حياك الله أخي ,,
وحيا هذه المشاعر الجياشة التي فاضت بهذه الموهبة التي بإذن الله ستكون منطلقا لخير يصنع للأمة ما تصبو إليه ..
وقد كتبتَ أبياتك بالمتقارب, فأنت بها شاعر , وهي منك شعر , وقد أكبرتُها منك ما دمت في مبتدأ الطريق, وكم تمنيتُ أن تسلك بدايتك من الكامل أو الوافر فهما سهلان يقومان اللسان, ثم تتفرع لباقي البحور ذات الحس الراقي ..
ويسرني هنا أن أقف على إبياتك وقف إكبار وإجلال, ولا أنسى شيئا من التهويمات على النص, حتى يكمل جماله, وتعلوه غلالة الحسن والبهاء ..
فلسطينُ تلك الديارُ الجريحةُ *** بجرحٍ عميقٍ ، لا يندَمِلْ
هنا شذ الإيقاع ..
(1)
فلس طي / نتل كد / ديا رل/ جري حتو
فعولن / فعولن / فعولن / فعولنْ
(2)
بجر حن/ عمي قن/ لا ين / دمل
فعولن / فعولن / فعولن / فعو
وهنا:
وما النصرُ إلا بسيف ورمحٍ *** قتالٍ بجدٍ لا بالكسلْ
قتا لن/ بجد دن/ لا بل/ كسل
فعولن / فعولن / فعولن / فعو
أخي الإسحاقي .. التجربة الحية جماع الشعر , وطريق الأدب وعر وجميل , فاعلم أين تضع قدمك حتى لا تزل بعد ثبوتها, واسألِ اللهَ أن يوفقك فيه ..
ويجيب علي أخيرا أن أدلك على نزر من الشعر الذي يعينك على تقويم لسانك وإكسابك جماله وحسه الراقي, فعليك بقراءة جيد الشعر الجاهلي وحفظ عيونه, وقراءة شعر صدر الإسلام والتهام شيء منه, وقراءة شيء من شعر الفرزدق وجرير وعمر بن أبي ربيعة, والمتنبي والبحتري وأبي تمام مع حفظ أجمل خمس قصائد لكل منهم ..
ومن العصر الحديث قراءة شعر عمر بهاء الدين الأميري , فإني ألمح ميل شعرك له, وغير ذلك من أكابر شعراء العصر الحديث أمثال البارودي وحافظ وشوقي ونزار ومطر وغيرهم ( مع الاحتراز الشديد) ..
أتمنى لك التوفيق ..
أبوالليث