ليس الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- في حاجة لشهادة "شارل ديجول" وأمثاله من المدحورين الفارِّين أمام الزحف الألماني النَّازي على باريس عام 1940, الذين آثروا الهروب والاختفاء مع الإنجليز الجبناء الخائنين لعهدهم مع الفرنسيين بنصرتهم إن بدأ القتال مع الألمان. ثم عادوا بعدها بـ 5 أعوام على ظهور الأميركان في نورماندي ليقودا ما أسموه المقاومة بعد أن هلكك ألمانيا في الشرق.
بل خير شهادةٍ للملك فيصل هي التي تأتي من خصومه ومنها التصريح الشهير الذي وضعته "الواشنطن بوست" على صفحاتها تعليقاً على وفاة الملك فيصل عام 1975م حيث قالت:
[Faisal Probably did more damage to the west than any other single man since Adolf Hitlar] *
حيث أقرّت الصحيفة الأميركية الشهيرة بأن دور الملك فيصل في إقاع الضَّرر البالغ بالمصالح الغربية لم يكن له مثيل ولاشبيه منذ التدمير الشامل الذي أحدثه جيش هتلر النازي بأوروبا في الحرب العالمية الثانية.
* أحتفظ بالمصدر لديَّ
أما القول بأن ديغول لم يكن يفهم القضية الفلسطينية لبلادته الذهنية حتى أفهمه إياها الملك فيصل, فقام من فوره واستدعى الوزراء لمنع إسرائيل السلاح, فهذه مبالغة ساذجة من الدواليبي للتلميع.
وأما القول: "وهكذا قُطع السلاح الفرنسي عن إسرائيل منذ ذلك اليوم من عام 1967 قبل الغزو الثلاثي لمصر بأربعة أيام....وفي صباح اليوم التالي أُعلِن الغزو،... فاستدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأميركية، وقال له: إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول" فهذا من قبيل اللخبطة والعكْعكَة فلاندري هل المقصود العدوان الثلاثي على مصر وكُتبتْ 67 بالأخطأ أم أيش؟
لأن العدوان الثلاثي البريطاني-الفرنسي-الإسرائيلي على مصر تم عام 1956م وليس 1967م, وقَطْع الملك فيصل للبترول عن الغرب تم عام 1973م وليس 56 وليس 67 أيضاً, فيلزم التوضيح.