تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: جزاء بهرام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المنصورة/مصر
    المشاركات
    19

    افتراضي جزاء بهرام

    حكي عن ابن المبارك أنه قال: حججت إلى بيت الله الحرام، فبينما أنا في الطواف إذ عييت فجلست أستريح، ووضعت رأسي على ركبتي فغلبني النوم، فرأيت النبي rوهو يقول: يا ابن المبارك إذا أنت قضيت حجك، وحللت عقدك، ورجعت إلى أرض العراق ودخلت دار السلام، فأقصد الحلة التي بها بهرام المجوسي، فإذا لقيته فأخبره :أن النبي العربي محمد r يسلم عليه، وهو يقول لك: أبشر فإن قصرك في الجنة غدا من أقرب القصور إلى قصري، قال عبد الله: فانتبهت لذلك فزعا مرعوباً ،وتفكرت ساعة فغلبني النوم ثانيا، فرأيت النبي r أيضاً يقول: يا ابن المبارك لا تشك في منامك فهو حق والشيطان لا يتمثل بصورتي قط، فإذا قضيت حجَّك، وحللت عقدك، وأنصرفت إلى العراق، فاطلب هذا المجوسي بهرام وبشره بما قلت لك، فانتبهت أيضاً مرعوباً، واستعذت بالله واستغفرته وتفكرت ساعة، فغلبني النوم فنمت فرأيت، النبي r ثالث مرة وهو يقول: يا ابن المبارك أنا محمد رسول الله فلا ترتبك في ذلك وامتثل أمري فهو حق، فقلت: يا رسول الله أريد بذلك علامة ألقاه بها، فأخذ رسول كفي بيمينه ثم قال: يا ابن المبارك هذا المجوسي شيخ زمنٌ قد أتى عليه مائة وأربعون سنة، وقد ضعف بصره ،وثقل سمعه، وأبيض شعره، ودق عظمه، ويبس عصبه وجلده، فإذا أتيته وسلمت عليه وبشرته بما قلت لك وطلب منك علامة، فأمسح بيدك هذه التي أخذتها بيميني على رأسه ومر بها على وجهه وسائر جسده وبدنه فإنه يعود شاباً، ويرجع إليه بصره وسمعه ويسود شعره ويطرى جسده ويقوى عصبه وتعود إليه قوته، فانتبهت وأنا كالولهان فلما أن قضيت حجي وحللت عقدي وانصرفت إلى العراق ودخلت بغداد سألت عن دار المجوسي فقلت يا غلام استأذن لي على مولاك فقال الغلام أغريب أنت قلت أجل قال أدخل ليس هنا من يحجبك قال فدخلت إلى دار لم أرّ مثلها وإذا بكتبة ومجوس وصياريف قعود وهم يقبضون الرهون ويعطون الدنانير والدراهم فقلت يا قوم افيكم بهرام فقيل أدخل الدار الثانية فدخلتها فإذا ليس بينها وبين الدار الأولى نسبة بل تفاوت وإذا بشيخ قاعد على دست ومرتبة على الصفة التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله جماعة من الكتاب والحساب وبين أيديهم الدنانير والدراهم كالبيادر الصغار وهم في الحساب فسلمت كما أمرني النبي صلى الله عليه وسلم فرد علي السلام وكان قد شد حاجبه بعصابة فرفعها عن عينه ثم قال من الرجل قلت عبد الله بن المبارك فقال مرحباً بك لقد شممت بك رائحةً زال بها الهم عن قلبي أدنُ من فجلست إلى جانبه فقال هل لك من حاجة قلت نعم قال وما هي قلت أرى أن أخلو بك ساعة فقال نعم وأمر من هناك بالخروج فتهيأوا ثم خرجوا فبقيت أنا وهو وثلاثة شبان قلت هؤلاء أصرفهم يا بهرام كم تعد من السنين قال أعد مائة وأربعين سنة قلت فهل تعرف أنك عملت شيئاً استوجبت به من الله الجنة قال لا أدري إلا أني رزقت ثلاثة بنين وثلاث بنات فزوجت بعضهم من بعض وأعطيت مهروهن من عندي وأفردت لكل واحد منهم مالاً وداراً وعقارات قلت لا تستوجب الجنة بل تستوجب النار فهل عملت شيئاً صالحا لآخرتك قال قسمت ليلي ثلاثة أجزاء أما الجزء الأول فإني أقعد للمساهرة وتُقرأ عليَّ سير الأول فانفرج بذلك والجزء الثاني أعبد فيه النار وأسجد لها من دون الله الواحد القهار والجزء الثالث أفكر فيه في أمر معاشي ومعادي وأمنع نفسي عن النوم في ذلك الجزء فإن النوم فيه جهل وخمول ودماء إلا لضرورة فقلت هل لك فعل غير هذا قال لا قلت يفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد فيم استحقيت يا بهرام الجنة قال ويحك يا بن المبارك أتقطع لي بالجنة وأنت عالم المسلمين من أخبرك بذلك قلت أخبرني الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم قال فما القصة فحدثته بالمنام الذي رأيته وبما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مراراً فقال يا بن المبارك وهل لذلك علامة ظاهرة قلت نعم أدنُ مني فدنا فمسحت بيدي رأسه ووجهه وصدره وبدنه وأولاده ينظرون فصار شاباً حسناً طرياً سميعاً بصيراً وأسود شعره وأبيضت بشرته فلما عاين ذلك قال أمدد يدك يا شيخ أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ثم قال يا شيخ أأخبرك السبب الذي أوجب الله لي به هذه المنزلة قلت نعم قال كنت من مدة قد أولمت وليمة عامة للمسلمين والنصارى واليهود والمجوس على خاصة فأكلوا وانصرفوا وانقضت الوليمة فلما كان في بعض الليل طرق طارق الباب وقد هدأ الناس ونام الخدم لما أصابهم من التعب بسبب الوليمة وأنا جالس منتبه فقلت من بالباب فقالت يا بهرام أنا امرأة من جيرانك فاوقد لي هذا السراج قال بهرام والمجوس لا ترى إخراج النار من بيوتهم ليلاً فتحيرت في أمري وقمت ولم أنبه أحداً فاسرجت لها السراج فانصرفت وأطفأت السراج وعادت وقالت يا بهرام قد انطفأ فاسرجه لي فلما أسرجته قالت يا بهرام والله ما جئتك لأجل سراج ولكن جئتك من أجل ثلاث بنات شممن روائح طعامك فهن ملقيات على وجوههن يتضاوون كالمرأة الثكلى أو كالحبة في المقلى فإن كان قد بقي في دارك فضل طعام فأعطني فإنك إن شاء الله تملك بذلك الجنة فقلت حباً وكرامة فأخذت منديلاً كبيراً فجعلت فيه من كل شيء كان في البيت من الحلو والحامض وأخرجت كيساً فيه ألف دينار وكيسا فيه ستة آلاف درهم وستة أثواب من ديباج وستة أثواب مروزية وشددت الجميع وقلت أحملي هذا إلى عيالك واقسمي عليهم فمدت يدها فلم تطق حمله لضعفها فقالت يا بهرام أعني أعانك الله على
    الوقوف بين يديه وخفف عليك الحساب في ذلك اليوم الشديد فقلت يا هذه كيف أفعل وأنا شيخ كبير وقد مضى عليَّ مائة ونيف وثلاثون سنة ثم تفكرت لحظة وطاب لذلك قلبي فقلت لها شيلي على رأسي فشالته واستقل على رأسي فسال لذلك عرقي حتى صرت في منزلها فحططت الطعام ووضعت الرزمة وجعلت ألقم البنات إلى أن شبعن ونشطن ثم قسمت عليهن الثياب والدراهم والدنانير ففرحن وتبسمن فلما أردت القيام قلن بأجمعهن يا بهرام أصلح الله لك أمورك وأدام سرورك كما أصلحت أمورنا وأدمت سرورنا وفرحك يوم القيامة كما فرحتنا وختم لك بخير وأنزلك أقرب قصر من قُصُر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في دار الجنان وأنا أقول آمين وما زلت أرجو استجابة دعائهن قلت يا بهرام أبشر فإن الله حقق لك ذلك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تحقر من المعروف شيئا ولو أنك تفرغ من دلوك في إناء أخيك ماء قال عبد الله بن المبارك فتصدق بهرام في ذلك اليوم بمائة ألف درهم وبمائة ألف دينار وبمائة ألف ثوب مروزيات وبألفي ثوب ديباج وفرق سائر أمواله على أولاده وبناته وأسلموا جميعاً وتفرق الأخوة عن الأخوات وزوج أولاده بالمسلمات وبناته بالمسلمين وأسلم في ذلك اليوم خلق كثير من المجوس ثم انفرج عن أهله ولزم المحراب يعبد الله فلم يلبث إلا قليلاً حتى توفي رحمة الله عليه ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
    ولمّا كان الزمان الذي يعيشه الإنسان قصيرًا بالنسبة إلى عمر مجتمعه وحضارته، فإن عليه أن يحرص على زمانه وأن لا يصرفه في العبث واللهو

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المنصورة/مصر
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: جزاء بهرام

    الخبر من كتاب ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي
    ولمّا كان الزمان الذي يعيشه الإنسان قصيرًا بالنسبة إلى عمر مجتمعه وحضارته، فإن عليه أن يحرص على زمانه وأن لا يصرفه في العبث واللهو

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: جزاء بهرام

    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المنصورة/مصر
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: جزاء بهرام

    الأخ العزيز عبدالله شكرًا لك ... وبارك الله فيك ... هذه القصة أعجبتني وأنا أبحث عن الشواهد البلاغية والنقدية في كتاب ثمرات الأوراق ، فنقلتها ،وعلى الرغم من خلو الكتاب من الشواهد محل البحث ، إلا انني قرأته أكثر من مرة ، فهو كتاب شيق ، وأنصحك بقراءته ،والقصة موجودة ومتداولة ، ولا تخص شخص بعينه ،أما بالنسبة للمشاركة التي على الرابط فلم أرها من قبل.
    ولمّا كان الزمان الذي يعيشه الإنسان قصيرًا بالنسبة إلى عمر مجتمعه وحضارته، فإن عليه أن يحرص على زمانه وأن لا يصرفه في العبث واللهو

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المنصورة/مصر
    المشاركات
    19

    افتراضي رد: جزاء بهرام

    ولمّا كان الزمان الذي يعيشه الإنسان قصيرًا بالنسبة إلى عمر مجتمعه وحضارته، فإن عليه أن يحرص على زمانه وأن لا يصرفه في العبث واللهو

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •