بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين و إمام المتقين، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين و على أله وصحبه و من استن بسنته و اقتفى أثره إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهذا مبحث صغير في البحث عن صحابة صحبوا النبي الأمين ،في زمن تشاغلت فيه الأمة بتتبع أخبار المغنين و المغنيات و الفنانين و الفنانات و نجوم السينما و لاعبي كرة الهدم ....و غفلت عن التنقيب عن رموز و رجال . كما سماهم الله بهم ارتفعت راية الإسلام و ارتفع نداء الإسلام في أقصى الأرض و مغاربها .
و هذا الكلام لا ينطبق على عامة الناس فحسب بل حتى من نسبوا إلى العلم و سموا طلبة للعلم ،و يظهر ذالك واضحا و جليا عند كل طالب فتح أي كتاب عنى بذكر أسماء الصحابة و ترجم لهم ، وبكل صراحة فتحت كتاب الإصابة للإمام الذعبي رحمه الله 748هـ، وقعدت أبحث عن من أعرف من هؤلاء، أما من أجهلهم فهم خلق لا يعدون ولا يحصون و الله المستعان .
أما منهجية البحث فهي:
إراد أسماء عشرة من صحابة مرتبة حسب الترتيب الأبجدي :
1/ثمانية منهم لهم رواية أو ذكر مايدل على صحبتهم
2/ونـــــــــــمو ذج مــمن لــه رؤية فــــقط
3/وأخرمن كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمكنه أن ينقل عنه ولم يرو عنه
كلها من كتاب الإصابة في معرفة الصحابة لأبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ)
وهذا جهد مقل و بداية من طويلب علم تحتاج لتفاعل لكي تصبح مشروعا متكا ملا ومتناسقا، والغرض من ذكر هؤلاء العشرة فقط هو تذكير وتنبيه فكان إراد هؤلاء الصحابة على سبيل التشبيه و التمثيل لا على سبيل الحصر و الإستقصاء و الله الموفق لكل خير.
أبان بن سعيد :
بن العاص بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي قال البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان: له صحبة وكان أبوه من أكابر قريش وله أولاد نجباء أسلم منهم قديما خالد وعمرو فقال فيهما أبان الأبيات المشهورة التي أولها:
ألا ليت ميتاً بالظربية شاهد ... لما يفترى في الدين عمرو وخالد
ثم كان عمرو وخالد ممن هاجرا إلى الحبشة فأقاما بها وشهد أبان بدراً مشركاً فقتل بها أخواه العاص وعبيدة على الشرك ونجا هو فبقي بمكة حتى أجار عثمان زمن الحديبية فبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له أبان:
أسبل وأقبل ولا تخف أحداً ... بنو سعيد أعزة الحرم
ثم قدم عمرو وخالد من الحبشة فراسلا أبان فتبعهما حتى قدموا جميعاًعلى النبي صلى الله عليه وسلم أبان أيام خيبر وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سرية.
ذكر جميع ذلك الواقدي ووافقه عليه أهل العلم بالأخبار وهو المشهور وخالفهم بن إسحاق فعد أبان فيمن هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية فالله أعلم.
وروى بن أبي خيثمة من طريق موسى بن عبيدة الربذي أحد الضعفاء عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة فأجاره أبان بن سعيد فحمله على سرجه أردفه حتى قدم مكة.
وقال الهيثم بن عدي: بلغني أن سعيد بن العاص قال: لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص وكان ولي صدق فخرج تاجراً إلى الشام فذكر قصة طويلة اتفقت له مع راهب يقال له " يكا " وصف له صفة النبي صلى الله عليه وسلم واعترف بنبوته وقال له: أقرئ الرجل الصالح السلام فرجع أبان فجمع قومه وذكر لهم ذلك ورحل إلى المدينة فأسلم.
وفي البخاري وأبي داود عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على سرية قبل نجد فقدم هو وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ...الحديث.
وقال الواقدي: حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز قال مات النبي صلى الله عليه وسلم وأبان بن سعيد على البحرين ثم قدم أبان على أبي بكر وسار إلى الشام فقتل يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة قاله موسى بن عقبة وأكثر أهل النسب.
وقال ابن إسحاق: قتل يوم اليرموك، ووافقه سيف بن عمر في الفتوح. وقيل: قتل يوم مرج الصفر حكاه ابن البرقي. وقال أبو حسان الزيادي: مات سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان.
ومما يدل على أنه تأخرت وفاته عن خلافة أبي بكر ما روى بن أبي داود والبغوي من طريق سليمان بن وهب الأنباري، قال: حدثنا النعمان بن بزرج قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن فكلمه فيروز في دم دادويه الدى قتله قيس بن مكشوح فقال أبان لقيس: أقتلت رجلاً مسلماً فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلماً وأنه إنما قتله بأبيه وعمه فخطب أبان فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع كل دم كان في الجاهلية فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به ثم قال أبان لقيس الحق بأمير المؤمنين عمر وأنا أكتب لك إني قضيت بينكما فكتب إلى عمر بذلك فأمضاه.
قال البغوي: لا أعلم لأبان بن سعيد مسنداً غيره.
قلت: وذكره البخاري في ترجمته مختصراً ورجح بن عبد البر القول الأول ثم ختم الترجمة بأن قال: وكان أبان هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان على زيد بن ثابت أمرهما بذلك عثمان ذكر ذلك بن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه انتهى.
وهو كلام يقتضى التناقض والتدافع لأن عثمان إنما أمر بذلك في خلافته فكيف يعيش إلى خلافة عثمان من قتل في خلافة أبي بكر؟ بل الرواية التي أشار إليها بن عبد البر رواية شاذة تفرد بها نعيم بن حماد عن الدراوردي. والمعروف أن المأمور بذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وهو ابن أخي أبان بن سعيد والله أعلم.
أبان المحاربي: من بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس فيقال له أبان العبدي أيضاً. قال ابن السكن: له صحبة حديثة في البصريين. وقال ابن حبان: أبان العبدي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم عداده في أهل البصرة وأخرج له البغوي من طريق أبان بن أبي عياش عن الحكم بن حيان المحاربي عن أبان المحاربي وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح الحمد لله ربي لا أشرك به شيئا إلا غفرت له ذنوبه " قال البغوي: لا أعلم له غيره.
قلت: وجدت له آخر أخرجه ابن شاهين ورويناه في الجزء الثاني من فوائد أبي بكر بن خلاد النصيبي من طريق زياد البكائي قال: حدثنا أبو عبيدة العتكي عن الحكم بن حيان عن أبان المحاربي قال: كنت في الوفد فرأيت بياض إبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رفع يديه يستقبل بهما القبلة.
وأشار الدارقطني في " الأفراد " إلى أن أبان بن أبي عياش تفرد بالحديث الأول وهو ضعيف واه فإن كان أبان بن أبي عياش يكنى أبا عبيدة صح أنه تفرد بالحديث عن الحكم المذكور.
شرحبيل :
بن أوس الكندي.
قال البخاري وأبو حاتم: له صحبة وقال البغوي: سكن الشام. وكذا ذكره ابن حبان في الصحابة.
وقال ابن أبي حاتم: قيل فيه شرحبيل بن أوس وقيل أوس بن شرحبيل فأما حريز فقال عن نمران عن شرحبيل. وأما الزبيدي فقال: عن عباس بن يونس عن عمران عن أوس بن شرحبيل. ورجح أبو حاتم والبغوي أنه شرحبيل وبه جزم أبو زرعة في مسند الشاميين. وقال ابن السكن. من الناس من غاير بينهما.
قلت: قد تقدم ذكر ذلك في أوس بن شرحبيل.
وأخرج حديث شرحبيل هذا أحمد والبغوي وابن السكن وابن شاهين والطبراني من طريق حريز بن عثمان عن نمران عن شرحبيل بن أوس الكندي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شارب الخمر: " اجلدوه " . وقال في الرابعة: " اقتلوه " . وقد تقدم في أوس أن حديثه غير هذا فالراجح المغايرة ولا مانع أن يروي نمران عن أوس بن شرحبيل وعن شرحبيل بن أوس.
عبد الله بن خازم :
بالمعجمتين ابن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور أبو صالح الأمير المشهور.
يقال: له صحبة وذكره الحاكم فيمن نزل خراسان من الصحابة وفي ثبوت ذلك نظر.
وقد قال أبو نعيم: زعم بعض المتأخرين أن له إدراكا ولا حقيقة لذلك.
قلت: لكن روى أبو سعد الماليني من طريق محمد بن حمدان الخرقي بفتح المعجمة والراء بعدها قاف عن أبيه أنه سمع محمد بن قطن الخرقي عن خالهم وكان وصي عبد الله بن خازم وكانت لعبد الله بن خازم عمامة سوداء يلبسها في الجمع والأعياد والحرب فإذا فتح عليه تعمم بها تبركا بها ويقول: كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أخرج أبو داود والبخاري في التاريخ من طريق سعد بن عثمان الدشتكي عن أبيه قال: رأيت رجلا ببخارى عليه عمامة سوداء يقول: كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الرحمن: نراه عبد الله بن خازم السلمي.
وأخرج الحاكم من طريق عبد الله بن سعد بن الأزرق عن أبيه قال: رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ببخارى على رأسه عمامة خز سوداء وهو يقول: كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن خازم.
وذكره المرزباني في معجم الشعراء ويعضده رواية الماليني لكن إسناده مجهول.
قال أبو أحمد العسكري: كان عبد الله بن خازم من أشجع الناس وولي خراسان عشر سنين.
وقال السلامي في تاريخه: لما وقعت فتنة ابن الزبير كتب إلى ابن خازم فأقره على خراسان فبعث إليه عبد الملك فلم يقبل فلما قتل مصعب بن الزبير بعث إليه عبد الملك برأسه فغسله وصلى عليه ثم ثار عليه وكيع بن الدورقية فقتله.
وحكى ذلك الطبري بمعناه وزاد وذلك سنة اثنتين وسبعين.
وقيل: إن الرأس التي وجهت له هي رأس عبد الله بن الزبير وأن قتله هو كان بعد ذلك.
وذكره خليفة في فتح خراسان مع عبد الله بن عامر وأنه قام بالناس في وقعة فاران بباذغيس فأقره ابن عامر على خراسان حتى قتل عثمان.
وقال المبرد في الكامل في قول الفرزدق:
عضت سيوف تميم حين أغضبها ... رأس ابن عجلي فأضحى رأسه شذبا
فيروز الديلمي : ويقال ابن الديلمي يكنى أبا الضحاك ويقال أبا عبد الرحمن يماني كناني.
من أبناء الأساورة من فارس كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقال له الحميري لنزوله بحمير ومحالفته إياهم.
وروى عنه أحاديث ثم رجع إلى اليمن فأعان على قتل الأسود العنسي.
وروى عنه أولاده الثلاثة الضحاك وعبد الله وسعيد وأبو الخير اليزني وأبو خراش الرعيني وغيرهم.
قال ابن حبان يكنى أبا عبد الرحمن كان من أبناء فارس وقتل الأسود الكذاب وسكن مصر ومات ببيت المقدس. وقال ابن منده يقال إنه ابن أخت النجاشي ذكره أبو عمر فتناقض فيه فقال في أول الترجمة أن حديثه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأشربة حديث صحيح وكان ممن وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال في آخرها الذي عندي أنه لا يصح وحديثه مرسل وروايته عن رجل من الصحابة وعن يعلى بن أمية أيضاً.
وقال الجوزجاني اختلف الناس فيه فالأكثر أنه إنما قدم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعقب بأن حديثه في نسائه يدل على أنه قدم قبل ذلك.
أخرجه أبو داود والترمذي من طريق ابن فيروز الديلمي عن أبيه قال قلت يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان قال: " طلق أيتهما شئت " وفي سنده مقال فإنه من رواية ابن لهيعة عن أبي وهب الجيشاني عن الضحاك بن فيروز الديلمي أنه سمعه يخبر عن أبيه أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان...الحديث.
وأخرجه البغوي من وجه آخر عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه فيروز قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت يا رسول الله إنا أصحاب أعناب...الحديث وفي آخره فقلت فمن ولينا؟ قال: " الله ورسوله " .
وهذا هو حديثه في الأشربة الذي أشار إليه أبو عمر أولاً.
وأظن الجوزجاني إنما أشار إلى حديثه في أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم برأس الأسود وأخرجه من طريق ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب فإن ضمرة لم يتابع عليه.
وأخرج سيف في الفتوح من طريق ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشرهم بقتل الأسود العنسي قبل أن يموت وقال لهم قتله فيروز الديلمي.
وعند أبي داود أيضاً والنسائي قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت يا رسول الله أنا أصحاب كروم....الحديث بطوله.
وقال النعمان بن الزبير عن أبي صالح الأحمسي عن مر المؤدب قال خرجت مع فيروز إلى عمر فقال هذا فيروز قاتل
كثير بن السائب القرظي :
ذكره ابن شاهين وابن منده وأبو نعيم في الصحابة وأخرجوا من طرق منها عن حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن كثير بن السائب قال عرضنا يوم قريظة فمن كان محتلماً أو نبتت له عانة قتل ومن لا ترك.
وهذا سند حسن ووقع عند ابن منده يوم حنين وخطأه أبو نعيم وهو كما قال.
وقد أخرج النسائي الحديث من طريق أسد بن موسى عن حماد فزاد في السند بعد كثير بن السائب حدثني أبناء قريظة أنهم عُرِضوا فإن كان أسد حفظه لم يدل على صحبة كثير لكن حجاج أحفظ من أسد ويحتمل أن يكون أيضاً ممن عرض ولكنه حفظ الحديث عن قومه لصغره وجرى ابن أبي حاتم على هذا فقال كثير بن السائب روى عن أبناء قريظة روى عنه عمارة.
وذكر ابن حبان في ثقات التابعين كثير بن السائب قال روى عن محمود بن لبيد روى عنه عمارة بن خزيمة وعروة بن الزبير والله أعلم.
لاحب بن مالك بن سعد الله :
من بني جعيل ثم من بن صخر ذكره بن عبد الحكم في الصحابة الذين نزلوا مصر ونقل عن سعيد بن عفير انه بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عصابة من قومه فانتسبوا إلى جعل وصخر فقال لا صخر ولا جعل أنتم بنو عبد الله وقال بن يونس لاحب بن مالك البلوى صحابي شهد فتح مصر ولا تعلم له رواية ذكروه في كتبهم لاحق بن ضميرة الباهلي أخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ بسند له فيه مجاهيل إلى سليم أبي عامر سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال وفدت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا شيء له أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا يبتغي به وجهه لاحق بن مالك أبو عقيل المليلي بلامين مصغرا ذكره أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق الأصمعي عن هريم بن الصقر عن بلال بن الاسعر عن المسور بن مخرمة عن أبي عقيل لاحق بن مالك انه قال لعمر أنبأنا أبو عقيل أحد بني مليل لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ردهة بني جعل فآمنت به وسقاني شربة فذكر القصة وفيها انه مات قبل أن يرجع عمر من الحج فأمر بأهله فحملوه معه فلم يزل ينفق عليهم حتى قبض ومن طريق الأصمعي أيضاً بهذا الإسناد قال أبو عقيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا تكذبوا على فأنه من يكذب على يلج النار .
المحسن :-له رؤية-
بتشديد السين المهملة بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
استدركه بن فتحون على بن عبد البر وقال: أراه مات صغيراً واستدركه أبو موسى على بن منده. وأخرج من مسند أحمد ثم من طريق هانئ بن هانئ عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حرباً فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أروني ابني ما سميتموه " ؟ قلنا: حرباً قال: " بل هو حسن " فلما ولد الحسين فذكر مثله وقال: " بل هو حسين " فلما ولد الثالث قال مثله. وقال: " بل هو محسن " . ثم قال: " سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبر " إسناده صحيح.
مالك بن الأغر بن عمرو التجيبي : _كان في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و لم يرو عنه_
من بني حلاوة.
قال بن يونس: شهد فتح مصر ثم ولى الإمرة على غزو المغرب سنة سبع وخمسين.
قلت: قدمت أنهم كانوا لا يؤمرون في زمن الفتوح إلا من كان صحابياً لكن إنما فعلوا ذلك في فتوح العراق فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم.
هاشم بن صبابة :
بضم المهملة وموحدتين الليثي أخو مقيس - ويقال هشام. وسيأتي.
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة بن عبد مناف الزهري الشجاع المشهور المعروف بالمرقال بن أخي سعد بن أبي وقاص.
قال الدولابي: لقب بالمرقال لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع من الإرقال وهو ضرب من العدو. وقال بن الكلبي وابن حبان: له صحبة قال: وسماه بعضهم هشاماً وهو وهم.
وأخرج مطين والبغوي وابن السكن والطبري والسراج والحاكم من طريق بشير بن أبي إسحاق عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن هاشم بن عتبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " يظهر المسلمون على جزيرة العرب وعلى فارس والروم وعلى الأعور الدجال " إلا أن البغوي لم يسمه بل قال: عن بن أخي سعد وقال: الصواب عن نافع بن عتبة.
وقال بن السكن: الحديث لنافع بن عتبة إلا أن يكون نافع وهاشم سمعاه جميعاً.
وقال أبو نعيم: رواه أصحاب عبد الملك بن عمير عن جابر عن نافع بن عتبة وعد بن عساكر من رواه عن عبد الملك فقال: نافع سبعة أنفس وهو عند مسلم من هذا الوجه وتابعه سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أورده بن عساكر. وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمر. وعده بعضهم في الصحابة.
وقال الخطيب: أسلم يوم الفتح وحضر مع عمه حرب الفرس بالقادسية وله بها آثار مذكورة.
وقال الهيثم بن عدي: عقد له عمه سعد على الجيش الذي جهزه إلى قتال يزد جرد ملك الفرس فكانت وقعة جلولاء.
وأخرج يعقوب بن شيبة من طريق حبيب بن أبي ثابت قال: كانت راية علي يوم صفين مع هاشم بن عتبة.
وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق الزهري قال: قتل عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة يوم صفين. وأخرج بن السكن من طريق الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: شهدنا صفين مع علي وقد وكلنا بفرسه رجلين فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم فلا يرجع حتى يخضب سيفه دماً قال: ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر يقول له يا هاشم:
أعور يبغي أهلي محلا ... قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفل أو يفلا
قال: ثم أخذوا في واد من أودية صفين فما رجعا حتى قتلا.
وأخرج عبد الرزاق عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم - أن هاشماً أنشده فذكر نحوه.
وقال المرزباني: لما جاء قتل عثمان إلى أهل الكوفة قال هاشم لأبي موسى الأشعري: تعال يا أبا موسى بايع لخير هذه الأمة علي فقال: لا تعجل فوضع هاشم يده على الأخرى فقال: هذه لعلي وهذه لي وقد بايعت علياً وأنشد:
أبايع غير مكترث علياً ... ولا أخشى أميراً أشعريا
أبايعه وأعلم أن سأرضي ... بذاك الله حقاً والنبيا .
يناق :
بفتح أوله وتشديد النون وبعد الألف قاف العماني بضم وتخفيف.
له إدراك أورد حديثه الدارقطني في غرائب مالك من طريق عبد الرحمن بن خالد بن نجيح عن حبيب كاتب مالك قال: قدم على مالك قوم من أهل عمان حجاجاً وكان فيهم رجل يقال له صدقة بن عطية بن حماس بن نجبة بن حمار بن يناق وكان مالك يكرمه ويرفع مجلسه فأمرني مالك أن أكتب منه حديثاً يحدث به وأن أعرضه عليه فأملى علي قال: حدثني أبي عطية بن حماس قال: سمعت جدي نجبة بن حمار يحدث عن جده يناق قال: كنت أرعى إبلاً لأهلي في بادية لنا فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أسلموا فأبى قومي فأرسل إليهم من صالحيهم ثم جاءتنا وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمل قومي إلى أبي بكر ما كانوا يحملونه فسألت قومي أن يحملوني معهم إلى عمر فأبوا حتى غلبني بعضهم على إبل لي فخرجت على راحلة لي نحو المدينة... فذكر قصة طويلة فيها قتل عمر قال: فدخلت المدينة فذكر اجتماعه بهم في داره وهو في الموت... الحديث بطوله.
قال حبيب: فجئت إلى مالك فقرأه وقال: حدثني نحو هذا نافع عن بن عمر. قال: ثم جاء الشيخ إلى مالك فأكرمه فحدث في مجلسه بالحديث ثم حدثهم بقصة اختلاف علي مع بن عمر في أم كلثوم بنت علي بن نعيم حتى اتفقوا على أنها تقيم عند حفصة بنت عمر إلى آخره.
قال الدارقطني: تفرد به حبيب عن صدقة وعن مالك وقال بعد ذلك: حبيب ضعيف عند أهل الحديث.