قاله مقرراً أمراً ثابتاً عرف صدقه ومراده، وثبت عنده.
    رحماك و غفرانك و هداك رباه ..، هنا عندك مطلبان :

    الأول : أن تبين للإخوة الناظرين ، كيف أتيت بهذا من كيسي ..؟

    الثاني : أين هو الأمر المقرر الثابت الذي عرف صدقه و مراده ، و ثبت عنده ..؟

    بل والله المرض حصل في كلامك المضطرب المتداخل الذي لا يعرف قارئه من أين يمسك به، وإلا كيف ينقل ابن الصلاح كلاماً صريحاً قد عرف طريقة صاحبه فيه، ومن ثم تقول ما تقول؟!
    سلمني الله و إياك من شر الأمراض ..، و هنا عندك مطلبان ، و عندي - أو علي- توضيح و بيان :

    نبدأ بالمطلبين :

    الأول: أن تبين للإخوة الناظرين وجه الإضطراب في كلامي ؟

    الثاني : أن تبين للإخوة الناظرين وجه التداخل في كلامي ؟

    التوضيح ، و هو لقولك :

    وإلا كيف ينقل ابن الصلاح كلاماً صريحاً قد عرف طريقة صاحبه فيه
    أخي الفاضل ابن الصلاح لم ينقل شيئا ، بل ذلك الكلام ( الذي سقته أعلاه) من حر لفظه ، فارجع إليه تتأكد ..،

    هذا نقلك لكلام أبي دواد من ( رسالته إلى أهل مكة) ، و التي لا أعرف عنها شيئا
    (وليس في كتاب السنن الذي صنفته عن رجل متروك الحديث شيء [أي: أنه لم يخرج لمتروك الحديث عنده على ما ظهر له، او لمتروك متفق على تركه]، وإذا كان فيه حديث منكر بينت أنه منكر، وليس على نحوه في الباب غيره.
    قال: وما كان في كتابي من حديث فيه وهنٌ شديد، فقد بينته، ومنه ما لا يصح سنده. وما لم أذكر فيه شيـئاً فهو صالح [أي: للاعتبار أو الحجة]، وبعضها أصح من بعض). أهـ
    ليس في نقلك ، المقولة التي أوردها ابن كثير - بصيغة التمريض - في ( اختصاره) :"ويروى عنه أنه قال: وما سكت عنه هو حسن."

    و لكن ما حواه نقلك ..، مما يعنينا هنا قوله رحمه الله :"وما لم أذكر فيه شيـئاً فهو صالح".

    و الفرق بين ما نقله ابن كثير - بصيغة التمريض - و بين كلام أبي داود ، لا يخفى على لبيب مثلك .

    و لكن لا ضير إن بيناه :

    فالأول : نص في المسألة ، يجعلنا نقطع بأن كل مل سكت عنه أبو دود حسن عنده.

    و أما الثاني : فهو أعم من الأول حيث عبر بـ( فهو صالح) ، فيندرج فيه الصحيح و الحسن ،و الضعيف ، (كما بينه ابن حجر في نكته ، و قبله الرزركشي في نكته)، فقد يكون ما سكت عنه أبو داود صحيحا او حسنا أو ضعيفا عنده ، ( و أبو داود يرى الاحتجاج بالضعيف الخفيف الضعف ، كما بينه ابن حجر في نكته) .

    وأنصحك أخي الكريم ان ترجع إلى كتاب (أعلام المحدثين ومآثرهم العلمية) للمحدث تقي الدين الندوي ص216؛ تحت عنوان: (الكلام على ما سكت عليه أبو داود) وستجد علماً كثيراً يفيدك وتحتاجه.
    شكر الله لك نصحك ، و سقاك من ماء الجنة الزلال ، و أظلك منها بوارف الظلال ..،

    و المثل الأندلسي يقول : ملك فؤادك لمن أفادك ..،

    و هذه فائدة من نابه مثلك ..،

    ثم قمت بسرد كلام لا طائل منه؛ وبعضه لم تعرف على أي شيء تنقله وتضعه، فهو لا يخفى على طويلب علمِ حديثٍ فضلاً عن عارف به
    هنا مطلبان :

    الأول : أن تبين للإخوة الناظرين ،كيف أن هذا الكلام لا طائل منه ؟

    الثاني : أن تبين كيف أنني أنقل و أضع مالا أعرف لأي شيء أنقله و أضعه ؟

    ووالله الكل يعرف أن ما سكت عنه أبو داود وكان في سنده أحدٌ من الضعفاء أنه لا ينبغي للناقد ان يتابعه في الاحتجاج بأحاديثهم، بل طريقه أن ينظر هل لذلك الحديث متابع يعتضد به، او هو غريب فيتوقف فيه، لا سينا إن كان مخالفاً لرواية من هو أوثق منه، فإنه ينحط إلى قبيل المنكر
    إن كان الأمر كما قلت ، فلماذا تضيع الوقت بما لا طائل من ورائه ؟؟

    لأنك متفق معي ، و هذا الذي قلتَه ، أقوله أيضا ..،

    و هذا ما قمتُ به ، فقد وجدت الحديث سكت عنه أبو داود ، و لم يقنعني هذا ، لأنني وجدت من الأئمة - ممن هو أجل من أبي داود - ضعفوه كالبخاري و الترمذي ،

    فأنت متفق معي بأن سكوت أبي داود في حديث ما لا يكتفى به ، بل ينظَر و يسبَر ، فأنظر اخي التميمي في سند الحديث فستجده كما قلتُ ، و تفضي إلى ما أفضيت إليه ، أو على أقل تقول بأن الحديث لا تقوم به حجة ..،

    هذا كلام والله كله عليك لا لك، فالعلماء رحمهم الله ما قالوا هذا إلا لمعرفتهم بمراد ومنهج الإمام أبو داود في سننه، والذي أنت ببعض النقول تحاول إضاعته وتعميته، ولا أعلم هل هو جهل منك أو تعنت ومكابرة.
    و هنا مطلبان :

    الأول : أن تبين للإخوة الناظرين ، كيف أن هذا الكلام علي لا لي ؟؟

    هل أنا قلت يكفيني سكوت أبي داود في تحسين الحديث ؟؟ ..، أظنك تعلم أني أنفي هذا ، و أنت معي في نفيه ..،

    الثاني : أن تبين للإخوة الناظرين ، كيف أحاول إضاعة و تعمية منهج أبي داود رحمه الله ؟

    و أما قولك :
    ولا أعلم هل هو جهل منك أو تعنت ومكابرة
    العلم عند الله الواحد الأحد ...،

    ما شاء الله على هذه النفس التي تقطع من كيسها على ما يجري به هواها. إقرأ كلام الإمام السابق قبل أن تعطي لنفسك العنان حتى تقطع بما لا يُقطع، فتنكسر قواطعك.
    أنت إن قلت أن أبا دود سكت عن هذا الحديث ، لأنه حسن عنده أظنك أسأت إليه من حيث ظننت أنك تحسن ، إذ ضعف مثل هذا الحديث لا يخفى على مثل أبي داود، الذي لينت له صناعة الحديث كما لين لداود - عليه السلام - الحديد ، فضعف هذا الحديث ظاهر واضح ، من الصعب أن نقول : بأن أبا دادو سكت عنه لأنه حسن عنده ، فلأن نقول بأنه سكت عنه لضعفه عنده كان أصوب، و أجدر بمثل أبي داود رحمه الله ، و بهذا يعتذر لمثل هؤلاء الأئمة الفطاحل ..،

