تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: إن الله لا يظلم مؤمنا حسنته يعطى بها ( و في رواية : يثاب عليها الرزق في الدينا )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,950

    افتراضي إن الله لا يظلم مؤمنا حسنته يعطى بها ( و في رواية : يثاب عليها الرزق في الدينا )

    53 - " إن الله لا يظلم مؤمنا حسنته يعطى بها ( و في رواية : يثاب عليها الرزق في
    الدينا ) و يجزى بها في الآخرة و أما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في
    الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها " .


    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 82 :


    أخرجه مسلم ( 8 / 135 ) ، و أحمد ( 3 / 125 ) ، و لتمام في " الفوائد "
    ( 879 ) الشطر الأول .
    تلك هي القاعدة في هذه المسألة : أن الكافر يجازى على عمله الصالح شرعا في
    الدنيا ، فلا تنفعه حسناته في الآخرة ، و لا يخفف عنه العذاب بسببها فضلا عن
    أن ينجو منه .
    و قد يظن بعض الناس أن في السنة ما ينافي القاعدة المذكورة من مثل الحديث
    الآتى :
    عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب ،
    فقال : " لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من نار ، يبلغ كعبيه ،
    يغلي منه دماغه " .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,950

    افتراضي رد: إن الله لا يظلم مؤمنا حسنته يعطى بها ( و في رواية : يثاب عليها الرزق في الدينا )

    153 من حديث: (إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة في الدنيا..)

    17/428- وعن أَنسٍ ، عن رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إِنَّ الكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً في الدُّنيَا، وَأَمَّا المُؤمِن فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ في الآخِرَةِ، وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا في الدُّنْيَا عَلى طَاعَتِهِ.
    وفي روايةٍ: إِنَّ اللَّه لا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بِهَا في الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا في الآخِرَة، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ للَّهِ تَعَالَى في الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلى الآخِرَة لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا رواه مسلم.
    18/429- وعن جابرٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ رواه مسلم.
    19/430- وعن ابنِ عباسٍ رضي اللَّه عنهما قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول: مَا مِنْ رَجُلٍ مُسلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جنازتِه أَرْبَعُونَ رَجُلًا لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيئًا إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ رواه مسلم.


