المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلفية النجدية
فإن علم النحو علم شريف ، علم وسيلة ، يتوسل بها إلى شيئين مهمين :
الشيء الأول : فهم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فإن فهمهما يتوقف على معرفة النحو .
والثاني : إقامة اللسان على اللسان العربي ، الذي نزل به كلام الله - عز وجل - ؛ لذلك كان فهم النحو أمرًا مهمًا جدًا ؛
يقول الشيخ عبدالكريم الخضير - حفظه الله تعالى - في شرحه للمقدمة الآجرومية:
(... فلا يخفى على من له أدنى عناية بالعلم الشرعي لا سيما ما يتعلق بالكتاب العزيز والسنة النبوية لا يخفى عليه أهمية معرفة اللغة العربية بفنونها العشرة أو الإثني عشر:
النحو، الصرف، متن اللغة، فقه اللغة، البيان، المعاني، البديع، الوضع والاشتقاق.. إلى بقية الأنواع المعروفة عند أهل العلم، هذه الفنون لا يستغني عنها طالب الكتاب والسنة؛ ذلكم لأن القرآن نزل بلغة العرب، نزل على محمد بن عبد الله وهو عربي، والنبي -عليه الصلاة والسلام- بلغ رسالة ربه بلسانه، بلسان قومه وهم العرب الخلص، فأهمية هذا العلم تأتي من أهمية وحاجة النصوص الشرعية إليه، لا يمكن أن يتصدى لتفسير كتاب الله من يجهل العربية، لا يمكن أن يبيّن معنى كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو يجهل اللغة العربية لأنهما –أعني الكتاب والسنة- بلسان العرب، ألا يوجد فرق بين أن يقرأ القارئ: ((إن الله بريء من المشركين ورسولهُ)) (ورسولَه) (ورسولِه) ما في فرق؟ ألا يختل المعنى؟ ينقلب المعنى، البراءة عند من يجر (الرسول) تتناول الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيكون الله -جل وعلا- قد برئ من رسوله كبراءته من المشركين، وهذا يقلب المعنى، ولذا لما سمعت أعرابية من يقرأ الآية هكذا قالت: "أوقد برئ الله من رسوله؟" فتغير الإعراب يتغير الحكم الشرعي، ((ذكاة الجنين ذكاة أمه))رواية الأكثر والحكم الشرعي على هذا أن الجنين لا يحتاج إلى تذكية؛ لأن ذكاتَه ذكاة أمه، القول الآخر: أن الجنين يحتاج إلى تذكية كتذكية أمه، وأنه يذكى ولا تكفي ذكاة أمه، وهذا على رأي من يقرأ الحديث: (ذكاةُ الجنين ذكاةَ أمه) فاختلف الحكم تبعاً لتغير الإعراب.
يقول بعضهم: إنه يخشى أن يدخل من يلحن في الحديث النبوي في حديث من كذب، يعني إذا قال القارئ: (إنما الأعمالَ بالنيات) يقول: أخشى أن يكون قد دخل في الحديث من كذب، كيف يدخل في الحديث من كذب؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- ما قال هكذا؟ أنت افتريت على النبي -عليه الصلاة والسلام-، بل قال -عليه الصلاة والسلام-: ((إنما الأعمالُ)).
على كل حال أهمية معرفة اللغة العربية بفروعها لا تخفى على من له أدنى عناية بالعلم الشرعي، وإن حاول بعض ممن ينتسب إلى طلب العلم التقليل من شأن العربية، فالنصوص فهمها مبني على فهم اللغة، فلا يمكن أن يستغني طالب العلم الشرعي عن هذه اللغة، ومن أهم علوم اللغة النحو والصرف، وهما علمان، كل واحد مستقل عن الآخر، وإن قال بعضهم أن الصرف داخل في النحو؛ لكن الصرف يبحث في حروف الكلمة، حروفها التي تبنى منها، والنحو يبحث في عوارض الكلمة، ونسبة التصريف إلى النحو كنسبة التشريح إلى الطب، النحو يبحث في العوارض، وكذلك الطب، بينما التشريح يبحث في الأعضاء كالتصريف) الخ.
شرح المقدمة الآجرومية - الشريط الأول -
جزاك الله خيرا يا السلفية النجدية على الطرح