تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 42

الموضوع: فضل الفقهاء على المحدثين.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي فضل الفقهاء على المحدثين.

    فضل الفقهاء على المحدثين.



    1. فقيه أنقذ محدثا من الضلالة.

    قال ابن وهب: "لولا أنّ الله أنقذني بمالك والليث لضللت.
    فقيل له: كيف ذلك ؟.
    قال: أكثرت من الحديث فَحَيرني، فكنت أعرض ذلك على مالك والليث، فيقولان لي: خذ هذا ودع هذا". ترتيب المدارك (1/ 153).



    2. فقيه يُعَلِّم محدثاً منهج التعامل مع الأدلة عند التعارض.

    قال أبو نعيم: "كنت أَمُّر على زفر وهو محتَبٍ بثوب، فيقول: يا أَحوَل، تعال حتىّ أُغَربِل لك أحاديثك، فَأُرِيَه ما قد سمعت، فيقول: "هذا يُؤخَذ به، وهذا لا يُؤخَذ به، وهذا هاهنا ناسخ، وهذا منسوخ" اهـ.


    3. فقيه فَرَّج كُربَة محدث.

    روى الخطّابي أنّ بعض مشايخه كان يروي حديث النبي صلى الله علية وسلم أنّه نهى عن الحلق قبل الصلاة يوم الجمعة (بإسكان اللام)، قال: وأخبرني: أنّه بقي أربعين سنة لا يحلق رأسه قبل الصلاة، قال: فقلت له: إنّما هو الحلق جمع حلقة، وإنّما كَرَّه الاجتماع قبل الصلاة للعلم والمذاكرة، وأمر أن يشتغل بالصلاة وينصت للخطبة، قال: قد فَرَّجت عَلَيَّ وكان من الصالحين". اهـ.


    4. فقيه أخرج ثُلة من خِيرَة أهل الحديث من وَرطَة.

    روي الخطيب البغدادي بإسناده في (نصيحة لأهل الحديث، ص: 38) أنّ: امرأة وقفت على مجلسٍ فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة وخلف بن سالم في جماعة يتذاكرون الحديث، فسمعتهم يقولون: قال رسول الله قد رواه فلان، وما حدث به غير فلان، فسألتهم عن الحائض تغسل الموتى ؟ وكانت غاسلة، فلم يجُبِها أحد منهم !!!! وجعل بعضهم ينظر إلى بعض، فأقبل أبو ثور فقالوا لها: عليك بالمقبل، فالتفتت إليه وقد دنا منها، فسألته فقال: تغسل الميت، لحديث القاسم عن عائشة أنّ النبي قال لها أما إنّ حيضتك ليست في يدك"، ولقولها: "كنت أفرق رأس رسول الله بالماء وأنا حائض"، قال أبو ثور: فإذا فرقت رأس الحي فالميت أولى به.
    فقالوا: نعم، رواه فلان، وحدثناه فلان، ويعرفونه من طرق كذا، وخاضوا في الطرق، فقالت المرأة: فأين كنتم إلى الآن". اهـ.


    فقيه أجاب عن مسألة عندما عجز المحدث عنها.

    قال أبو بكر الأبهري الفقيه: كنت عند يحيى بن محمّد بن صاعد، فجاءته امرأة فقالت: أيها الشيخ ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت، هل الماء طاهر أم نجس ؟.
    فقال يحيى: ويحك، كيف سقطت دجاجة في البئر ؟.
    قالت: لم تكن البئر مغطّاة.
    فقال يحيى: ألا غطيتها، حتّى لا يقع فيها شيء !!!.
    قال الأبهري: فقلت: يا هذه إن كان الماء تغيّر فهو نجس، وإلاّ فهو طاهر". اهـ.

    تلبيس إبليس (115، 116).




    جزى الله فقهاءنا خير الجزاء.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني مشاهدة المشاركة

    4. فقيه أخرج ثُلة من خِيرَة أهل الحديث من وَرطَة.
    روي الخطيب البغدادي بإسناده في (نصيحة لأهل الحديث، ص: 38) أنّ: امرأة وقفت على مجلسٍ فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة وخلف بن سالم في جماعة يتذاكرون الحديث، فسمعتهم يقولون: قال رسول الله قد رواه فلان، وما حدث به غير فلان، فسألتهم عن الحائض تغسل الموتى ؟ وكانت غاسلة، فلم يجُبِها أحد منهم !!!! وجعل بعضهم ينظر إلى بعض، فأقبل أبو ثور فقالوا لها: عليك بالمقبل، فالتفتت إليه وقد دنا منها، فسألته فقال: تغسل الميت، لحديث القاسم عن عائشة أنّ النبي قال لها أما إنّ حيضتك ليست في يدك"، ولقولها: "كنت أفرق رأس رسول الله بالماء وأنا حائض"، قال أبو ثور: فإذا فرقت رأس الحي فالميت أولى به.
    فقالوا: نعم، رواه فلان، وحدثناه فلان، ويعرفونه من طرق كذا، وخاضوا في الطرق، فقالت المرأة: فأين كنتم إلى الآن". اهـ.
    هذه القصة منكرة يا أخي الكريم.
    وقد أخرجها الرامهرمزي في كتابه المحدث الفاصل، ومن طريقه الخطيب البغدادي.
    وشيخ الرامهرمزي في هذا الحديث رجل مجهول.
    ومما يؤيد نكارة الخبر: ما ذكره ابن الجوزي ومن المصدر الذي نقلتَ عنه: عن يحيى بن معين وغيره من المحدثين الذين جمعوا بين الفقه والحديث فقال في تلبيس إبليس:
    فإن قال قائل فقد فعل هذا [أي حفظ الشرع بمعرفة صحيح الحديث من سقيمه] خلق كثير من السلف كيحيى بن معين وابن المديني والبخاري ومسلم فالجواب أن أولئك جمعوا بين معرفة المهم من أمور الدين والفقه فيه وبين ما طلبوا من الحديث وأعانهم على ذلك قصر الإسناد وقلة الحديث فاتسع زمانهم للأمرين.
    وأيضا ما ذكره المزي رحمه الله من أقضية فقهية ومسائل فرعية واختيارات مذهبية نقلها عباس الدوري عن يحيى بن معين التي لا يمكن أحدا أن يجيب عليها إلا أن يكون فقهيا كبيرا. (تهذيب الكمال 31/ 561).
    وقد قال الخطيب البغدادي رحمه الله بعد أن روى ذلك الخبر في كتابه الفقيه والمتفقه والنصيحة:
    ((وإنما أسرعت ألسنة المخالفين الى الطعن على المحدثين لجهلهم أصول الفقه وأدلته في ضمن السنن مع عدم معرفتهم بمواضعها فإذا عرف صاحب الحديث بالتفقه خرست عنه الألسن وعظم محله في الصدور والأعين وخشي من كان عليه يطعن)).
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    50

