كثير من الناس يذهب إلى الصلاة متأخراً ومتثاقلا ولا يعقلون معناها
( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى [ يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ] )
هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها ، وهي الصلاة
(وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين)
قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة} هذا أمر -وهو يفيد الوجوب والدوام- بالمداومة والمحافظة على الصلاة في مواقيتها ووَفْق كيفياتها المشروعة؛ فلا يليق بالمسلم، بل لا يجوز له، أن ينيب إلى الله، ويرجع إليه، ويجعله في باله، ثم ينصرف عن منهجه الذي شرعه، لينظم حركة حياته، فالإنابة وحدها والإيمان بالله لا يكفيان؛ بل لا بد من تطبيق منهج الله؛ لذلك كثيراً ما يجمع القرآن بين الإيمان والعمل الصالح: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات} (البقرة:25) {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات} (البينة:7).
قال الشيخ السعدي- أن الله سبحانه خص من المأمورات الصلاة؛ لكونها تدعو إلى الإنابة والتقوى؛ لقوله تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} (العنكبوت:45) فهذا إعانتها على التقوى. وخص من المنهيات أصلها، والذي لا يقبل معه عمل، وهو الشرك، فقال: {ولا تكونوا من المشركين} لكون الشرك مضاداً للإنابة، التي روحها الإخلاص من كل وجه.
فالآية تطلب من المسلم المداومة على عبادة الله سبحانه، والمحافظة على إقامة الصلاة، والتذلل له، والإخلاص في الأقوال والأفعال، وعدم الاستهانة بذلك؛ لأن الاستهانة بما أمر الله به يؤدي بالعبد إلى الكفر بعد الإيمان، والشرك بعد الإسلام.
وقد يحسب كثير من الناس أنه بمجرد أن يذهب إلى الصلاة -حتى لو كان متأخراً ومتثاقلاً- قد ارتفع عنه الوعيد والتهديد الذي جاء في القرآن، ولا يعلم هذا المغرور أن الله ذكر عن المنافقين أنهم يصلون، قال تعالى: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} (النساء:142) وقال سبحانه: {ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى} (التوبة:54) ففي هاتين الآيتين وصف سبحانه المنافق بأنه يأتي للصلاة، ولكن بتكاسل.
ويُخشى على المسلم المتكاسل في الصلاة، المستثقل لها، أن يكون طيلة حياته إنما كان يمارس صلاة المنافق! فكم ستكون صدمة فاجعة، إذا رأى صلاته عند لقاء الله محسوبة عليه من صلاة المنافقين، فتكون عليه وبالاً، وهو يظنها نجاة!وترى المرء يتكلف أعمالاً صالحة من صيام، وحج، وزكاة، ونحوها، ثم يفرط في أمر صلاته، فيخسر كل هذه الأعمال، وتذهب عليه هباء منثوراً، روى البخاري عن أبي المـَلِيح، قال: كنا مع بُرَيدة في غزوة في يوم ذي غيم، فقال: بكروا بصلاة العصر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك صلاة العصر، فقد حبط عمله).
حينما يكون الإنسان على فراش الموت، ويستعد لمغادرة هذه الدنيا الفانية إلى الدار الباقية، فإنه يوصي بأهم الأمور؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم من كمال حرصه على أمته، وهو على فراش الموت أخذ يردد، كما روى أبو داود بسند جيد عن علي رضي الله عنه، قال: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم).
إنَّ العبدَ لَيُصَلِّي الصَّلاةَ ما يُكتَبُ له منها إلَّا عُشرُها، تُسعُها، ثمنُها، سُبعُها، سُدسُها، خمسُها، ربعُها، ثُلثُها، نِصفُها.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الراوي : - | المحدث : الألباني
في الحديثِ: الحثُّ على الخُشوعِ في الصَّلاةِ والزَّجرُ عن الانشِغال فيها بغيرِ اللهِ.
إن الصلاة -وَفْق ميزان الشرع- يجب أن تكون أهم قضية عملية في حياة المسلم، وما نشاهده اليوم من تقريط أو تقصير في أداء الصلاة، يستدعي ثورة تصحيحية في وضع الصلاة في حياتنا. وفي هذا المقام، نستحضر إلى جنب هذه الآية قوله صلى الله عليه وسلم: (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم.
****حكم القراءة من المصحف فى الصلاة****
قد يكون سبب السرحان فى الصلاة تكرار نفس السور يوميا والتنوع يساعد على التركيز فى الصلاة بوضع مصحف امام المصلى والقراءة منه
روى البخاري في صحيحه كتاب الأذان باب إمامة العبد والمولى: ( وكانت عائشة يؤمها عبدها ( ذكوان ) من المصحف، قال ابن حجر في ( فتح الباري ) ج2 ص185: ( استدل به على جواز قراءة المصلي من المصحف، ومنع منه أخرون لكونه عملا كثيرا في الصلاة ).
وللفقهاء في الجواب عن ذلك أقوال ملخصة في الآتي ( أنظر إرشاد العقلاء لكاتبه نظام بن محمد صالح يعقوب مكتبة السنة ـ كتيب صغير)
الأول: المنع مطلقاً في الفرض والنفل، وهو قول أبي حنيفة ـ خالفه أبو يوسف ومحمد ـ وبالمنع كذلك قال ابن حزم.
والثاني: الجواز مطلقا في الفرض والنفل، وهو قول الشافعي، وابن حامد البغدادي من الحنابلة.
والثالث: الجواز في النوافل، والكراهية في الفرض، وهو قول مالك، ورواية عن الأمام أحمد، يقول القاضي أبو يعلى: يكره في الفرض، ولا بأس به في التطوع إذا لم يحفظ، فإن كان حافظاً كره أيضا.
هذا ويقول الشيخ ابن باز: الصواب: الجواز كما فعلت عائشة رضي الله عنها لأن الحاجة قد تدعوا إليه، والعمل الكثير إذا كان لحاجة ولم يتوال لم يضر الصلاة كالأدلة على ذلك أ . هـ.
هذا، ومع ملاحظة أن أم المؤمنين عائشة كانت تفعل هذا بحضور عدد من الصحابة معها، هذا، وكان أنس من مالك رضي الله عنه يصلي وغلام خلفه يمسك المصحف، وإذا تعايا في آية فتح له المصحف. أنظر: ( المصنف لابن أبي شيبة ج 1 ص194 ).
المصدر
اسلام ويب
و- فقه المسلم - إسلام أون لاين