تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    2,213

    افتراضي تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    قال النبي صلى الله عليه وسلم

    (تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وإذَا شِيكَ فلا انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بعِنَانِ فَرَسِهِ في سَبيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إنْ كانَ في الحِرَاسَةِ، كانَ في الحِرَاسَةِ، وإنْ كانَ في السَّاقَةِ كانَ في السَّاقَةِ، إنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ له، وإنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ.)


    الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري


    الصفحة أو الرقم: 2887 | خلاصة حكم المحدث : [أورده في صحيحه] وقال : لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين وقال تعسا . كأنه يقول فأتعسهم الله . طوبى فعلى من كل شيء طيب ، وهي ياء حولت إلى الواو وهي من يطيب
    التخريج : من أفراد البخاري على مسلم

    أشْقَى النَّاسِ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَه هَواهُ وشَهوَتَه، فيَكونُ عَمَلُه كُلُّه لِتَحصيلِ هذه الشَّهوةِ وطَلَبِها؛ فهو تارِكٌ مَا خُلِقَ لِأجْلِه، وهو عِبادةُ اللهِ تَعالى، مُتمَسِّكٌ بتَحصيلِ شَهَواتِه بغَيرِ رِضا اللهِ تَعالى، فهو مُضَيِّعٌ لِآخِرَتِه بدُنياه. وأسعَدُ الناسِ مَن عاشَ للهِ عَزَّ وجَلَّ، طالِبًا رِضاه، وما أعَدَّه سُبحانَه لِلصَّالِحينَ مِن عِبادِه.


    وفي هذا الحَديثِ تَحذيرٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِكُلِّ مُؤمِنٍ مِن أنْ يَكونَ عَبدًا لِشَهَواتِه، وحَثٌّ على أنْ يَعيشَ المُؤمِنُ حَياتَه للهِ، وفي سَبيلِه سُبحانَه. فيَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «تَعِسَ عَبدُ الدِّينارِ، وعَبدُ الدِّرهمِ، وعَبدُ الخَميصةِ»،

    يَعني: عَثُرَ وسَقَطَ على وَجْهِه، والدِّينارُ مِنَ الذَّهَبِ، والدِّرهَمُ مِنَ الفِضَّةِ، والخَميصةُ: كِساءٌ أسوَدُ مُربَّعٌ، له خُطوطٌ، وسَبَبُ الدُّعاءِ عليه أنَّه: إنْ أُعطيَ مُرادَه مِنَ المالِ واللَّذَّاتِ رَضيَ عنِ اللهِ تَعالى، وإنْ مُنِعَ كانَ ساخِطًا غاضِبًا. ويُكَرِّرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدُّعاءَ لِلتَّنفيرِ مِنَ الاتِّصافِ بمِثلِ هذه الصِّفةِ،

    فيَقولُ: «تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انْتُقِشَ»،

    أي: تَعِسَ وانقَلَبَ على رَأْسِه، وهو دُعاءٌ عليه بالخَيبةِ والخُسرانِ، وإذا أصابَتْه شَوكةٌ فَلا قَدِرَ على إخراجِها بالمِنقاشِ، ولا خَرَجتْ، والمُرادُ أنَّه إذا أُصيبَ بأقَلِّ أذًى لا يَجِدُ مُعينًا على الخَلاصِ منه.


    ثمَّ أثْنى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على العَبدِ التَّقيِّ الخَفيِّ المُجاهِدِ، فقال: «طُوبَى لِعَبدٍ آخِذٍ بعِنانِ فَرَسِه في سَبيلِ اللهِ»، أي: مُنطَلِقٍ بفَرَسِه آخِذٍ بلِجامِه مُجاهِدًا ومُقاتِلًا في سَبيلِ اللهِ، لا يَأْبَهُ لِلدِّينارِ والدِّرهَمِ، ولا يَسعَى في طَلَبهما، وطوبى» هو اسْمٌ لِلجَنَّةِ، وقيلَ: شَجَرةٌ فيها؛ فيَكونُ المُرادُ الدُّعاءَ له بالجَنَّةِ؛


    لأنَّ «طُوبَى» أشهَرُ شَجَرِها وأطيَبُه. «أشْعَثَ رَأْسُه»، أي: مُتفَرِّقِ الشَّعرِ، غَيرِ مُسَرَّحٍ، «مُغبَرَّةٍ قَدَماه» بالتُّرابِ، إنْ أُقِيمَ في مُتقَدِّمِ الجَيشِ لِحراسَتِه رَضيَ وقامَ، وإنْ أُقيمَ في السَّاقةِ -وهي مُؤخِّرةُ الجَيشِ- رَضيَ وقامَ، ولا يَضُرُّه شَيءٌ مِن ذلك؛ مُبتَغيًا الأجْرَ مِنَ اللهِ تعالَى، وهو خامِلُ الذِّكرِ ليس له مَكانةٌ بيْنَ النَّاسِ، ولا يَسعى لِنَيْلِ وَجاهةٍ بيْنَهم، فإنِ استأذَنَ لم يُؤذَنْ له، وإنْ شَفَعَ في أحَدٍ لم تُقبَلْ شَفاعَتُه؛ لأنَّهُ غَيرُ مَعروفٍ بيْنَهم، ولكِنَّ قَدْرَه عِندَ اللهِ كَبيرٌ، وأجْرَه عِندَ اللهِ مَحفوظٌ.


    وفي الحَديثِ: التَّحذيرُ مِن غُرورِ الدُّنيا واتِّباعِ الهَوى.

    الدرر السنية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,156

    افتراضي رد: تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ...

    جزاكم الله خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,156

    افتراضي رد: تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ...

    الشيخ محمد بن صالح العثيمين / كتاب التوحيد
    شرح كتاب التوحيد-35
    شرح قول المصنف : وفي الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، إن أعطى رضى ، وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس . وإذا شيك فلا انتقش . حفظ

    الشيخ : " وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدينار ) ".
    يقال تَعِس ويقال تَعَس، ومعناه الخيبة، تعس يعني خاب، ولا مانع أن نقول: خاب وهلك.
    وقوله: (( عبد الدينار )) أضافه إلى الدينار لأن الدينار هو النقد من الذهب، والدينار الإسلامي قيمته كم؟ مثقال، قيمته مثقال، وأضافه إلى الدينار لكونه جعله بمنزلة الرب، فأحبه حبا وصار لا ينظر ..
    وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضى ) إلى آخره.
    هذا الحديث أراد به المؤلف رحمه الله في هذا الباب أن يبين أن من الناس من يعبد الدنيا، يعني: يتذلل لها ويخضع لها فتكون هي غايته ومناه، فيغضب إذا فقدت، ويرضى إذا وجدت، ولهذا سمى النبي عليه الصلاة والسلام من هذا شأنه سماه عبدا لها، فقال: ( تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم ) وهذا الذي يعتني بجمع المال، ( تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة )، هذا الذي يعتني بمظهره وأثاثه، إذ ليس له هم إلا هذا الأمر، فإذا كان هذا عابدا لهذه الأمور، لأنه خصص له جهوده وصرف له همته، فكيف بمن أراد بالعمل الصالح شيئا من الدنيا، فجعل الدين وسيلة للدنيا، يكون هذا أعظم وأشد.
    ثم قال مبينا لوجه كونه عابدا لها ( إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط ) إن أعطي يحتمل أن يكون هذا إعطاء الله فيكون الإعطاء هنا قدريا، يعني: إن قدر الله له الرزق والعطاء رضي عن الله واطمأن وانشرح صدره، وإن منع وحرم المال فإنه يسخط بقلبه وربما يسخط بقوله، لماذا أنا كنت فقيرا وهذا الرجل غنيا وما أشبه ذلك، فيكون ساخطا على قضاء الله وقدره، لأنه سبحانه وتعالى منعه.
    وليُعلم أن الله تعالى قد يعطي لحكمة وقد يمنع لحكمة، وهو سبحانه وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولكن لا يعطي الدين إلا من يحب، والواجب على المؤمن حقا أن يرضى بقضاء الله، إن أعطي شكر وإن منع صبر، ولا يكون من الذين إذا منعوا سخطوا وغضبوا.
    ويحتمل أن يكون الإعطاء هنا يراد به الإعطاء الشرعي، فالمعنى أنه إذا أعطي مما يستحق إعطاءه من الأموال الشرعية رضي واطمأن، وإن لم يعط سخط. وكلا المعنيين حق، وكلتا الحالين تدل على أن هذا الرجل لا يرضى إلا بمال ولا يسخط إلا لمال، فلهذا سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبدا له.
    ثم قال: ( تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش ) تعس بمعنى خسر وهلك، وانتكس يعني انتكست عليه الأمور بحيث لا تتيسر له، فكلما أراد شيئا انقلب عليه الأمر على خلاف ما يريد، ولهذا قال: ( إذا شيك ) أي أصابته شوكة، ( فلا انتقش ) أي: لم يستطع أن يزيل ما يؤذيه عن نفسه. وهذه الجمل الثلاث ( تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش ) يحتمل أن تكون خبرا يخبر به النبي عليه الصلاة والسلام عن حال هذا الرجل بأنه في تعاسة وانتكاس وعدم خلاص من الأذى، ويحتمل أن يكون من باب الدعاء، بأن الرسول عليه الصلاة والسلام دعا على من هذه حاله لا يهتم إلا للدنيا دعا عليه أن يهلك ولا يصيب من الدنيا شيئا، وأن ينتكس بحيث لا يتمكن من إزالة ما يؤذيه، نعم؟
    السائل : ...
    الشيخ : قد يصل إلى الشرك، أو قد يصل إلى الشرك، إذا صده ذلك عن طاعة الله حتى أصبح لا يرضى إلا بمال ولا يسخط إلا له فقد يصل إلى الشرك، نعم.
    السائل : ...
    الشيخ : ما في دليل على الشرك، لأن الشيء قد يكون عبدا بمعنى التذلل لهذا الشيء، كونه يكون مبلغ علمه ومنتهى غايته.



  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,156

    افتراضي رد: تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ...


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    16,156

    افتراضي رد: تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ...


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •