(المصريون) : بتاريخ 27 - 2 - 2009
= يتوهم كثير من الناس أن كلمة " المأتم " تختص بتجمع الناس في مناسبات الموت والعزاء فقط ، ولكن هذه الكلمة عند العرب تعني تجمع النساء حين يجتمعنَ في الخير والشرِّ، بدلالة قول الشاعر:
رَمَتْه أناةٌ من ربيعة عامِرٍ ... نَئُومُ الضُّحى في مأتَمٍ أيّ مأتَمِ
=ويتوهمون فتح الميم من اسم كوكب "المِرّيخ " فينطقونه بفتح الميم. والصواب كسرها.
= ويقولون: مُستَهَلّ الشهر، متوهمين أنها تعني أولِ يومٍ من الشهر.
وذلك غلط، لأن الهلال إنما يُرى في الليل، وإنما يقال بدل هذا : أوّلُ الشّهر أو غُرَّته في اليوم الأول منه . وأما إذا قصدوا التعبير عن شيئ حدث ليلا ، فالصواب أن يقولوا: كتبت هذا الخطاب في مُستَهلِّ كذا، أي في ليلة كذا .
= ويقولون للداء المُعترض في البطن: المَغَص، بفتح الغين.
والمَغَص بفتح الغين هو خِيار الإبل، وأما اسم الداء فهو المَغْص، بإسكان الغين، وقد يقال بالسين.
= ويقولون: للبخيل: مُقْرِف. والمُقْرِف الذي أمُّه كريمة وأبوه ليس كذلك.
= ويقولون في تسمية المدارس الأولية القديمة : الكُتّاب وجمعه : الكتاتيب. وهذا غلط، لأن الكُتّاب هم الذين يكتبون ، والمأثور عن العرب أن يقال : المَكْتَبُ وجمعه : المكاتِبُ.
= ويتوهون أن كلمة " الأوْباش " بمعنى : السَّفِلة، وليس هذا الاستعمال صحيحا . إنما الأوباش والأوشاب: الأخلاط من الناس من قبائل شتى، وإن كانوا رءوساً وأفاضل، وفي الحديث: وقد وَبّشتْ قريشٌ أوباشاً، أي جمعتْ جُموعاً. ( رواه أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه وأبو عوانة في مستخرجه )
= ويتوهمون أن كلمة: " الأيِّمُ " ، لا يُقصد بها إلا التي ماتَ عنها زوجُها أوْ طلّقَها. وليس الأمر كذلك في لغة العرب ، وإنما الأيِّم هي التي لا زوج لها سواء أكانتْ بِكراً أم ثَيِّباً، قال الله عز وجل: ( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ) (النور / 32)
لم يردْ بذلك الثَّيِّبات دونَ الأبكار.
= ويقولون إذا أصبحوا: سَهِرنا البارحةَ، وسَرَينا البارحةَ، والاختيار، على ما حكاه ثعلب، أن يقال: من الصبح الى أن تزول الشمس: سَرَينا الليلة، وفيما بعد الزوال الى آخر النهار: سهِرنا البارحة. ويتفرّع على هذا أنهم يقولون من انتصاف الليل الى وقت الزوال: صُبِّحتَ بخيرٍ، وكيف أصبحتَ، ويقولون إذا زالت الشمس الى أن ينتصف الليل: مُسّيتَ بخيرٍ، وكيف أمسيتَ،
= ومن ذلك الوهم أنهم يكتبون [ بسم الله ] أينما وقعت بحذف الألف، والألف إنما تُحذف منها، إذا كتبت في أول فواتح السور لكثرة استعماله في كل ما يُبدأ به، وتقدير الكلام: أبدأ باسم الله، فإذا بَرَز ما يُبدأ به وجب إثباتها، كقوله تعالى: (اقْرأْ بِاسْمِ ربِّك الذي خلَق).
= ويقولون: بعثتُ إليه بغلام وأرسلتُ إليه بهدية، فيخطئون. لأن العرب تقول فيما يتصرَّف بنفسه أي العاقل : بعثته وأرسلته، كما قال تعالى: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (المؤمنون / 44)
ويقولون فيما يُحمَل: بعثتُ به وأرسلتُ به، كما قال تعالى: ( وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ) (النمل / 35)
وقد عيبَ على أبي الطيب المتنبي قوله:
فآجرَك الإلهُ على عليلٍ ... بعثتَ الى المسيحِ به طبيبا
ومن تأوَّل له: قال أراد به أن العليل لاستحواذ العلة على جسمه قد عومل معاملة ما لا يتصرف بنفسه.
الحمل على المعنى :
يشيع في العربية حمل اللفظ على المعنى في تذكير المؤنث وتأنيث المذكر، فقد يترك
العربي حكم ظاهر اللفظ ويحمله على معناه كما يقولون: ثلاثة أنفس، والنفس مؤنثة، وإنما حملوه على معنى الإنسان أو معنى الشخص. ومنه قول الشاعر:
ما عندنا إلا ثلاثة أنفس ...
مثل النجوم تلألأت في الحندس
وقال عمر بن أبي ربيعة:
فكان مجنى دون ما كنت أتقي ...
ثلاث شخوص : كاعبان ومعصر
فحمل ذلك على أنهن نساء.
كما ذكرت الكف وهي مؤنثة في قول الشاعر:
أرى رجلاً منهم أسِيفاً كأنما ..
يضم إلى كشحيه كفاً مخضبا
فحمل الكلام على العضو، وهو مذكر. وكما قال الآخر:
يا أيها الراكب المزجي مطيته ...
سائل بني أسد ما هذه الصوت
أي: ما هذه الجلبة؟
وقال الآخر:
من الناس إنسانان دَيني عليهما ...
مليئان، لو شاآ لقد قضياني
خليلي أما أم عمرو فواحدٌ ...
وأما عن الأخرى فلا تسلاني...!!
فحمل المعنى على الإنسان أو على الشخص. وفي القرآن: " وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيراً " ، والسعير مذكر. ثم قال بعدها: " إذا رأتهم من مكان بعيد " ، فحمله على النار فأنثه. وقال جل وعلا : " وأحيينا به بلدة ميتاً " . ولم يقل ميتة لأنه حمله على المكان، وقال جل ثناؤه: " السماء منفطر به " ، فذكر السماء وهي مؤنثة لأنه حمل الكلام على السقف، وكل ما علاك وأظلك فهو سماء .
. على:
كلمة ( على ) لها في العربية ثلاثة استعمالات : فهي قد تكون اسما ، كقولك جئت من على الجبل ، بمعنى: من فوقه ، وقد تكون فعلا بمعنى ارتفع كما قال تعالى ( إن فرعون علا في الأرض ) وكقولك: علا الغبار أو الدخان ، وقد تكون حرفا مثل قولك: على زيد مال .
وقد تجيء ( على ) بمعنى ( من ) الجارة كما قال الله تعالى في سورة المطففين: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) أي: من الناس، و كذلك تقع بمعنى: (عند ) كقوله تعالى في سورة الشعراء: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ) أي: عندي .
(المصريون) : بتاريخ 27 - 2 - 2009
= يتوهم كثير من الناس أن كلمة " المأتم " تختص بتجمع الناس في مناسبات الموت والعزاء فقط ، ولكن هذه الكلمة عند العرب تعني تجمع النساء حين يجتمعنَ في الخير والشرِّ، بدلالة قول الشاعر:
رَمَتْه أناةٌ من ربيعة عامِرٍ ... نَئُومُ الضُّحى في مأتَمٍ أيّ مأتَمِ
=ويتوهمون فتح الميم من اسم كوكب "المِرّيخ " فينطقونه بفتح الميم. والصواب كسرها.
= ويقولون: مُستَهَلّ الشهر، متوهمين أنها تعني أولِ يومٍ من الشهر.
وذلك غلط، لأن الهلال إنما يُرى في الليل، وإنما يقال بدل هذا : أوّلُ الشّهر أو غُرَّته في اليوم الأول منه . وأما إذا قصدوا التعبير عن شيئ حدث ليلا ، فالصواب أن يقولوا: كتبت هذا الخطاب في مُستَهلِّ كذا، أي في ليلة كذا .
= ويقولون للداء المُعترض في البطن: المَغَص، بفتح الغين.
والمَغَص بفتح الغين هو خِيار الإبل، وأما اسم الداء فهو المَغْص، بإسكان الغين، وقد يقال بالسين.
= ويقولون: للبخيل: مُقْرِف. والمُقْرِف الذي أمُّه كريمة وأبوه ليس كذلك.
= ويقولون في تسمية المدارس الأولية القديمة : الكُتّاب وجمعه : الكتاتيب. وهذا غلط، لأن الكُتّاب هم الذين يكتبون ، والمأثور عن العرب أن يقال : المَكْتَبُ وجمعه : المكاتِبُ.
= ويتوهون أن كلمة " الأوْباش " بمعنى : السَّفِلة، وليس هذا الاستعمال صحيحا . إنما الأوباش والأوشاب: الأخلاط من الناس من قبائل شتى، وإن كانوا رءوساً وأفاضل، وفي الحديث: وقد وَبّشتْ قريشٌ أوباشاً، أي جمعتْ جُموعاً. ( رواه أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه وأبو عوانة في مستخرجه )
= ويتوهمون أن كلمة: " الأيِّمُ " ، لا يُقصد بها إلا التي ماتَ عنها زوجُها أوْ طلّقَها. وليس الأمر كذلك في لغة العرب ، وإنما الأيِّم هي التي لا زوج لها سواء أكانتْ بِكراً أم ثَيِّباً، قال الله عز وجل: ( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ ) (النور / 32)
لم يردْ بذلك الثَّيِّبات دونَ الأبكار.
= ويقولون إذا أصبحوا: سَهِرنا البارحةَ، وسَرَينا البارحةَ، والاختيار، على ما حكاه ثعلب، أن يقال: من الصبح الى أن تزول الشمس: سَرَينا الليلة، وفيما بعد الزوال الى آخر النهار: سهِرنا البارحة. ويتفرّع على هذا أنهم يقولون من انتصاف الليل الى وقت الزوال: صُبِّحتَ بخيرٍ، وكيف أصبحتَ، ويقولون إذا زالت الشمس الى أن ينتصف الليل: مُسّيتَ بخيرٍ، وكيف أمسيتَ،
= ومن ذلك الوهم أنهم يكتبون [ بسم الله ] أينما وقعت بحذف الألف، والألف إنما تُحذف منها، إذا كتبت في أول فواتح السور لكثرة استعماله في كل ما يُبدأ به، وتقدير الكلام: أبدأ باسم الله، فإذا بَرَز ما يُبدأ به وجب إثباتها، كقوله تعالى: (اقْرأْ بِاسْمِ ربِّك الذي خلَق).
= ويقولون: بعثتُ إليه بغلام وأرسلتُ إليه بهدية، فيخطئون. لأن العرب تقول فيما يتصرَّف بنفسه أي العاقل : بعثته وأرسلته، كما قال تعالى: (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (المؤمنون / 44)
ويقولون فيما يُحمَل: بعثتُ به وأرسلتُ به، كما قال تعالى: ( وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ) (النمل / 35)
وقد عيبَ على أبي الطيب المتنبي قوله:
فآجرَك الإلهُ على عليلٍ ... بعثتَ الى المسيحِ به طبيبا
ومن تأوَّل له: قال أراد به أن العليل لاستحواذ العلة على جسمه قد عومل معاملة ما لا يتصرف بنفسه.
الحمل على المعنى :
يشيع في العربية حمل اللفظ على المعنى في تذكير المؤنث وتأنيث المذكر، فقد يترك
العربي حكم ظاهر اللفظ ويحمله على معناه كما يقولون: ثلاثة أنفس، والنفس مؤنثة، وإنما حملوه على معنى الإنسان أو معنى الشخص. ومنه قول الشاعر:
ما عندنا إلا ثلاثة أنفس ...
مثل النجوم تلألأت في الحندس
وقال عمر بن أبي ربيعة:
فكان مجنى دون ما كنت أتقي ...
ثلاث شخوص : كاعبان ومعصر
فحمل ذلك على أنهن نساء.
كما ذكرت الكف وهي مؤنثة في قول الشاعر:
أرى رجلاً منهم أسِيفاً كأنما ..
يضم إلى كشحيه كفاً مخضبا
فحمل الكلام على العضو، وهو مذكر. وكما قال الآخر:
يا أيها الراكب المزجي مطيته ...
سائل بني أسد ما هذه الصوت
أي: ما هذه الجلبة؟
وقال الآخر:
من الناس إنسانان دَيني عليهما ...
مليئان، لو شاآ لقد قضياني
خليلي أما أم عمرو فواحدٌ ...
وأما عن الأخرى فلا تسلاني...!!
فحمل المعنى على الإنسان أو على الشخص. وفي القرآن: " وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيراً " ، والسعير مذكر. ثم قال بعدها: " إذا رأتهم من مكان بعيد " ، فحمله على النار فأنثه. وقال جل وعلا : " وأحيينا به بلدة ميتاً " . ولم يقل ميتة لأنه حمله على المكان، وقال جل ثناؤه: " السماء منفطر به " ، فذكر السماء وهي مؤنثة لأنه حمل الكلام على السقف، وكل ما علاك وأظلك فهو سماء .
. على:
كلمة ( على ) لها في العربية ثلاثة استعمالات : فهي قد تكون اسما ، كقولك جئت من على الجبل ، بمعنى: من فوقه ، وقد تكون فعلا بمعنى ارتفع كما قال تعالى ( إن فرعون علا في الأرض ) وكقولك: علا الغبار أو الدخان ، وقد تكون حرفا مثل قولك: على زيد مال .
وقد تجيء ( على ) بمعنى ( من ) الجارة كما قال الله تعالى في سورة المطففين: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) أي: من الناس، و كذلك تقع بمعنى: (عند ) كقوله تعالى في سورة الشعراء: {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ) أي: عندي .
القول في مثل ( صلعم ) :
نشرت جريدة ( المصريون ) مقالا للأديب المتميز الدكتور أيمن الجندي قبل أسبوعين تقريبا وكنت حينذاك في القاهرة وما حولها ، لا طاقة لي بمراجعة الجريدة ، فلما أُبت إلى الصعيد وجدت رسالة على بريدي الألكتروني من قارئ عزيز يلفتني لمراجعة تعليقات القراء على مقال أيمن الجندي ، فوجدتهم يتجادلون حول الترميز والاختزال الذي يُكتب أحيانا عقب ذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مثل ( ص ) أو ( صلعم ) وطلب بعضهم رأيي .
وأرى أن ذلك لا يجوز لأن الله تعالى حرَّم على المؤمنين تبني بعض الأنماط اللغوية لغير المسلمين فقال تعالى sad.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِين َ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [البقرة / 104] قال القرطبي : في هذه الاية دليلان: أحدهما - على تجنب الالفاظ المحتملة التي فيها التعريض للتنقيص والغض ، والثاني : التمسك بسد الذرائع وحمايتها وهو مذهب مالك وأصحابه وأحمد ابن حنبل في رواية عنه، وقد دل على هذا الاصل الكتاب والسنة " تفسير القرطبي - (2 / 57)
والاختصار بتجميع أوائل الحروف من شيم لغة غير المسلمين ككلمة بيبسي pepsiالتي قالوا إنها اختصار لجملة : Pay Every Penz to Save Israel أي : ادفع كل ( مليم ) لتنقذ دولة إسرائيل ، وفي رواية أخرى ( Set up) بدلا من ( save) ، وقد دلل على صحة هذا الاختصار ما بثته شرائط الأخبار خلال اجتياح الصهاينة لغزة من تبرع شركة كوكاكولا للصهاينة ببضع مئات الملايين من الدولارات .
فالرأي عندي عدم اللجوء للاختصار ، أما قولهم ( حوقل ) و( بسمل ) فهذا باب في العربية يُسمى النحت وله معاييره وقواعده التي يعلمها أهل الاختصاص وهي لا تنطبق بحال على كلمة ( صلعم ) . ونعوذ بالله تعالى من الخطأ ، أوالتكلف لما لا نحسن ،والله تعالى أعلى وأعلم