قال فضيلة الشيخ الألفي في التعقب المتواني (( وهذا من أعجب مرامى سهام الشيـخ فى تصانيفه ، أنه فى المواضع التى يُخطئ فيها ، مع سهولة الخطأ الذى لا يقع فيه من هو دونه ، لا يتغاضى عن أخطاء غيره كائناً من كان ، وإنه لعزيز علىَّ أن أذكر خطئه فى هذا الموضع ، ولولا أنه وهَّم شيخ الإسلام لتغاضيت عن ذكر خطئه .
فقد قال الشيخ الألبانى ، عقب هذا الحديث بالنص : (( أخرجه أبو داود فى (( سننه )) (5096) عن إسماعيل حدثنى ضمضم عن شريح عن أبى مالك الأشعرى قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : فذكره .
قـلت : وهذا إسناد صحيح . رجاله كلهم ثقات ، وإسماعيل هو ابن عياش ، وهو صحيح الحديث عن الشاميين ، وهذا منها ، فإن ضمضم وهو ابن زرعة شامى حمصى ، وشريح هو ابن عبيد الحضرمى الحمصى ثقـة ، فالسند كله شامى حمصى )) اهـ .
وأقـول : إذا كان الشيخ ـ رحمه الله ـ قد اقـتصر على (( سنن أبى داود )) ؛ فلماذا لم يذكر تمام الإسناد ليعرف مطالعُه أن الراوى عن إسماعيل بن عياش هو ابنه محمد ؟؟! .
وكيف يكون صحيحاً ؛ والحال كذلك ؟! ، ومحمد بن إسماعيل بن عياش بيِّن الأمر فى الضعفاء ولا يخفى حاله على من له أدنى معرفة بالحديث . والشيخ حين يتراءى لـه ، يذكر فيه قـول أبى حاتم : (( لم يسمع من أبيه شيئاً )) ، وقول أبى داود : (( ليس بذاك )) .
والحديث أخرجه كذلك الطبرانى (( الكبير ))(3/296/3452) و(( مسند الشاميين )) (2/447/1674) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش به ))
قلت لقد تجنب الشيخ الألباني اعلال الخبر بمحمد بن إسماعيل لأن له متابعاً
قال أبو داود حدثنا ابن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثني أبي، قال ابن عوف: ورأيت في أصل إسماعيل قال: حدثني ضمضم، عن شريح، عن أبي مالك الأشعري قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إنِّي أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله".
قلت يتبين مما تحته خط أن محمد بن إسماعيل له متابع وهو ابن عوف بالوجادة لذا لم يعله الشيخ رحمه الله بمحمد بن إسماعيل
قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة محمد بن إسماعيل (( وقد أخرج أبو داود عن محمد بن عوف عنه عن أبيه عدة أحاديث لكن يروونها بأن محمد بن عوف رآها في أصل إسماعيل ))
واعلم رحمك الله أن هذا الحديث من الأحاديث التي تراجع الشيخ عن تصحيحها وقد أعله بالإنقطاع بين شريح بن عبيد وأبي مالك الأشعري ( انظر صحيح الكلم 62 )
واعلم رحمك الله أن الذي يضطرني لنشر انتقاداتي على التعقب المتواني هو أن الكتاب منشور على الشبكة والخطأ إذا كان في العلن وجب الرد عليه في العلن
وقد كنت أظن أنه مشترك في هذا المنتدى لذا نشرتها سابقات هذه المقالة وخصوصاً أن الشيخ شبه منقطع عن ملتقى أهل الحديث