بسم الله الرحمن الرحيم ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد :
إخواني الكرام ، إن منتداكم المبارك يعتبر من المراجع العلمية القيمة التي تفيد طلبة العلم ....
إخواني ، لاأطيل عليكم ، فأنا طالب ماجستير بأحد الجامعات الاسترالية ، وقد آلمني رؤية بعض شباب المسلمين واقعين في منكرات ومخالفات ، وسأكون أنا خطيب الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الجامعة ، ويوجد عدد لابأس به من المسلمين.
كل ماأريده منكم إخوتي الكرام ، قراءة الخطبة المكتوبة أدناة ، وتعديك ماكان خطأ ، وإضافة مايمكن إضافته ، والتدعيم كذلك بالأدلة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،،،، وفقكم الله ،،،،،
------------------------------------------------------------------------------------------------->>
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
لن أقدم للموضوع أي مقدمات ، وإنما ساؤثر الوقت للدخول في الموضوع مباشرة . القضية يارعاكم الله أن هناك إخوة لنا في هذه الجامعة ، ومن أبناء جلدتنا ، لايصلون معنا ، ويحتسون الشراب الكحولي، ويعاقرون النساء. لن يكون الموضوع بيان كفر تارك الصلاة ، او ايضاح حرمة وجرم تلك الأعمال ، والتي تقع من شباب حكم شهوته على عقله ، يقوده فرجه لاعقله . كلنا يعرف حرمة ذلك في ديننا الإسلامي الحنيف ، وخطورة هذه الأعمال الهالكة المهلكة دنيويا وأخرويا. ستكون رسالتي ليست لأولئك الناس هداهم الله ؛ لأنهم ليسوا معنا ولايسمعوننا ، ولكن رسالتي ستكون موجهة لكم أيها الجمع المبارك الكريم ؛ وماالذي عملناه ونعمله تجاه ذلك الشباب المسكين ، فهناك عدد لابأس به منا يعرف حال أولئك الذين ضلوا عن السبيل ، فدعونا نصنف أنفسنا في تعاملنا تجاه ذلك الشباب المسكين ، الذي حكمته شهوته بدلا من عقله.
نتشعب في تعاملنا مع أهل المنكر إلى خمسة أصناف : المنظرون – المطنشون المعاشرون – المعرضون الصادون – الزاجرون الناهون – المحتوون الداعون بالتي هي أحسن . فلنتستمع لوصف ودافع كل صنف ، ونتيجة عمل كل منهم ، ولينظر كل انسان منا في أي صنف يقع ، وهل هو على صواب أم على خطأ .... فبسم الله نبدأ :
الصنف الأول : المنظرون .
وصفه : والذين يبقون يتحدثون عن أشياء غير واقعية ، ويضعون افتراضات غير حقيقة ، ويقولون ، من المفترض أن البلد الفلاني أن لا يرسل الشباب الصغير ، وآخر يقول حرام على العائلات أن ترسل أبناءهم لإفسادهم ، وخذ من هذا الكلام المتحدث بلو التي تفتح أعمال الشياطين .
دافعه : هذا الصنف من الناس عندما يتحدث عن ذلك فإنما يريد اشباع رغبته في الكلام ، وتطمين نفسه بأنه عضو فاعل في المجتمع يريد أن يحل مشكله .
نتيجة عمله : هذا النوع من الناس لن يحل مشكلا ، أو يغير منكرا. لن يحدث تغييرا ، أو يضيف جديدا. مضيعا لوقته في أعمال غير نافعة ، بل يصل في بعض الأحيان إلى اشغال أوقات الآخرين .
الصنف الثاني : المطنش المعاشر .
وصفه : أناس لايأبهون بما يقع فيه الآخرون من محرمات ، ومع ذلك يصادقونهم ويحابونهم. يتضاحكون ويتسامرون ويتجالسون ، وإذا افترقوا ذهب هذا الصنف لأداء العبادة بينا يتجه الآخرون لفعل المحرمات . شعارهم طنش تعش ، لن تضرني سيئات الآخرين طالما أنا صالح .
دافعه : هذا الصنف من الناس دافعه إلى الميل إلى هذا السلوك ؛ هو التمتع بمجتمع عريض ، وأصدقاء متنوعين مختلفين حتى وإن كان ذلك على حساب اختيار اصدقاء سوء لمجرد الأنس بفكاهتهم وسواليفهم .
نتيجة عمله : شعور أصحاب المعاصي أن مايفعلونه أمر اعتيادي ، وأن ماينتهجونه لايؤثر على علاقاتهم بالآخرين. هذا النوع من الناس خطر عظيم ، ومشابه لبني اسرائيل عندما حلة عليهم اللعنة من رب العالمين ، قال تعالى : (( لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون ))
الصنف الثالث : المُعرض الصاد .
وصفه : أناس عباد زهاد ، ولانزكيهم على الله تعالى ، مهتمون منشغلون بأداء عباداتهم . إذا رأى أحدا على منكرا قاطعه وهجره ، وابتعد عنه ؛ ولايراه إلا محاربا عدوا لله ولرسوله وللمؤمنين .
دافعه : هذا الصنف من الناس دافعه إلى ذاك العمل ، هو النجاة والهروب بدينه على أن لا يلوثه أصدقاء السوء. يهدف إلى اختيار أصدقاء صلاح ، فارا من أصحاب السوء فراره الأسد . هم لايمثلون شيئا بالنسبة له ، يعتبرهم كائنات تافهة ينبغي احتقارها والصد عنها.
نتيجة عمله : ينتج عن هذا السلوك ؛ ازدياد أصحاب المعاصي والذنوب في غيهم وطغيانهم ؛ معانادة ومكابرة لأولئك المحتقرون لهم. بل يصل الحد بأصحاب المعاصي أحيانا إلى تعمد فعل المنكر أمامهم لإغاضتهم وقهرهم . هذا الصنف من الناس على خطر عظيم كسابقيهم أيضا ، ففي حديث ، أذكر معناه : أن الله تعالى أمر ملائكته بإهلاك أهل قرية ؛ فقال الملائكة : يارب إن فيها عبدك الصالح فلان ؛ فقال الله تعالى : به فابدأوا ؛ فإنه كان يرى المنكر ولايغيره.
الصنف الرابع : الزاجر الناهي .
وصفه : قومُ عباد زهاد ، ولانزكيهم على الله ، مهتمون منشغلون بأداء عباداتهم . إذا رأوا أحدا على منكرا زجروه ونهروه ؛ " اتق الله ، تب إلى الله ، إن ماتفعله حرام ، تب وعد إلى الله " ، يحذرون الناس ويرهبونهم مما يقعون فيه من محرمات ، ومخالفات .
دافعه : هذا الصنف من الناس دافعهم ، هو الغيرة على دين الله تعالى ، يهدفون إلى النهي عن المنكر ، متمثلين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من رأى منكم منكرا فليغيره... )) ، لايألفون أصحاب المعاصي ، يزجرونهم إذا رأوهم على خطأ .
نتيجة عمله : أناس على خير ، ولكن في أغلب الأحيان ، وخصوصا مع شريحة الشباب ، لايتقبل العاصي أن يزجره أو ينهره أحد ، وخصوصا من أقرانه؛ فالنفس البشريه تكره الأوامر المباشرة. في أكثر الحالات إلا من رحم ربي ، قد يزيد هذا السلوك من معصية العاصي ؛ خصوصا عندما يشعر أن الزاجر يزجره بعلو وفوقية وعلوية.
الصنف الخامس : المحتوي ، الداعي بالتي هي أحسن.
وصفه : أناس على خير عظيم ، عباد زهاد ، ولانزكيهم على الله ، شعارهم : حب لأخيك ماتحبه لنفسك ، منهجهم مع الآخرين : ((وجادلهم بالتي هي أحسن)) ، سلوكهم : (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )). يعملون في السر والعلن للتوجيه والإصلاح بقدر المستطاع . يعترفون بواقع أصحاب المنكرات ، وأنهم على خطأ ، ولكنهم لايشعرونهم بالاحتقار والدنو . يتعاملون معهم ، كما يتعامل الفرد مع عضو من أعضاء عائلته . يعون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :(( والله لو لم تذنبون لذهب الله بكم ثم أتى بأناس يذنبون ثم يستغفرون الله)) . يعلمون أن النفس الإنسانية ضعيفة ، تضعف أمام شهواتها ، فتحتاج إلى من يشد من أزرها ، ويؤازرها ويقودها إلى بر الأمان . يبتسمون ابتسامات صادقة في وجوه الآخرين ، يحبون الآخرين.
دافعه : أناس دافعهم الغيرة على دين الله تعالى ، متمثلين بقول الله تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) . يحركهم إلى نصح وتوجيه الناس حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( والله لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه )) ، يشغلهم دوما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( المجتمع المسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا )) .
نتيجة عمله : يحبهم الناس ، يألفهم ويقبلهم الآخرون ؛ لتواضعهم ، وأدبهم ، وأخوتهم ، وحكمة منهجهم وطريقتهم . يستحيي أصحاب المنكر من فعل المنكر أمامهم ، يقبلون منهم ربما على استحياء في بادء الأمر إذا نصحوهم ، وبعد قد يزدري أصحاب المنكر أنفسهم بأنفسهم ، وماذاك إلا من حسن تعامل وتوجيه أصحاب الصلاح لهم. يحس أهل المنكر بأن هؤلاء الناس إخوة حقيقيون لهم. تتقارب القلوب من بعضها ، وتألف النفوس بعضها ؛ وبذا يسلكون بسفينة المجتمع سبل السلام .