نعم واللهِ أخجل من خضوعي
ومن هذا التذلُّلِ والخُنوعِ
نعم واللهِ أخجل من وقوفي
وراءَ قطارِ عالمنـا السَّريعِ
نعم واللهِ أخجل من سكوتي
على ظُلْمٍ من الباغي فَظيعِ
وأخجل من بَني الإسلام لمَّا
أراهم في زماني كالقطيـعِ
جموعٌ تَمْلأُ الدنيا ضجيجاً
فوا أسفا على تلك الجموعِ
يحاصرها الظلامُ وما نراها
تَمُدُّ يداً لإيقادِ الشموعِ
نعم واللهِ أخجل حين تبدو
شموسُ المكرماتِ بلا سطوعِ
وحين نرى ملايين الضَّحايا
فنلقاهم بإحساسِ الصَّقيـعِ
تُدَكُّ معاقلُ الإسلامِ دَكَّـاً
ويشتعل الأسى بين الضلوعِ
وتُسْلَبُ أرضُنا شبراً فشبـراً
ونحن نخافُ من ذَرْفِ الدُّموعِ
نرى في الأَسْر أُولى قبلتينـا
ونسمع صرخةَ الطفلِ الرضيعِ
ونُبصر غَزَّةَ الأَمجادِ تُصْلَى
بنار الظلمِ والفَتْكِ الذَّريعِ
يحاصر أهلَها خوفٌ وجوعٌ
وما أقساه من خوفٍ وجوعِ
وفي أرضِ العراقِ نرى خريفاًَ
من المأساةِ يعصف بالرَّبيـعِ
وتلعب بالقوانيـن الأعادي
فما للحقِّ فيها من شفيـع
قوانينٌ تصون حقوق كلبٍ
وترفع قَدْرَ كذابٍ وضيـعِ
وتُهدر حقَّ أمتنـا جميعًا
وتُغلق دونَها بابَ الرُّجوعِ
ونحن على موائدنا، نسينـا
أنينَ جريحنا وَدَمَ الصَّريـعِ
كأنَّ خضوعَنا القاسي لسانٌ
يقول لأمَّة الإسـلامِ: ضِيعي
نعم واللهِ أخجل من أُصـولي
تموتُ على يديَّ ومن فُروعي
وأخجل من قضايانـا تُعاني
ولم تفرحْ بجهدِ المستطيـعِ
نعم، واللهِ، أخجل حين تُطوى
سجايانا على هذا الخضوعِ