    و أم قولك :
    لتي تقطع من كيسها على ما يجري به هواها
    أظن أن الإخوة يتفقون معي في أن مثل هذه النقاشات ، تنزه عن مثل هذا الكلام المنافي لأصول الأدب و الحوار ..، و لعلك معذور إن شاء الله

    ومن أين حكمت رحمك الله على شيخ الإسلام بأنه لم يرد هذا الإعتبار؟! هل أنت تلميذه الملازم له والذي يبوح لك بمراده؟!
    عد لكتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم) ، لكي تعلم لماذا قلت أن شيخ الإسلام لم يرد هذا الاعتبار ؟

    سبق وقلت لك: التخمينات والتكهنات التي تقطع بها هذه لا تفيد في نقاش علمي هادف الغرض منه البيان والتوضيح.
    هنا مطلب : وهو أن تبين أين هذه التخمينات و التكهنات ؟

    ثم كلامك يكون معقولاً لو أن الشيخ رحمه الله استدل بكل الطرق الموجوده أو أكثرها، لكنه لم يذكر إلا رواية أبي داود والترمذي. فتأمل
    و هنا مطلبان :

    الأول : أن تبين السبب الذي جعل كلامي غير معقول ؟

    الثاني : هل أن قلت بأن شيخ الإسلام ذكر غير رواية أبي داود و الترمذي ؟

    فالشيخ أصلاً ما ذكر روايتهما إلا لأنهما من أصحاب الأصول المعتبرة الستة في السنة النبوية، فكونه يقدم الرواية المسكوت عنها ومن ثم يعقبها بالرواية المطعون فيها، فماذا تفهم من هذا رحمك الله؟!
    لا يحق لي أن أقحم فهمي و لا فهكم ، ما دام أن شيخ الإسلام بين أن طعن الترمذي غير مانع من الاعتبار بالحديث ، فنكتفي بما نص عليه شيخ الإسلام ، و لا نقحم شيئا آخر ،

    وبالمناسبة أحيلك أيضاً على كتابٍ آخر في علمٌ غزير على صغر حجمه حتى تعلم لماذا اعتبر شيخ الإسلام بروايةأبي داود؛ هذا الكتاب هو (بذل المجهود في ختم سنن أبي داود) للإمام السخاوي، ففيه فوائد مهمة لك في هذا الباب رحمك الله.
    و هذا الكتاب طبع بتحقيق شيخنا المحقق الدكتور عبد اللطيف الجيلاني - حفظه الله - ،

    و شكرا على هذه الفائدة

    بل أزيدك أمراً حتى تعلم أن الشيخ أصلاً ما استدل بهذا الحديث إلا على سبيل الإعتبار
    أخي الفاضل أعلم بأن شيخ الإسلام استدل بالحديث على سبيل الاعتبار ، و أنا هذا نفيته ،

    فقد نفيت ان يكون الحديث صالحا للاعتبار ،

    فما رأيك؟! وما تستنتج إن كنت فعلاً من أهل الإختصاص
    دونك رأيي :

    إيراد شيخ الإسلام لهذا الحديث في ( شرح العمدة ) بصيغة التمريض ينبئ بضعفه ، و نقله لكلام الترمذي و سكوته عنه ، ينبئ بموافقته له ،

    و أما قولك في الرد على الاضطراب الواقع في الحديث :

    إن كنت تقصد اختلاف الرواية، فقد أتت على الجادة وانتفى الإضطراب بارك الله فيك، ولا يلزم وجوده في طريق سريانه على كل الطرق.
    أخي الفاضل ، ألا فعلت معروفا ، و بينت أن ليس هناك اضطرابا ، و تبين الراوية الصحيحة و الراجحة على باقي الروايات ..، و التي - قلتَ - أنها أتت على الجادة ..،

    فأنا حاولت أن أزيد الاضطراب عن الحديث عن طريق الترجيح أو الجمع ، و لكن لم ألف للاضطراب دواء يذهبه ، و لعلك تفعل و تنجح فما لم أنجح فيه ،

    والله هذا ما قاله إلا أنت _ وهذه عادتك غفر الله لك _، سالتك بالله أين قال البخاري (بثبوت) عدم السماع؟!!
    رحماك و غفراك رباه ..، أنا لم أقل بثبوت عدم السماع ، بل قلت : بعدم ثبوت السماع ؟


    وفرق بين: [لا يثبت سماع بعضهم من بعض]، وبين: [لا يعرف سماع بعضهم من بعض]. كما بين السماء والأرض، أما أنك لا تميز مثل هذه العبارات؛ فهذه مسألة أخرى قد وقعت فيها كثيراً هنا.
    أبي لي أخي الفاضل عن الفرق بين ما ذكرت ، فمنكم نستفيد ..،

    و عندي سؤال : هل الفرق الذي ستذكره ، سيثبت لنا سماع بعضهم من بعض ، فتزلو بذلك هذه العلة المسقطة للحديث ؟؟

    وهل تعتقد أن لو انتفت الجهالة أن الحديث أيضاً سيبقى ضعيفاً لأن محمد بن ربيعة (صدوق)؟!! لا أعتقد أنك إن كنت عارفاً بعلم الحديث أن تجيب بنعم.
    نعم سيبقى ضعيفا ، إن لم تزح عنه الاضطراب و عدم ثبوت السماع ..،


    بل يكفيك أنت رحمك الله تخبطاً في الأحكام، واضطراباً في الكلام، وتضارباً في الأقوال، فهذا علم شريف عميق غويص لا يسبح في بحره إلا من يجيد السباحة.
    أريد تعلم السباحة ..،

    قد يكون كلامي في بعضه قاسياً _ بعض الشيء _ عليك في الخطاب، لكنها مما تستلزم الرد على كلامك غفر الله لك.
    وتبقى الأنفس بإذن الله طاهرة.



    لا كلامك بتعبير الإخوة المصريين ( زي العسل) .

    ملاحظة: لا يفهم من كلامي هذا كله تصحيح الحديث أو تحسينه؛ لا وربي ما هذا المقصد، بل المقصد بيان أنه لا بد من الخوض في الأمور بكل جاهزية واستعداد حتى لا يحصل ما حصل من الأخ الفاضل هنا.
    مفهوم يا عم ..،

    و أرجو منك أن تكون مستعدا و جاهزا ، لتجيبني عن أسئلتي ، و تلبي مطالبي ، بإجابات مدققة و مركزة ..،

    و أما بخصوص الابتسامات ، فهي ابتسامات حب و وئام ..،

    و عندي مطلب أخير :

    ما رتبة الحديث عندك ؟؟؟

    و لاتنسى اخاك الحميدي من الدعاء في صلاتك في هذا الشهر المبارك ..، عسى الله يغفر له زلاته ..،

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    و أرجو منك أن تكون مستعدا و جاهزا ، لتجيبني عن أسئلتي ، و تلبي مطالبي ، بإجابات مدققة و مركزة ..،
    قد اجبتك قبلاً بما لا مزيد فيه، ويكفي عن الإعادة هنا لكل ما كتبته الآن من كلام. فكلامي واضحٌ دقيق لا يحتمل تأويل أو ترميز.
    ونصيحتي لك الأخرى: دع غوائر الصدور التي تحملها جانباً عندما تكون في مجالس علمٍ أصلحك الله، وأكثر من الطلب بإصوله وقواعده، وتعمق أكثر رحمك الله في الرغبة الملحة إن أردت السير في الطريق.

    أخي الفاضل يعلم الله _ وليست رياءً ولا سمعة؛ إنما هو تحدث بالنعمة _ عندي من الطلبة من يقال لهم: (يا عم) من بياض شعره. فلست ممن يكتب الكلام ولا ينهيه.
    وفعلاً قد أنهيته في ردي السابق. وكل أسئلتك التي طرحتها عليّ في ردك الأخير أجزم لك (أنك تعرف إجابتها).

    وفقك الله لما يحب ويرضى آمين.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    (أنك تعرف إجابتها).
    و الذي فطرني ما أعرف لها جوابا ..، و لكن لا عليك ..، و لك ما أردت ..، و أنا سأتم تخريجي ..،

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    وفق الله الأخ الحميدي وأبا عصام
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه


    و أما بالنسبة للحديث الذي حوى القصة بطولها ، فنبدأ بمرسل سعيد بن جبير ، و الذي صححه بعض أهل العلم :



    مرسل سعيد بن جبير :



    أخرجه أبو داود في ( المراسيل ، 316) ، عن موسى بن إسماعيل ، و من طريقه البيهقي في ( السنن ،10 /18)،و أبو نعيم الأصبهاني في ( معرفة الصحابة ، 8/62) ، عن هارون بن يزيد ، كلاهما عن حماد عن عمرو بن دينارعنسعيد بن جبير ، الحديث بطوله .



    قلت : و قد أشار أبو نعيم الأصبهاني إلى ان محمد بن كثير رواه عن حماد بن سلمة ، و لم يورد إسناده إليه .



    و لم أنقل لفظ القصة لطولها ، و قد وقع في متن القصة اختلاف كبير بحسب الراويات (و اضطراب أيضا ) ، واما عن رتبة الحديث :



    فقد قال البيهقي بعد أن أورده :"وهو مرسل جيد ، وقد روىباسناد آخر موصولا الا انه ضعيف ".



    فتعقبه ابن التركماني في ( الجوهر النقي ، 10/18) :" الذى في كتب اهل هذا الشان، ركانة بن عبد يزيد ، وليس في شئ منها فيما علمت يزيد بن ركانة ، ولا ركانة بنيزيد ،وكيف يكون جيدا، و فى سنده حماد بن سلمة ، قال فيه : البيهقى في باب من مربحائط انسان ( ليس بالقوى ) ،وفى باب من صلى وفى ثوبه أو نعله اذى ( مختلففي عدالته) ".



    قلت : و مقصود البيهقي بقوله ( مختلف في عدالته) أي في حفظه ، و إلا فإن عدالة حماد بن سلمة أشهر من أن تذكر ، و قد قال عنه البيهقي أنه ساء حفظه كما في ( تهذيب التهذيب ،3/11).



    و قال الحافظ في ( تلخيص الحبير ، 5/424) :" إسناده صحيح إلى سعيد بن جبير ، إلا أن سعيدا لم يدرك ركانة ."



    قلت : و إن سُلِّم بصحة السند إلى سعيد بن جبير ، فهذا المرسل غير كاف في إثبات القصة.



    قلت : و اما المرفوع الذي أشار إليه البيهقي آنفا ، و قال عنه أنه ضعيف، و هو من رواية سعيد بن جبير ، فهو في الآتي.



    حديث ابن عباس رضي الله عنهما :



    ورد عنه من رواية سعيد بن جبير و أبي صالح .



    رواية سعيد بن جبير :





    فقد قال ابن حجر في ( تلخيص الحبير ،5/424) :"هو في أحاديث أبي بكر الشافعي ، وفي كتاب السبق والرمي لأبي الشيخ منرواية عبد الله بن يزيد المدني ، عن حماد ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بنجبير ، عن ابن عباس مطولا".



    و قال ابن حجر : أن إسناده ضعيف ، و ضعفه البيهقي كما مر معنا ،



    قلت : و هو كما قالا ، و عبد الله بن يزيد المدني لم يتبين لي من هو[1] ،؟ ، و قد خالفه ثلاثة رواة سبق ذكرهم ، فرووه مرسلا ، و هم :



    موسى بن إسماعيل ، و هو ثقة ثبت . ينظر ( تقريب التهذيب ، 2/220 ) .



    يزيد بن هارون ، إمام معروف .



    محمد بن كثير ، الظاهر أنه العبدي ، قال عنه الحافظ في ( التقريب ، 2/127) :" ثقة لم يصب من ضعفه".





    قلت : و قد قال ابن كثير[2] عن إسناد هذا الحديث أنه جيد ، و العجيب أن الألباني ر حمه الله - اتبعه في ذلك[3]، و القول قول البيهقي و الحافظ، رحم الله الجميع .







    رواية أبي صالح :



    أخرجها الفاكهي في ( أخبار مكة ، 6/94) ، فقال : حدثنا حسين بن حسن الأزدي قال : ثنا محمد بن حبيب ، عن هشام : يعني ابنالكلبي ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس به .



    قلت : و هذه الرواية ساقطة ، فأبو صالح ، هو : باذام أو باذان مولى أم هانئ بنت أبي طالب[4]، و أقوال الأئمة فيه كالآتي :



    فقد قال بن أبي خيثمة عن بن معين : "ليس به بأس ، وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء"



    قلت : و هذا الخبر من رواية الكلبي عنه ، فهو لاشيء.



    و قال الكلبي :قال لي أبو صالح : "كل ما حدثتك كذب".



    قلت : و زد على هذا قول ابن حبان :" يحدث عن بن عباس ،ولم يسمع منه".



    قلت : و الكلبي الوضاع حاله مشهورة ، تنظر ترجمته في ( تهذيب التهذيب).





    و الآن حديث أبي أمامة رضي الله عنه :



    أخرجه أبو نعيم في ( معرفة الصحابة ، 8/61) ، عن الحسين بن محمد بن حماد ، و البيهقي في ( دلائل النبوة ، 6/495) عن الحسين بن أبي معشر ، كلاهما عن محمد بن وهببن أبي كريمة ، أنبأ محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، حدثني أبو عبدالملك ، عن القاسم ، عن أبي أمامة به مطولا.



    قلت : و قال البيهقي :" أبو عبد الملك هذا علي بن يزيد الشامي ، وليسبقوي ، إلا أن معه ما يؤكد حديثه".



    قلت : علي بن يزيد الشامي ضعيف[5] إلى حد أن يترك، و بالخصوص في روايته عن القاسم عن أبي أمامة ، و هذه أقوال الأئمة فيه :



    قال أبو زرعة الرازي:" ليس بالقوي".



    وقال بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : "ضعيف الحديث ، أحاديثه منكرة".



    وقال البخاري :" منكر الحديث ضعيف".



    و قال النسائي و الأزدي و الدارقطني و البرقي :" متروك".



    و قال أحمد أبو الحاكم :" ذاهب الحديث".



    و قال أبو نعيم الأصبهاني :" منكر الحديث".



    و أما بخصوص روايته عن القاسم عن أبي أمامة ، (فهي صحيفة ) قال عنها الأئمة :



    فقد قال محمد بن عمر: قال يحيى بن معين : "علي بن يزيد عن القاسم عن أبي إمامة ضعاف كلها".



    وقال محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني : قلت لأبي حاتم ، ما تقول في أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ؟ ، قال :" ليست بالقوية ، هي ضعاف."



    و قال ابن حبان :" وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر ، و علي بن يزيد ، والقاسم أبو عبد الرحمن ، لم يكن متن ذلك الخبر الا مما عملته أيديهم ".[6]





    قلت : و قد قال الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث في ( تلخيص الحبير ، 5/424) أن إسناده ضعيف ، و أما قول البيهقي : ( إلا ان معه ما يؤكد حديثه) ، يعني المراسيل التي أوردها قبل حديث أبي أمامة ، و التي سنوردها ، و قد قال عنها أنها تجعل للحديث المرفوع أصلا ، و الأمر ليس كما قال ، إذ أن الحديث المرفوع واه ساقط ، و يحتاج إلى أحاديثَ قامت على أسانيد من فولاذ حتى يتقوى بها ، لا مراسيل أغلبها لا يخلو من مطعن ، و الله المستعان .



    و هي كالآتي :



    مرسل إسحاق بن يسار :



    أخرجه ابنه محمد فيه ( السيرة ، 2/28) [7] ، و من طريقه البيهقي في ( دلائل النبوة ، 6/493) ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنيوالدي إسحاق بن يسار به.





    قلت : هذا المرسل صحيح .





    حديث ركانة رضي الله عنه :



    أخرجه البيهقي في ( دلائل النبوة ، 6/494) فقال : أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي ، إجازة أن أبا عبد الله عبيد الله بن محمدالعكبري أخبره ، حدثنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا الحسن بن الصباح ، حدثناشبابة بن سوار ، حدثنا أبو أويس المدني عن محمد بن عبد الله بن يزيد بن ركانة ، عنجده ركانة بن عبد يزيد به .



    قلت : لا أدري ما السبب الذي جعل البيهقي – رحمه الله – يقول عن هذا الأثر المرفوع أنه مرسل ، إلا إن كان أبو أويس لم يسمع من محمد بن عبد الله ، أو محمد بن عبد الله لم يسمع من جده ركانة ، و الثاني هو الظاهر ، و لم أقف على ترجمة محمد بن عبد الله ، و بالله نستعين.



    قلت : و هو حديث ضعيف ، فأبو أويس المدني ، لخص حاله الحافظ في (التقريب ،1/505)، فقال " صدوق يهم ".







    و مرسل عبد الله بن الحارث رضي الله عنه:



    أخرجه عبد الرزاق في ( مصنفه، 11/428) فقال : عن معمر عن يزيد بن أبي زياد قال أحسبه عن عبد الله بن الحارث به .



    قلت : عبد الله بن الحارث رضي الله عنه [8]، و لد على عهد النبي – صلى الله عليه و سلم - ، و حنكه النبي – صلى الله عليه و سلم - ، و الراوي عنه هو مولاه يزيد بن أبي زياد ،و قد لخص حاله الحافظ في ( التقريب ، 2/324) فقال :" ضعيف ،كبر فتغير ، وصار يتلقن".



    قلت : و قد أشار إلى ضعف هذه الأثر الحافظ في ( تلخيص الحبير ، 5/425) ، و هو كذلك .



    مرسل آخر :



    و قد أورد الحافظ في ( الإصابة ،1/361 ) مرسلا من طريق آخر ، و هو : ما رواه البلاذري ، فقال: حدثني عباس بن هشام حدثنا أبي عن بن خربوذ و غيره به.



    قلت : بن خربوذ تبين لي أنه سالم بن سرج ، ينظر ( تهذيب التهذيب، 3/252).







    و قد ختم الحافظ القول في حديث مصارعة النبي – صلى الله عليه و سلم – لركانة ، بقول الحافظ عبدالغني بن سعيد الأزدي :



    (ما روي من مصارعة النبي صلىالله عليه وسلم أبا جهل لا أصل له ، وحديث ركانة أمثل ما روي في مصارعةالنبي صلى الله عليه وسلم.)[9]



    قلت : حديث ركانة هو الأمثل بالنظر إلى الحديث الذي ورد فيه مصارعة النبي صلى الله عليه و سلم لأبي جهل ، و إلا فهو أيضا ضعيف لا يسلم من الوهن و الخور ، و قد قال الحافظ أبو حاتم البستي ، في ترجمة ركانة – رضي الله عنه – من ( ثقاته ، 3/130) :" صارع النبي صلى الله عليه وسلم ، وفى إسناد خبره نظر".



    قلت : و هو كما قال – رحمه الله - .



    و قد انتهى ما رمته ، و ما أدعي فيه الكمال فالحمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله .



    رقمه : نور الدين بن محمد الحميدي الإدريسي .

    [1] قلت : و قد نقل الشوكاني بعضا من كلام ابن حجر في ( النيل ،12/412) ، و أثبت اسم عبد الله بن يزيد المدني هكذا :" عبيد الله بن يزيد المصري " ، و مع ذلك لم يلح لي من هو على التحقيق ؟.
    [2] في ( السيرة النبوية ،2/83) له.
    [3] في ( صحيح السيرة ، 217).
    [4] تنظر ترجمته في )تهذيب التهذيب ، 1/364).
    [5] تنظر ترجمته في )تهذيب التهذيب ، 7/346).
    [6] ينظر في )تهذيب التهذيب ، 7/12).
    [7] ينظر ( تهذيب السيرة ، 2/28) لابن هشام.
    [8] ينظر ( تهذيب الكمال ، 14/397) للمزي.
    [9] ينظر ( تلخيص الحبير ، 5/425).

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    لي هنا وقفات رحمك الله وسأضعها تدريجاً حتى لا يتداخل الكلام..
    أولاً
    أخرجه أبو داود في ( المراسيل ، 316) ، عن موسى بن إسماعيل ، و من طريقه البيهقي في ( السنن ،10 /18)،و أبو نعيم الأصبهاني في ( معرفة الصحابة ، 8/62) ، عن هارون بن يزيد ، كلاهما عن حماد عن عمرو بن دينارعنسعيد بن جبير ، الحديث بطوله .
    قلت : و قد أشار أبو نعيم الأصبهاني إلى ان محمد بن كثير رواه عن حماد بن سلمة ، و لم يورد إسناده إليه .

    و لم أنقل لفظ القصة لطولها ، و قد وقع في متن القصة اختلاف كبير بحسب الراويات (و اضطراب أيضا ) ،
    واما عن رتبة الحديث :
    فقد قال البيهقي بعد أن أورده :"وهو مرسل جيد ، وقد روىباسناد آخر موصولا الا انه ضعيف ".
    فتعقبه ابن التركماني في ( الجوهر النقي ، 10/18) :" الذى في كتب اهل هذا الشان، ركانة بن عبد يزيد ، وليس في شئ منها فيما علمت يزيد بن ركانة ، ولا ركانة بنيزيد ،وكيف يكون جيدا، و فى سنده حماد بن سلمة ، قال فيه : البيهقى في باب من مربحائط انسان ( ليس بالقوى ) ،وفى باب من صلى وفى ثوبه أو نعله اذى ( مختلففي عدالته) ".

    قلت : و مقصود البيهقي بقوله ( مختلف في عدالته) أي في حفظه ، و إلا فإن عدالة حماد بن سلمة أشهر من أن تذكر ، و قد قال عنه البيهقي أنه ساء حفظه كما في ( تهذيب التهذيب ،3/11).

    و قال الحافظ في ( تلخيص الحبير ، 5/424) :" إسناده صحيح إلى سعيد بن جبير ، إلا أن سعيدا لم يدرك ركانة ."

    قلت : و إن سُلِّم بصحة السند إلى سعيد بن جبير ، فهذا المرسل غير كاف في إثبات القصة.
    أقول وبالله التوفيق:
    1) قولك: أن في متن القصة إختلاف واضطراب. هذا مبالغ فيه رحمك الله؛ فليس فيها ما ذكرته إطلاقاً، إنما الموجود رحمك الله اختلاف يسير في سرد بعض الأحداث بما لا يوصف بالاضطراب الذي يشين القصة ويجعلها مُطَّرَحة.

    2) المتعقب هو ابن التركماني رحمه الله، والصواب هو ما قاله الإمام البيهقي رحمه الله، فالقصه إلى سعيدٍ سندها جيد بل حسن.
    أما قوله: (وليس في شئ منها فيما علمت يزيد بن ركانة، ولا ركانة بن يزيد)، فهذا تعجل منه رحمه الله وتسرع في الحكم، بل فيها وورد. وسأبين لك في الطريق الموصول بَعْدُ إن شاء الله بيان ذلك.

    3) قلت أنتَ رحمك الله: (وإن سُلِّم بصحة السند إلى سعيد بن جبير، فهذا المرسل غير كاف في إثبات القصة).
    أقول: بل هو مما يعضد ثبوتها وأن لها على الأقل (أصلاً). فتأمل

    يتبع الطريق الموصول...
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    ثانياً:
    حديث ابن عباس رضي الله عنهما :
    ورد عنه من رواية سعيد بن جبير و أبي صالح .
    رواية سعيد بن جبير :
    فقد قال ابن حجر في ( تلخيص الحبير ،5/424) :"هو في أحاديث أبي بكر الشافعي ، وفي كتاب السبق والرمي لأبي الشيخ منرواية عبد الله بن يزيد المدني ، عن حماد ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بنجبير ، عن ابن عباس مطولا".
    و قال ابن حجر : أن إسناده ضعيف ، و ضعفه البيهقي كما مر معنا ،

    قلت : و هو كما قالا ، و عبد الله بن يزيد المدني لم يتبين لي من هو[1] ،؟ ، و قد خالفه ثلاثة رواة سبق ذكرهم ، فرووه مرسلا ، و هم :
    موسى بن إسماعيل ، و هو ثقة ثبت . ينظر ( تقريب التهذيب ، 2/220 ) .
    يزيد بن هارون ، إمام معروف .
    محمد بن كثير ، الظاهر أنه العبدي ، قال عنه الحافظ في ( التقريب ، 2/127) :" ثقة لم يصب من ضعفه".

    قلت : و قد قال ابن كثير[2] عن إسناد هذا الحديث أنه جيد ، و العجيب أن الألباني ر حمه الله - اتبعه في ذلك[3]، و القول قول البيهقي و الحافظ، رحم الله الجميع .
    أقول وبالله التوفيق:
    1) الحديث أتى من طريق آخر يعضد الطريق الذي ذَكَرْتَه أنت؛ أخرجه الخطيب في (المؤتلف) كما في (الإصابة 6/655) من طريق أحمد بن عتاب العسكري، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: جاء يزيد بن ركانة إلى النبي صلى الله عليه وسلم... الحديث
    وهنا كما أخبرتك سابقاً قد رواه الخطيب جزما بلا تردد أو شك بأنه (يزيد بن ركانة). فتأمل

    2) أما قولك: (وهو كما قالا)، أقول: كيف تقول ذلك وأنت لم يتبين لك من هو الراوي الذي يروى الحديث من طريقه؟!!!
    ثم على كل تقدير الطريق قد توبع، وبهذا يرتقي.

    3) أما قولك: (وقد خالفه ثلاثة رواة سبق ذكرهم، فرووه مرسلا)، أقول: هو أولاً لم يتفرد به بل تابعه حفص بن عمر، وإعلالك للحديث بهذه العلة إعلال ضعيف ركيك لا يسلم لك، فلا مخالفة ظاهرة هنا. فتأمل

    4) أما قولك: (والعجيب أن الألباني ر حمه الله - اتبعه في ذلك)، أقول: بل والله العجب من قولك أنت كيف تحكم مثل هذا الحكم وأنت لم تستوعب روايات الحديث وسبر رجاله، وهل اطلعت على ما اطلع عليه الحافظ ابن كثير والعلامة الألباني حتى تتعجب من صنيعهم؟!!!
    بل يعلم الله ما الصواب إلا معهما، وحماد ثقة ثبت. فتنبه

    يتبع إن شاء الله باقي التخريج..
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    عندي إشارة قبل بيان ضعف ما ذكرت و هذا لا يتأتى إلا بأمور:
    الأول : شدة التحري و التنقير.
    الثاني : إلمام بهذا العلم .
    الثالث: أن تفوق سهامك تجاه مقاتل البحث.




    أولاً

    أقول وبالله التوفيق:
    1) قولك: أن في متن القصة إختلاف واضطراب. هذا مبالغ فيه رحمك الله؛ فليس فيها ما ذكرته إطلاقاً، إنما الموجود رحمك الله اختلاف يسير في سرد بعض الأحداث بما لا يوصف بالاضطراب الذي يشين القصة ويجعلها مُطَّرَحة.
    نفيت بكلامك ان يكون في متن القصة اضطرابا ، و كان الأولى بك أن تقيم الدليل على ذلك، و ذلك بسوق متن القصة بحسب الروايات ، و تبين للناظر أن ليس ثمة اضطراب .


    و أنا أقول في متن القصة اضطراب ، و سآتي بحجتي و دليلي ، حتى لا أكون صاحب دعوى :

    متن راوية سعيد بن جبير المرسلة :

    (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالبطحاء فاتى عليه يزيد بن ركانة أو ركانة بن يزيد ومعه اعنزله فقال له يا محمد هل لك ان تصارعني فقال ما تسبقني قال شاة من غنمي فصارعه فصرعه فاخذ شاة قال ركانة هل لك في العود قال ما تسبقني قال اخرى ذكر ذلك مرارا فقال يا محمد والله ما وضع احد جنبى إلى الارض وما انت الذى تصرعنى يعنى فاسلم ورد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم غنمه )

    رواية اين عباس - رضي الله عنه- من طريق أبي صالح :( إن النبي صلى الله عليه وسلم عرض على ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الإسلام ، ودعاه إلى الله تعالى ، وكان ركانة من أشد العرب ، لم يصرعه أحد قط ، فقال : لا يسلم حتى تدعو شجرة فتقبل إليك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لشجرة وهو بظهر مكة : « أقبلي بإذن الله عز وجل » ، وكانت طلحة أو سمرة قال : فأقبلت وركانة يقول : ما رأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا ، مرها فلترجع ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ارجعي بإذن الله تعالى » ، فرجعت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أسلم » قال : لا والله حتى تدعو نصفها فيقبل إليك ، ويبقى نصفها في موضعه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصفها : « أقبل بإذن الله تعالى » ، فأقبل وركانة يقول : ما رأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا ، مرها فلترجع ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ارجعي بإذن الله عز وجل » ، فرجعت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أسلم » ، فقال له ركانة : لا حتى تصارعني ، فإن صرعتني أسلمت ، وإن صرعتك كففت عن هذا المنطق قال : فصارعه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه ، وأسلم ركانة رضي الله عنه بعد ذلك « ).

    حديث أبي أمامة رضي الله عنه :" كان رجل من بني هاشم يقال له ركانة وكان من أقتل الناس وأشده وكان مشركا وكان يرعى غنما له في واد يقال له إضم فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة ذات يوم فتوجه قبل ذلك الوادي فلقيه ركانة وليس مع النبي صلى الله عليه وسلم أحد فقام إليه ركانة فقال : يا محمد ، أنت الذي تشتم آلهتنا اللات والعزى ، وتدعو إلى إلهك العزيز الحكيم ، ولولا رحم بيني وبينك ما كلمتك الكلام - يعني أقتلك - ولكن ادع إلهك العزيز الحكيم ينجيك مني ، وسأعرض عليك أمرا ، هل لك أن أصارعك وتدعو إلهك العزيز الحكيم يعينك علي ، فأنا أدعو اللات والعزى ، فإن أنت صرعتني فلك عشر من غنمي هذه تختارها ، فقال عند ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم : « نعم إن شئت » . فاتخذا ودعا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلهه العزيز الحكيم أن يعينه على ركانة ، ودعا ركانة اللات والعزى : أعني اليوم على محمد ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه وجلس على صدره ، فقال ركانة : قم فلست أنت الذي فعلت بي هذا ، إنما فعله إلهك العزيز الحكيم ، وخذله اللات والعزى وما وضع جنبي أحد قبلك . فقال له ركانة : عد فإن أنت صرعتني فلك عشر أخرى تختارها ، فأخذه نبي الله صلى الله عليه وسلم ودعا كل واحد منهما إلهه كما فعلا أول مرة ، فصرعه نبي الله صلى الله عليه وسلم فجلس على كبده ، فقال له ركانة : قم فلست أنت الذي فعلت بي هذا ، إنما فعله إلهك العزيز الحكيم ، وخذله اللات والعزى ، وما وضع جنبي أحد قبلك ، فقال له ركانة : عد فإن أنت صرعتني فلك عشر أخرى تختارها فأخذها فأخذه نبي الله صلى الله عليه وسلم ودعا كل واحد منهما إلهه فصرعه نبي الله صلى الله عليه وسلم الثالثة فقال له ركانة : لست أنت الذي فعلت بي هذه وإنما فعله إلهك العزيز الحكيم وخذله اللات والعزى فدونك ثلاثين شاة من غنمي فاخترها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « ما أريد ذلك ، ولكني أدعوك إلى الإسلام يا ركانة ، وأنفس بك أن تصير إلى النار إنك إن تسلم تسلم » ، فقال له ركانة : لا ، إلا أن تريني آية ، فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : « الله عليك شهيد إن أنا دعوت ربي فأريتك آية لتجيبنني إلى ما أدعوك إليه ؟ » ، قال : نعم . وقريب منه شجرة سمر ذات فروع وقضبان فأشار إليها نبي الله صلى الله عليه وسلم وقال لها : « أقبلي بإذن الله » ، فانشقت باثنتين فأقبلت على نصف شقها وقضبانها وفروعها حتى كانت بين يدي نبي الله صلى الله عليه وسلم وبين ركانة ، فقال له ركانة : أريتني عظيما فمرها فلترجع ، فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : « عليك الله شهيد إن أنا دعوت ربي عز وجل أمر بها فرجعت لتجيبنني إلى ما أدعوك إليه ؟ » قال : نعم . فأمرها فرجعت بقضبانها وفروعها حتى التأمت بشقها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « أسلم تسلم » ، فقال له ركانة : ما بي إلا أن أكون رأيت عظيما ، ولكني أكره أن تتحدث نساء المدينة وصبيانهم أني إنما جئتك لرعب دخل قلبي منك ، ولكن قد علمت نساء أهل المدينة وصبيانهم أنه لم يضع جنبي قط ، ولم يدخل قلبي رعب ساعة قط ليلا ولا نهارا ، ولكن دونك فاختر غنمك . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « ليس لي حاجة إلى غنمك إذ أبيت أن تسلم » . فانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم راجعا وأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما يلتمسانه في بيت عائشة فأخبرتهما أنه قد توجه قبل وادي إضم وقد عرف أنه وادي ركانة لا يكاد يخطئه ، فخرجا في طلبه وأشفقا أن يلقاه ركانة فيقتله فجعلا يصعدان على كل شرف ويتشرفان مخرجا له إذ نظرا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم مقبلا فقالا : يا نبي الله ، كيف تخرج إلى هذا الوادي وحدك وقد عرفت أنه جهة ركانة ، وأنه من أقتل الناس وأشدهم تكذيبا لك ، فضحك إليهما النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : « أليس يقول الله عز وجل لي : ( والله يعصمك من الناس إنه لم يكن يصل إلي والله معي » فأنشأ يحدثهما حديثه والذي فعل به والذي أراه فعجبا من ذلك فقالا : يا رسول الله ، أصرعت ركانة ، فلا والذي بعثك بالحق ما نعلم أنه وضع جنبه إنسان قط ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إني دعوت ربي فأعانني عليه ، وإن ربي عز وجل أعانني ببضع عشرة وقوة عشرة »

    حديث ركانة بن عبد يزيد رضي الله عنه :(قال : كنت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم في غنيمة لأبي طالب نرعاها في أول ما رأى ، إذ قال لي ذات يوم : هل لك أن تصارعني ؟ قلت له : أنت ؟ قال : « أنا » ، فقلت : على ماذا ؟ قال : « على شاة من الغنم فصارعته فصرعني فأخذ مني شاة ثم قال : » هل لك في الثانية ؟ قلت : نعم . فصارعته فصرعني وأخذ مني شاة فجعلت ألتفت هل يراني إنسان ، فقال : « مالك ؟ » قلت : لا يراني بعض الرعاة فيجترئون علي وأنا في قومي من أشدهم ، قال : « هل لك في الصراع الثالثة ؟ ولك شاة » ، قلت : نعم . فصارعته فصرعني فأخذ شاة فقعدت كئيبا (1) حزينا ، فقال : « ما لك ؟ » ، قلت : إني أرجع إلى عبد يزيد وقد أعطيت ثلاثا من غنمه ، والثانية : أني كنت أظن أني أشد قريش ، فقال : « هل لك في الرابعة ؟ » ، فقلت : لا بعد ثلاث فقال : « أما قولك في الغنم فإني أردها عليك » . فردها علي فلم يلبث أن ظهر أمره فأتيته فأسلمت وكان مما هداني الله عز وجل أني علمت أنه لم يصرعني (2) يومئذ بقوته ، ولم يصرعني يومئذ إلا بقوة غيره .)

    مرسل إسحاق بن يسار :( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لركانة بن عبد يزيد : « أسلم » ، فقال : لو علم أن ما تقول حق لفعلت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ركانة من أشد الناس : « أرأيت إن صرعتك أتعلم أن ذلك حق ؟ » ، قال : نعم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرعه (1) فقال له : عد يا محمد ، فعاد له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه الثانية فصرعه على الأرض فانطلق ركانة وهو يقول : هذا ساحر ، لم أر مثل سحر هذا قط ، والله ما ملكت من نفسي شيئا حتى وضع جنبي إلى الأرض . ).

    و أكتفي بهذا القدر ..، و أرجو أن تبين لي كيف نزيح الاضطراب عن متن القصة ؟


    2) المتعقب هو ابن التركماني رحمه الله، والصواب هو ما قاله الإمام البيهقي رحمه الله، فالقصه إلى سعيدٍ سندها جيد بل حسن.
    أما قوله: (وليس في شئ منها فيما علمت يزيد بن ركانة، ولا ركانة بن يزيد)، فهذا تعجل منه رحمه الله وتسرع في الحكم، بل فيها وورد. وسأبين لك في الطريق الموصول بَعْدُ إن شاء الله بيان ذلك.
    بل سيتبين لك بعد قليل أنك أنت الذي تسرعت ، فتعقبت و ما تمعنت ، و حكمت فأجحفت ..،
    3) قلت أنتَ رحمك الله: (وإن سُلِّم بصحة السند إلى سعيد بن جبير، فهذا المرسل غير كاف في إثبات القصة).


    أقول: بل هو مما يعضد ثبوتها وأن لها على الأقل (أصلاً). فتأمل
    عجيب : هل مرسل يعضد حديث موصول مروي عن وضاعين و تالفين ؟..،

    و لكن نرى طريقتك في تعضيده ..،

    يتبع الطريق الموصول...

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    سؤال: عندما قلت أنت: (فيه إضطراب) أين قلتها؟!
    أليس على طريق سعيد؛ سواء الموقوف أو الموصول؟!! فلم تسرد لي كل روايات الحديث؟!!!
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    [quote=السكران التميمي;269145]ثانياً:

    أقول وبالله التوفيق:
    1) الحديث أتى من طريق آخر يعضد الطريق الذي ذَكَرْتَه أنت؛ أخرجه الخطيب في (المؤتلف) كما في (الإصابة 6/655) من طريق أحمد بن عتاب العسكري، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ قال: جاء يزيد بن ركانة إلى النبي صلى الله عليه وسلم... الحديث

    بوركت أخي على هذه الطريق العاضدة ..،
    وهنا كما أخبرتك سابقاً قد رواه الخطيب جزما بلا تردد أو شك بأنه (يزيد بن ركانة). فتأمل
    2) أما قولك: (وهو كما قالا)، أقول: كيف تقول ذلك وأنت لم يتبين لك من هو الراوي الذي يروى الحديث من طريقه؟!!!
    تعجبت أن يصدر هذا التعجب و التساؤل من مثلك ..، و لكن مع ذلك سأرشح لك ، كيف قلت ذلك ..،

    عبد الله بن يزيد المصري روى الحديث عن حماد بن سلمة فوصله ..،

    و رووه ثلاثة ثقات فطاحل عن حماد بن سلمة فأرسلوه ..، وهو موسى بن إسماعيل ، و يزيد بن هارون ، و محمد بن كثير ..، فهذا يؤيد تضعيف البيهقي و الحافظ ، (فهو كما قالا)

    و أنا أسألك:
    رواية من تقدم ..؟ هل رواية الواحد ..؟ أم رواية الثلاثة ؟

    ثم على كل تقدير الطريق قد توبع، وبهذا يرتقي.

    3) أما قولك: (وقد خالفه ثلاثة رواة سبق ذكرهم، فرووه مرسلا)، أقول: هو أولاً لم يتفرد به بل تابعه حفص بن عمر، وإعلالك للحديث بهذه العلة إعلال ضعيف ركيك لا يسلم لك، فلا مخالفة ظاهرة هنا. فتأمل
    أنا الآن سأسلم لك أن عبد الله بن يزيد توبع ، فيصبح عندنا الآتي :

    عبد الله بن يزيد المصري و حفص بن عمر روياه عن حماد موصولا .

    و عبد الله بن يزيد المصري ، لم ندر من هو ؟

    و حفص بن عمر ، ترجح لي أنه الضرير الأكبر ، لخص الحافظ حاله فقال : " صدوق عالم" ( التقريب).

    و يزيد بن هارون و موسى بن إسماعيل و محمد بن كثير رووه عن حماد مرسلا .

    و يزيد بن هارون ، ثقة حافظ .

    و موسى بن إسماعيل ثقة ثبت .

    و محمد بن كثير ثقة.

    أنا أسألك الآن ..:

    رواية من تقدم ...؟

    هل رواية رجلين أحدهما لم ندر حاله و الآخر صدوق ، أم رواية ثلاثة رجال ثقات جبال في الحفظ ؟


    سأترك لنظرك السديد الإجابة ...،


    4) أما قولك: (والعجيب أن الألباني ر حمه الله - اتبعه في ذلك)، أقول: بل والله العجب من قولك أنت كيف تحكم مثل هذا الحكم وأنت لم تستوعب روايات الحديث وسبر رجاله، وهل اطلعت على ما اطلع عليه الحافظ ابن كثير والعلامة الألباني حتى تتعجب من صنيعهم؟!!!
    بل يعلم الله ما الصواب إلا معهما، وحماد ثقة ثبت. فتنبه

    يتبع إن شاء الله باقي التخريج..
    في كلامك هذا عدة دعاوى :

    قلت: أنني لم أستوعب روايات الحديث ،و لم تقم الدليل على ما قلتَ؟؟

    استدركت علي متابعة لرواية عبد الله بن يزيد عن حماد ، و تلك المتابعة لم تؤثر في الحكم على الحديث صحة و ضعفا ، فهذا لا يكفي لكي تقول أنني لو أستوعب روايات الحديث ..،

    قلت : أنني لم أستوعب سبر رجاله ..؟

    هل عدم وقوفي على ترجمة عبد الله بن يزيد ، نقضت كل ما رأيته أعلاه من تحقيق و تنقيح ، سبحان الله ..،

    و هل إذا وقفتَ على ترجمة عبد الله بن يزيد ، ستصح الرواية الموصولة ..؟ لا أشك في انك تقول : لا

    وهل اطلعت على ما اطلع عليه الحافظ ابن كثير والعلامة الألباني حتى تتعجب من صنيعهم؟!!!
    الله تعالى أعلم ...، و مقولتك هاته ذكرتني بمقولة ( لا تعمل بالحديث الصحيح ، إذا لم يعمل به إمام مذهبك ، فلعله وقف على ما لم تقف عليه ، من علة أو نسخ أو ..أو ..أو ) .

    فأنا حكمت بما أدى إليه اجتهادي و نظري ، و قد وافق نظري و سبري قول الإمام ابن حبان - رحمه الله - :" في إسناده - أي الحديث- نظر" ، و هو مقدم على ابن كثير و الألباني -رحم الله الجميع- اطلاعا و حفظا و سبرا و نظرا و.وو..و.و..وو ،

    فهل هما اطلعا على ما لم يطلع عليه ابن حبان ..؟

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: تخريج حديث مصارعة الرسول صلى الله عليه و سلم لركانة رضي الله عنه

    سؤال: عندما قلت أنت: (فيه إضطراب) أين قلتها؟!
    أليس على طريق سعيد؛ سواء الموقوف أو الموصول؟!! فلم تسرد لي كل روايات الحديث؟!!!
    لا أخي أنا لم أقصد الاضطراب في رواية سعيد بن جبير لوحده فقط ..، أنظر لعبارتي :
    و لم أنقل لفظ القصة لطولها ، و قد وقع في متن القصة اختلاف كبير بحسب الراويات (و اضطراب أيضا )
    فأنا قد بينت ان الاختلاف و الاضطراب بحسب الراويات ، لا بحسب رواة سعيد بن جبير لوحده، ولعل الذي جعل تفهم هذا ، أنني أردفت كلامي هذا بعد رواية سعيد بن جبير ، و الأمر سهل .

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    الحديث رواه أبو الحسن العسقلاني عن : أبي جعفر بن محمد بن علي بن ركانة، عن أبيه : أن ركانة صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فصرعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال ركانة : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول : « إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس » .
    أخرجه البخاري في « التاريخ الكبير » ( 1 / 82 ) و ( 3 / 337 )، وأبو داود في « السنن » ( 4 / 54 / رقم 4078 ) - ومن طريقه : الخطيب البغدادي في « الجامع لأخلاق الراوي » ( 1 / 384 / رقم 891 )، والبيهقي في « شعب الإيمان » ( 5 / 175 / رقم 6258 ) - ، والترمذي في « الجامع » ( 4 / 347-348 / رقم 1785 )، وابن سعد في « الطبقات الكبرى » ( 1 / 374 )، وأبو يعلى في « المسند » ( 3 / 5 / رقم 1412 )، والطبراني في « المعجم الكبير » ( 5 / 71 / رقم 4614 )، والحاكم في « المستدرك » ( 3 / 452 ) .

    قال البخاري : « إسناده مجهول لا يعرف سماع بعضه من بعض » .

    وقال الترمذي : « هذا حديث غريب، وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة » .

    وقال الذهبي : « أبو جعفر بن محمد بن ركانة المطلبي، عن أبيه : أن ركانة صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يُعرف، تفردّ عنه : أبو الحسن العسقلاني فمن أبو الحسن ؟! » ( الميزان 7 / 349 ) .

    وقال الشوكاني : « في إسناده : أبو الحسن العسقلاني، وهو مجهول » ( نيل الأوطار 8 / 255 ) .

    وقد رواه حماد - هو : ابن سلمة - عن : عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالبطحاء، فأتى عليه يزيد بن ركانة - أو ركانة بن يزيد - ومعه أَعْنُزٌ له، فقال له : يا محمد ! هل لك أن تصارعني ؟
    فقال : « ما تُسَبِّقُني ؟ » .
    قال شاة من غنمي .
    فصارعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فصرعه، فأخذ شاة، فقام ركانة، فقال : هل لك في العودة ؟
    قال : « ما تُسَبِّقُني ؟ » .
    قال : أخرى .
    فصارعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فصرعه .
    فقال له مثل ما قال .
    قال : « ما تُسَبِّقُني ؟ » .
    قال : أخرى .
    فصارعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فصرعه .
    فقال : يا محمد ! والله ! ما وضع جنبي أحد إلى الأرض، وما أنت بالذي تصرعني فَأَسْلَمَ، وردّ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنمه .
    أخرجه أبو داود في « المراسيل » ( 377-378 / رقم 299 )، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا حماد، به .
    وقد خالف موسى بنَ إسماعيل حفص بن عمر، فرواه عن : حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : جاء يزيد بن ركانة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه ثلاث مئة من الغنم، فقال : يا محمد ! هل لك أن تصارعني ؟
    قال : « وما تجعل لي إن صرعتك ؟ » .
    قال : مئة من الغنم .
    فصارعه؛ فصرعه .
    ثم قال : هل لك في العود ؟
    فقال : « ما تجعل لي ؟ » .
    قال : مئة أخرى .
    فصارعه؛ فصرعه، وذكر الثالثة .
    فقال : يا محمد ! ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إلي منك، وأنا أشهد أن لا اله إلا الله، وأنك رسول الله .
    فقام عنه، وردّ عليه غنمه .
    أخرجه الخطيب في « المؤتلف والمختلف » - كما في « الإصابة » لابن حجر ( 6 / 655 ) - من طريق : أحمد بن عتاب العسكري، قال : حدثنا حفص بن عمر، به .
    وهذا الإسناد منكر؛ أحمد بن عتاب العسكري له مناكير .
    ولكن تابع حفص بنَ عمر : عبد الله بن يزيد المدني .
    أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في « كتاب السبق » كما في « الفروسية » لابن القيم ( ص 201 )، و « التلخيص الحبير » لابن حجر ( 4 / 162 ) .
    وعبد الله بن يزيد هذا ضعيف .
    فالوجه الأول هو المحفوظ، ولا يصح؛ لإرساله؛ فإن سعيد بن جبير لم يدرك ركانة .

    ورواه معمر بن راشد عن : يزيد بن أبي زياد، قال : أحسبه عن عبد الله بن الحارث، قال : صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا ركانة في الجاهلية - وكان شديدًا - ، فقال : شاة بشاة .
    فصرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو ركانة : عاودني .
    فصارعه؛ فصرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا .
    فقال : عاودني في أخرى .
    فعاوده؛ فصرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضًا .
    فقال : وشاة تكسرت، فماذا أقول للثالثة ؟!
    فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك، خذ غنمك » .
    أخرجه عبد الرزاق في « المصنف » ( 11 / 427 / رقم 20909 )، ومن طريقه أبو الشيخ الأصبهاني في « كتاب السبق » كما في « الفروسية » لابن القيم ( ص 200 )، و « التلخيص الحبير » لابن حجر ( 4 / 162 ) .
    وإسناده منكر؛ يزيد بن أبي زياد ضعيف .

    فالمحفوظ : مرسل سعيد بن جبير، والله أعلم .

    قال ابن حبان في ركانة : « يقال إنه صارع النبي - صلى الله عليه وسلم - وفى إسناد خبره نظر » ( الثقات 3 /130 ) .

    وقال النووي : « الحديث في المصارعة ضعيف » ( تهذيب الأسماء 2 / 456 ) .


    فيتبّن من ذلك : أنه لم يصح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صارع أحدًا، قال عبد الغني المقدسي عن حديث ركانة : « هذا أمثل ما روي في مصارعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأما ما روى في مصارعته - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل، فلا أصل له » ( انظر : تهذيب الأسماء للنووي 1 / 190، والتلخيص الحبير لابن حجر 4 / 163 ) .
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73876

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •