تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: إذا كتب العبد من " الأشقياء " منذ ولد هل قد يمحى ويوضع من " السعداء" ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    35

    افتراضي إذا كتب العبد من " الأشقياء " منذ ولد هل قد يمحى ويوضع من " السعداء" ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    احبتي في الله أحببت أن أسأل
    سؤالا يحيرني


    إذا كتب العبد " من أهل الشقاء "

    هل قد يمحوه الله من كتاب الاشقياء ويكتبه في السعداء ؟. وما الأدلة على ذلك ؟.



    مثلا شخص ضال دعا لنفسه بالهدايه فهل يمحى من الاشقياء ويوضع مع السعداء ؟


    خصوصا لما قرأت هذا الحديث :

    عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال أتدرون ما هذان الكتابان ؟ فقلنا : لا يا رسول الله إلا أن تخبرنا ، فقال للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا . ثم قال للذي في شماله : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا . فقال أصحابه : ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه ؟ فقال : سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة ، وإن عمل أي عمل ، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما ثم قال : فرغ ربكم من العباد ، فريق في الجنة وفريق في السعير


    صححه الشيخ الالباني وأحمد شاكر والوادعي وغيرهم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: إذا كتب العبد من " الأشقياء " منذ ولد هل قد يمحى ويوضع من " السعداء" ؟

    أفيدونا أثابكم الرحمن بسكنى الجنان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,592

    افتراضي رد: إذا كتب العبد من " الأشقياء " منذ ولد هل قد يمحى ويوضع من " السعداء" ؟

    الشيخ عبد المحسن العباد يشرحه هنا صوتيا اخي


    http://www.alathar.net/esound/index....660&coid=68697



    تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي


    ‏قَوْلُهُ : ( عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ ) ‏
    ‏اِسْمُهُ حُيَيٌّ بِضَمِّ الْحَاءِ مُهْمَلَةً وَبِيَاءَيْنِ مُصَغَّرًا قَالَ فِي التَّقْرِيبِ : حُيَيُّ بْنُ هَانِئِ بْنِ نَاضِرٍ , بِنُونٍ وَمُعْجَمَةٍ أَبُو قَبِيلٍ , بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ الْمَعَافِرِيُّ الْبَصْرِيُّ صَدُوقٌ يَهِمُ مِنْ الثَّالِثَةِ ‏
    ‏( عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ ) ‏
    ‏قَالَ فِي التَّقْرِيبِ : شُفَيٌّ بِضَمِّ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْفَاءِ مُصَغَّرًا , اِبْنُ مَاتِعٍ بِمُثَنَّاةٍ الْأَصْبَحِيُّ , ثِقَةٌ مِنْ الثَّالِثَةِ . أَرْسَلَ حَدِيثًا فَذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ فِي الصَّحَابَةِ خَطَأً , مَاتَ فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ , قَالَهُ خَلِيفَةُ . ‏

    ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي يَدِهِ ) ‏
    ‏بِالْإِفْرَاد وَالْمُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ وَفِي الْمِشْكَاةِ : يَدَيْهِ بِالتَّثْنِيَةِ وَالْوَاوُ لِلْحَالِ ‏
    ‏( أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ ) ‏
    ‏الظَّاهِرُ مِنْ الْإِشَارَةِ أَنَّهُمَا حِسِّيَّانِ وَقِيلَ تَمْثِيلٌ وَاسْتِحْضَارٌ لِلْمَعْنَى الدَّقِيقِ الْخَفِيِّ فِي مُشَاهَدَةِ السَّامِعِ حَتَّى كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ رَأْيَ الْعَيْنِ , فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا كُوشِفَ لَهُ بِحَقِيقَةِ هَذَا الْأَمْرِ وَأَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ اِطِّلَاعًا لَمْ يَبْقَ مَعَهُ خَفَاءُ صُوَرِ الشَّيْءِ الْحَاصِلِ فِي قَلْبِهِ بِصُورَةِ الشَّيْءِ الْحَاصِلِ فِي يَدِهِ وَأَشَارَ إِلَيْهِ إِشَارَةً إِلَى الْمَحْسُوسِ ‏
    ‏( فَقُلْنَا لَا ) ‏
    ‏أَيْ لَا نَدْرِي ‏
    ‏( يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا ) ‏
    ‏اِسْتِثْنَاءٌ مُفَرَّغٌ , أَيْ لَا نَعْلَمُ بِسَبَبٍ مِنْ الْأَسْبَابِ إِلَّا إِخْبَارُك إِيَّانَا . وَقِيلَ الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ أَيْ لَكِنْ إِنْ أَخْبَرْتنَا عَلِمْنَا , وَكَأَنَّهُمْ طَلَبُوا بِهَذَا الِاسْتِدْرَاكِ إِخْبَارَهُ إِيَّاهُمْ ‏
    ‏( فَقَالَ الَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى ) ‏
    ‏أَيْ لِأَهْلِهِ وَفِي شَأْنِهِ أَوْ عَنْهُ , وَقِيلَ قَالَ بِمَعْنَى أَشَارَ فَاللَّامُ بِمَعْنَى إِلَى ( ‏
    ‏هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ‏
    ‏خَصَّهُ بِالذِّكْرِ دَلَالَةً عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى مَالِكُهُمْ وَهُمْ لَهُ مَمْلُوكُونَ يَتَصَرَّفُ فِيهِمْ كَيْفَ يَشَاءُ فَيُسْعِدُ مَنْ يَشَاءُ وَيُشْقِي مَنْ يَشَاءُ وَكُلُّ ذَلِكَ عَدْلٌ وَصَوَابٌ فَلَا اِعْتِرَاضَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِ , وَقِيلَ الظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا كَلَامٌ صَادِرٌ عَلَى طَرِيقِ التَّصْوِيرِ وَالتَّمْثِيلِ مِثْلُ الثَّابِتِ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ الْمُثْبَتِ فِي اللَّوْحِ بِالْمُثْبَتِ بِالْكِتَابِ الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ وَلَا يُسْتَبْعَدُ إِجْرَاؤُهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ , فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَعِدٌّ لِإِدْرَاكِ الْمَعَانِي الْغَيْبِيَّةِ وَمُشَاهَدَةِ الصُّوَرِ الْمَصُوغَةِ لَهَا ‏
    ‏( فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ) ‏
    ‏الظَّاهِرُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ يُكْتَبُ أَسْمَاؤُهُمْ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ النَّارِ لِلتَّمْيِيزِ التَّامِّ كَمَا يُكْتَبُ فِي الصُّكُوكِ ‏
    ‏( ثُمَّ أَجْمَلَ عَلَى آخِرِهِمْ ) ‏
    ‏مِنْ قَوْلِهِمْ أَجْمَلَ الْحِسَابَ إِذَا تَمَّمَ وَرَدَّ التَّفْصِيلَ إِلَى الْإِجْمَالِ , وَأَثْبَتَ فِي آخِرِ الْوَرَقَةِ مَجْمُوعَ ذَلِكَ وَجُمْلَتُهُ كَمَا هُوَ عَادَةُ الْمُحَاسِبِينَ أَنْ يَكْتُبُوا الْأَشْيَاءَ مُفَصَّلَةً ثُمَّ يُوَقِّعُوا فِي آخِرِهَا فَذْلَكَةً تَرُدُّ التَّفْصِيلَ إِلَى الْإِجْمَالِ , وَضَمَّنَ أَجْمَلَ مَعْنَى أَوْقَعَ فَعُدِّيَ بِعَلَى , أَيْ أَوْقَعَ الْإِجْمَالَ عَلَى مَنْ اِنْتَهَى إِلَيْهِ التَّفْصِيلُ , وَقِيلَ ضَرَبَ بِالْإِجْمَالِ عَلَى آخِرِ التَّفْصِيلِ أَيْ كَتَبَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا أَيْ أَجْمَلَ فِي حَالِ اِنْتِهَاءِ التَّفْصِيلِ إِلَى آخِرِهِمْ , فَعَلَى بِمَعْنَى إِلَى ‏
    ‏( فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ ) ‏
    ‏جَزَاءُ شَرْطٍ أَيْ إِذَا كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا تَقَرَّرَ مِنْ التَّفْصِيلِ وَالتَّعْيِينِ وَالْإِجْمَالِ بَعْدَ التَّفْصِيلِ فِي الصَّكِّ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ ‏
    ‏( وَلَا يُنْقَصُ ) ‏
    ‏بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ‏
    ‏( مِنْهُمْ أَبَدًا ) ‏
    ‏لِأَنَّ حُكْمَ اللَّهِ لَا يَتَغَيَّرُ . وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى { وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ } فَمَعْنَاهُ لِكُلِّ اِنْتِهَاءِ مُدَّةٍ وَقْتٌ مَضْرُوبٌ , فَمَنْ اِنْتَهَى أَجَلُهُ يَمْحُوهُ وَمَنْ بَقِيَ مِنْ أَجَلِهِ يُبْقِيهِ عَلَى مَا هُوَ مُثْبَتٌ فِيهِ وَكُلُّ ذَلِكَ مُثْبَتٌ عِنْدَ اللَّهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَهُوَ الْقَدَرُ , كَمَا يَمْحُو وَيُثْبِتُ هُوَ الْقَضَاءُ , فَيَكُونُ ذَلِكَ عَيْنَ مَا قُدِّرَ وَجَرَى فِي الْأَجَلِ فَلَا يَكُونُ تَغْيِيرًا أَوْ الْمُرَادُ مِنْهُ مَحْوُ الْمَنْسُوخِ مِنْ الْأَحْكَامِ وَإِثْبَاتُ النَّاسِخِ أَوْ مَحْوُ السَّيِّئَاتِ مِنْ التَّائِبِ وَإِثْبَاتُ الْحَسَنَاتِ بِمُكَافَأَتِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ , وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ الْمَحْوُ وَالْإِثْبَاتُ يَتَعَلَّقَانِ بِالْأُمُورِ الْمُعَلَّقَةِ دُونَ الْأَشْيَاءِ الْمُحَكَّمَةِ كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ ‏
    ‏( فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ) ‏
    ‏بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ , يَعْنِي إِذَا كَانَ الْمَدَارُ عَلَى كِتَابَةِ الْأَزَلِ فَأَيُّ فَائِدَةٍ فِي اِكْتِسَابِ الْعَمَلِ ‏
    ‏( فَقَالَ سَدِّدُوا ) ‏
    ‏أَيْ اُطْلُبُوا بِأَعْمَالِكُمْ السَّدَادَ وَالِاسْتِقَامَ ةَ , وَهُوَ الْقَصْدُ فِي الْأَمْرِ وَالْعَدْلُ فِيهِ , قَالَهُ فِي النِّهَايَةِ . ‏
    ‏( وَقَارِبُوا ) ‏
    ‏أَيْ اِقْتَصِدُوا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا وَاتْرُكُوا الْغُلُوَّ فِيهَا وَالتَّقْصِيرَ , يُقَالُ قَارَبَ فُلَانٌ فِي أُمُورِهِ إِذَا اِقْتَصَدَ , كَذَا فِي النِّهَايَةِ وَالْجَوَابُ مِنْ أُسْلُوبِ الْحَكِيمِ أَيْ فِيمَ أَنْتُمْ مِنْ ذِكْرِ الْقَدَرِ وَالِاحْتِجَاجِ بِهِ وَإِنَّمَا خُلِقْتُمْ لِلْعِبَادَةِ فَاعْمَلُوا وَسَدِّدُوا . قَالَهُ الطِّيبِيُّ ‏
    ‏( فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ ) ‏
    ‏بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ‏
    ‏( بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) ‏
    ‏: أَيْ بِعَمَلٍ مُشْعِرٍ بِإِيمَانِهِ وَمُشِيرٍ بِإِبْقَائِهِ ‏
    ‏( وَإِنْ عَمِلَ ) ‏
    ‏أَيْ وَلَوْ عَمِلَ قَبْلَ ذَلِكَ ‏
    ‏( أَيَّ عَمَلٍ ) ‏
    ‏مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ ‏
    ‏( وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ) ‏
    ‏أَعَمُّ مِنْ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي ‏
    ‏( وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ ) ‏
    ‏أَيْ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ‏
    ‏( ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ ) ‏
    ‏أَيْ أَشَارَ بِهِمَا , وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْقَوْلَ عِبَارَةً عَنْ جَمِيعِ الْأَفْعَالِ فَتُطْلِقُهُ عَلَى غَيْرِ الْكَلَامِ وَاللِّسَانِ , فَتَقُولُ قَالَ بِيَدِهِ , أَيْ أَخَذَ وَقَالَ بِرِجْلِهِ أَيْ مَشَى ‏
    ‏( فَنَبَذَهُمَا ) ‏
    ‏أَيْ طَرَحَ مَا فِيهِمَا مِنْ الْكِتَابَيْنِ وَفِي الْأَزْهَارِ : الضَّمِيرُ فِي نَبَذَهُمَا لِلْيَدَيْنِ لِأَنَّ نَبْذَ الْكِتَابَيْنِ بَعِيدٌ مِنْ دَأْبِهِ اِنْتَهَى . قَالَ الْقَارِي وَفِيهِ أَنَّ نَبْذَهُمَا لَيْسَ بِطَرِيقِ الْإِهَانَةِ بَلْ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ نَبَذَهُمَا إِلَى عَالَمِ الْغَيْبِ . ثُمَّ هَذَا كُلُّهُ إِذَا كَانَ هُنَاكَ كِتَابٌ حَقِيقِيٌّ , وَأَمَّا عَلَى التَّمْثِيلِ فَيَكُونُ الْمَعْنَى نَبَذَهُمَا أَيْ الْيَدَيْنِ . قُلْت : وَلَا مُلْجِئَ لِحَمْلِ لَفْظِ الْكِتَابِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى مَعْنَاهُ الْمَجَازِيِّ , وَلَا مَانِعَ مِنْ إِرَادَةِ مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيِّ , فَالظَّاهِرُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْحَقِيقَةِ . ‏

    ‏قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ) ‏
    ‏بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ الْمِصْرِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ أَوْ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ الثَّامِنَةِ . ‏
    ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ ) ‏
    ‏أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ كَذَا فِي الْفَتْحِ . ‏

    ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ) ‏
    ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ . ‏

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: إذا كتب العبد من " الأشقياء " منذ ولد هل قد يمحى ويوضع من " السعداء" ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    روى علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة، فلما انتهينا إلى بقيع الغرقد قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله، فأخذ عودا فنكت به في الأرض، ثم رفع رأسه فقال: "ما منكم من نفس منفوسة إلا وقد علم مكانها من الجنة والنار، وشقية أم سعيدة" قال: فقال رجل من القوم: يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل على كتابنا فمن كان منا من أهل السعادة صار إلى السعادة ومن كان من أهل الشقوة صار إلى الشقاء؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعملوا فكل ميسر، فمن كان من أهل الشقوة ييسر لعملها، ومن كان من أهل السعادة ييسر لعملها" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى".

    وعن عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت ما يعمل فيه؛ قد فرغ منه أو في أمر مبتدأ؟ قال: "فيما قد فرغ منه" فقال عمر: أفلا نتكل؟ فقال: "اعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر؛ أما من كان من أهل السعادة يعمل للسعادة ومن كان من أهل الشقاء يعمل للشقاء".

    وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قابض على شيئين في يديه، ففتح اليمين فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الرحمن الرحيم فيه أهل الجنة بأعدادهم وأحسابهم وأنسابهم، مجمل عليهم إلى يوم القيامة لا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد"، ثم فتح يده اليسرى فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الرحمن الرحيم فيه أهل النار بأحسابهم وأعمالهم وأنسابهم، مجمل عليهم إلى يوم القيامة لا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد، وقد يسلك بالسعداء طريق أهل الشقاء حتى يقال: هم منهم هم هم، ثم يدرك أحدهم سعادته ولو قبل موته بفواق ناقة، وقد يسلك بالأشقياء طريق أهل السعادة حتى يقال: هم منهم هم هم، ثم يدرك أحدهم شقاوته ولو قبل موته بفواق ناقة" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمل بخواتمه، العمل بخواتمه، العمل بخواتمه".

