بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
المشكلة التى أود الإشارة إليها أعلم أنا معروفة وشهورة للجميع ، أما أنا فلم أكتشف حجمها وتفشيها إلا منذ شهر تقريبا.
المشكلة تتلخص فى شراء الرسائل الجامعية ، ومختصر الذى حدث ، أن أحد الأصدقاء عرض على أن أقوم بكتابة رسالتين جامعيتين لإثنين من دول الخليج العربى ، وهو يعلم أننى لن أقبل بهذا غير أنه أراد عرض هذا لأمر على بطريقة ملفتة.
المبلغ المعروض كان ضخما بالنسبة على الأقل للعملة المصرية [ يتجاوز المائة ألف جنيه ويمكننى طلب المزيد ، مع ملاحظة أن هذا يتوقف على سمعتك وقدراتك البحثية حيث يمكنك طلب أضعاف ذلك ].
فكان ردى عليه ، هل أكتب له رسالة ليذهب إلى بلده ويصبح الشيخ الدكتور فلان ، ومن بعدها أراه فى مجلس الأمن يبيع فلسطين أو غيرها ، أو يتصدر لوزارة فيوقع بلده فى عقد إحتكارى أو معاهدة ظالمة ، وأكون أنا السبب أمام الله.
كذلك فإننى إن فعلت ذلك فلا فرق بينى وبين من يبيع عضو من أعضائه ، فهو يبيع كليته وأن أبيع عقلى.
لذا أقول لمن يقوم بهذا ، أن الله أعطاك القدرات البحثية لتشكره عليها وتنتفع بها على الوجه المشروع / وكما لايحل لك أبداً بيع عضو من أعضاء جسدك فعقلك عضو من أعضاء جسدك.
وأقول لهؤلاء الذين يريدون شراء كل شئ بأموالهم [ ونورالله لا يؤتاه عاص ، وما عند الله من الخير لا يجوز أن يطلب بالمعصية].
الأموال التى تدفع هى عين الغش ، ومن غشنا فليس منا ، فهى حرام على دافعها وآكلها.
لذا أقو للإخوة جميعاً وفى كل مكان وبخاصة فى دول الخليج حاصروا أمثال هؤلاء ، وأحترسوا من أن يسودوا فى بلادكم.
وأتمنى أن لا يظن أحد بى السوء فى أننى أستهدف فئة بعينها أو شعبا بعينه ، فالله مطلع على ما فى نيتى ، وعند الله غداً يجتمع الخصوم.
أمثال هؤلاء اللصوص يتبوؤن الكراسى الجامعية ويتصدرون فى الفضائيات ، ولا يجد طالب العلم الحقيقى الذى أنعم الله عليه بالمواهب البحثية مكانا يليق به ويستعين به فى معيشته ليقوم بواجبه نحو الأمة ويقوم بواجب النذارة ، لأنه سيضطر فى النهاية لترك العمل البحثى من أجل لقمة العيش.
لذا أقول للأخوة الذين تورطوا فى أكل مثل هذا المال الحرام ، اتقوا الله ، ولا يحل لكم أكله ولا حتى الإستعانة به ولو على سبيل القرض.
ولقد جاءتنى فكرة لحل هذه المشكلة ، يستطيع كل باحث أن يتكسب من هذا الباب بطريقة حلال فييد ويستفيد ، وأنا بصدد تنفيذها ان شاء الله وهى ، أن يقوم الباحث بفتح مكتب استشارات علمية وبحثية ، ويأتى الراغب فى عمل رسالة جامعية ، ,يكون الحساب بالساعة مثلاً كالإستشارة فى مكتب محام ، وقد يحتاج الباحث إلى دراسة علم معين وبطريقة مكثفة ، فيقوم الأخ الباحث بالإتفاق معه على إعطائه محاضرات [ كورس مثل الكورسات الجامعية ] فى علم الأصول مثلا أو القواعد الفقهية أو اللغة العربية ومثل هذه العلوم الى هى أساسيات البحث فى العلوم الشرعية ، أو تعليمه البحث فى الإنترنت على المادة العلمية ، وكذلك كتابة بحثه على الحاسب بنفسه .
فيستفيد هذا بمال حلال طيب ، ويستفيد هذا بالعلم النافع وبإحترام نفسه أولا.
ومن الممكن أن يتفق مجموعة من الأخوة الأعضاء فى هذا المنتدى من تخصصات مختلفة بعمل مثل هذا المشروع ، فيدخل الباحث إلى مكتبهم فيجد المستشار اللغوى ، والمستشار القانونى فى الأبحاث القانونية ، وهكذا فى سائر العلوم والفروع ، وكون بينهم اتفاق على طريقة تقسيم عائدات هذا العمل.
وبإختصار أن من سيقوم بهذا العمل ستكون حدوده حدود المشرف على الرسالة ، النصح والتوجيه والتبسيط ، ويقوم الباحث بإعداد رسالته بنفسه ، ولقد ثبطنى بعض الزملاء وقال لى أن من يشترى الرسائل لايريد أن يتعب ، ولن ينجح هذا المشروع .
وأقول لو التزم الأخوة كلهم بارك الله فيهم بهذا لما وجد هؤلاء من يعينهم ، ولدفعناهم إلى الطريق المستقيم دفعا ، فينتفعون وتنتفع الأمة كلهابإذن الله.
إخوانى لقد وصل الأمر من الفداحة إلى سرقة رسائل بنصوصها مع محو أسماء المؤلفين فقط.
مرة أخرى أقول أننى [ والله شهيد على ما أقول ومطلع على نيتى ] أننى لم أرد الإنتقاص من أحد ولا من فئة ولا من شعب.
وفقكم الله جميعا لما فيه خيركم وخير أمتكم.
اللهم ارزقنا التقى والهدى والعفاف والغنى.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن بطن لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها.
الله إنا نسألك الإخلاص والصواب فى كل قول وعمل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم
وائل حسن
ملحوظة : أقول كما قال الفاروق رحم الله امراً أهدى إلى عيوبى ، فمن أردا النصح أو التوجيه أو اللوم فله كامل الحق وهو مقبول ان شاء الله بأى شكل من الأشكال.
من أراد على الخاص فى المنتدى فله ذلك.
ومن أراد الخاص فله ذلك avocatwael@hotmail.com
أعلم أن هناك من سيكون له ردود فعل عنيفه لأنه باب رزق ( محرم طبعا ) وأنا بهذا سأغلقه ، والحمد لله أننى تربيت على قوله تعالى [ يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ]
ماأردت للأخوة إلا الحلال الطيب.