قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الماتع مدارج السالكين - (3 / 308) :"
فصل ومن أسباب السكر حب الصور وغيرها سواء كانت مباحة أو محرمة
فإن الحب إذا استحكم وقوي أسكر صاحبه وهذا مشهور في أشعارهم وكلامهم كما قال الشاعر
سكران سكر هوى وسكر مدامة ... ومتى إفاقة من به سكران
وقال آخر من أبيات
تسقيك من عينها خمرا ومن يدها ... خمرا فما لك من سكرين من بد
لي سكرتان وللندمان واحدة ... شيء خصصت به من بينهم وحدي
وفي المسند عن النبي حبك الشيء يعمي ويصم أي يعمي عن رؤية مساوئ المحبوب ويصم عن سماع العذل واللوم فيه وإذا تمكن واستمكن أعمي قلبه وأصمه بالكلية وهذا أبلغ من السكر فإذا انضم إلى سكر المحبة فرحة الوصال قوي السكر وتضاعف فيخرج صاحبه عن حكم العقل وهو لا يشعر وأكثر ما ترى من عربدة العاشق وتخليطه هو من هذا السكر ولكن لما ألف الناس ذلك واشتركوا فيه لم ينكروه وإنما ينكره من كان خارجا عنه فإذا أفاقوا بين الأموات علموا أنهم حينئذ كانوا في سكرتهم يعمهون .
والله أعلم