بسم الله الرحمن الرحيم
لا مريةَ أن َّقطبَ رحى الأساس النظري في صناعة الحديث النبوي متنُ النَّخبةِ للإمامِ الحافظِ –رحمه الله-
وقد أبدع الحافظُ أيمَّا أبداع في حَبْكِ النَّخبة ...وشَهِد له معاصرُوه ومن جاء بعده بدقَّة المأخذِ الحديثي عنده ، وأضحى علماءُ الصناعةِ بعده ما بين شارحاً ومحشٍّ ومنكِّت وناظمٍ للنَّخبة، وحظي المتنُ بالقَبول لدى أهل الصناعة بعد الحافظ فأتْهَمَ المتنُ وأنجْد....
وحينما نقرأ النخبةَ -كمتعلمينَ غرثى- التي أرادَ الحافظُ بها تدوينَ مصطلحات أهل الأثر –لا مصطلحاته- =ندركُ أن َّاللحاقَ بركْبِ الحافظِ لم يعدْ أُمنية من الأماني يستحضرها أحدنا عند شربه من ماء زمزم بل صار شأواً بعيدَ المنال-إلا أن يشاء الله-
وعليه فالحافظ-رحمه الله-انبرى لتدوين مصِطلحات أهل الأثر النَّقَدَة في كتابه النَّخبة...
ومن جميل ما استوقفني وأثار عندي علامة استفهامٍ=نصٌ للإمام الناقد الحافظ صالح بن محمد جَزَرَة(293هـ) –وهو من أهل الأثر ممَّن استقصى الحافظ مصطلحاتهم في النَّخبة- حيث قال كما نقلَ عنه الإمام الخطيبُ في الكفاية :((الحديثُ الشَّاذُ الحديثُ المنكَرُ الذي لا يُعْرَفُ))
فطفقتُ أوفِّق بين ما جاء في النَّخبة وما جاء عن هذا الإمام فلم أهتدِ للسبيل الأمثل في التوفيق؟؟؟
فالحافظ أناطَ المفهومين(الشاذ والمنكر) بالمخالفة وغاير بينهما بمرتبةِ المخَالف قوةً وضعفا...
والإمام صالح جَزَرَة لم يفرِّق بينهما فلا أناط ولا غاير؟؟؟
وثمَّ مسلكٌ نستطيع من خلاله فهمَ كلامِ الإمام صالح جَزَرَة دون زعزعةِ لَبِنَات الحافظ التعريفية وذلك بحمل كلام الإمام جَزَرَة على أن الإشتراكَ متحققٌ في المناطِ الذي أناطَ الحافظُ به المفهومينِ...
وعليه فلا إشكالَ بين تقعيد الحافظِ-رحمه الله- وكلام الإمام صالح جزرة-رحمه الله-
ولكن كيف نبرِّرُ التغاضي عن مرتبة المُخَالف في المعالجة التوفيقية السابقة؟؟؟
سؤال يحوم حول رأسي ؟؟؟كم أكون سعيداً حيالَ أي معالجةٍ يتفضلُ بها أحدُ الإخوةِ الكرامِ...
ولكم مني الحبُّ والتقدير
ولله الأمر من قبل ومن بعد