بسم الله الرحمن الرحيم


بين يديَّ الآن كتابٌ ألفه الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن صالح البرّاك -عضو هيئة التدريس بكليَّة الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم سابقا-، وقد سمَّى الشيخُ كتابَه: «طلب الحُسْنَى في إحصاءِ أسماء الله الحسنَى»، وقد يقول المطالع لهذا العنوان: إن هذا الموضوع مطروق بابه ومبحوثة مسائله مجموعة في كتب.. لكن الشيخ يذكر علَّة تأليفه في هذا الموضوع بقوله: «العلماء قد جمعوا فأفادوا وكتبوا فأجادوا، وتكلموا فأفاضوا إلا أنه يتردد في نفسي شيء لم يُشبعوه ويجول في خاطري أمر لم يذكروه إلا مفرَّقا في بطون الكتب، فأحبَبْتُ أن أُنقِّبَ عنه في طيَّات مصنفاتِهم، وقد نظرتُ في أكثرِ ما كتب في الأسماء في القديم والحديث، فوجدتُه قد جمَع الغثَّ والسمين، وشُحِنَ بمسائلَ وخلافاتٍ وتفريعاتٍ بعيدةِ المنال، كثيرةِ التعقيد، فرغبتُ في جمع كتاب في هذا الباب سهل المأخذ، قريبَ المورد، ينتفع به العالمُ والمتعلمُ المنتهي والراغب، مجرَّدا من الخلاف منزها عن الاختلاف، ذكرتُ فيه ما ترجَّح لدي من خلافات العلماء ليكون أعمَّ للنفع وأعمَ للفائدة»اهـ(ص: 5 – 6).

فالمؤلف كما ترى رامَ أمورا من أبرزها:
1- جمع ما تفرق من مسائل الباب في مصنفات العلماء.
2- تسهيل هذا الباب من العلم. بالاكتفاء بالراجح عند المؤلف، وترك التعقيد والتفريعات البعيدة.

وقد قسَّم المؤلفُ كتابَه إلى ثلاثةِ أبواب:
§ بابٍ في بيان حديث التسعة والتسعين، وأنه ثابت في الصحيحين، وقد تكلَّم عليه في ثمان مسائل بدأ بذكر إجماع السلف رحمهم الله- على أن أسماء الله تعالى توقيفيَّة، ثم قرر بأدلة الكتاب العظيم أن الله لا يشبه خلقَه لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته، وأن أسماءَه تعالى كلها حسنى، ثم تكلم في مسألة حصر الأسماء بتسعة وتسعين، ومعنى إحصائها، ثم ذكَر أنَّ تعيينها لم يثبت بحديث صحيح، وأن ليس من أسماء الله شيء على وزن اسم المفعول، ولا منها اسم مضاف.

§ وبابٍ في ذكر ما ثبتَ من الأسماء التسعة والتسعين. وقد رتَّبَها على حروف المعجم، بعد أن بدأ بلفظ الجلالة. وقد ذكر لكل اسم ما يدل عليه من كتاب أو سنة، وفسَّر الاسم تفسيرا مختصرا واضحا.

§ وبابٍ في ذكر ما لم يثبت من أسماء الله تعالى وقسمه إلى أربعة أنواع نبَّه فيها على غلط من أدخل في أسماءِ الله تعالى أسماءً اشتُقَّتْ من أفعاله عز وجل، وهي لم تثبت أنها من أسمائه.

ويقع الكتاب في سبع وعشرين ومائة صفحة، من القطع المتوسط، وقد طبَعتْهُ دارُ «ابن الجوزي» بالدمام، سنة 1429هـ.
شكر الله للمؤلف جهدَه، وتجاوز عنا وعنه.


ناصر الكاتب

ليلة السبت 7 / 5 / 1430هـ.