بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الكرام وأحسن إليكم وأسبغ..

قال الله تعالى في كتابه الكريم [فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون].
فلازم هذا القول من الله سبحانه أمرين:
أولهما: حياة يونس والحوت وبقاءهما على قيد الحياة حتى يبعث الله الخلق إليه يوم القيامة.
ثانيهما: موتهما مع بقاء أجسادهما سليمة لا تتحلل _ وهذا معروف في حق الأنبياء، لكن ليس معروفاً في حق غيرهم إلا كرامة وحكمة _.

ولن أتكلم عن لازم الأول لأن أكثرها فرضيات بحته.
أما لازم الثاني فثلاثة:
1) أن يكونان في قعر البحر.
2) أن يكونان طافيان على السطح.
3) أن يعمّى أمرهما ولا يعرف مكانهما.
ولازم الأول سلامة أجسادهما من أن تكون عرضة للأكل.
أما الثاني فبعيد لأنه سيعرف أمرهما ومن ثم قد يحصل ما لا يحمد عقباه من أمور منهي عنها.
أما الثالث فهو كثير في الوقوع؛ وقد وقع مثله.

في الواقع لم أر من تطرق إلى هذا المعنى ممن فسر الآية أو تكلم عليها _ إلا ما أشار إليه بعض المفسرين كالنسفي في تفسيره حيث قال: (الظاهر لبثه حياً إلى يوم القيامة) وغيره من المفسرين _، فحقيقة وقع هذا في خلدي فأحببت الأحبة أن يطلعوا عليه، ويشاركوني فيه.
على أنه أتى في بعض الآثار قولهم: أنه يكون بطن الحوت قبراً له إلى يوم القيامة، لكن لم يشيروا إلى أنه هل وهو ميت أم وهو حي؟
بغض النظر عن لفظة (قبر) وأن معناها المفهوم هو الموت، بل غاية ما في التعبير هو تشبيه بطن الحوت بظلمته ونحوها بالقبر.

والذي يظهر لي أنهما يبعثان أحياً يوم القيامة؛ مسجوناً في بطنها _ طبعاً على فرض أنه لم يكن من المسبحين _.
والله تعالى أعلم