بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف بالشيخ عمران
أسمه ونسبه :
هو العلامة الجليل الشيخ مُلاّ عمران بن علي بن رضوان، من علماء القرن الثالث عشر الهجري من بلاد لنجه في إيران كان رحمه الله صاحب عقيدة سلفية، وعلى مذهب الإمام الشافعي في الفقه، وأُسنِدَ إليه القضاء والإفتاء في بلده، وكان شاعراً مجيداً، وله ديوان شعر مشهور، وأفاد منه عددٌ كبير من العلماء بسبب ما أَوجَدَه من حركة علمية حسنة في بلده توفي رحمه الله عام 1280هـ في بلدته لِنجه.
ومما قاله الشيخ سليمان بن سحمان النجدي في الشيخ عمران {في كتابه : الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية ص110. من مطبعة المنار الطبعة الأولى سنة1342هـ.: "قال الشيخ ملا عمران بن رضوان صاحب (لنجة) لما تبين له حقيقة ما دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب من إخلاص العبادة لله رب العالمين، وترك عبادة ما سواه من سائر المعبودين، وأنه على ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها في باب معرفة الله وأسمائه وصفاته، قام بتأييده، وجد واجتهد في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، والذب عن أهل الإسلام الموحدين، فلأجل ذلك لقبوه بالوهابي، فأنشأ منظومة في الرد على أعداء الله من الجهمية، والمنكرين لهذه الدعوة المحمدية، طبعها الأخ في الله عيسى بن رميح مع العقيدة التي كتبناها جواباً على مفتريات صاحب جريدة ((القبلة)) علينا ولا شك إن شاء الله تعالى أنكم قد اطلعتم عليها، فنكتفي بذكر أبيات منها، وهي قوله رحمه الله تعالى :
إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي
إلخ./ منقول جزى الله كاتبه خيرا
وقال كاتب آخر : هوالشيخ العلامة الملا عمران بن علي بن رضوان بن مالك الحارثي الشافعي
جاء جده مالك الحارثي من عمان إلى لنجه واستقر في منطقة تسمى جشة بالقرب من لنجه فصار قاضيا وخطيبا فيها كان مالك جد أبيه قاضيا وخطيبا في المسجد الجامع هناك ثم تولى بعده إبنه رضوان جد الملا عمران وكان من بعده والد الملا عمران الشيخ علي بن رضوان ثم تولى الخطابة بعده إبنه أحمد بن علي بن رضوان وبقيت الإمامة في عقبه حتى عام 1390 ولد الشيخ عمران في أوائل القرن الثالث عشر وتوفي في عام 1280
انظر تاريخ لنجة لحسين الوحيدي وهو تلميذ إبن أخي الشيخ عمران وانظر ماذكره الشيخ عبد السلام الشويعر في مقدمة تحقيقه لقصيدة (أنا المقر بأنني وهابي) و (تخميسها) و (تضمين الشيخ محمد تقي الدين الهلالي لها في قصيدة له)
وبعد هذه المقدمة الوجيزة السريعة إليك أخي بعض قصائد العلامة الملا عمران التي ذكرها العلامة الشيخ أحمد بن حجر في كتابه : (الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه)
وقال أيضا في نفس الكتاب: (( وقال الشيخ عمران بن على بن رضوان من سكان لنجه ، من البلدان الساحل رداً على بعض الملحدين ومثنياً على الشيخ : قصيدة أجاد فيها وأفاد . أولها:
جاءت قصيدتهم تروح وتغتدي في سب دين الها شمي محمد
قد زخرفوها للطغام بقولهم إن الكتاب هو الهدى فبه اقتد
لو أن ناظمها تمسك بالذي قد قال فيها أولاً إذ يبتدي
لهدي ووفق ثم جاز سعادة لا شك فيها عند كل موحد
لكنه قد زاغ عما قاله متأولا فيه بتأويل ردي
فأتت كشهد فيه سم ناقع من ذاق منه ففي الهلاك المبعد
الشيخ شاهد بعض أهل جهالة يدعون أصحاب القبور الهُمد
تاجاً وشمساناً ومن ضاهاهما من قبة أو تربة أو مشهد
يرجون منهم قربة وشفاعةٍ ويؤملون كذلك أخذاً باليد
فالشيخ لما أن رأى ذا الشأن من أهل الزمان اشتد غير مقلد
ناداهم يا قوم كيف جعلتم لله أنداداً بغير تعدد
ورأى لُعَّباد القبور تقرباً بالنذر والذبح الشنيع المفسد
ما أنكر القراء والاشياخ ما شهدوا من الفعل الذي لم يحمد
بل جوزوه وشاركوا في أكله من كان يذبح للقبور ويفتدي
فأتاهم الشيخ المشار إليه بالنصـ ـح المبين وبالكلام الجيد
يدعوهم لله أن لا يعبدوا إلا المهيمن ذا الجلال السرمد
لا يشركوا ملكاً ولا من مرسل كلا ولا من صالح أو سيد
فتنافروا عنه وقالوا ليس ذا إلا عجيب عندنا لم يعهد
ما قاله آباؤنا أيضاً ولا أجدادنا أهل الحجى والسؤدد
إنا وجدنا جملة الآبا على هذا فنحن بما وجدنا نقتدي
لو أنصفوا لرأوا له فضلا على إظهار ما قد ضيعوه من اليد
ودعوا له بالخير بعد مماته ليكافئوه على وفاق المرشد
لكنهم قد عاندوا ، وتكبروا ومشوا على منهاج قوم حسد
ورموه بالبهتان والإفك الذي هم يعلمون به ومنهم يبتدي
كمقالهم هو للمتابع قاطع بدخول جنات وحور خرد
حاشا وكلا ليس هذا شأنه بل أنه يرجو بها لموحد
قالوا له يا كافراً يا فاجراً ما ضره قول العداة الحسد
قالت قريش قبلهم للمصطفى ذا ساحر ، ذا كاهن ، ذا معتدي
قالوا له غشاش أمة أحمد وهو النصيح بكل وجه يبتدي
هل قال إلا وحدوا رب السما وذروا عبادة ما سوى المتفرد
وتمسكوا بالسنة البيضا ، ولا تتنطعوا بزيارة وتردد
هذا الذي جعلوه غشا وهو قد بعثت به الرسل الكرام لمن هدى
من عهد آدم ثم نوح هكذا تترى إلى عهد النبي محمد
وكذلك الخلفاء بعد نبيهم والتابعون وكل حبر مهتدي
منهاجهم هذا عليه تمسكوا من كان مستناً بهم فليقتد ))
,,,,
الشيخ عمران بن علي آل رضوان المعروف باسم ملا عمران (رحمه الله) من علماء اهل السنة والجماعة في القرن الثالث عشر للهجرة في منطقة لنجة وكان رحمه الله شاعرا لبقا وكان سلفيا ميالاً لنصرة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ولذلك له قصائد في التوحيد والعقيدة يمكن الحصول عليها في كتاب مختارات من قصائد الشيخ عمران بن علي آل رضوان - رحمه الله - اختارها واعتنى بها عبد السلام بن عبد الله السليمان
قال عنه المؤرخ حسين بن علي الوحيدي الخنجي عنه في كتابه تاريخ لنجه : حاضرة العرب على الساحل الشرقي للخليج صفحة رقم 40 (من علماء أهل السنة والجماعة العلامة الجليل الشيخ ملا عمران بن علي رضوان ، من علماء القرن الهجري الثالث عشر ، كان - رحمه الله - صاحب عقيدة سلفية وعلى مذهب الإمام الشافعي في الفقه ، وأسند إليه القضاء في لنجه وكذلك الإفتاء ، وكان فوق هذا شاعرًا مجيدًا ، وله ديوان شعر منشور . توفي عام 1280 هـ بعدما أوجد حركة علمية حسنة في لنجه وتخرج به عدد من العلماء)
وقال الوحيدي عنه ايضاً في صفحة 153 (من شعراء لنجه ومن أدباء ونبطيين :أولهم العلامة الجليل الشيخ ملا عمران بن علي بن رضوان - رحمه الله - ، وكان شعره فصيحًا سلسًا ، وأكثره في المناسبات ، وهو مجموع في ديوان ، وعندي نسخه مخطوطة منه ، مع أن الكثير من شعره قد ضاع) . ومن مثانيه - رحمه الله - في القهوة :
عليك بشرب البن في كل لحظة *** فإن بها يا صاح خمس فوائد
نشاط وهضم ثم قطع بلاغم *** ونور لعينٍ ثم قوت لعابد
من قصائده:
إن كان تابع أحد متوهبــا *** فأنا المقـــر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي *** رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثــن ولا *** قبر له سبب من الأسباب
علماً ان عائلة ال الرضوان من علماء لنجة الكرام المعروفين وهم اصحاب المدارس السلفية هناك و تاريخهم مرتبط بتاريخ القواسم ويوجد بالشارقة الشيخ عبد الله الرضوان و الشيخ حسن الرضوان و يشغلون مناصب مرموقة خصوصا في المحاكم و الامور الشرعية و القضائية وهم معرفين أنهم من قبيلة الحرث العمانية من منطقة ( خصب ) العمانية الواقعة في محافظة مسندم على مضيق هرمز انتهى جزى الله كاتبه خيرا
------------
ولهذه القصيدة الفريدة شرح صغير اسمه : تيسير المنعم في شرح عقيدة المسلم تاليف الشيخ محمد بن صالح الحربي وتقديم العلامة صالح بن فوزان الفوزان طبع في دار ابن خزيمة , ان يسر الله تعالى بمنه وكرمه ساصوره وارفعه في سلسلة : عمل من طب لمن حب
والله الموفق