ج) فقول : (( حديث منكر)) أو (( حديث شاذ)) فهذا في المروي.
د) وقول: (( له مناكير )) أو (( منكر الحديث)) فهذا في الراوي.
هـ) فقول: (( حديث منكر )) أو (( حديث شاذ)) لا يدخل في دائرة الاعتبار.
و) وقول: (( له مناكير )) أو (( منكر الحديث)) يدخل الراوي المجروح بهذين القولين في دائرة الاعتبار.
ز) فيأتي ممدوح ويستشهد بكل هذا بدون تفريق, ليحقق غرضه في أثبات وهم الشيخ ناصر الدين.
وخلاصة التعريف الخامس: أثبات مخالفة ممدوح لاهل الاستقراء, والسبر للمرويات كأبن حبان وابن عدي حيث قبل ما حكموا ردة لنكارته ولشذوذه وخطئه.
والتعريف السادس جعلته في المناقشة التفصيلية مع محمود سعيد ممدوح وشركائه في الأحاديث والآثار التي ذكرها في كتابه ( التعريف).
أ)أذكر رقم الحديث في كتابي ثمَّ أذكر رقم الحديث في كتاب ممدوح وشركائه, ثمَّ أذكر مَنْ أخرجه من أصحاب السنن, ,وابدأ ذكر سنده من الراوي علة السند عند الشيخ ناصر الدين , أو حسب ما يظهر لي.
ب)ثم أذكر أين ضعّفه الشيخ ناصر الدين من ضعيف السنن مجملا.
ج) ثمَّ أذكر سبب الضعف عند الشيخ ناصر الدين مفصلا أن كان له كلام, أو سبب الضعف حسب قول أئمة الجرح والتعديل.
د) ثم أذكر قول ممدوح في السند أو في الحديث في ( التعريف) و( التعقيب اللطيف), أن ذكره. وأناقشه فيه.
هـ) وإذا ذكر للحديث متابعاً أو شاهداً, ناقشته في صلاحيته لذلك سندًا ومتنًا.
و) وفي مناقشتي هذه أعتني بذكر حكم الحفاظ الشافعية في الحديث وفي المتابعة وفي الشاهد, لتضم مخالفة ممدوح الشافعي حفاظ الشافعية مع مخالفته لمن سبق من أئمة أهل الحديث.
ز) واعتني بما ينقض قول ممدوح في (التعريف) من قول ممدوح نفسه في كتابه الأخرى التي وقفت عليها ليظهر تناقضه ولم تناقض غير السعي الحثيث بأي وسيلة لإثبات وهم الشيخ ناصر الدين ؟؛ لان ممدوحا اعتنى في تعريفه لإظهار تناقض الشيخ ناصر الدين بهذه الطريقة.
ح) وفي هذه المناقشة التفصيلية تجد الردّ – غير الصريح-, على من يرمي الشيخ ناصر الدين بـ(( التساهل في التصحيح)),(( التساهل في التحسين)),(( التساهل في التقوية بالطرق شديدة الضعف)), (( التساهل في توثيق المجاهيل)), (( مقلد للحافظ في التقريب)) , وغير ذلك , وما عليك إلا تقليب الصحائف لتجد هذا الرد غير الصريح.
ط) المناقشة التفصيلية هي لبيان خطإ رأي ممدوح في الحديث, وقد يتفق في حديث ما أن يرجع الشيخ ناصر الدين , - لأمانته العلمية ولانًّ الأمر دين – عن تضعيفه إلى تحسينه او تصحيحه , وهذا الرجوع يلتقي مع قول ممدوح ؛ فيكون فيه بيان خطإ رجوع الشيخ ناصر الدين ايضاً – إلا أني لا أصرح بذلك الخطأ- وهذا تحقيق لأمرين:
الأول: أنَّ الشيخ ناصر الدين – رحمه الله – هو كغيره من الأئمة يخطيء ويصيب ومعرفة خطئه من صوابه بالرجوع الى قواعد وفروع أهل الحديث فقط ومعرفة حكم من سبقه من أئمة الحديث خاصة المتقدمين منهم.
الآخر: أثبات بطلان أن عملي هذا من التعصب المذموم لحكم الشيخ ناصر الدين وأنه أعلى منزلة من الأئمة المتقدمين خاصة, كيف يكون ذلك كذلك وفي عملي هذا بيان خطإ رجوع الشيخ ناصر الدين عن تضعيف حديث الى تحسينه او تصحيحه؟
فالشيخ ناصر الدين - رحمه الله – أمام من أئمة أهل الحديث, يصيب ويخطئ, فصوابه – وهو كثير جداً – على الرأس والعين وأن خالف ما درسته أو نشأت عليه أو ما هو سائد في بيئتي, وخطؤه لا أتعصب له – وله فيه اجر واحد أن شاء الله-.
ولا أقدم حكمه على حكم الأئمة مطلقا, ولا أرد حكمه لحكم الأئمة مطلقا, بل يُقَدَّم حكم الأئمة أو حكمه إذا اثبت الدليل صوابه, وإذا لم يظهر الدليل فحكم الأئمة المتقدين مُقدّم بدون الجزم بتخطئة حكم الشيخ ناصر الدين. ولا ألوم على مَنْ عمل بحكمه فهو من أهل الذكر في زمانه, وأهل كل زمان يرجعون إلى علماء زمانهم, وإنما اللوم يصح في حالة وقوفه على خطإ الشيخ ناصر الدين وعلمه بحكم أحد الأئمة المخالف لحكم الشيخ ناصر الدين - رحمه الله-.
ي) وقد اكتفيت في هذا الجزء بمائة حديث فقط, وأن شاء الله في الاجزاء الاخرى آتي على الاحاديث والآثار الاخرى.
وخلاصة التعريف السادس هو: المناقشة التفصيلية لرأي ممدوح في الحديث أو في السند أو في الراوي بالرجوع الى قواعد وفروع وعمل أهل الحديث فقط, وخاصة الأئمة المتقدمين, والاعتناء بحكم حفاظ الشافعية المخالف لرأي ممدوح, وقد تنتهي المناقشة الى الموافقة على حكم الشيخ ناصر الدين الالباني – رحمه الله-.
وبعد الانتهاء من هذه المناقشة , – أن شاء الله –, ستجد ان الشيخ ناصر الدين يسير مع قواعد أهل الحديث حيثما سارت به, وأنه –رحمه الله – بعيد كل البعد عن التساهل والتشدد بل هو وسط لا أفراط ولا تفريط ؛ولانه امام بشر فهو يخطيء؛ فيصحح أو يحسّن أو يضعّف حديثا ويكون واهمًا في ذلك, وهذا لا يخرجه عن المنهج الوسط الى التساهل فمن يسلم من ذلك؟.
وستجد – أن شاء الله - ممدوحاً آخذ كلًّ ما به يصحح أو يحسن وملأ كتابه منه لغرض أثبات وهم الشيخ ناصر الدين.
لذلك جعلت لبيان الذي اعتمد عليه ممدوح تعريفا أخيرًا به أختم هذا الجزء وهو:
وفي التعريف السابع بيًّنت:
أ)أنًّ كتاب ممدوح ( التعريف) قام على أصل جمع وجهات نظر متعددة متباينه متنافرة في التصحيح والتضعيف, التعديل والتجريح, والقبول والرد.
ب)وأن ممدوحا أخذ بهذا الأصل ليوسع دائرة القبول للراوي والمروي, وتوسيع دائرة القبول للراوي والمروي به يثبت وهم الشيخ ناصر الدين في التضعيف ؛ لان القبول ضد التضعيف, فكيف أذا كان القبول واسعًا؟.
ج) وأنًّ كتاب ممدوح ( التعريف) كتاب شخصي لا دخل له بباب العلم.
د) ومخالفة ممدوح لأئمة الحديث متقدمين ومتأخرين في قواعده وفروعه التي أقام عليها كتابه.
هـ) وذلك بعد ذكر قاعدة ممدوح أو فروعه اللذين اعتمدهما؛ اذكر مخالفته فيه للأئمة بل وأحيانا مخالفته هو نفسه لنفسه, واضطرابه في قواعده.
وبعد ان أنهيت هذا كله اسميت عملي هذا بـ( تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والأوهام)
أسال الله عز وجل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وليس لأحد من البشر فيه نصيب وأن ينفعني به ومَنْ يشاء من عباده.
وأختم هذه المقدمة بأن أتوجه بالشكر والعرفان لأخوتي الاعزاء : أبي محمد أحمد بن يسلم بلفقيه, وأبي سالم جمال سالم باحويرث, وأبي صالح سامي بن علي باشادي, وأبي الحسن طاهر بن عبدالله بن كليب النهدي – حفظهم الله جميعاً والف بين قلوبهم – حيث وفّروا لي المراجع العظيمة من كتب الشيخ ناصر الدين وكتب الأئمة والتي بها تحقق هذا العمل.
وكذا أتوجه بالشكر والعرفان لأخوتي الأعزاء : أبي أحمد سامي بن أحمد بامهير , وأبي صالح سامي بن علي باشادي, وأبي صالح هاني بن صالح الحنشي, وأبي أُمَيْمة وليد بن علي باحشوان- حفظهم الله جميعا وألّف بين قلوبهم – حيث قاموا بالمراجعة والتبيض, فلهم مني جزيل الشكر خاصة منهم ابو صالح هاني بن صالح الحنشي – حفظه الله-.
وأسأل الله لي وللجميع الهداية والسداد, ولعبده محمد ناصر الدين الالباني الرحمة والمغفرة.
وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
وآخر دعوانا أنِ الحمدلله ربّ العالمين.
كتبه
أبو عبود
عبدالله بن عبود بن أحمد باحمران
حضرموت- المكلا – حي الحارة
الاربعاء 28/ جمادي الآخرة/ 1426هـ
3/ اغسطس / 2005م