    وعن ابن عباس في قوله عز وجل: [يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب] قال: الشقاء والسعادة والموت.
    وعنه في قوله: [يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب] قال: ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في شهر رمضان فيدبر أمر السنة فيمحو ما يشاء من الشقاء والسعادة والموت والحياة.

    قال ابن القيم في (شفاء العليل ج1/ص291):
    وأما جواب أحمد: أنه على ما فطر من شقاوة وسعادة؛ الذي ذكر محمد بن نصر أنه كان يقول به ثم تركه، فقال الخلال: أخبرني محمد بن يحيى الكحال أنه قال لأبي عبد الله: "كل مولود يولد على الفطرة" ما تفسيرها؟ قال: هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها شقي أو سعيد.
    وكذلك نقل عنه الفضل بن زياد، وحنبل، وأبو الحارث، أنهم سمعوا أبا عبد الله في هذه المسألة قال: الفطرة التي فطر الله العباد عليها من الشقاوة والسعادة.
    وكذلك نقل عنه علي بن سعيد أنه سأل أبا عبد الله عن: "كل مولود يولد على الفطرة" قال: الشقاوة والسعادة، قال: يرجع إلى ما خلق.
    وعن الحسن بن بواب قال: سألت أبا عبد الله عن أولاد المشركين؛ قلت: أن ابن أبي شيبة أبا بكر قال: هو على الفطرة حتى يهوداه أبواه أو ينصرانه، فلم يعجبه شيء من هذا القول، وقال: كل مولود من أطفال المشركين على الفطرة؛ يولد على الفطرة التي خلق عليها من الشقاء والسعادة التي سبقت في أم الكتاب، أرفع ذلك إلى الأصل.
    هذا معنى "كل مولود يولد على الفطرة" فمن أصحابه من قال: هذا قولا قديما له ثم تركه، ومنهم: من جعل المسألة على روايتين وأطلق، ومنهم: من حكى عنه فيه ثلاث روايات؛ الثالثة الوقف.
    قال شيخنا: والإجماع والآثار المنقولة عن السلف لا تدل إلا على القول الذي رجحناه، وهو أنهم على الفطرة ثم صاروا إلى ما سبق في علم الله فيهم من سعادة وشقاوة، لا يدل على أنهم حين الولادة لم يكونوا على فطرة سليمة مقتضية للإيمان ومستلزمة له لولا العارض، وروى ابن عبد البر بإسناده عن موسى بن عبيدة سمعت محمد بن كعب القرظي في قوله: [كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة] قال: من ابتدأ الله خلقه على الهدى صيره إلى الهدى؛ وإن عمل بعمل أهل الضلالة، ومن ابتدأ خلقه للضلالة، صيره إلى الضلالة وإن عمل بعمل أهل الهدى. ابتدأ خلق إبليس على الضلالة وعمل بعمل أهل السعادة مع الملائكة ثم رده الله إلى ما ابتدأ خلقه عليه من الضلالة؛ فقال: [وكان من الكافرين]، وابتدأ خلق السحرة على الهدى وعملوا بعمل أهل الضلالة ثم هداهم الله إلى الهدى والسعادة وتوفاهم عليها مسلمين.
    فهذا المنقول عن محمد بن كعب يبين أن الذي ابتدأهم عليه هو ما كتب أنهم صائرون إليه وأنهم قد يعملون قبل ذلك غيره وان من ابتدئ على الضلالة أي كتب أن يموت ضالا فقد يكون قبل ذلك عاملا بعمل أهل الهدى، وحينئذ فمن ولد على الفطرة السليمة المقتضية للهدى لا يمنع أن يعرض لها ما يغيرها فيصير إلى ما سبق به القدر، كما في الحديث الصحيح: "إن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة".
    وقال سعيد بن جبير في قوله: [كما بدأ كم تعودون] قال: كما كتب عليكم تكونون. وقال مجاهد: كما بدأكم تعودون شقي وسعيد. وقال أيضا: يبعث المسلم مسلما والكافر كافرا. وقال أبو العالية: عادوا إلى علمه فيهم؛ فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة.
    قال ابن القيم: قلت: هذا المعنى صحيح في نفسه دل عليه القرآن والسنة والآثار السلفية وإجماع أهل السنة، وأما كونه هو المراد بالآية ففيه ما فيه، والذي يظهر من الآية أن معناها معنى نظرائها وأمثالها من الآيات التي يحتج الله سبحانه فيها على النشأة الثانية بالأولى، وعلى المعاد بالمبدأ، فجاء باحتجاج في غاية الاختصار والبيان فقال: [كما بدأكم تعودون] كقوله: [يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب] وقوله [وضرب لنا مثلا ونسي خلقه] الآية، وقوله: [أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى] إلى قوله: [أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى]، وقول: [فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر] أي: على رجع الإنسان حيا بعد موته.
    هذا هو الصواب في معنى الآية، يبقى أن يقال: فكيف يرتبط هذا بقوله: [فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلال]؟ فيقال: هذا الذي أوجب لأصحاب ذلك القول ما تأولوا به الآية، ومن تأمل الآية علم أن القول أولى بها، ووجه الارتباط أن الآية تضمنت قواعد الدين علما وعملا واعتقادا؛ فأمر سبحانه فيها بالقسط هو الذي هو حقيقة شرعه ودينه، وهو يتضمن التوحيد فإنه أعدل العدل، والعدل في معاملة الخلق، والعدل في العبادة، وهو الاقتصاد في السنة، ويتضمن الأمر بالإقبال على الله وإقامة عبوديته في ثبوته ويتضمن الإخلاص له؛ وهو عبوديته وحده لا شريك له. فهذا ما فيها من العمل.
    ثم أخبر بمبدئهم ومعادهم فتضمن ذلك حدوث الخلق وإعادته فذلك الإيمان بالمبدأ والمعاد، ثم أخبر عن القدر الذي هو نظام التوحيد فقال: [فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة، فتضمنت الآية الإيمان بالقدر، والشرع، والمبدأ، والمعاد، والأمر بالعدل، والإخلاص.
    ثم ختم الآية بذكر حال من لم يصدق هذا الخبر ولم يطع هنا الأمر بأنه قدوا للشيطان دون ربه وأنه على ضلال وهو يحسب أنه على هدى. والله أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: إذا كتب العبد من " الأشقياء " منذ ولد هل قد يمحى ويوضع من " السعداء" ؟

    التقرتي ، التميمي

    جزاكما الله كل خير على المجهود الطيب بارك الله فيكما
    واثابكما جنان الخلد

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,592

    افتراضي رد: إذا كتب العبد من " الأشقياء " منذ ولد هل قد يمحى ويوضع من " السعداء" ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُسلم مشاهدة المشاركة
    التقرتي ، التميمي

    جزاكما الله كل خير على المجهود الطيب بارك الله فيكما
    واثابكما جنان الخلد
    بارك الله فيك اخي و جمعنا الله معك في الجنة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    35

    افتراضي رد: إذا كتب العبد من " الأشقياء " منذ ولد هل قد يمحى ويوضع من " السعداء" ؟

    حياك الله اخي التقرتي

    لكن مازال عندي اشكال

    كلام ابن عباس رضي الله عنه يقول انه قد يمحى من اهل السعاده ويوضع في الشقاء والعكس في تفسيره للآيه
    [يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب] قال: الشقاء والسعادة والموت.
    وعنه في قوله: [يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب] قال: ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في شهر رمضان فيدبر أمر السنة فيمحو ما يشاء من الشقاء والسعادة والموت والحياة.اللي وضعه الاخ التميمي


    والشرح اللي وضعته اخي التقرتي يوضح عكس ماقاله ابن عباس رضي الله عنه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •