جاء في مختصر معارج القبول في حد الساحر:
قول الإمام مالك : إذا ظُهِر عليه لم تقبل توبته لأنه كالزنديق، فإن تاب قبل أن يُظهر عليه وجاءنا تائبا قبلناه.
مامعنى (ظُهِر) وأرجو بيان القول جزاكم الله خيرا
جاء في مختصر معارج القبول في حد الساحر:
قول الإمام مالك : إذا ظُهِر عليه لم تقبل توبته لأنه كالزنديق، فإن تاب قبل أن يُظهر عليه وجاءنا تائبا قبلناه.
مامعنى (ظُهِر) وأرجو بيان القول جزاكم الله خيرا
قال بن كثير في تفسيره : وقد نقل القرطبي عن مالك ، رحمه الله ، أنه قال في الذمي إذا سحر : يقتل إن قتل سحره ، وحكى ابن خويز منداد عن مالك روايتين في الذمي إذا سحر : إحداهما : أنه يستتاب فإن أسلم وإلا قتل ، والثانية : أنه يقتل وإن أسلم ، وأما الساحر المسلم فإن تضمن سحره كفرا كفر عند الأئمة الأربعة وغيرهم لقوله تعالى : " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر . لكن قال مالك : إذا ظهر عليه لم تقبل توبته لأنه كالزنديق ، فإن تاب قبل أن يظهر عليه وجاءنا تائبا قبلناه ولم نقتله ، فإن قتل سحره قتل . قال الشافعي : فإن قال : لم أتعمد القتل فهو مخطئ تجب عليه الدية . اهــ
سياق الكلام يوحي أن قول مالك في الساحر الذي يُفتضح أمره فهو كالزنديق يُكتشف أنه زنديق , أي ظَهر أنه ساحر أي كُشف أنه ساحر و الله أعلم
ظهر عليه :
أي قدروا عليه وأمسكوا به قبل توبته.
و الله أعلم.
شكر الله سعيكم وفتح عليكم وزادكم علما
ماوجه كونه كالزنديق في عدم قبول التوبة- هل الزنديق كذلك-؟
الزنديق محارب لله ورسوله فإن تاب قبل القُدرة عليه تقبل توبته ويحقن دمه، وأما بعد القدرة عليه فلا تقبل توبته بل يقتل حداً من غير استتابة. و الله أعلم
وجهه عند من لا يقبل توبته في الظَّاهر =لأنَّه لا يُوثق بصِحَّة توبته ودعواه، فقد ينافق الزنديق في إظهاره التوبة، وقد يتحايل السَّاحر في إظهاره التوبة.قال الموفق في المغني: "لأنَّ السحر معنى في قلبه لا يزول بالتوبة؛ فيشبه من لم يتب".
وقال البهوتي في شرح المنتهى: "ولأنَّه لا طريق لنا في علم إخلاصه في توبته؛ لأنَّه يُضْمِر السِّحر ولا يجهر به".
الصحيح أن كل مذنب تقبل توبته، وأنه يُدعى إلى التوبة، ويستتاب .
أما الزنديق والساحر فقد قال أهل العلماء : إن الزنديق، أو الساحر لا ندري صدق توبتهم ؛ فالزنديق وهو المنافق يقول : أنا تائب إلى الله ، وكذلك الساحر ، فالتوبة أمر خفي لا يعلم صدق صاحبها إلا الله ، ولأجل ذلك وقطعاً لفسادهم العظيم في الأرض وخطورة ضررهم على الدين والعباد ، قال أهل العلم : يقتل الزنديق أو الساحر ولا تقبل لهما توبة في أحكام الدنيا ، أما عند الله فكل من تاب من ذنب فإن الله ـ تعالى ـ يقبله كائناً من كان ومهما كان ذنبه. قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) ( الشورى25 ) .
جاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء( 1 / 551 ، 553 ) :
" إذا أتى الساحر في سحره بمكفِّر : قتل لردته حدّاً ، وإن ثبت أنه قتل بسحره نفسا معصومة : قتل قصاصاً ، وإن لم يأت في سحره بمكفر ولم يقتل نفساً : ففي قتله بسحره خلاف ، والصحيح : أنه يقتل حدّاً لردته ، وهذا هو قول أبي حنيفة ، ومالك ، وأحمد ـ رحمهم الله ـ ؛ لكفره بسحره مطلقا لدلالة آية : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) على كفر الساحر مطلقاً ؛ ولما ثبت في " صحيح البخاري " عن بجالة بن عبدة أنه قال : ( كتب عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ، فقتلنا ثلاث سواحر ) ، ولما صح عن حفصة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ ( أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها ، فقتلت ) رواه مالك في " الموطأ " ؛ ولما ثبت عن جندب أنه قال : ( حد الساحر ضربة بالسيف ) رواه الترمذي وقال : الصحيح أنه موقوف .
وعلى هذا فحكم الساحر المسئول عنه في الاستفتاء أنه يقتل على الصحيح من أقوال العلماء ، والذي يتولى إثبات السحر وتلك العقوبة هو الحاكم المتولي شئون المسلمين ؛ درءا للمفسدة وسدا لباب الفوضى " انتهى .
بارك الله في الأخ لكن قد يعترض عليه بعدم قتل الجارية اليهودية التي سحرت الرسول عليه الصلاة و السلام إلا بعد موت الصحابي و قد يقال هذا في حكم الذمي و الله أعلم
نعم يا شيخ عبد الكريم :
هناك بعض الوقائع الصحيحة المأثورة تتضمن عدم قتل الساحر ،أو الزنديق فمن ذلك عدم قتل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للبيد بن الأعصم الذي سحره ، وكذلك قصة الجارية التي ذكرتم ، فلو كان حد الساحر القتل لفعل ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وكذا عدم قتله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمنافقين في عهده صلى الله عليه وسلم .
ويجاب عن ذلك ـ كما تعلمون ـ من عدة وجوه :
1) إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترك قتل لبيد ، والمرأة اليهودية لأنه ـ والله أعلم ـ كان بينه وبين اليهود عهد وذمة ، وفي قتله واحدا منهم نقض للعهد الذي أبرمه معهم .
2) إن لبيد بن الأعصم لم يعمل السحر بنفسه ، إنما صنعه غيره له 0
والمرأة اليهودية قتلت قصاصاً ـ والحمد لله ـ .
3) إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقتل المنافقين مع ما أظهروه من كيد للمسلمين وطعن فيهم حتى لا يتحدث الناس أن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقتل أصحابه ، وكذلك لبيد بن الأعصم قيل أنه كان يهوديا فأظهر الإسلام نفاقا ) . والله أعلم .
بارك الله في علمكم وجزاكم الله خيرا