.
قال تعالى :
" ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ...."
http://www.asserat.net/report.php?linkid=6946
لم يكتف أصحاب المعاصي والذنوب بأن وقعوا بالإثم والفاحشة ومعصية الله والرسول ، بل أخذ البعض يتذرع بمعصيته بأن يتجرأ على الأنبياء والرسل فيعتذر لذنبه بأن مثل هذا قد حصل مع الأنبياء فكيف بنا ونحن الضعفاء إلا أن الله منعهم ولم يمنعنا ، في ظنهم القبيح أن يوسف عليه السلام أراد الفاحشة مع زوجة العزيز وهم بجماعها وجلس بين أرجلها وحل سراويله مستدلين بالآية الكريمة ، وجل اعتمادهم على الأحاديث الضعيفة والموضوعة .
أما الفهم الصحيح للآية :
يقول شيخ الإسلام في كتاب دقائق التفسير :
وأما قوله ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه فالهم اسم جنس تحته نوعان كما قال الإمام أحمد الهم همان هم خطرات وهم إصرار
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن العبد إذا هم بسيئة لم تكتب عليه وإذا تركها لله كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له سيئة واحدة وإن تركها من غير أن يتركها لله لم تكتب له حسنة ولا تكتب عليه سيئة "
ويوسف صلى الله عليه وسلم هم هما تركه لله ولذلك صرف الله عنه السوء والفحشاء لإخلاصه وذلك إنما يكون إذا قام المقتضى للذنب وهو الهم وعارضه الإخلاص الموجب لانصراف القلب عن الذنب لله فيوسف عليه السلام لم يصدر منه إلا حسنة يثاب عليها وقال تعالى إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون
وأما ما ينقل من أنه حل سراويله وجلس مجلس الرجل من المرأة وأنه رأى صورة يعقوب عليه السلام عاضا على يده وأمثال ذلك فكله مما لم يخبر الله به ولا رسوله ، وما لم يكن كذلك فإنما هو مأخوذ عن اليهود الذين هم من أعظم الناس كذبا على الأنبياء وقدحا فيهم وكل من نقله من المسلمين فعنهم نقله لم ينقل من ذلك أحد عن نبينا صلى الله عليه وسلم حرفا واحدا
وقوله وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي فمن كلام امرأة العزيز كما يدل القرآن على ذلك دلالة بينة لا يرتاب فيها من تدبر القرآن حيث
قال تعالى :
" وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرىء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم "
فهذا كله كلام امرأة العزيز ويوسف إذ ذاك في السجن لم يحضر بعد إلى الملك ولا سمع كلامه ولا رآه ولكن لما ظهرت براءته في غيبته كما قالت امرأة العزيز ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب أي لم أخنه في حال مغيبه عني وإن كنت في حال شهوته راودته فحينئذ قال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين
وقد قال كثير من المفسرين إن هذا من كلام يوسف ومنهم من لم يذكر إلا هذا القول وهو قول في غاية الفساد ولا دليل عليه بل الأدلة تدل على نقيضه .
.
تابع المقال هنا :
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=128587
تصحيح الأوهام لما يقع من سوء فهم لبعض آيات القرآن 00مهم جدا 000 ( 1 2 3)