بارك الله فيكم شيخنا الكريم
ومن رسالة " حجية الدليل النقلي بين المعتزلة والأشاعرة " للدكتور أحمد قوشتي:
- ( وعندما جاء الجويني كانت فكرة تأويل الصفات الخبرية قد استقرت تماماً في المذهب ، والجديد الذي أتى به هو تبنيه لبعض التأويلات التفصيلية التي رفضها من قبله، وعدوها من آراء المعتزلة الباطلة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك تأويل الاستواء، فمع أن ابن فورك، وعبدالقاهر البغدادي، قد سبقاه إلى القول بتأويله ، إلا إنهما رفضا أن يُحمل الاستواء على الاستيلاء، وأما الجويني فلم ير مانعاً من ذلك ؛ لأن هذا المعنى شائع في اللغة، ولا يترتب عليه أي محذور- بزعمه - ) .
- ( وانتقل المذهب الأشعري على يد الجويني نقلة كبيرة اقترب بها، إن لم يتشابه تماماً مع الموقف الاعتزالي من خبر الواحد ، فهو لا يفضى إلى العلم ، بل يصرح الجويني بأننا لو أضربنا صفحاً عن جميع ما يورده الخصوم من أخبار الآحاد في استدلالاتهم لكان سائغاً، ولا يلزم المسئول قبوله إن أورده السائل عليه، ولا على السائل قبوله إن أورده المسؤول ، وأما إذا اجتمعت الأمة على قبول خبر من أخبار الآحاد، فتارة يميل إلى أن إجماعهم لا يوجب القطع بصحته ، وتارة أخرى يرى أن ذلك دليل على صدقه ) .