تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: معنى حديث ((شكونا إلى رسول الله حر الرمضاء ))

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,214

    افتراضي معنى حديث ((شكونا إلى رسول الله حر الرمضاء ))

    قال الامام ابن القيم رحمه الله
    وفي صحيح البخارى من حديث خباب بن الارت قال شكونا إلى رسول الله وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الارض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون
    وفي لفظ للبخارى أتيت رسول الله وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا ألا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه فقال لقد كان الرجل ليمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه وقد حمل أهل العلم قول خباب شكونا إلى رسول الله حر الرمضاء فلم يشكنا على هذا المحمل وقال شكوا اليه حر الرمضاء الذى كان يصيب جباههم وأكفهم من تعذيب الكفار فلم يشكهم وانما دلهم على الصبر
    وهذا الوجه أنسب من تفسير من فسر ذلك بالسجود على الرمضاء واحتج به على وجوب مباشرة المصلى بالجبهة لثلاثة أوجه
    أحدها انه لا دليل في اللفظ على ذلك
    الثانى انهم قد أخبروا أنهم كانوا مع النبي فكان أحدهم اذا لم يستطع أن يسجد على الأرض يبسط ثوبه فسجد عليه والظاهر أن هذا يبلغه ويعلم به وقد أقرهم عليه
    الثالث ان شدة الحر في الحجاز تمنع من مباشرة الجبهة والكف للأرض بل يكاد يشوى الوجه والكف فلا يتمكن من الطمأنينة في السجود ويذهب خشوع الصلاة ويتضرر البدن ويتعرض للمرض والشريعة لا تأتى بهذا فتأمل رواية خباب لهذا والذى قبله واجمع بين اللفظين والمعنيين والله أعلم ولا تستوحش من قوله فلم يشكنا فانه هو معنى إعراضه عن شكايتهم واخباره لهم بصبر من قبلهم والله أعلم
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,214

    افتراضي رد: معنى حديث ((شكونا إلى رسول الله حر الرمضاء ))

    ثم استدركت على الامام ابن القيم رحمه الله وقلت بان الروايات يفسر بعضها بعضا
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في التلخيص ويعارض الإبراد ما رواه مسلم ، عن خباب { شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا }قيل معناه ولم يعذرنا ولم يزل شكوانا والهمزة للسلب كأعجمت الكتاب أي أزلت أعجمته وقيل معناه لم يحوجنا إلى الشكوى بل رخص لنا في التأخير ، والأول يدل عليه ما رواه ابن المنذر والبيهقي ، من حديث سعيد بن وهب ، عن خباب { شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرمضاء فما أشكانا وقال : إذا زالت الشمس فصلوا }
    ، ومال الأثرم والطحاوي إلى نسخ حديث خباب .
    قال الطحاوي : ويدل عليه حديث المغيرة : { كنا نصلي بالهاجرة فقال لنا : أبردوا }فبين أن الإبراد كان بعد التهجير ،
    وحمل بعضهم حديث الإبراد على ما إذا صار الظل فيئا . وحديث خباب ، على ما إذا كان الحصى لم يبرد ، لأنه لا يبرد حتى تصفر الشمس ،
    فلذلك رخص في الإبراد ، ولم يرخص في التأخير إلى خروج الوقت
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •