بسم الله الرحمن الرحيم .
فائدة قيمة أعجبتني أثناء سماعي لشريط لفضيلة الشيخ الدكتور : ( عبد الكريم بن عبد الله الخضير ) - حفظه الله - فأحببت نقلها لكم عسى ربنا - عز وجل - أن يجعلنا من الذين يتعلمون ويعلمون غيرهم ؛ فيكون ما تعلمناه حجة لنا لا علينا ، كما نسأله - سبحانه - الإخلاص في كل قول وعمل ، إنه هو البر الرحيم ..
قال - رعاه الله - :
(( ولذا تورع السلف عن كثير من المباحات ، لماذا ؟ لأن الإكثار منها يجرّهم إلى ما فوقها من المكروهات والشبهات ، ثم بعد ذلك يستمري الإنسان ويطلب هذه المكروهات فلا يجدها إلا لوسائل غير مباحة ، فيرتكب المحرمات ؛ فالمحرمات والذنوب والمعاصي لا شك أنها تجر إلى ما فوقها ؛ حتى ينسلخ المسلم من دينه .
ولذا على الإنسان أن يحتاط لنفسه ، وعليه أن يَسُدَّ جميع الذرائع الموصلة إلى الأمور المحرمة ؛ لأن مَنْ أكثر من شيء ولو كان في أصله مباح ، لا شك أنه سوف يطلبه في يوم من الأيام ، ثم لا يجده إلا بعد ارتكاء أو تجاوز بعض الأمور ، فَنَـهَمُهُ واعتياده لهذا الأمر يجرُّه إلى من فوقه .
ولذا قد يقول القائل : ( ليش السلف يتركون المباحات ) ؟ المباح : لا ثواب لا في تركه ولا في عمله ، مستوي الطرفين ، نقول : نعم ، يتركونها لئلا تَجُرْ ؛ لأن النفس ! النفس لا نهاية لها ، إذا اعتادت على شيء لا تطيق فراقه ، اعتادت على شيء من المباح ما تطيق الفراق ، فهذا المباح قد لا يصل إليه الإنسان في يوم من الأيام ؛ إلا بارتكاب بعض الأمور التي هي غير مباحة )) ا.هـ .
من شريط : ( شرح كتاب جوامع الأخبار / الشريط الثاني / الوجه الثاني ) .
السلفية النجدية ..