عن عمربن الخطاب ررر أن رسول الله قال :(( إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم في الله ))
قالوا : يا رسول الله ، تخبرنا من هم ؟ قال :(( هم قوم تحابوا بروح الله ، على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور ، لا يخافون إدا خاف الناس، ولا يحزنون إدا حزن الناس . وقرأ هده الآية: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون رواه أبو داود
وقال (( إن الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ))رواه مسلم
وفي حديث السبعة الدين يظلهم الله في ظله .. دكر منهم : (( ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه ، وتفرقا عليه ))
أختي الحبيبة :
إن التحاب في الله والأخوة في دينه من أفضل القربات، ولها شروط بها يلتحق المتصاحبون بالمتحابين في الله ، وفيها حقوق بمراعاتها تصفو الأخوة عن شوائب الكدر ونزغات الشيطان، فبالقيام بحقوقها يتقرب إلى الله زلفى ، وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلا .
ومن هده الحقوق :
أولا : الحب والمناصرة والتأييد والمؤازرة ومحبة الخير لهم .. كما قال (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) متفق عليه
ثانيا : التواصي بالحق والصبر وأداء النصيحة إليه .
ثالثا : القيام بالأمور التي تدعو إلى التواد وزيادة الصلة ، وأداء الحقوق قال (( حق المسلم على المسلم ست : إدا لقيته فسلّم عليه، وإدا دعاك فأجبه، وإدا استنصحك فانصح له، وإدا عطس فحمد الله فشمّته، وإدا مرض فعده، وإدا مات فاتّبعه ))رواه مسلم
رابعا : من حقوق المسلم على المسلم: لين الجانب، وصفاء السريرة، وطلاقة الوجه، والتبسيط في الحديث .. قال : (( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق )) رواه مسلم
خامسا : من حقوق المسلم على المسلم : دلالته على الخير، وإعانته على الطاعة، وتحديره من المعاصي والمنكرات، وردعه عن الظلم والعدوان .. قال : (( انصر أخاك ظالما أو مظلوما، إن يك ظالما فاردده عن ظلمه، وإن يك مظلوما فانصره )) رواه مسلم
سادسا : الدعاء بظهر الغيب في الحياة وبعد الممات .. قال (( دعوة المرء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجابه، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين، ولك بمثل )) رواه مسلم
سابعا : تلمس المعادير لأخيك المسلم والدب عن عرضه في المجالس ... قال : (( لا يحل لمسلم أن يروع مسلما )) رواه أحمد وأبو داود
ثامنا : إعانته ومساعدته وقضاء حاجاته وتفريج كربته وإدخال السرور على نفسه .
تاسعا : تفقد الأحباب والإخوان والسؤال عنهم وزيارتهم .. قال : (( من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبّوات من الجنة منزلا )) رواه الترمدي
عاشرا : تقديم الهديه والحرص على أن تكون مفيدة ونافعة .. وقد (( كان رسول الله يقبل الهدية ويثيب عليها )) رواه أبو داود
أختي المسلمة :
أوصى عمر بن الخطاب بوصية جامعة فقال : (( عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يقليك منه، واعتزل عدوك، واحدر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على أسرارك ))
جعلنا الله من المتحابين فيه ورزقنا محبة المؤمنين والقيام بحقوقهم .. اللهم وفقنا لما تحب وترضى واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .