تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: شيء من درر "ألا له الخلق والأمر"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي شيء من درر "ألا له الخلق والأمر"

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذه بعض فوائدِ بعضِ آية وهي قوله سبحانه وتعالى"ألا له الخلق والأمر"

    1-فيها إثبات أن القرآن كلام الله غير مخلوق لأنه سبحانه غاير بين الخلق والأمر..وفي الأمر قال"أوحينا إليك روحا من أمرنا" وهذا رد على كل الطوائف التي تزعم أن القرآن مخلوق أو يحتالون على التصريح فيقولون بالكلام النفسي

    2-واختيار "الخلق" و"الأمر" فيه حكمة جليلة..فكل منهما يشتمل على معنيين
    فيأتي الخلق بمعنى الإيجاد ..ومعنى التقدير..
    والأمر تارة يكون شرعيا وتارة يكون قدريا..
    فإذا اعتبرت الخلق في الآية بمعنى الإيجاد..كان من اقتضاء الواو المغايرة أن يكون الأمر شرعيا(وهو الوحي)
    وإذا أولته بمعنى التقدير كان الأمر المعطوف عليه أمرا شرعيا..والمعنى يقدر ويشرع..ففيه إثبات القدر ونفي إيهام التعارض
    ويجوز أيضا أن يكون المعطوف عليه وهو "الأمر" بمعنى
    :تحقيق المقدّر بأن يقول كن- مثلا- فيكون
    فإن قيل كيف يكون الأمر بمعنى التقدير محتملا..والله إنما استعمل أسلوب الحصر بتقديم المعمول..والإنسا ن له تقدير
    كما قيل:
    ولأنت تفري ما خلقت..وبعض القوم يخلق ثم لا يفري..
    بل كما قال الله تعالى"تبارك الله أحسن الخالقين" على الراجح في تفسيرها
    فالجواب:أن الحصر قد يكون لحقيقة الصفة بكمالها..كما في قوله"إياك نستعين"..فالاستع نة قد تتأتى من المخلوق..
    فإن قيل هذا يشغب على معنى حصر العبادة في قوله"إياك نعبد " بأن يقال: العبادة الحقيقية
    قيل:بأنه قد دلت الأدلة القاطعة المتكاثرة أن صرف أي شيء من العبادة لغير الله شرك
    كما دلت الأدلة الجازمة أن الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه مباحة..
    فعلمنا مدلول الحصر في جزئي الآية..

    3-وذكر الخلق قبل الأمر..نظير قوله تعالى"والله خلقكم وما تعملون"..وقوله"ول قد خلقنا الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين"..أي بعد أن خلقه وأمكنه من من المقدورات أعرض عن أمر الله تعالى..

    4-وقوله "الخلق" بيان لتوحيد الربوبية..والأمر بيان لتوحيد الألهية..
    ولهذا عقب بعدها بقوله"تبارك الله رب العالمين"
    فقوله:" الله " تشير إلى الألوهية و"رب"..بيان للربوبية..و"العا مين" ذكر للمربوبين المأمورين
    والربوبية تتضمن توحيد الأسماء والصفات..ومنها إرساله (الملائكة)..
    والألوهية تتضمن:الأمر والنهي المقتضي لحساب يوم الدين وهذا (الإيمان باليوم الآخر)
    كما يتضمن الإيمان( بالكتب) المنزلة المشتملة على الأمر والنهي,,
    و(الرسل) الوسائط الذين سيبلغون رسالات ربهم..
    وقوله"الأمر" يتضمن الإيمان بالقدر..لأن الأمر منه الشرعي ومنه القدري
    ولو حملت الخلق بمعنى التقدير كانت الآية نصا في القضاء والقدر..أيضا
    ولا تعارض بين كل هذه الوجوه..وهذه عظمة القرآن وجلالته

    5-وفي الآية رد على القدرية الذين ينفون خلق الله أفعال العباد..
    لأنه تعالى يخلق ويأمر..دون أن يكون هناك تعارض كما يتوهمه هؤلاء

    6-وفيها رد على الجبرية..لأنه عندهم يخلق خلقا بمعنى الجبر..فلما عطف الأمر عليه..علمنا أنه ليس كذلك..
    لأن الله يأمر بالمستطاع..وحيثم ا كان خارج الوسع فلا أمر..وعليه لا يكون ثمّ جبر أو قهر

    7-والخلق يقتضي الإخلاص من المخلوق ..والأمر يقتضي معنى المتابعة..
    وهما شرطان عليهما فلك قبول الأعمال دائر

    8-ومن الخلق يشتق اسم الله الخالق..ولا نعلم اسما لله هو "الآمر"
    فيستفاد من هذا أن نسبة الفعل إلى الله لا تجوّز نحت اسم منه..لأن الأسماء توقيفيه وباب الأفعال من أوسع ما يكون

    9-وفيه أن أبرز ركائز الربوبية الخلق..فمن يخلق..يقدر أن يملك ما يخلقه..كما أنه بلاشك..لن يكون خالقا إلا وهو مدبر
    وأبرز ركائز الألوهية أنه سبحانه يتفرد بالتشريع..فمن نازعه ذلك استحق أن يكون كافرا بألوهيته..

    10-وفيه أن الله تقوم به الأفعال الاختيارية..لأنه حين خلق أمر..ولم يزل يخلق سبحانه منذ بدء الخليقة..
    فهذه الأوامر المتجددة..تبع للخلائق المتجددة..خلافا للأشاعرة مثلا الذين يقولون بنفي "حلول الحوادث به" مطلقا

    11-وفيه أن أن أمور التوحيد لابد فيها من العناية والاهتمام والتنبيه بأمارة قوله"ألا" كما في قوله "ألا لله الدين الخالص"..



    هذا ما تيسر
    والله أعلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    1

    افتراضي رد: شيء من درر "ألا له الخلق والأمر"

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي ابي القاسم اشكرك على المجهود الوافر وأتمنا منك ان تعطيني مرجع لهذه الدرر التي كتبت في أي كتاب وكم رقم الصفحه شاكر ومقدر لك مجهودك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: شيء من درر "ألا له الخلق والأمر"

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    هذه سللتها من وحي الخاطر..
    بعضها واضح تقريره ,تجده مبوسطا
    في كتب الإمام :ابن تيمية,.,وبعضها لطائف من كيسي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    28

    افتراضي رد: شيء من درر "ألا له الخلق والأمر"

    " فيها إثبات أن القرآن كلام الله غير مخلوق لأنه سبحانه غاير بين الخلق والأمر..وفي الأمر قال"أوحينا إليك روحا من أمرنا" وهذا رد على كل الطوائف التي تزعم أن القرآن مخلوق أو يحتالون على التصريح فيقولون بالكلام النفسي"

    ويح فكرٍ سقيم ناقشته قبل أشهرٍ قليلة يتخذ من فتنة خلق القرآن عقيدة مستمسكة ، ويناقش فيها مقتنعا مزكيا ابن أبي داؤد وصحبه .
    ويح فكرٍ يرى ابن حنبل ضالا مفتريا ..

    ويح فكر قال أصحابه " وقليلٌ من عبادي الشكور " نسبة لهم في متابعة ابن أبي داؤد في غيه فكانوا الفئة القليلة الضالة وحسبوها من الشاكرين ..( !)
    اللهم صُبَّ على مَن لم يحزن لمصاب غزة الحزنَ صبَّا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    1,334

    افتراضي رد: شيء من درر "ألا له الخلق والأمر"

    ((ألا له الخلق والأمر))
    لفضيلة الدكتور محمد رجب محمد
    عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح



    الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، رب الطيبين، وولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:



    فإن من لطيف ما في قوله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف:154] أنك تجد "ألا" تطلب انتباهك إلى اختصاص الله تعالى بالخلق والأمر جميعًا، وقد جمعت الواو بينهما، فلا يفترقان، وقرنتهما فيه فلا ينفكان.

    وإنك لترى في الخلق جمالًا يشهد بهذا الاختصاص الرباني، فلو مال في شيء منه لاختفى ذلك الجمال ولفسد المشهد بأسره، ولهذا كان التوازن والانسجام أهم خصائص ذلك الخلق، فلا تجد في صورته نشوزًا ولا شذوذًا، ولا بين مكوناته مكابرة ولا منافرة، بل اتسق مشهده برغم كل الاختلاف والتباين الذي فيه، التئامًا بين كل عناصره، وانسجامًا بين جميع مكوناته، كما قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ . ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك:3-4]، وقال سبحانه: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس:40].



    وهذا التوازن الطبيعي الذي يراه المتأمل في الخلق ينسحب على جهة الأمر، بنفس القدر والإتقان، وكأنما انطبع به، غير أنه توازن تشريعي، في كل رقعته، لا يدركه حق الإدراك إلا أهل النصفة وحسن التدبر.

    وإن التوازن والانسجام الذي يجده العبد بدخوله في الاستجابة لأمر خالقه سبحانه ليجلب إلى قلبه سلامًا وسكينة، كما يجد الناظر إلى تلك الطبيعة الخلابة في نفسه من الراحة والسكون، بل أشد.

    وهذا التواؤم والانسجام لا يتعلق بجهة من العبد دون أخرى، بل يشمله كافة، ويستغرق منه كل شأنه، فلا يخرج عنه شيء إلى مشاكسة أو منازعة بين نفسه ومن حوله، أو روحه وجسده، أو آخرته ودنياه، أو ما له وما عليه. بل يتجاوز ذلك العبدَ إلى كل الحياة، فيتزن بهذا التشريع كل شيء بحيث يصبح مطمئنًا في موضعه ، متلائمًا في علاقاته، فلا يبغي شيء على آخر: الرجل والمرأة، الكبير والصغير، الفرد والمجتمع، الراعي والرعية، الغني والفقير، ...وهكذا.



    وسر هذا: أن الاتزان والانسجام لا يحصل إلا بتحقق العلاقة الطبيعية بين الأشياء، على ما هي عليه في حقيقة الأمر والواقع، بلا ميل إلى طرف عن آخر، وإلا حصل تضخم زائف في جهة على حساب ضمور الأخرى، فيحصل البغي والمنازعة. وإصابة العلاقة الطبيعية بين الأشياء صعب في العلوم التجريبية والمشاهدات المادية، وهو بلا شك أصعب وأعز إدراكًا في علوم أخرى، كالاجتماع والقانون والسياسة، ونحوها؛ إذ يفضي اختلاف العقول والآراء إلى صور شتى من الانحراف عن إصابة العلاقات الواقعية الصحيحة، بل لا يمكن في الحقيقة إدراك تلك العلاقة من جهة البشر، لا لتباين آرائهم أو قصور نظرتهم فحسب؛ بل لأنهم جميعا أطراف في ذات المشهد، وأهم مكوناته التي تفتقر إلى من يُسْكنها موضعَها من جهة، ويضبط ويزن علاقاتها من جهة أخرى.

    وإن التحاكم الى نظرة البشر في ضبط ذلك استشهاد لهم على أنفسهم، فهي شهادة لا شك مجروحة مطروحة، تختل بها كل معادلة، وتبغي أطرافها بعضها على بعض، لنعيش حالة التنافر والمنازعة كما نحياها الآن: بين الرجل والمرأة، والشيوخ والشباب، والراعي والرعية، بل وجسد الإنسان وروحه، وماديته وحسه، ودنياه وآخرته.



    وهل ما يجده أكثر الناس من كآبة العيش، وشدة الحياة إلا ختم الوحشة والنفرة؛ لما راح الانسجام وفقد الاتزان؛ باستبدال هدي السماء بمختلِف الآراء ومجروح الأهواء؟!!

    إن البشر أشد شيء فقرًا إلى أطر خاصة وعامة، تأتيهم من حيث لا تتعارض الآراء ، ولا تتصور الأهواء، فذلك هدي السماء، من لدن صاحب الخلق والأمر سبحانه، الذي ناسب أمره خلقه، ووسع شرعه عباده، فكيف يصار إلى غيره؟! وكيف يرجع إلى احد سواه؟!

    وقد صدق جل في علاه: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ} [المؤمنون:71].

    والحمد لله رب العالمين.
    وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •