تمهيدالطابع العام لتفسير الشعراوي أنه تفسير وعظي اجتماعي لغوي لم يقصد منه الدرس العلمي، فتجده قليل الإيراد للأحاديث والآثار ولم يذكر شياً من أقوال السلف. وقد أُعطي قدرة على استظهار آيات القرآن؛ فتجده عندما يريد تفسير آية يذكر شواهدها من القرآن ويوضح معانيها يحاول الشيخ ـ رحمه الله ـ أن يربط بين الآيات التي تتحدث عن المواضع الواحد في القرآن كله ، ومن ثم فهو يرى أن القرآن كله وحدة لا تتجزأ ، وكل لا يتبعض ، وأن الأصل في القرآن أنه مبني على الوصل لا على الفصل ، وأن القصة تقسم على فصول متعددة في سورة مختلفة ، تظهر كل سورة جزءاً معيناً بالتفصيل مع ما يتناسب مع جو السورة العام ،بيد أنها لا تغفل عن الإشارة عن مجمل السورة ولو بشكل مختصر..
الباب الأول:
الفصل الأول: التفسير بالمأثور.
أولاً: تفسير القرآن بالقرآن.
يجب أن نعلم أن الأصل في تفسير القرآن أن يفسر بالقرآن يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (فإن قال قائل فما أحسن طرق التفسير فالجواب إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن فما أجمل في مكان فانه قد فسر في موضع آخر وما اختصر من مكان فقد بسط في موضع آخر) وهذا هو المنهج الأثري الأصيل في التفسير.
وحقيقة من يتتبع تفسير الشيخ رحمه الله يجده قد أُعطي قدرة على استظهار آيات القرآن؛ فتجده عندما يريد تفسير آية يذكر شواهدها من القرآن ويوضح معانيها يحاول الشيخ ـ رحمه الله ـ أن يربط بين الآيات التي تتحدث عن المواضع الواحد في القرآن كله ، ومن ثم فهو يرى أن القرآن كله وحدة لا تتجزأ ، وكل لا يتبعض ، وأن الأصل في القرآن أنه مبني على الوصل لا على الفصل ، وأن القصة تقسم على فصول متعددة في سورة مختلفة ، تظهر كل سورة جزءاً معيناً بالتفصيل مع ما يتناسب مع جو السورة العام ،بيد أنها لا تغفل عن الإشارة عن مجمل السورة ولو بشكل مختصر..
ومن الشواهد على ذلك:
عند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }(النساء125)، فيقول لماذا ملة إبراهيم؟ لأن القرآن يقول عن إبراهيم: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }(النحل120).
وعند قوله تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ }(الأعراف205). قد ذكر عند تفسيره للآية 13 شاهد قرآني .
وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }(التوبة3)، ذكر أكثر من خمسة شواهد .
وليس القصد من ذلك التتبع لجميع التفسير وإنما هذه شواهد على اهتمام الشيخ رحمه الله بتفسير القرآن بالقرآن.
--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------