    الشيخ:
    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
    أما بعد:
    فهذه الأحاديث الثلاثة كالتي قبلها تُبين سعة فضل الله وجوده على أوليائه المؤمنين، وأنه سبحانه لا يضيع عملَ عاملٍ، بل يأجره عليه إذا كان مؤمنًا، مع ما يدَّخر له في الآخرة، وإذا كان كافرًا جازاه به في الدنيا، يقول ﷺ: إنَّ الكافر إذا عمل حسنةً أُطْعِمَ بها طعمةً في الدنيا، مثل: الصَّدقة على أقاربه، ومثل: التيسير على معسرٍ، وما أشبه ذلك، أما المؤمن فيجمع الله له الأمرين: يأجره في الدنيا وفي الآخرة جميعًا، كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2- 3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ [الأنفال:29].
    فأنت يا عبدالله المؤمن على خيرٍ عظيمٍ، فاجتهد في الخيرات، وفي الطاعات، وربك سبحانه جواد كريم، يُعطيك في الدنيا من رزقه وفضله على طاعته، ومع ذلك يأجرك في الآخرة على حسناتك: الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمئة ضعفٍ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ، وهذا من جوده وكرمه وإحسانه إلى عباده، فجديرٌ بالمؤمن أن يُنافس في الخيرات، وأن يُسارع في الطاعات، يرجو ما عند الله من المثوبة.
    ويقول ﷺ: مثل الصَّلوات الخمس كمثل نهر غمرٍ على باب أحدكم، يغتسل منه كل يومٍ خمس مراتٍ، قال في الرواية الأخرى: فهل يُبْقِي ذلك من دَرَنِه شيئًا؟ يعني: أنها تغسل الذنوبَ والخطايا لمن لم يُصرّ على السيئات، كما في الرواية الأخرى: الصّلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ كفَّارات لما بينهنَّ إذا اجتنب الكبائر أخرجه مسلم في "الصحيح".
    فالروايات المطلقة تُفَسَّر بالروايات المُقَيَّدة، فالمؤمن صلواته يُكَفِّر اللهُ بها سيئاته، ويغفرُ بها خطاياه، إذا لم يأتِ الكبائر.
    فجديرٌ بالمؤمن أن يتَّقي الله، وأن يراقب الله، وأن يحرص على أسباب النجاة، يحرص على كلِّ خيرٍ، يرجو ثوابَه من عند ربِّه جلَّ وعلا.
    كذلك فضل كثرة الجمع على الجنائز، يقول ﷺ: ما من رجلٍ يقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يُشركون بالله شيئًا إلا شفَّعهم الله فيه، وفي حديث عائشة: يبلغون مئةً إلا شفَّعهم الله فيه، لكن فضله جلَّ وعلا جعل أربعين بدل مئة، وهذا يدل على أنَّ كثرة الجمع على الجنازة من أسباب الخير للميت؛ لأنهم يُشَفَّعون فيه، ويدعون الله له، فهذا فضلٌ عظيمٌ، وكلما زاد الجمعُ كان خيرًا للميت المسلم؛ لأنَّ إخوانه يدعون له، ويشفعون فيه أن يغفر الله له.
    هذه الأشياء كلها تدل على حُسن الرجاء، وعظم الرجاء، وأن المؤمن لا يقنط، ولا ييأس؛ لأنَّ الله يقول: لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ [الزمر:53]، وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف:87]، فأسبابُ الخير كثيرة، ولكن عليه أن يحذر من الإصرار على السيئات، عليه أن يُبادر بالتوبة من سيئاته، وألا يُصِرَّ عليها؛ لأن الله يقول: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:135- 136]، ويقول جلَّ وعلا: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48].
    فالجدير بالعاقل، والجدير بالحازم أن يحذر السيئات، وأن يبادر بالتوبة إلى الله منها، وألا يُصرَّ على سيئةٍ، لا قليلة، ولا كثيرة، يكون دائم الحذر من السيئات، دائم التوبة، دائم الاستغفار، يرجو ثواب ربه، ويخشاه، مع حُسن ظنه بربه، ومع الرجاء العظيم وحُسن الظن يعمل بالطاعات، ويحذر السيئات، ويلزم التوبة دائمًا، يرجو ثواب ربه، ويخشى عقابه، هكذا المؤمن.
    وفَّق الله الجميع.

    الأسئلة:

    س: ما معنى نهر غمر؟
    ج: كثير، فالغمر هو الكثير.
    س: هل الإصرار على حلق اللِّحَى يُعدّ من الكبائر؟
    ج: يُخْشَى أن يُعَدَّ من الكبائر؛ لأنَّ بعض أهل العلم ذكر أنَّ الإصرار على السيئة ولو كانت صغيرةً يجعلها كبيرةً، والله يقول: وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا، فيه الحذر من الإصرار.
    س: ................
    س: في قوله: لا يُشركون بالله شيئًا هل يدخل الشّرك الأصغر؟
    ج: يُخْشَى أن يدخل في ذلك.
    س: .................

    https://binbaz.org.sa/audios/2352/15...86%D9%8A%D8%A7

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,950

    افتراضي رد: إن الله لا يظلم مؤمنا حسنته يعطى بها ( و في رواية : يثاب عليها الرزق في الدينا )

    - إنَّ اللهَ تعالى لا يَظلِمُ المؤمِنَ حسَنةً، يُعطَى عليها في الدُّنيا ويُثابُ عليها في الآخِرةِ، وأمَّا الكافِرُ فيُطْعَمُ بحَسَناتِه في الدُّنيا، حتَّى إذا أفضى إلى الآخِرةِ لم تكُنْ له حسنةٌ يُعطَى بها خيرًا

    خلاصة حكم المحدث : صحيح
    الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 1853




    إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، يُعْطَى بها في الدُّنْيا ويُجْزَى بها في الآخِرَةِ، وأَمَّا الكافِرُ فيُطْعَمُ بحَسَناتِ ما عَمِلَ بها لِلَّهِ في الدُّنْيا، حتَّى إذا أفْضَى إلى الآخِرَةِ، لَمْ تَكُنْ له حَسَنَةٌ يُجْزَى بها.
    الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
    الصفحة أو الرقم: 2808 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


    إنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى بشَّر المؤمنينَ بالأمنِ والأجرِ والثَّوابِ في الآخرةِ على ما عانَوه في الدُّنيا، وحذَّر الكافرينَ مِن سُوءِ العاقبةِ في الآخرةِ وما لهم مِن عَذابٍ عندَ اللهِ، وكلُّ ذلك بالعدْلِ والقِسطِ.
    وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَظيمَ عَدلِ اللهِ سُبحانَه وأنَّه لا يَظلِمُ النَّاسَ شيئًا، وأنَّ اللهَ لا يَظلِمُ مُؤمنًا حَسنةً، والظُّلمُ يُطلَقُ بمعنى النَّقصِ، وحَقيقةُ الظُّلمِ مُستحيلةٌ مِن اللهِ تعالَى؛ فإنَّه سُبحانه لا يَنقُصُ ثَوابَ حَسنةٍ عَمِلَها المؤمنُ، فإنَّه يُعطى بِها في الدُّنيا، بأنْ يُوَسِّعَ عليه رِزقَه ويُرَغِّدَ عَيْشَه في الدُّنيا على طاعتِه، مَع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرَةِ؛ فَهُو أَحوَجُ ما يَكونُ لِثوابِ تِلك الحَسنةِ، ولا مانعَ مِن جَزائِه بها في الدُّنيا والآخرةِ، وقد يَحفَظُ الجزاءَ كلَّه له للآخرةِ.
    ومع المؤمنِ استَعمَلَ لَفظَ الإعطاءِ لِنِعمِ الدُّنيا، ولَفظَ الجزاءِ لِنَعمِ الآخرةِ، وهذا يُشيرُ إلى أنَّ ما يُعطى المؤمنُ مِن النِّعمِ في الدُّنيا ليْس جَزاءً لِحَسناتِه، وإنَّما هو فضْلٌ مِن اللهِ وإحسانٌ إليه، وأنَّ جَزاءَه الأَوفى سيَجِدُه في الآخرةِ.
    وأمَّا الكافِرُ وقدْ ماتَ على كُفرِه، فيُطعَمُ بِحَسناتِ ما عَمِلَ بِها للهِ في الدُّنيا، أي: بِما فَعَلَه مُتقرِّبًا بِه إلى اللهِ تَعالى مِمَّا لا تَفتَقِرُ صِحَّتُه إلى النِّيَّةِ، كصِلةِ الأَرحامِ والصَّدقةِ والضِّيافَةِ، فإنَّه لا يُقبَلُ منه؛ لأنَّه لا يَتوَفَّرُ لَدَيْه شَرْطُ قَبولِ العَمَلِ، وهُو الإيمانُ باللهِ، ولكنَّ اللهَ لا يَظلِمُه عَمَلَه، فيُكافِئَه عليه في الدُّنيا، فيُطْعِمَه به مِن غِنًى أو صِحَّةٍ أو أولادٍ أو نحْوِ ذلكَ، حتَّى إذا أَفْضى إلى الآخِرَةِ لم يَكُنْ له حَسنةٌ يُجْزَى بِها؛ لأنَّ حَسناتِه الدُّنيويَّةَ مهْما عَظِمَت فعُقوبةُ الكُفرِ أعظَمُ، فلا جنَّةٌ ولا نَعيمٌ.
    وأمَّا إذا فَعَل الكافرُ الحَسناتِ الَّتي لا تَفتقِرُ إلى النِّيَّةِ -كصِلةِ الرَّحمِ والصَّدقةِ وأمثالِها- ثمَّ أسْلَمَ؛ فإنَّه يُثابُ عليها في الآخرةِ؛ لِما في البُخاريِّ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «إذا أسلَمَ العبدُ فحَسُنَ إسلامُه، يُكفِّرُ اللهُ عنه كلَّ سيِّئةٍ كان زَلَفَها».
    وفي الحديثِ: فَضلُ الإيمانِ وأنَّه الرُّكنُ الأساسيُّ لقَبولِ أعمالِ العِبادِ.
    وفيه: التَّحذيرُ منَ الشِّركِ وبيانُ شُؤمِ الكُفرِ، وأنَّه مِن مُحبِطاتِ الأعمالِ الصَّالحاتِ.
    وفيه: أنَّ مَن ماتَ على الكُفرِ لا يَنفَعُه عَملٌ.
    الدرر السنية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •