المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستور الحال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأولى عدم التشنيع - بل وعدم فهم التشنيع - على أحد، لأن هذه من مسائل الاجتهاد. والحق أن المسألة فيها سعة.
ولاحظ أيضاً أن هذه المصطلحات : مجهول العين، ومجهول الحال، والمستور بالمعنى الذي في كتب المصطلح ليس من استعمالات المتقدمين، والأولى أننا لما نتكلم في علم الحديث والجرح والتعديل نتكلم باصطلاح من أسس العلم وهم المتقدمون، حتى نفهم كلامهم كما ينبغي ولا نحكم نقدهم باصطلاحاتنا.
المتقدمون اختلفوا فيمن يطلق عليه اسم الجهالة ولم يصطلحوا على هذه التسميات.
واختلافهم في تعيين من هو المجهول هو من باب الاجتهاد ولا تثريب على من سمى هذا مجهولاً وبين من اطلع على أنه له أكثر من ثلاثة رواه ثقات ولم يسمه مجهولاً، ثم إن جهالة الرواية وشهرته هي مسألة اعتبارية يدخل فيها تصور الناقد قبل كل شيء، وقناعته بمن روى عنه الرواي فقد يروي عنه أكثر من اثنين ولكنهم ضعفاء أو يروون عن مجاهيل فلا يرى أن وصف الجهالة ارتفع بروايتهم.
وهذا الاختلاف الذي أتكلم عنه هو عن تعيين من هو المجهول وما معنى الجهالة، وليس عن قبول خبره.
ولكنها لم تؤخذ من استقراء لعمل الحفاظ، فالمجهولون على درجات كما فصّل فيه الذهبي وهذا التفصيل مأخوذ من ملاحظة عمل الحفاظ.
قد يوجد الاختلاف في قبول خبر المجهول وهذا كما قلت اعتباري على حسب نظر الناقد ، وما المانع من الاختلاف (( والراوي مجهول )) وقد اختلف العلماء في الرواة المشهورين والتي تتجاوز أحاديثهم الخمسين حديثاً ، فما بالك بمجهول لم يرو إلا حديثاً أو أقل من أربعة.
فالخلاف التي تريد أن تثبته لا ننكره ، وهو ليس من الاختلاف في المنهج وإنما في قناعة الناقد بالرواي ، ومن النقاد من لا يحتج بالصدوق - باصطلاح المتأخرين - فكيف نريده أن يحتج بالمجهول!!.
وهذا يجرنا إلى مسألة أخرى وهي فهم اصلاحاتهم في النقد، فمنهم من يقول : ((لا يحتج به)) ويقصد إذا انفرد كما يطلق ذلك الترمذي ونص عليه في كتاب العلل الصغير . ومنهم من يطلق كلمة (( لا يحتج به )) بمعنى لا يبلغ درجة الحجة كمالك وسفيان.
لعل المسألة دائرة على القرائن ولا ينبغي لنا الأخذ بظواهر الألفاظ بل لا بد لنا من تفسير كلام الحفاظ النظري بتطبيقهم العلمي ، كما هو معروف .
راجع هذا الرابط في ملتقى أهل الحديث ففيه إن شاء الله الكفاية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12405