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    جزيتما خيرا وبورك فيكما

  4. #4

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    هل هذا على قول صوفية العصر أن المحدثين ليسوا بفقهاء ؟ هذه شبه يتغنى بها الطاعنون في المحدثين و اهل الأهواء , احذر من مثل هذه الأمور فمن هو الفقيه إن لم يأته المحدث بالحديث!!!



    الامام مالك و الليث محدثان

    قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري في كتابه الاستيعاب :

    باب ذكر عيون من أخبار مالك رحمه الله وذكر فضل موطئه

    حدثنا أحمد بن سعيد بن بشر ، وأحمد بن القاسم بن عبد الرحمن ، قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي دليم ، قال : حدثنا محمد بن وضاح ، قال : حدثنا الحارث بن مسكين ، قال : سمعت عبد الله بن وهب يقول : لولا أني أدركت مالكا والليث لضللت .

    [ ص: 62 ] قال ابن وضاح : وسمعت أبا جعفر الأيلي يقول : سمعت ابن وهب ما لا أحصي يقول : لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت .

    حدثنا أحمد بن عبد الله ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين ، قال : حدثنا علي ، قال : حدثنا هارون ، قال : سمعت الشافعي يقول ، وذكر الأحكام والسنن ، فقال : العلم - يعني الحديث - يدور على ثلاثة ، مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، والليث بن سعد .

    وقال عبد الرحمن بن مهدي : أئمة الناس في زمانهم أربعة : سفيان الثوري بالكوفة ، ومالك بالحجاز ، والأوزاعي بالشام ، وحماد بن زيد بالبصرة .

    حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن معاوية بن عبد الرحمن ، وحدثنا خلف بن القاسم بن سهل ، قال : حدثنا الحسن بن رشيق أنهما جميعا سمعا أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي يقول : أمناء الله عز وجل على علم رسوله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 63 ] شعبة بن الحجاج ، ومالك بن أنس ، ويحيى بن سعيد القطان ، قال : والثوري إمام إلا أنه كان يروي عن الضعفاء ، قال : وكذلك ابن المبارك من أجل أهل زمانه إلا أنه يروي عن الضعفاء ، قال : وما أحد عندي بعد التابعين أنبل من مالك بن أنس ولا أجل ، ولا آمن على الحديث منه ، ثم شعبة في الحديث ، ثم يحيى بن سعيد القطان ، وليس بعد التابعين آمن من هؤلاء الثلاثة ، ولا أقل رواية عن الضعفاء .

    وقال يحيى القطان : سفيان وشعبة ليس لهما ثالث إلا مالك .

    حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف ، قال : حدثنا يحيى بن مالك ، قال : حدثنا محمد بن سليمان بن أبي الشريف ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسماعيل الغافقي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، والربيع بن سليمان قالا : سمعنا الشافعي يقول : لولا مالك وسفيان - يعني ابن عيينة - ذهب علم الحجاز ، قالا : وسمعنا الشافعي يقول : كان مالك إذا شك في الحديث طرحه كله .

    حدثنا عبد الله ، حدثنا يحيى ، حدثنا ابن أبي الشريف ، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن عبد الحكم ، قال : سمعت الشافعي يقول : إذا جاء الأثر ، فمالك النجم .

    [ ص: 64 ] حدثني خلف بن قاسم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن المفسر ، قال : حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، قال : كنا عند حماد بن زيد ، فجاءه نعي مالك بن أنس ، فسالت دموعه ثم قال : يرحم الله أبا عبد الله لقد كان من الدين بمكان ، ثم قال حماد : سمعت أيوب يقول : لقد كانت له حلقة في حياة نافع .

    حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي ، قال : حدثنا أبي ، قال : أخبرنا مسلم بن عبد العزيز ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : سمعت الشافعي يقول : إذا جاء الحديث عن مالك فشد به يديك ، قال : وسمعت الشافعي يقول : إذا جاء الأثر ، فمالك النجم .

    حدثنا خلف بن القاسم ، نا عبد الله بن جعفر بن الورد ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام الخفاف ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال : سمعت علي بن المديني يقول : مالك إمام ، قال علي : وسمعت سفيان بن عيينة يقول مالك إمام .

    حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا أحمد بن زهير ، حدثنا علي بن المديني ، قال : حدثنا أيوب بن المتوكل ، عن عبد الرحمن بن مهدي قال : لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم ، ولا يكون إماما في العلم من يروي عن كل أحد ، ولا يكون إماما في العلم من روى كل ما سمع ، قال : والحفظ : الإتقان .

    [ ص: 65 ] قال أبو عمر : معلوم أن مالكا كان من أشد الناس تركا لشذوذ العلم ، وأشدهم انتقادا للرجال ، وأقلهم تكلفا ، وأتقنهم حفظا ، فلذلك صار إماما .

    حدثنا خلف بن أحمد ، حدثنا أحمد بن سعيد ، حدثنا محمد بن عبد الملك بن أيمن ، حدثنا علان ، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، حدثنا علي بن المديني قال : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : كان مالك إماما في الحديث ، قال علي : وسمعت ابن عيينة يقول : ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بهم ، قال صالح : وحدثنا علي بن المديني قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : أخبرني وهيب بن خالد ، وكان من أبصر الناس بالحديث وبالرجال ، أنه قدم المدينة قال : فلم أر أحدا إلا يعرف وينكر إلا مالكا ويحيى بن سعيد .

    وكان عبد الرحمن بن مهدي يقول : ما أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا .
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    بارك الله فيكم

    لا خلاف إن شاء الله

    المحدثون ليسوا على رتبة واحدة
    منهم من جمع مع علمه بالحديث التفقه فيه وهم فقهاء المحدثين كالزهري ومالك والثوري وابن عيينة والشافعي وأحمد والبخاري وغيرهم كثير

    ومنهم من قصرت همته عن التفقه في الحديث الذي يحفظه وهم كثر أيضا

    ثم إن بين كل من هذين المرتبتين طبقات ومراتب لا تحصى
    ففقه الشافعي المحدث أعلى من فقه ابن معين المحدث
    وفقه أحمد ليس كفقه أبي حاتم الرازي

    مقولة كل محدث فقيه غلط
    ـ وذلك أنه الواقع يكذبه فكم من محدث ليس بفقيه
    ـ أن طبيعة العلمين (الفقه والحديث) تكذب ذلك
    ـ أن الفقه ليس محصورا في الحديث
    بل هو يرتكز على فقه الكتاب والحديث والإجماع والنظر والقياس والأشباه والنظائر والجمع والفرق والتسلسل وعلوم العربية وغيرها


    كما أن الفقيه إذا لم تكن له معرفة كافية بأحاديث الأحكام لم يكن فقيها
    لكنه قليل
    لماذا؟
    لأنه لابد دارس ومتفقه بكتاب أحد الفقهاء الذين لم يغفلوا ذكر جمهور هذه الأحاديث في كتبهم ككتب الشافعي والمجموع والمغني وغيرها كثير مما هو معلوم
    فإذا لم يتأتى له ذلك فليس بفقيه

    المقصود أن الفصل بين الفقهاء والمحدثين معروف منذ أيام الشافعي ومحمد بن الحسن ومن قرأ تاريخ تلك الحقبة علم أن ذلك من ضروري العلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    بسم الله الرحمن الرحيم.
    والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    أمّا بعد:
    أشكر إخواني المشاركين في الموضوع، وجزاهم الله خيراً.

    قال الشيخ عبد الله الحمراني.

    "هذه القصة منكرة يا أخي الكريم.

    وقد أخرجها الرامهرمزي في كتابه المحدث الفاصل، ومن طريقه الخطيب البغدادي.

    وشيخ الرامهرمزي في هذا الحديث رجل مجهول.
    ومما يؤيد نكارة الخبر..".

    والحقيقة – والله أعلم – أنّ التعقيب على هذا الكلام يكون من أوجه:

    أولا:
    أنّ شيخ الرامهرمزي ليس مجهولاً في الإسناد الذّي أورده في كتابه، وإنّما المجهول في الإسناد هو شيخ شيخه، فقد قال رحمه الله: "حدثنا شيخنا أبو عمر أحمد بن محمد بن سهيل، حدثني رجل ذكره من أهل العلم، وأنسيت أنا اسمه".

    ثانياً:
    الحكم على القصة بالنَكَارة لمجرد جهالة اسم رجل في إسنادها تطبيق لقواعد الحديث، ولا أظن أنّ مثل هذه القصة يطبق فيها قواعد صارمة في السند والمتن وُضِعت لحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم من التحريف.

    ثالثاً:
    أنّ الشّيخ رواه غير معقِّب عليه، وذكره الخطيب كما تفضل الشّيخ في مشاركته في نصيحة أهل

    الحديث دون أن يُعقِّب عليه بتضعيف، فأين رائحة النَكَارة، خصوصاً وأنّهما من كبار المحدثين، ولو كانوا من أهل الرأي لقلنا تحاملوا عليه.
    رابعاً:
    أنّ ما ذكره الشّيخ في مشاركته من قول لابن الجوزي، والمزي، لا دلالة فيه على تضعيف الحديث، وإنّما ذكر مسائل أجاب عنها الإمام يحيى بن معين، ولو كان كلّ مجيب على مجموعة مسائل فقيه لكان كثير من القراء والمفسرين وعلماء اللغة فقهاء، ولكن الفقه مرتبة أعلى من ذلك يدركها المستنبط للأحكام، الكاشف عن العلل، الجامع للأشباه، المُبَيِّن للفروق، الناظر في المقاصد، المُرَاعي للمآلات..
    تلك مرتبة الفقيه.

    ولا يعني أنّ فيها درجات، فإذا وجدت من يصف الإمام بالفقه، فلا شك أنّه يقصد إحدى الدرجات لا أكثر.

    وإنّي بكلامي هذا لا أطعن في الشيخ، حاشا لله، فهو إمام المحدثين، حدث عنه أئمة الحديث كالإمام أحمد، والبخاري، وغيرهم، أنفق كلّ ما تركه له أبوه في العلم حتىّ لم يبقى له نعل ينتعله، فجزاه الله خيراً.

    أمّا عن مداخلة الأخ بن عبد الرحمن فأقول له:
    يا أخي أنا لا أقصد شيئاً ممّا ذكرته، وأنا بريء إلى الله من أي صوفية كانت، سواء عصرية أو غيرها.
    فإن كان طالب الحديث يُردِد أنّ أهل الحديث هم حَفَظَة الدّين، وحماته، والطائفة المنصورة، وو..

    أَفَتحرِمني أخي وقلبي يميل إلى الفقه أن أذكر بعض مزايا هذه المدرسة وفضلها على الآخرين.

    أمّا قولك بأنّي أفرق بين الفقهاء والمحدثين فقد كفاني الأخ الفلسطيني الإجابة عن هذا السؤال، وأنا أشكره كثيراً على هذا الطرح المميز، وهو ما دفعني أن أبحث له عن مشاركات في المنتدى فوجدت له مُشَارَكةً طيبة في موضوع "الذّين يزهدون في التمذهب"، فأعجبتني كثيراً فجزاه الله خيراً.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني مشاهدة المشاركة
    أولا:
    أنّ شيخ الرامهرمزي ليس مجهولاً في الإسناد الذّي

    أورده في كتابه، وإنّما المجهول في الإسناد هو شيخشيخه، فقد قال رحمه الله: "حدثنا شيخنا أبو عمر

    أحمد بن محمد بن سهيل، حدثنيرجل ذكره من أهل

    العلم، وأنسيت أنا اسمه".

    كلامك صحيح، ربما وهمت فسقطت مني اللفظة، وحقها: (وشيخ شيخ الرامهرمزي مجهول).

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني مشاهدة المشاركة


    ثانياً:

    الحكم على القصة بالنَكَارة لمجرد جهالة اسم رجل في

    إسنادها تطبيق لقواعد الحديث، ولا أظن أنّ مثل

    هذه القصة يطبق فيها قواعد صارمة في السند والمتن

    وُضِعت لحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم من

    التحريف.
    لم أحكم بنكارة المتن بمجرد (جهالة الراوي) فجهالة الراوي أمرها تضعيف السند.
    أما عن الحكم بالنكارة على المتن بما ذكرتُه في المشاركة، فمن صنيع علماء الحديث الحكم على القصص والحكايات،
    وانظر على سبيل المثال صنيع الإمام الذهبي رحمه الله (ت: 748هـ) في كتابه سير أعلام النبلاء عندما يروي أو يذكر بعض القصص، ويعلها بنكارة المتن ونحو ذلك.
    وأنا معك في أنه لا يجرى تطبيق القواعد الحديثية التي تخص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيره، وما فعلتُهُ لا يدخل في هذا النوع.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني مشاهدة المشاركة



    ثالثاً:

    أنّ الشّيخ رواه غير معقِّب عليه، وذكره الخطيبكما تفضل الشّيخ في مشاركته في نصيحة أهلالحديث دون أن يُعقِّب عليه بتضعيف، فأين رائحةالنَكَارة، خصوصاً وأنّهما من كبار المحدثين، ولوكانوا من أهل الرأي لقلنا تحاملوا عليه.
    من المعلوم عند علماء هذا العصر وما قبله "أن من أسند فقد برئت ذمته" وقد أسندا، فماذا بعدُ؟ فكما قالوا: ثبت العرش ثم انقش.
    ثم أتساءل لم عقَّب الخطيب البغدادي في كتابيه بعد هذا الحديث بقوله:
    ((وإنما أسرعت ألسنةالمخالفين الى الطعن على المحدثين لجهلهم أصول الفقه وأدلته في ضمن السنن مع عدم معرفتهم بمواضعها فإذا عرف صاحب الحديث بالتفقه خرست عنه الألسن وعظم محله في الصدور والأعين وخشي من كان عليه يطعن)).
    أليس هنا مغزى للخطيب عندما يقول هذا الكلام.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني مشاهدة المشاركة

    رابعاً:

    أنّ ما ذكره الشّيخ في مشاركته من قول لابن

    الجوزي، والمزي، لا دلالة فيه على تضعيف الحديث،

    وإنّما ذكر مسائل أجاب عنها الإمام يحيى بن معين،

    ولو كان كلّ مجيب على مجموعة مسائل فقيه لكان

    كثير من القراء والمفسرين وعلماء اللغة فقهاء،

    ولكن الفقه مرتبة أعلى من ذلك يدركها المستنبط

    للأحكام، الكاشف عن العلل، الجامع للأشباه، المُبَيِّن

    للفروق، الناظر في المقاصد، المُرَاعي للمآلات..

    تلك مرتبة الفقيه.

    ولا يعني أنّ فيها درجات، فإذا وجدت من يصف

    الإمام بالفقه، فلا شك أنّه يقصد إحدى الدرجات لا

    أكثر.

    وإنّي بكلامي هذا لا أطعن في الشيخ، حاشا لله، فهو

    إمام المحدثين، حدث عنه أئمة الحديث كالإمام أحمد،

    والبخاري، وغيرهم، أنفق كلّ ما تركه له أبوه في

    العلم حتىّ لم يبقى له نعل ينتعله، فجزاه الله خيرا.

    رعاك الله وحفظك، قلتُ في كلامي أنه ((أجاب على مسائل لا يمكن أحدا أن يجيب عليها إلا أن يكون فقهيا كبيرا)). وكلامي متجِّه بأن المسائل المجاب عليها= لا يجيب عنها إلا أن يكون فقهيا كبيرا. وكلامي دقيق، فلا يدخل في كلامي طردا كل من يجيب على مسألة أو أكثر. (ابتســامة)
    وتقبل شكري.
    وقول أخي أمجد قد فصل في قضية الفقهاء والمحدثين، ولا أزايد عليه، بارك الله فيكم أجمعين.


    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    أحسن الله إليك يا صاحب الموضوع وإلى المشايخ الكرام، وكلام الشيخ أمجد حفظه الله لا مزيد عليه، وحاصله الذي أعيد صياغته في عبارة أخصر:
    أن العنوان وأسلوب الطرح فيه عموم مبهم لا يسوغ.. ولو قيل (فضل الفقهاء على بعض المحديثن) لكان أقرب، ولو زدت فيه ما يبين (فضل المحدثين على بعض الفقهاء) كذلك لكان أقوم للميزان! فالمحدثون والفقهاء أصحاب صنعتين مستقلتين لا يتحقق لنا علم وفهم لأحكام ديننا إلا بهما جميعا، ورب حامل فقه لمن هو أفقه منه، وإلا فعلى هذا النحو المرقوم في العنوان، يتوهم القارئ أن صنعة الفقه أفضل من صنعة الحديث، هكذا، وقد يُتوهم - وقد وقع عند بعض الفضلاء - أنك توافق ما انتحله بعض غلاة الرأي والمتكلمة من تنقصٍ من أهل الحديث ومن فقههم، تزهيدا للناس فيما معهم من البضاعة الناقضة والهادمة لأهوائهم وبدعهم، فلزم التنبيه على ذلك، وما أراك إلا تبرأ من تلك اللوازم جميعا، والله الموفق إلى السداد في الأمر كله.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    بارك الله فيكم
    وبخصوص قصة ابن معين فعلى التسليم بصحتها ليس فيها دليل على قلة الفقه فيه وفيمن معه
    ينظر هنا :
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4311

    وهنا:
    اختيارات ابن معين الفقهية المتعلقة بقيام رمضان
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    وابن معين كان ملازما لفقهاء المحدثين كإسحاق وأحمد وأبي عبيد واستفاد منهم كثيرا
    وقد كان على خبرة بفقه أهل الرأي من الأحناف مثله مثل وكيع ومحدثي الكوفيين
    تراجع ترجمته من السير وغيرها

    وبالجملة الأدلة والقرائن على فقه ابن معين كثيرة وقائمة لمن تتبعها
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    98

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    جزاكم الله على نياتكم

    عنوان الموضوع أشد من القصص التي ذكرتها فيه


    فإن هذا فيه عموم ومعاذ الله من ذلك

    فإن فضل المحدثين على الفقهاء أكبر من فضل الفقهاء على المحدثين

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    إخواني أشكر تواصلكم معي، وأشكر أسلوبكم في الحوار، ولكم وددت أن أكتب كلاماً طويلاً في الموضوع، إلا أنّ أؤخره إلى أجل قريب، نظرا لبعض الانشغالات.
    جزاكم الله خيراً، ولي عودة إخواني

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    منزلة الفقيه.
    جزى الله إخواني ومشايخي المشاركين خير الجزاء.

    أود في مشاركتي هذه أن أبين شيئاً من تعقيب مشايخي الفضلاء عَلَيّ في مسألة "كل محدث فقيه" و مسألة "الإمام يحيى بن معين"، وأشكر لهم تواصلهم معي بالروابط.

    والحقيقة يا إخواني لا أجد فرقاً بين ما طرحته وبين ما تطرحون، إلا أنّي اختلفت معكم في مسألة إمام المحدثين.

    وبما أننا نملك قواعد مشتركة بيننا فنستطيع أن ننطلق في المناقشة.

    قال الإمام ابن القيم في أعلام الموقعين (1/ 17): فقهاء الإسلام، ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام، الذين خُصُّوا باستنباط الأحكام، وعٌنُوا بضبط قواعد الحلال والحرام؛ فَهُم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة النَّاس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشّرَابِ..".

    وقد ذكر الشيخ أمجد الفلسطيني ردا على مسألة كلّ محدث فقيه، والحقيقة أنّ كثيرا من النّاس يرددها، ويقولون عليك بفقه المحدثين !!، وقد أجاد الشيخ أمجد في الرد، فكيف يكون كلّ محدث فقيه بهذا العموم والواقع يُكذِّب ذلك، منذ الأيام الأولى التّي ظهر فيها الفرق بين المدرستين.

    قال ابن وهب: "نظر مالك إلى العطّاف بن خالد، فقال: بلغني أنّكم تأخذون من هذا ؟، فقال: بلى، فقال: ما كُنَّا نأخذ الحديث إلاّ من الفقهاء".
    والفقه الذّي قَصَده الإمام مالك ررر هنا ليس ما أنوي أن أَصل إليه من خلال مشاركتي هذه في توضيح منزلة الفقيه، وإنّما قَصَد فقه الرواية فقط، وهذا جزء من أبواب الفقه، والله أعلم.

    والدليل على ما أقوله الرواية الأخرى عن ابن وهب أيضاً، حيث قال: قال مالك: أدركت بهذه البلدة أقواماً لو استَسقُوا بهم القَطر لَسُقُوا، وقد سمعوا العلم والحديث كثيراً، ما حَدَثتُ عن أحد منهم شيئاً لأنّهم كانوا ألزموا أنفسهم خوف الله والزهد، وهذا الشأن – أي الحديث والفُتيا – يحتاج إلى رجل معه تُقَى، وورع، وصيانة، وإتقان، وعلم، وفهم، فيعلم ما يخرج من رأسه، وما يصل إليه غدا، فأمّا رجل بلا إتقان ولا معرفة فلا يُنتفع به، ولا هو حجة، ولا يُؤخَذ عنه".

    هذا في باب واحد من الفقه فقط، وهو فقه الرواية، فتجد كثيراً من المحدثين يروون أحاديث لم يفهموا معناها.

    ذكر ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، (3/261): عن ابن شوذب، عن مطر الورَّاق: "أنّه سأله رجل عن حديث فَحَدَثه، فسأله عن تفسيره، فقال: لا أدري، إنمّا أنا زاملة، فقال له الرجل: جزاك الله من زاملة خيرا..".

    والحقيقة – والله أعلم- أنّ هذه المقولة "كلّ محدث فقيه"، ليست وليدة عصرنا، وإنّما هي قديمة قِدَم الصراع الذّي قام بين المدرستين.

    فقد روى مسلم الجرمي: سمعت وكيعا يقول: لقيني أبو حنيفة فقال لي: "لو تركت كتابة الحديث وتفقهت أليس كان خيرا"، قلت: أَفَلَيسَ الحديث يجمع الفقه كله ؟.
    قال: ما تقول في امرأة ادعت الحمل وأنكر الزوج ؟.
    فقلت له: "حدثني عبّاد بن منصور، عن عكرمة عن ابن عبّاس ررر: أنّ النبي لاعن بالحمل، فتركني فكان بعد ذلك إذا رآني في طريق أخذ في طريق آخر.

    وقال علي بن خشرم: سمعت وكيعا غير مرة يقول: يا فتيان تفهموا فقه الحديث فإنّكم إن تفهمتم فقه الحديث لم يقهركم أهل الرأي.

    وفي رواية أخرى قال: سمعت وكيعا يقول لأصحاب الحديث لو أنكم تفقهتم الحديث وتعلمتموه، قال: ما غلبكم أصحاب الرأي، ما قال أبو حنيفة في شيء يحتاج إليه إلاّ ونحن نروي فيه بابا".اهـ، نقلاً عن نصيحة أهل الحديث للبغدادي، (ص: 40).
    أمّا عن المسألة الثانية: مسألة "الإمام يحيى بن معين".

    إخواني لاحظت من خلال إجابة الشّيخ أمجد وتعقيب الشيخ الحمراني ورِضَاه عنها، أنكم لا تخالفونني في أنّ الفقه ليس باباً واحداً، ومن أجل التفاعل أكثر في الموضوع أتساءل قبل الإجابة عن المسألة:
    هل قولكم إخواني أنّ الإمام يحيى ابن معين فقيه تقصدون به فقه الرواية، أي فقه التحديث، أم الفقه بمعناه العام الذّي وصفه الشّيخ أمجد بأنّه فقه الأشباه، والتعليلات و..و؟. أحتاج إجابة جزاكم الله خيراً.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    جزاك الله خيرا أخي أبا الفداء.
    أشكر لك المشاركة.

    أخي أشكر لك حسن الظن بي عندما قلت بأنّي أبرأ من تلك اللوازم، ولست من بقايا الصراع، أو ممن يريد عودة الصراع.

    فقط أريد أن أقول أخي بأنّ الصراع القائم قديما - كما أنت تعلم - كان بين محدثين عيب عليهم عدم التفقه في الدين، وبين فقهاء لا يعرفون قواعد الحديث.


    أمّا المسألة التّي أطرحها فكأنّها صراع بين من ظنوا أنّ شروح الحديث تَنُوب عن الفقه في الدّين، وبين من أرادوا أن يبينوا لهم أنّ ذلك جزء من الفقه فقط.
    وجزاك الله خيراً على ما كتبت.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    جزاك الله خيرا
    أولا : نحن نتفق على أن المقصود من الموضوع ليس ذم أهل الحديث وعلم الحديث والتقليل من شأنه وإنما الغرض الأسمى من الموضوع هو الدعوة إلى التفقه في الحديث وفضل الفقيه على المحدث الصِرف وفضله المحدث الفقيه على المحدث الصرف

    ثانيا الفقه مراتب وليس مرتبة واحدة كما هو معلوم
    فجهل المحدث ببعضه لا يرفع عنه اسم الفقيه
    قال الإمام أحمد في عبد الرزاق الصنعاني عندما سئل عنه:"ما أقل الفقه في أهل الحديث" يريد رتبة معينة من الفقه
    فالإمام أحمد يذم المحدث الذي قصر في الفقه
    ولا شك أن في المحدثين من هو راوية فقط
    ومن هو أعلى من ذلك يتفقه في الحديث ولكن لم يبلغ رتبة الزهري والثوري وابن جريج وإسحاق ونحوهم كعبد الرزاق
    فإن مصنفه يدل على أنه كان يتفقه

    ثالثا: ابن معين كان صاحب فقه بمعناه العام وليس فقه الحديث فقط
    وذلك أنه تفقه على رأي أبي حنيفة وكان يفتي به وقد أخذ ذلك من محدثي الكوفيين كشيخيه الكبيرين وكيع والقطان وغيرهما كشيخه ابن المبارك المروزي فإنه أول ما تفقه تفقه على مذهب الثوري وأبي حنيفة
    وطريقة أولئك المحدثين معروفة وهي أنه إذا خالف ما يحفظون من الحديث رأي أبي حنيفة وفقهاء الكوفة كإبراهيم وحماد ونحوهم
    أخذوا بالحديث وتركوا الرأي
    والنشأة والبلد لها تأثير في ذلك
    قال يحيى ابن معين :" القراءة عندي قراءة حمزة والفقه فقه أبي حنيفة على هذا أدركت الناس".

    وقال الذهبي: قد كان أبو زكريا رحمه الله حنفيا في الفروع
    وله أقوال أخرى في رأي أبي حنيفة وفقهاء الكوفيين

    وهذه بعض الأقوال في الفقه له تدل على معرفته به وبالخلاف وغير ذلك:
    قال الدوري: قال يحيى في زكاة الفطر: لا بأس أن تعطى فضة.
    وقال يحيى فيمن صلى خلف الصف وحده، قال: يعيد.
    وقال في من صلى بقوم على غير وضوء، قال: لا يعيدون ويعيد.
    وقال لي: أنا أوتر بثلاث، ولا أقنت إلا في النصف الاخير من رمضان، وأرفع يدي إذا قنت، ولا أرى المسح على العمامة، ولا أرى الصلاة على رجل يموت بغير البلد - كان يحيى يوهن هذا الحديث - ولا أرى أن يهب الرجل بنته بلا مهر، ولا أن يزوجها على سورة.
    رأيت يحيى يوهن هذه الأحاديث
    سمعت يحيى بن معين يقول: «ترك النبيذ خير من شربه، ومن رخص فيه فيما أسكر كثيره، شريك وسفيان وحسن بن حي ووكيع وابن نمير وهؤلاء، وهم مع ذلك ينهون عن الخليطين، وعن المنادمة والمعاقرة والجلوس عليه، والنقيع عندهم خمر، والبصريون يرخصون في النقيع، ويقولون: هو حلال»، قال يحيى: «وكل نبيذ يجوز ثلاثة أيام فلا خير فيه عندهم، وعند سفيان وشريك وابن حي وابن نمير ووكيع وأبي معاوية، كلهم يكرهه». قال يحيى بن معين: «وحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل مسكر حرام) عندي صحيح، أبو سلمة عن عائشة». قال يحيى بن معين: «من عاقر على النبيذ وسكر وأداروا الأقداح، فهؤلاء لا مروءة لهم، ولا تقبل شهادتهم، ولا يصلى خلفهم»، وأراه قال: «هم فُسَّاق».
    وله في النبيذ كلام أخر
    انتهى من السير نقلا عن تاريخ يحيى للدوري

    وملازمة يحيى لكبار الفقهاء كابن المبارك والقطان ووكيع وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وغيرهم له تأثير كبير في شخصيته العلمية
    وقد تقدم هذا والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    الفقه بغير حديث كالبناء على غير أساس فهو يوشك أن يقع.
    والحديث بغير فقه كالأساس بغير بناء فلا فائدة منه.

    فلا غنى عن الحديث والفقه.

    كما أنه لا غنى عن النحو والصرف والبلاغة والأصول والتفسير وغيرها.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    السلام عليكم ورحمة الله.

    شيخنا أمجد الفلسطيني.. تحية طيبة لك وللإخوة المشاركين.

    اتفقت معك في ثلاث نقاط، واختلفنا في واحدة، فالذّي يجمعنا في هذا الموضوع أكثر مما يفرقنا.

    فأمّا الثلاث التّي اتفقنا عليها:

    1. أنّ هذا الموضوع ليس ذَمًّا لأهل الحديث، ولا استنقاصاً منهم.

    2. أنّ المدارس قد تمايزت منذ القديم، فهناك الفقيه الصِرف، وهناك المحدَّث الصِرف، كما يوجد الفقيه العارف بقواعد الحديث، والمحدِّث الذّي يفقه الحديث.

    3. أنّ الفقه مراتب وليس مرتبة واحدة.

    أمّا المسألة التّي اختلفنا فيها:
    هي مسألة: الإمام يحيى بن معين رضي الله تعالى عنه.
    إمام المحدثين.
    الذّي كان يحفظ ألف ألف حديث.
    قال فيه الإمام أحمد: "كأنّ الله خلقه لهذا الشأن".

    وأعجبني شيخي نقلك لكلام الإمام أحمد في عبد الرزاق صاحب المصنف، ففيه أنّ الفقه قليل عند أصحاب الحديث.
    والشيء الذّي أعجبني أكثر تعليقك عليه عندما قلت: "يريد رتبة معينة من الفقه"، وهذه الرتبة التّي لأجلها فتحت الموضوع للمناقشة.
    فوالذّي نفسي بيده ما كنت أريد أن أَصِل إلى مسألة المناقشة في مدى فقه الإمام، وإنّما أردت من خلال الموضوع أن أبين منزلة الفقيه، حتى لا يطمع أحد في عصرنا فيُنَادي بطرح أقوال الأئمة والنظر مباشرة في الكتاب والسنة، و..و..
    وأظن – والله أعلم – أنّ كثيراً من الشباب الذّين يُنَادُون بطرح فكرة المذهبية، والزهد في فقه الأئمة انطلقت من مثل هذه الأمور.

    وأعود للشّيخ فأقول:
    فقه الرواية، أو فقه التحديث، هو الفقه الذّي يكون فيه المحدث عالماً بِما يحُدِّث، عارفاً لمعاني ما يروي، مُرتِّبا لأبواب الفقه إن صنَّف، محيطاً بناسخ الحديث ومنسوخه، له الأهلية في حمل مطلقه على مقيده، وعامه على خاصه،..
    فهذه رتبة فقيه الحديث، وهي من مراتب الفقه، فإذا وجدنا وصفاً لأحد أئمة الحديث بهذا الوصف، فهم يقصدون هذه المرتبة، وأظنّ شيخنا أمجد أنّك عَرَّضت لذلك في كلامك فقلت عن الشيخ عبد الرزاق: "فإنّ مصنفه يدل على أنّه كان يتفقه".
    ثمّ بعد هذه المرتبة تأتي مرتبة من أضاف على ما تقدم "تعليلات النصوص"، وأدرك أنّ الألفاظ لم تُقصّد لظواهرها، وإنّما هي قوالب للمعاني، وهذا الأمر يُنكِره كثير من المحدثين، بدليل أنّك نقلت في مشاركتك أنّهم إذا خالف ما يحفظون قدموا الحديث، وفيه دلالة على وجود فرق.
    ثمّ عندما نَقلت شيخنا أنّ الإمام كان متفقها على طريقة أبي حنيفة، وأنّ له اختيارات فقهية، فلو نُقِلت لك شيخنا هذه الأمور كحجج لإثبات أنّ الشّيخ كان فقيها، وكنت ترى عكس ذلك، فهل كنت تُسلِّم بها.
    – أُصدُقني شيخي أمجد القول -.
    وقد وَقفتُ مؤخرا على باحث في درجة الماجستير، يبحث في موضوع عنوانه اختيارات القاضي عياض المالكي الحديثية، فهل نقول إنّ إمام المالكية في عصره كان محدِّثاً ؟.
    الجواب: لا.
    لأنّ محققي كتبه أثبتوا خلاف ذلك، وانظر على سبيل المثال محقق كتابه "الشِفا بالتعريف بحقوق المصطفى" فقد أخرج منه أكثر من ثلاثة أرباع من مجموع الأحاديث عَلَّق على بعضها بأنّه ضعيف، والبعض الآخر موضوع، وتساهل في بعضها فقال حسن لغيره.
    هذا، وأؤكد لإخواني جميعا:

    أنّ القول عن فلان بأنّه ليس بفقيه، لا يعني أنّه زاملة، يحفظ الحديث فقط، لا يدري معناه، وإنّما الفقه مراتب.
    فلا يظنن أحد أنّه بِحفظ الحديث يحكم على المسألة، وعندما يُسأَل بأنّ الأئمة قالوا خلاف ذلك يقول ببساطة: لعلّ الحديث لم يَصِلهم !!، فليس الفقه بهذه السهولة، واعتبر بِيحيى بن معين الذّي كان يحفظ من الحديث أكثر مما تحفظ أضعافاً مضاعفة، ولم يقل هذا الكلام ولكنّه اختار أن يكون حنفياً لأنّه - ببساطة- عَلِم منزلة الفقهاء.
    وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    بارك الله فيك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني مشاهدة المشاركة
    نقلك لكلام الإمام أحمد في عبد الرزاق صاحب المصنف، ففيه أنّ الفقه قليل عند أصحاب الحديث.


    نعم في الرواة لا في مدرسة فقهاء أهل الحديث كمدرسة أهل الحجاز كالزهري ومدرسته وأبي الزناد ومدرسته ومالك ومدرسته وابن جريج ومدرسته
    والشافعي ومدرسته وأحمد ومدرسته

    مع استحضار ما تقدم من أن الفقه مراتب

    ثمّ بعد هذه المرتبة تأتي مرتبة من أضاف على ما تقدم "تعليلات النصوص"، وأدرك أنّ الألفاظ لم تُقصّد لظواهرها، وإنّما هي قوالب للمعاني، وهذا الأمر يُنكِره كثير من المحدثين،
    لا لم أرد هذا ولا أراه
    لأن النظر في المعنى وتعليل الأحكام والمقاصد لا ينكره أكثر أهل المحدثين
    إنما أنكره داود ومن تبعه وهم قلة شذت بهذا المذهب عن مدرسة أهل الحديث
    لكن استعمال هذا المسلك يقل ويكثر من محدث لآخر كما يقل ويكثر بين مدرسة أهل الحجاز والحديث وبين مدرسة أهل الكوفة والرأي

    ويقع فيه غلو من مدرسة أهل الرأي وتفريط من مدرسة أهل الحديث في بعض الأحيان
    لكن هم متفقون على الأصل

    بدليل أنّك نقلت في مشاركتك أنّهم إذا خالف ما يحفظون قدموا الحديث، وفيه دلالة على وجود فرق.
    إذا خالف الحديثُ الرأيَ فإن فقهاء المدرستين يقدمون الحديث إلا غلاةً من أهل الرأي قلة
    لكن عند تقديم الحديث ثمت فقه
    وهو النظر في باقي أحاديث الباب والقواعد والمقاصد وغير ذلك
    لكن استعمال هذا الفقه يقل ويكثر من محدث لآخر كما يقل ويكثر بين مدرسة أهل الحجاز والحديث وبين مدرسة أهل الكوفة والرأي
    ويقع فيه غلو من مدرسة أهل الرأي وتفريط من مدرسة أهل الحديث في بعض الأحيان
    لكن هم متفقون على الأصل

    ثمّ عندما نَقلت شيخنا أنّ الإمام كان متفقها على طريقة أبي حنيفة، وأنّ له اختيارات فقهية، فلو نُقِلت لك شيخنا هذه الأمور كحجج لإثبات أنّ الشّيخ كان فقيها، وكنت ترى عكس ذلك، فهل كنت تُسلِّم بها.
    نعم لأني لا أقول أن رتبة ابن معين في الفقه كرتبة أحمد
    لكن لا أسلبه اسم الفقيه لما تقدم


    وقد وَقفتُ مؤخرا على باحث في درجة الماجستير، يبحث في موضوع عنوانه اختيارات القاضي عياض المالكي الحديثية، فهل نقول إنّ إمام المالكية في عصره كان محدِّثاً ؟.
    الجواب: لا.
    لأنّ محققي كتبه أثبتوا خلاف ذلك، وانظر على سبيل المثال محقق كتابه "الشِفا بالتعريف بحقوق المصطفى" فقد أخرج منه أكثر من ثلاثة أرباع من مجموع الأحاديث عَلَّق على بعضها بأنّه ضعيف، والبعض الآخر موضوع، وتساهل في بعضها فقال حسن لغيره.
    المعروف عن عياض أنه محدث شهد له العلماء بذلك
    راجع ترجمته
    وذكر الأحاديث الضعيفة والمنكرة لم ينفرد به دون بعض المحدثين ممن أتفق أنا وأنت على أن اسم المحدث يصدق عليهم
    نعم هو عيب في المحدث إذا ذكره من غير إسناد
    لكن هذا الصنيع مع التساهل والاختلاف في الحكم على الحديث لا يؤثر في مرتبة المحدث لأنه يبقى اجتهاد
    وإنما يعرف المحدث أنه محدث أشياء أخر
    وللقاضي شرح مسلم وغيره من المصنفات الحديثية



    فلا يظنن أحد أنّه بِحفظ الحديث يحكم على المسألة، وعندما يُسأَل بأنّ الأئمة قالوا خلاف ذلك يقول ببساطة: لعلّ الحديث لم يَصِلهم !!، فليس الفقه بهذه السهولة،
    هذا حق

    واعتبر بِيحيى بن معين الذّي كان يحفظ من الحديث أكثر مما تحفظ أضعافاً مضاعفة، ولم يقل هذا الكلام ولكنّه اختار أن يكون حنفياً لأنّه - ببساطة- عَلِم منزلة الفقهاء.
    ابن معين ليس مقلدا هو من فقهاء المحدثين ممن تأثر بفقه الأحناف
    كالإمامين وكيع والقطان وغيرهما


    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  19. #19

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    لافضل لعربي على أعجمي إلا باتقوى كلام رسول الله فيه الشفاء ومن أراد الله به خيرا يفقهه في الدين

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: فضل الفقهاء على المحدثين.

    السلام عليكم ورحمة الله.
    أبى الشّيخ أمجد إلاّ أن نستمر في النقاش، وأبى إلاّ أن أقول ويقول.
    وأعيتني الأدلة أن أُثبِت له ما أقول، إلا أنّي أحسست في مشاركته الأخيرة أنّ الفارق بيننا بدأ يذوب، وناقشني في مسائل كان معه الحق في بعضها، إلاّ أنّه لم يتعرض للمسألة التّي نناقش كما اعتاد في مشاركاته السابقة.

    لذلك سأسعى إلى طريق آخر في الإثبات، وهو طريق السؤال والجواب، وسأكون أوّل من يطرح الأسئلة عليه، وآمل أن يجيبني عنها، فقد لمست فيه طول نَفَسٍ، وعزيمة، وإصرار.
    السؤال الأوّل:
    وأنت تقرأ كتب الخلاف شيخنا – قديماً وحديثاً- هل رأيت الفقهاء يعتّدون بخلاف الإمام يحيى بن معين ررر، ويذكرونه في جملة الفقهاء أثناء عرض المسائل ؟.
    فَلمَّا كان محدثا ترى توثيقه، وتجريحه للأشخاص في كتب الحديث!!.
    السؤال الثاني:
    وأنت تقرأ ترجمة الإمام في كتب التراجم، هل وَصَفَه أحدهم بالفقيه ؟.
    ( أسأل لا لأجزم بعدم الوجود، ولكن لأتَّعلم وأستفيد).
    السؤال الثالث:
    وأنت تقرأ شيخنا كتب الفروق، والنظائر، والمقاصد، والقواعد الفقهية، وكتب الأصول، هل وجدت يوماً ذكرًا لقول للإمام يحيى بن معين ؟، وخاصة أنّ كثيراً ممن كتب في هذه الفنون كان مُولعاً بالجدل والاسترسال في عرض الأدلة، والأقوال المخالفة لمناقشتها، فأين شمّ أحدهم رائحة قول مخالف أتى على ذكره ومناقشته.
    شيخنا: أمجد تقبل تحياتي
    أسعد بقراءة إجابتك.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •