الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه : أما بعد .
من السنن التي هجرها معظم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ألا وهي سنة القنوت في الوتر قبل الركوع وهي سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضي الله عنهم أجمعين ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر بعد الركوع . ( قلت لم يرد ولم أقل لم يثبت وفرق بينهما عظيم ) فمن يقنت في الوتر بعد الركوع فقد خالف السنة .
وإليكم البيان وعلى الله التُّكلان .
أدلة من قال بالقنوت في الوتر بعد الركوع :
وقد استدل من قال بالقنوت بعد الركوع في الوتر بأدلة وهي :
الدليل الأول : الزيادة الشاذة الضعيفة التي جاءت في الأثر عن الصحابي عبد الرحمن القاري وأصله في الصحيح وليس فيه الزيادة .
الدليل الثاني : تضعيف الأحاديث الصحيحة التي ورد فيها قنوت النبي صلى الله عليه وسلم قبل الركوع في الوتر .
الدليل الثالث : الاستدلال بأحاديث القنوت في النوازل بعد الركوع في الصلوات المفروضة وقياس القنوت في الوتر على القنوت في النوازل .!
الدليل الأول :
أخرج ابن خزيمة في صحيحه قال نا الربيع بن سليمان المرادي ( ثقة ) نا عبد الله بن وهب ( ابن حجر : ثقة حافظ عابد ) أخبرني يونس عن ابن شهاب ( الزهري ) أخبرني عروة بن الزبير( ثقة ) أن عبد الرحمن بن عبد القاري ( ثقة ) وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال أن عمر خرج ليلة في رمضان فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القارئ فطاف بالمسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر : والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم عمر على ذلك وأمر أبي بن كعب أن يقوم لهم في رمضان فخرج عمر عليهم والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر : نعم البدعة هي والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون - يريد آخر الليل فكان الناس يقومون أوله وكانوا يلعنون الكفرة في النصف : اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير ثم يستغفر للمؤمنين قال : وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته : اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونرجو رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد إن عذابك لمن عاديت ملحق ثم يكبر ويهوي ساجدا ) صححه الإمام الألباني في صحيح ابن خزيمة
قلت : الحديث بهذه الزيادة ( وكانوا يلعنون الكفرة في النصف ... ثم يكبر ويهوي ساجدا) ضعيف ( شاذ )
فقد أخرجه البخاري في صحيحه عن طريق الزهري دون الزيادة وكذلك أخرجه كل من الإمام مالك في الموطأ وعبد الرزاق الصنعاني في مصنفه والبيهقي في السنن الكبرى وفي فضائل الأعمال و محمد بن نصر المروزي في قيام رمضان وغيرهم دون ذكر الزيادة .
ومدار السند على الزهري وقد رواه عنه خمسة من الحفاظ الأثبات الثقات وهم البخاري ومالك بن أنس ومعمر بن راشد وإسماعيل بن أبي خالد والليث بن سعد كلهم لم يذكروا الزيادة !
وانفرد عنهم يونس بن يزيد في رواية ابن خزيمة فرواه عنه بتلك الزيادة .
ويونس بن يزيد من رجال البخاري ومسلم ووثقه العجلي والنَّسَائي وَقَال ابن خراش: صدوق. قال ابن المديني عن ابن مهدي: كان ابن المبارك يقول: كتابه صحيح قال ابن مهدي: وكذا أقول. وَقَال أبو زُرْعَة : لا بأس به. وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة: صالح الحديث عالم بحديث الزُّهْرِيّ .
ووثقه أحمد بن حنبل مرة ولكنه جرحه جرحا مفصلا في عدة أقوال منها :
قال أبو بكر الأثرم قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يونس بن يزيد؟ فقال:" لم يكن يعرف الحديث، يكتب اول الكتاب: الزهري عن سعيد وبعضه الزهري فيشتبه عليه "
وقال أيضا :"يونس كثير الخطأ عَن الزُّهْرِيّ وعقيل أقل خطأ منه."
وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي: " سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ أَحْمَد بْن حنبل يقول: فِي حديث يونس بْن يزيد منكرات عَن الزُّهْرِي"
وَقَال أَبُو الحسن الميموني: " سئل أحمد بْن حنبل: من أثبت فِي الزُّهْرِيّ؟ قال: معمر. قيل لَهُ: فيونس؟ قال: روى أحاديث منكرة. "
وقال أيضا : " ويونس يروي أحاديث من رأي الزُّهْرِيّ يجعلها عَن سَعِيد . وَقَال محمد بن عَبد الله بْن عمار الموصلي: مالك وسفيان ومعمر هؤلاء أصحاب الزُّهْرِيّ ويونس بْن يزيد عارف برأيه. "
وقال الحافظ ابن حجر : ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا وفي غير الزهري خطأ .
قال أحمد بن حنبل قال وكيع: " رأيت يونس الأيلي وكان سيئ الحفظ. "
وقال أبو حاتم يذكر عن وكيع قال: " لقيت يونس بن يزيد بمكة فجهدت به الجهد أن يقيم حديثًا فلم يقدر عليه. "
وقال وكيع : " زاملت يونس إلى مكة فلم يكن يحفظ شيئاً كانت كتبه معه. وكان سيئ الحفظ"
وقال البرذعي: " قلت (لأبي زرعة): يونس بن يزيد الأيلي عن غير الزهري؟ قال لي: ليس بالحافظ "
قال أبو زرعة: " كان صاحبَ كتاب فإذا أخذ من حفظه لم يكن عنده شيءٌ "
قال ابن سعد : " وكان بأيلة : يونس بن يزيد الأيلي وكان حلو الحديث كثيره وليس بحجة ربما جاء بالشيء المنكر"
وكما هو مقرر فإن الجرح المفصل يقدم على التعديل المبهم فرواية يونس بن يزيد عن الزهري شاذة في حال مخالفته من هو أوثق منه وأكثر عددا كما في هذه الزيادة .
وأما الذين رووه بدون الزيادة فهم :
الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة رأس المتقنين وكبير المتثبتين حتى قال البخاري : " أصح الأسانيد كلها مالك عن نافع عن ابن عمر "
ورواه البخاري : قال عنه الذهبي : الإمام صاحب الصحيح و كان إماما حافظا حجة رأسا في الفقه و الحديث مجتهدا من أفراد العلم مع الدين و الورع و التأله
ورواه إسماعيل بن أبي خالد : قال الذهبي : الحافظ ووثقه النسائي وابن معين وبن مهدي . وقال الموصلي : حجة إذا لم يكن إسماعيل حجة فمن يكون حجة ؟ . وقال ابن حجر : ثقة ثبت . وقال عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري : حفاظ الناس ثلاثة : إسماعيل بن أبي خالد و عبد الملك بن أبي سليمان و يحيي بن سعيد الأنصاري
ورواه الليث بن سعد : قال الذهبي : الإمام ثبت من نظراء مالك . وقال ابن حجر : ثقة ثبت فقيه وقال أحمد بن حنبل : ثقة ثبت .
ورواه معمر بن راشد : عده علي ابن المديني وأبو حاتم فيمن دار الإسناد عليهم . وعن ابن معين: أثبت الناس في الزهري : مالك ومعمر . وقال يعقوب بن شيبة: معمر ثقة وصالح ثبت عن الزهري . وقال النسائي : ثقة مأمون .
قلت : فتفرد هكذا راو ( يونس بن يزيد ) وفي روايته عن الزهري الذي مدار سند الحديث عليه نكارة ومخالفته للحفاظ والأثبات والثقات من مثل الإمام مالك والبخاري ومعمر بن راشد وإسماعيل بن أبي خالد والليث بن سعد وقد رووا كلهم الحديث بدون الزيادة التي رواها فإن روايته تكون شاذة . والله أعلم . وقد أحسن الإمام ابن نصر المروزي صنعا إذ أخرج الحديث في قيام الليل مسندا بدون ذكر الزيادة ثم أخرج الزيادة وحدها بدون سند وجعلها من قول الزهري !
وهذه الزيادة الضعيفة هي الدليل المتصل الوحيد إلى الصحابة والذي يستدل به من يجيز القنوت في الوتر بعد الركوع ويجيز الزيادة على الدعاء المأثور الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للحسن رضي الله عنه بالدعاء على الكفار أو الاستغفار للمؤمنين ونحو ذلك الدعاء .كما ذهب إلى ذلك الإمام الألباني رحمه الله تعالى وقد تبين أنها غير صحيحة .
الدليل الثاني :تضعيف الأحاديث الصحيحة التي ورد فيها قنوت النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر قبل الركوع :
قلت : ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر وأن موضع قنوته هو قبل الركوع فقد أخرج النسائي قال : أخبرنا علي بن ميمون الرقي قال : حدثنا مخلد بن يزيد عن سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان " يوتر بثلاث ركعات يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل هو الله أحد ويقنت قبل الركوع فإذا فرغ قال عند فراغه : " سبحان الملك القدوس " ثلاث مرات يطيل في آخرهن ."
قال أبو عبد الرحمن ( النسائي ) : وقد روى هذا الحديث غير واحد• عن زبيد فلم يذكر أحد منهم فيه : " ويقنت قبل الركوع "
• قلت: هم ( سُفْيَانَ و شعبة وجرير ومحمد بن جحادة و عبد الملك ومُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ و*الأعمش ).
ولكن قد رواه عن زبيد الثقات أيضا وهم سفيان الثوري ومسعر وفطروقتادة و*الأعمش . وقد ذكروا كلهم القنوت قبل الركوع
وقال أبو داود في سننه : " روى عيسى بن يونس هذا الحديث أيضا عن فطر بن خليفة عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . وروي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع . وروى عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت - يعني - في الوتر قبل الركوع " انتهى
قلت : وقد أعل أبو داود حديث قتادة فقال : " وحديث سعيد عن قتادة رواه يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر القنوت ولا ذكر أبيا وكذلك رواه عبد الأعلى ومحمد بن بشر العبدي وسماعه بالكوفة مع عيسى بن يونس ولم يذكروا القنوت وقد رواه أيضا هشام الدستوائي وشعبة عن قتادة ولم يذكرا القنوت"
قلت : لم يدرك أبو داود يزيد بن زريع ولم يذكر الواسطة بينهما وكذلك لم يدرك عبد الأعلى ومحمد بن بشر العبدي وهشام الدستوائي فالحديث معلق ولم أجد لهذه الطرق عن هؤلاء سندا متصلا في كتب الحديث .
قال ( أبو داود ) : " وحديث زبيد، رواه سليمان الأعمش وشعبة وعبد الملك بن أبي سليمان وجرير بن حازم كلهم عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت إلا ما روي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد فإنه قال في حديثه : إنه قنت قبل الركوع قال أبو داود : «وليس هو بالمشهور من حديث حفص نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر"
قلت : بل قد وافق مسعر عن زبيد الثقات سفيان وفطر وقتادة والأعمش. وقد ذكر كلهم القنوت قبل الركوع فلم يبق لإعلال أبي داود وجه . وأما الاختلاف في عدم ذكر أبي بن كعب أو ذكره فقد اختلف من لم يذكر القنوت في ذلك أيضا فرواه معظمهم بدون أبي ورواه بعضهم مع ذكر أبي بن كعب ولم يكن هذا الاختلاف قادحا في صحته .
وقد رد العلماء على أبي داود إعلاله الحديث ومنهم :
• ابن التركماني (ت 750هـ ) : قال:" العجب من أبي داود كيف يقول لم يذكر أحد منهم القنوت إلا ما روى عن حفص عن مسعر عن زبيد وقد روى هو ذكر القنوت قبل الركوع من حديث عيسى ابن يونس عن ابن ابي عروبة ثم قال وروى عيسى بن يونس هذا الحديث أيضا عن فطر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عن النبي عليه السلام مثله والبيهقي خرج رواية فطر عن زبيد مصرحة بذكر القنوت قبل الركوع ...على أن ذلك روى عن زبيد من وجه ثالث قال النسائي في سننه انا على بن ميمون ... ويقنت قبل الركوع ... واخرج ابن ماجة أيضا هذا الحديث بسند النسائي فظهر بهذا أن ذكر القنوت عن زبيد زيادة ثقة من وجوه فلا يصير سكوت من سكت عنه حجة على من ذكره . وقد روى القنوت في الوتر قبل الركوع عن الأسود وسعيد بن جبير والنخعي وغيرهم رواه عنهم ابن أبي شيبة في مصنفه بأسانيده وقال أيضا ثنا أبو خالد الأحمر عن أشعث عن الحكم عن إبراهيم قال كان عبد الله لا يقنت في السنة كلها في الفجر ويقنت في الوتر كل ليلة قبل الركوع قال أبو بكر هو ابن أبي شيبة هذا القول عندنا وقال أيضا ثنا يزيد بن هارون ثنا هشام الدستوائي عن حماد هو ابن ابي سليمان عن ابراهيم عن علقمة ان ابن مسعود واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع وهذا سند صحيح على شرط مسلم وفي الإشراف لابن منذر روينا عن عمر وعلي وابن مسعود وأبي موسى الاشعري وأنس والبراء بن عازب وابن عباس وعمر بن عبد العزيز وعبيدة وحميد الطويل وابن ابي ليلى انهم رأوا القنوت قبل الركوع وبه قال إسحاق " انتهى [ الجوهر النقي على سنن البيهقي (3/ 40) ]
• وقال عبد الحق الدهلوي ( ت1052 هـ) بعد أن ذكر أحاديث القنوت في الوتر قبل الركوع : " نعم قد روى هذا الحديث غير واحد ولم يذكر : (يقنت قبل الركوع) لكن زيادة الثقة مقبولة " [ لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح» (3/ 393) ]
• وقال الإمام الألباني : " وجملة القول : أن أكثر الرواة عن سعيد عن قتادة وعن زبيد لم يذكروا القنوت ولكن الذين ذكروه ثقات وهم : سفيان وفِطْرٌ ومِسْعَرٌ وعيسى بن يونس فتوهيم هؤلاء جميعًا مما لا يطمئن القلب إليه. فالأقرب أن يؤخذ بزيادتهم وأن الآخرين لم يذكروها اختصارًا كما فعل بعضهم في الزيادة الآتية : كان إذا سلَّم في الوتر قال: "سبحان الملك القدوس" فإنه من تمام الحديث عند آخرين عما يأتي بيانه.» فكما لم يَضُرَّ في ثبوته عدم ذكر البعض لها فكذلك لم يضر -إن شاء الله تعالى- عدم ذكر بعضهم لهذه الزيادة. فالواجب الأخذ بكلٍّ منهما؛ من باب: "زيادة الثقة مقبولة".[ صحيح سنن أبي داود (5/ 172) ]
قلت : ومما استشهد به أبو داود على ضعف حديث أبي بن كعب أنه ذكر حديثين أحدهما فيه مجهول والثاني فيه انقطاع وقال عقب ذلك : " وهذا يدل على أن الذي ذكر في القنوت ليس بشيء ، وهذان الحديثان يدلان على ضعف حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الوتر .
فتعقبه بدر الدين العينى (ت 855هـ ) فقال :
" هذا غيرُ مُسلم من أبي داود ، لأن الحديث الذي ذكر في القنوت إسناده صحيح على ما بيناه، وكيف يقال فيه: ليْس بشيء؟ والحَديثان اللّذان أشار إليهما ضَعيفان فكيف يدلان على ضَعْف الحديث القوي؟ وهذا المقدار عجيب منه ولكن الرجلَ له هَفْوة والجَوادَ له كَبْوة ونقل بعضهم هذا الكلام من أبي داود ثم قال : وهو مُنازعَ في ذلك " [ شرح سنن أبي داود (5/ 343 ]
وفيما يلي طرق كل من روى القنوت قبل الركوع ومن لم يروه على الإجمال وذكر اختلافهم بما لا يضر صحة الحديث فقد يروي الثقة الحديث عن شيخه مرة ثم يرويه عن شيخ آخر وكذلك اختلافهم بذكر أبي بن كعب وعدم ذكره فإنه و عبد الرحمن بن أبزى صحابيان فرواية الحديث عنهما أو عن أحدهما لا يضر صحة الحديث
أولا : طرق من روى الحديث بدون ذكر القنوت ولا ذكر أبي بن كعب واختلاف رواياتهم :
فرواه شعبة عن سَلَمَةَ وزُبَيْدٍ وعطاء عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ عن أبيه
ورواه أيضا عن سلمة وزبيد عن سعيد عن أبيه بدون ذكر ذر .
ثم رواه شعبة عن سلمة وزبيد عن زر ( بدلا من ذر ) عن ابن عبد الرحمن عن أبيه
ووافق كل من سفيان ومُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ وجرير شعبة فرووه عَنْ زبيد عن ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ*عن أبيه
وكذلك رواه سفيان ومحمد بن جحادة و عبد الملك بن أبي سليمان عن زبيد ( بدون ذر ) عن سعيد عن أبيه
ورواه منصور بن المعتمر عَنْ سَلَمَةَ ( بدون ذر ) عَنْ سَعِيدِ عن أبيه
ورواه سعيد بن عروبة و شعبة وهمام بن يحيى بن دينار عن قتادة عن عزرة عن سعيد عن أبيه
ورواه أيضا بدون ذكر عزرة !
ورواه يحيى بن سعيد عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
ورواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس .
ولكن قد رواه الثقات أيضا بدون ذكر القنوت ولكن ذكروا أبيا واختلفت رواياتهم
فرواه سعيد بن عروبة عن قتادة عن سعيد عن أبيه عن أبي بن كعب
ورواه سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَزْرَةَ عَنْ سَعِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
ورواه الْأَعْمَشِ عَنِ زبيد وطلحة عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
ثم قد روى الثقات الحديث وذكروا فيه القنوت قبل الركوع :
فرواه سفيان عن زُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ*عن أبيه عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
ورواه حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد عن سعيد عن أبيه عن أبي بن كعب
ورواه الأعمش عن طلحة وزبيد عن ذر عن ابن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب
ورواه عيسى بن يونس عن فطر عن زبيد عن سعيد عن أبيه عن أبي بن كعب
ورواه سعيد بن عروبة عن قتادة عن سعيد عن أبيه عن أبي بن كعب
ورواه سعيد بن عروبة عن قتادة عن سعيد عن أبيه ولم يذكر أبيا
ورواه سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَزْرَةَ عَنْ سَعِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
ورواه العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس
وفيما يلي تفصيل الروايات :
أولا : الروايات التي فيها ذكر القنوت قبل الركوع :
1 : سفيان عن زُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ*عن أبيه عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
أخبرنا علي بن ميمون ( وثقةأبو حاتم الرازي وابن حجر ) قال : حدثنا مخلد بن يزيد ( وثقة أبو داود والذهبي ويحيى بن معين وغيرهم ) عن سفيان ( وهو الثوري قال ابن حجر : ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة ) عن زبيد ( وثقة ابن حجر وابو حاتم والذهبي وغيرهم ) عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ( وثقه النسائي وابن حجر وابن حبان ) عن أبيه ( قال البخاري : له صحبة وقال ابن حجر صحابي ) عن أبي بن كعب ( بدري سيد القراء ) (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات كان يقرأ في الأولى بسبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل هو الله أحد ويقنت قبل الركوع فإذا فرغ قال عند فراغه : " سبحان الملك القدوس " ثلاث مرات يطيل في آخرهن )) ( قلت : صحيح ) [ النسائي في سننه وفي عمل اليوم والليلة وابن ماجه والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ] • وأخرجه ابن ماجه في سنن عن علي بن ميمون أيضا بسنده إلى أبي بن كعب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، " كان يوتر فيقنت قبل الركوع " بدون ذكر ما يقرأ في الوتر
2 : حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أبي بن كعب :
حدثنا أبو حاتم الرازي ( الإمام) نا عمر بن حفص بن غياث ( ثقة ) نا أبي ( ثقة ) عن مسعر( ثقة ثبت ) حدثني زبيد ( وثقة ابن حجر وابو حاتم والذهبي وغيرهم ) عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يوتر بثلاث ركعات لا يسلم فيهن حتى ينصرف أول ركعة بسبح اسم ربك ... وأنه قنت قبل الركوع ... )) فذكر الحديث بتمامه [ مشكل الآثار للطحاوي أبو بكر البيهقي السنن الكبرى المسند للشاشي ]
3 : الأعمش عن طلحة وزبيد عن ذر عن ابن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب :
ومما يصلح للاستشهاد به ما أخرجه أخرج الشاشي أيضا في مسنده قال : " حدثنا أحمد بن زهير بن حرب (الحافظ الكبير ) نا محمد بن بكير الحضرمي (صدوق يخطئ ) نا الدشتكي عبد الرحمن بن عبد الله ( ثقة ) حدثنا أبو جعفر الرازي ( ابن حجر : صدوق سيئ الحفظ خصوصا عن مغيرة وقال أبو حاتم : ثقة صدوق صالح الحديث ) عن الأعمش ( ثقة ثبت ) عن طلحة ( ثقة ) وزبيد ( ثقة ثبت عابد ) عن ذر ( ثقة ) عن ابن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب : كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوتر ... )) فذكر الحديث .
4 : عيسى بن يونس عن فطر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب :
حدثنا أبو بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث ( الثقة صاحب التصانيف ) ثنا علي بن خشرم الذهبي : الحافظ ) ثنا عيسى بن يونس( ثقة مأمون ) عن فطر ( ثقة حافظ كيس ) عن زبيد عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث: ...ويقنت قبل الركوع )) فذكر الحديث بتمامه ( قلت : صحيح ) [ الدارقطني والبيهقي في السنن الكبرى والخلافيات ]
5 : قتادة عن سعيد بدون أبي بن كعب ومع ابن كعب :
حدثنا إسحاق ( قال أحمد : إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين (ثقة حافظ مجتهد) أخبرنا عيسى بن يونس ثقة مأمون ثنا سعيد ( ثقة حافظ له تصانيف كثير التدليس و اختلط و كان من أثبت الناس فى قتادة )، عن قتادة)الحافظ(عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى من الوتر ...ويقنت )) ( قلت : صحيح ) [ صلاة الوتر لابن نصر المروزي والطحاوي ] ومرة قال إسحاق : ثنا فذكر السند إلى قوله : عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بن كعب فذكر الحديث سواء ثم قال : ويقنت قبل الركوع ) [ صلاة الوتر لمحمد بن نصر المروزي ]
6 : قتادة عن عزرة عن سعيد مع ابن كعب :
حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ( الثقة صاحب التصانيف ) ثنا المسيب بن واضح ) أبو حاتم : صدوق يخطىء كثيرا . ووثقه النسائي ) ثنا عيسى ابن يونس ( ثقة مأمون ) عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة -قال أبو بكر: ربما قال المسيب: عنعَزرة ( ثقة ) وربما لم يقل عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث ركعات ...وكان يقنت قبل الركوع)) فذكر الحديث بتمامه [ سنن الدارقطني السنن الكبرى للبيهقي ]
• ( قلت : صححه الألباني أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم )
7 : حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس:
حدثنا أبو أمية ( ثقة ) حدثنا معلى بن منصور الرازي ( ثقة )أخبرنا عطاء بن مسلم (صدوق يخطئ كثيرا ) حدثنا العلاء بن المسيب ( ثقة) عن حبيب بن أبي ثابت ( ثقة) عن ابن عباس قال : بت عند خالتي ميمونة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ثمان ركعات ثم أوتر فقرأ ...، ثم قنت ودعا ثم ركع " قال (الطحاوي ) : قال قائل: فهل يثبت سماع حبيب بن أبي ثابت من ابن عباس؟ فكان جوابنا له في ذلك أن سماعه منه ومن عبد الله بن عمر ثابت وقد روي فيما سمعه منه:[ شرح مشكل الآثار (الطحاوي)
قلت : يصلح كشاهد وأخرجه أبو أحمد بن عدي الجرجاني (ت 365 هـ) في الكامل في الضعفاء قال : حدثنا ابن قتيبة (الثقة محدث فلسطين ) حدثنا ابن أبي السري) محدث فلسطين صدوق عارف له أوهام كثيرة )حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف به قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث ... ويقنت قبل الركوع.... ))
وأخرجه أبو نعيم في الحلية حدثنا أبو بكر بن خلاد ( ثقة ) ثنا الحارث بن أبي أسامة ( الألباني : ثقة )قال : ثنا داود بن رشيد ( الألباني : ثقة)قال : ثنا عطاء بن مسلم به قال : غريب من حديث حبيب والعلاء تفرد به عطاء .
الروايات التي لم يذكر فيها القنوت ولا أبي بن كعب :
1 : شعبة عن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وزُبَيْدٍ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ : أخبرنا عمرو بن يزيد ( وثقه النسائي) قال : حدثنا بهز (ثقة ثبت) حدثنا شعبة ( وهو أحد أئمة الحديث ) عن سلمة( ثقة متقن ) وزبيد (ثقة) عن ذر (ثقة) عن ابن عبد الرحمن بن أبزى (ثقة) عن أبيه ( له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم ) (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وكان يقول إذا سلم : " سبحان الملك القدوس " ثلاثا ويرفع صوته بالثالثة )) [النسائي في السنن الكبرى والصغرى وعمل اليوم والليلة ]
2 : شعبة عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وزُبَيْدٍ بدون ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ) ثقة ) قال حدثنا خالد (ثقة ثبت ) قال حدثنا شعبة قال أخبرني سلمة وزبيد عن ابن عبد الرحمن بن أبزي عن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر ...)) فذكر الحديث [النسائي في السنن الكبرى والصغرى وعمل اليوم والليلة ]
وافقه منصور فرواه عن سلمة عن سعيد ولم يذكر ذرا
3 : شعبة عن سلمة وزبيد عن زر ( بدلا من ذر ) عن ابن عبد الرحمن : أخبرنا عمرو بن يزيد ( وثقه النسائي) قال : حدثنا بهز (ثقة ثبت) قال : حدثنا شعبة عن سلمة وزبيد عن زر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه . فذكر الحديث [ النسائي في الكبرى ]
4 : سُفْيَانَ ومحمد بن طلحة وجرير عنْ زُبَيْدٍ عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ عن أبيه : حدثنا وكيع (ثقة حافظ عابد ) عن سفيان ( وهو الثوري قال ابن حجر : ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة ) عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزي عن أبيه ... فذكر الحديث(قلت : صحيح )
[ ابن أبي شيبة في المصنف وكذلك النسائي في السنن الكبرى و الطحاوي في شرح معاني الآثار ]
حدثنا أبو بكرة ( المحدث ) قال: ثنا أبو المطرف بن أبي الوزير (ثقة) قال: ثنا محمد بن طلحة ( قال الحافظ: صدوق يخطئ ) عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه (( أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الوتر فقرأ ... )) فذكر الحديث . ( قلت : حسن ) [ شرح معاني الآثار للطحاوي]
• أخبرنا إبراهيم بن يونس بن محمد (ثقة) حدثنا أبي (ثقة حافظ) قال حدثنا جرير (ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف و له أوهام إذا حدث من حفظه ) قال سمعت زبيدا يحدث عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه قال ... فذكر الحديث ( قلت : صحيح ) [النسائي في السنن الكبرى والصغرى وعمل اليوم والليلة ]
أخبرنا الحسن بن قزعة (صدوق ) عن حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن( هما من رجال البخاري ) عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه فذكر الحديث[ النسائي ]
5 : سفيان ومحمد بن جحادة و عبد الملك بن أبي سليمان عن زبيد ( بدون ذر ) عن سعيد عن أبيه : أخبرنا عمران بن موسى ) ثقة )قال حدثنا عبد الوارث) ثقة ثبت ) قال حدثنا محمد بن جحادة ) ثقة )عن زبيد عن ابن أبزى عن أبيه قال ... فذكر الحديث[ النسائي ]
أخبرنا أحمد بن يحيى ) ثقة ) قال : حدثنا محمد بن عبيد ) ثقة ) عن سفيان الثوري وعبد الملك بن أبي سليمان (صدوق له أوهام ) عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال : ... فذكر الحديث[ النسائي ]
6 : منصور بن المعتمر عَنْ سَلَمَةَ ( بدون ذر ) عَنْ سَعِيدِ عن سعيد عن أبيه :
أخبرنا محمد بن قدامة ) ثقة ) عن جرير ) ثقة ) عن منصور ) ثقة ثبت ) عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال : ... فذكر الحديث [ النسائي و المحاملي في أمالي المحاملي ]
7 : ورواه سعيد بن عروبة و شعبة وهمام بن يحيى بن دينار عن قتادة عن عزرة عن سعيد عن أبيه :
أخبرنا محمد بن المثنى ) ثقة ثبت ) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ) ثقة حافظ ) قال : حدثنا سعيد ( ثقة حافظ له تصانيف كثير التدليس و اختلط و كان من أثبت الناس في قتادة )عن قتادة عن عزرة ( ثقة ) عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أن : ... فذكر الحديث [ النسائي ]
8 : عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ :
حدثنا علان بن المغيرة ( صدوق )، قال : ثنا ابن أبي مريم ) ثقة ثبت ) قال : ثنا يحيى بن أيوب (صدوق ربما أخطأ)قال : حدثني يحيى بن سعيد (ثقة حافظ ) عن عمرة ( ثقة ) عن عائشة به [ ابن المنذر الأوسط في السنن ]
• أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن الأعرابي (الإمام الحافظ الثقة ) نا محمد بن عبد الحكم القطري بالرملة سنة سبعين ( ثقة ) نا ابن أبي مريم نا يحيى بن أيوب حدثني يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة به ... [أبو سعيد ابن الأعرابي في معجم الشيوخ ]
9 : سعيد بن جبير عن ابن عباس : حدثنا نصر بن علي الجهضمي (ثقة ثبت) قال : حدثنا أبو أحمد (ثقة ثبت) قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق (صدوق يهم قليلا )عن أبيه ( ثقة مكثر عابد اختلط بأخرة ) عن سعيد بن جبير ( ثقة ثبت فقيه ) عن ابن عباس به ...
• حدثنا أحمد بن منصور أبو بكر ( ثقة حافظ ) قال : حدثنا شبابة ( ثقة حافظ )قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ...[ ابن ماجه والنسائي صححهما الأرناؤوط]
الروايات التي لم يذكروا فيها القنوت ولكن ذكروا أبي بن كعب :
1 : سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد عن أبيه عن أبي بن كعب :
أخبرنا إسحق بن إبراهيم ( أحمد بن حنبل :إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين.) قال : أنبأنا عيسى بن يونس ( الذهبي :أحد الأعلام في الحفظ و العبادة ) عن سعيد بن أبي عروبة ( ابن حجر :ثقة حافظ له تصانيف كثير التدليس و اختلط و كان من أثبت الناس فى قتادة ) عن قتادة ( ابن حجر :ثقة ثبت ) عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ( ابن حجر : ثقة ) عن أبيه عن أبي بن كعب قال : ...[النسائي ]
2 : سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَزْرَةَ عَنْ سَعِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ :
أخبرنا يحيى بن موسى ( ثقة ) قال : أنبأنا عبد العزيز بن خالد( صدوق) قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال ... [النسائي ]
3 : الْأَعْمَشِ عَنِ زبيد وطلحة عَنْ ذَرٍّ عَنْ سَعِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ :
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ( ثقة ) قال : حدثنا يحيى بن معين ( ثقة حافظ مشهور إمام الجرح والتعديل ) قال : حدثنا أبو حفص الأبار ( صدوق ) عن الأعمش (ثقة حافظ عارف بالقراءات ورع لكنه يدلس) عن زبيد الإيامي وطلحة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب ... [ ابن حبان و ابن ماجه و أحمد]
• أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب النسائي ( ثقة ) قال : أنبأنا محمد بن أبي عبيدة ( ثقة )قال : حدثنا أبي ( ثقة ) عن الأعمش عن طلحة ، عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال : ... "
• خالفه عطاء بن السائب فلم يذكر أبيا [ النسائي ]
الدليل الثالث : الاستدلال بأحاديث القنوت في النوازل بعد الركوع في الصلوات المفروضة وقياس القنوت في الوتر على القنوت في النوازل ! :فقد لجأ من جوز القنوت في الوتر وقد ضعف أحاديث القنوت في الوتر قبل الركوع إلى القياس على قنوت النازلة وجعله بعد الركوع كالإمام أحمد رحمه الله تعالى كما نقل عنه الإمام ابن نصر المروزي : " وسئل أحمد عن القنوت في الوتر قبل الركوع أم بعده ؟ وهل ترفع الأيدي في الدعاء في الوتر فقال: القنوت بعد الركوع، ويرفع يديه وذلك على قياس فعل النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت في الغداة " [مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر» (ص318 )
وكذلك قاس الشافعية !
(قال المزني) ولا أعلم الشافعي ذكر موضع القنوت من الوتر ويشبه قوله بعد الركوع كما قال في قنوت الصبح " [الأم للإمام الشافعي (1/ 167 ]
وفي السنن الكبرى للبيهقي الشافعي (3/ 56 ) : وقد روينا في قنوت صلاة الصبح بعد الركوع ما يوجب الاعتماد عليه وقنوت الوتر قياس عليه»
وأعجب ممن يقلد الإمام أحمد رحمه الله تعالى المعذور في ذلك لأنه ربما لم يطلع على الأحاديث التي صحت في القنوت في الوتر قبل الركوع أو أنه رآها ضعيفة وإلا فالإمام أحمد من أشد الناس اتباعا للدليل ولكن من يطلع على الأحاديث التي فيها القنوت قبل الركوع ولو أقام عليها أصول قبول الروايات لصحت عنده ثم هو يتجاهلها فلا يذكرها ويكتفي بتقليد الإمام أحمد بقوله فيقنت بعد الركوع قياسا على قنوت النازلة فإنه غير معذور خاصة من له أهلية الاستنباط .
• والقنوت في الصلاة قبل الركوع وإنما قنت بعد الركوع شهرا يدعو على المشركين وشهرا يدعو للمسلمين ثم تركه :
فقد ثبت في القنوت في الصلاة عدة مسائل منها :
• أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في النوازل إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد بعد الركوع
• وأنه قنت شهرا يدعو على المشركين وكان موضعه بعد الركوع وأن هذا كان بدء القنوت ثم تركه
• وكذلك قنت شهرا يدعو للمستضعفين من المسلمين في مكة ويدعو على مضر ثم تركه لما أنجا الله تعالى المسلمين وقدموا إلى المدينة وكان قنوته بعد الركوع
• وقد ثبت أن القنوت في الصلاة عامة إنما هو قبل الركوع .
البيان :
• كان إذا أراد أن يدعو لأحد ويدعو على أحد قنت بعد الركوع :
حدثنا موسى بن إسماعيل ( ثقة ثبت ) حدثنا إبراهيم بن سعد ( ثقة حجة ) حدثنا ابن شهاب (الفقيه الحافظ ) عن سعيد بن المسيب (الإمام أحد الأعلام وسيد التابعين ثقة حجة فقيه ) وأبي سلمة بن عبد الرحمن ( ثقة مكثر ) عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال : " إذا قال : سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف " يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر : " اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب " حتى أنزل الله : ليس لك من الأمر شيء الآية ... [ البخاري سنن الدارمي أحمدوابن خزيمة وأخرجه أحمد ]
• قنت النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخمس في النوازل شهرا يدعو للمستضعفين وشهرا يدعو على القبائل التي قتلت القراء السبعين وكان قنوته فيها بعد الركوع .
• قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو على المشركين ثم تركه :
فقد أخرج أحمد بن حنبل في مسنده قال حدثنا عبد الصمد وعفان ( كلاهما من رجال الشيخين ) قالا : حدثنا ثابت (ثقة ثبت ) عن هلال ( صدوق ) عن عكرمة (ثقة ثبت ) عن ابن عباس قال : " قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة إذا قال : سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة يدعو عليهم على حي من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه أرسل إليهم يدعوهم إلى الإسلام فقتلوهم " قال عفان في حديثه : قال : وقال عكرمة : " هذا كان مفتاح القنوت . [ أخرجه البيهقي في الكبرى وأبو داود والطبري في تهذيب الآثار ومحمد بن نصر المروزي في صلاة الوتروالطبراني في المعجم الكبير وابن المنذر في الأوسط والدولابي في الكنى والأسماء ورواه أحمد ومسلم وابن حبان والنسائي والطبري والطحاوي والبيهقي والطياليسي وأبو نعيم وأبو يلعى ]
• أخبرنا محمد بن المثنى ( ثقة ثبت ) قال : حدثنا أبو داود ( ثقة حافظ ) قال : حدثنا شعبة (ثقة حافظ متقن) عن قتادة ( ثقة ثبت ) عن أنس ح وهشام عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا قال شعبة : لعن رجالا وقال هشام : يدعو على أحياء من أحياء العرب ثم تركه بعد الركوع هذا قول هشام وقال شعبة : عن قتادة عن أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يلعن رعلا وذكوان ولحيان " [ السنن الصغرى مسند أبي يعلى تهذيب الآثار ابن جرير الطبري ]
• قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو للمسلمين ثم تركه :
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ( ثقة إمام محدث ) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم(ثقة حافظ متقن) قال : حدثنا الوليد بن مسلم ( ثقة ) قال : حدثنا الأوزاعي ( ثقة إمام ) قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ( ثقة إمام ) قال : حدثني أبو سلمة ( ثقة إمام ) عن أبي هريرة قال : قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العتمة شهرا يقول في قنوته : " اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف " قال أبو هريرة : وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك له فقال صلى الله عليه وسلم : " أما تراهم قد قدموا ؟ " [ مسلم ومسند أبي يعلى الموصلي وابن حبان واللفظ له ]
قال أبو حاتم ( ابن حبان ) : في هذا الخبر بيان واضح أن القنوت إنما يقنت في الصلوات عند حدوث حادثة مثل ظهور أعداء الله على المسلمين أو ظلم ظالم ظلم المرء به أو تعدى عليه أو أقوام أحب أن يدعو لهم أو أسرى من المسلمين في أيدي المشركين وأحب الدعاء لهم بالخلاص من أيديهم أو ما يشبه هذه الأحوال فإذا كان بعض ما وصفنا موجودا قنت المرء في صلاة واحدة أو الصلوات كلها أو بعضها دون بعض بعد رفعه رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من صلاته يدعو على من شاء باسمه ويدعو لمن أحب باسمه فإذا عدم مثل هذه الأحوال لم يقنت حينئذ في شيء من صلاته إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقنت على المشركين ويدعو للمسلمين بالنجاة فلما أصبح يوما من الأيام ترك القنوت فذكر ذلك أبو هريرة فقال صلى الله عليه وسلم : " أما تراهم قد قدموا ؟ " ففي هذا أبين البيان على صحة ما أصلناه ." انتهى .[ صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (7/ 478)]
• أن عامة قنوته صلى الله عليه وسلم في الصلاة (الوتر والنوازل ) هو قبل الركوع وإنما قنت بعد الركوع شهرا ثم تركه :
حدثنا موسى بن إسماعيل (ثقة ثبت ) حدثنا عبد الواحد ( ثقة ( عاصم الأحول ( قال أحمد : ثقة من الحفاظ) قال : سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن القنوت في الصلاة ؟ فقال : نعم فقلت : كان قبل الركوع أو بعده ؟ قال : قبله قلت : فإن فلانا أخبرني عنك أنك قلت بعده قال : كذب " إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا أنه كان بعث ناسا يقال لهم القراء وهم سبعون رجلا إلى ناس من المشركين وبينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد قبلهم فظهر هؤلاء الذين كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا يدعو عليهم "[فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم] [ متفق عليه واللفظ للبخاري وأخرجه الدارمي أحمد مسند أبي يعلى الموصلي ]
عن أنس قال : سألته عن القنوت قبل الركوع أو بعد الركوع ؟ فقال : قبل الركوع قال : قلت : فإن ناسا يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركوع فقال : " إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو على أناس قتلوا أناسا من أصحابه يقال لهم القراء " [ متفق عليه ]
وعن ابن سيرين قال : سئل أنس بن مالك : هل قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : نعم بعد الركوع ثم سئل بعد ذلك مرة أخرى : هل قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح؟ قال : نعم بعد الركوع يسيرا " قال ابن حجر معلقا على أحاديث القنوت ومرجحا أن القنوت في النوازل إنما هو قبل الركوع أكثر منه بعد الركوع أو أنه كان قبل الركوع دائما عدا الحادثة المعينة : " إن مفهوم قوله : بعد الركوع يسيرا يحتمل أن يكون وقبل الركوع كثيرا ويحتمل أن يكون لا قنوت قبله أصلا ومعنى قوله : كذب أي : أخطأ وهو لغة أهل الحجاز يطلقون الكذب على ما هو أعم من العمد والخطأ ويحتمل أن يكون أراد بقوله : كذب أي إن كان حكى أن القنوت دائما بعد الركوع وهذا يرجح الاحتمال الأول ... "انتهى [ فتح الباري (2/ 490)]
قلت : مجموع ما ثبت عن أنس يبين إما أن القنوت في النوازل هو قبل الركوع وإنما قنت النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة بعينها بعد الركوع ثم تركه فجعله قبل الركوع وإما أن يعني أن القنوت في الصلاة عامة ( النازلة والوتر ) هو قبل الركوع وإنما قنت بعد الركوع في نازلة بعينها ثم تركه .
قنوت الصحابة :
ثبت أن الصحابة كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع وأما في النوازل فثبت عن بعضهم أنهم كانوا يقنتون قبل الركوع وكذلك ثبت عنهم فيها بعد الركوع .
قنوت الصحابة قبل الركوع في الوتر :
أخرج ابن أبي شيبة : حدثنا يزيد بن هارون ( قال ابو حاتم : ثقة إمام صدوق لا يسأل عن مثله) عن هشام الدستوائي ( الذهبي : الحافظ وابن حجر ثقة ثبت ) عن حماد ( وثقه النسائي والذهبي وابن معين وقال الحافظ ابن حجر صدوق له أوهام ) عن إبراهيم ( قال ابن حجر : ثقة وكان يرسل وقال الأعمش : صيرفي الحديث )
عن علقمة " أن ابن مسعود ، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقنتون في الوتر قبل الركوع " [حسنه الألباني والحافظ في " الدراية " ]
قنوت عمر رضي الله عنه في الوتر قبل الركوع :
قال الأثرم : حدثنا أبو عبد اللَّه ( أحمد بن حنبل ) ثنا يزيد بن هارون ( ثقة متقن عابد ) أنا سفيان عن الأعمش (ثقة حافظ ) عن إبراهيم ( ثقة ) عن الأسود ( مخضرم ثقة مكثر فقيه ) عن عمر أنه كان يقنت في الوتر قبل الركوع " ( سنده رجال الشيخين ) [ الجامع لعلوم الإمام أحمد (6/ 424)]
قنوت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في الوتر قبل الركوع :
• أخرج الطبراني : حدثنا فضيل بن محمد الملطي ( أبو حاتم : الامام)ثنا أبو نعيم (ثقة ثبت ) ثنا أبو العميس (ثقة ) حدثني عبد الرحمن بن الأسود (ثقة ) عن أبيه قال : " كان عبد الله لا يقنت في صلاة الغداة وإذا قنت في الوتر قنت قبل الركعة" قلت : صحيح "
• ويشهد له ما أخرجه الطبري : حدثنا أبو كريب (ثقة حافظ ) قال : حدثنا أبو معاوية ) ثقة ) عن المسعودي ( صدوق اختلط قبل موته وكان أعلم بحديث ابن مسعود من أهل زمانه ) عن عبد الرحمن بن الأسود ) ثقة ) عن أبيه قال : كان عبد الله " لا يقنت في شيء من الصلاة إلا في الوتر قبل الركوع " [ تهذيب الآثار للطبري ( حسنه الهيثمي ) ]
• قال الأثرم : أملى علينا أبو عبد اللَّه من كتابه : ثنا الوليد بن مسلم )ثقة ) ثنا الأوزاعي)ثقة) حدثني عبدة بن أبي لبابة ( ثقة ) عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه " أن عبد اللَّه بن مسعود قنت في الوتر بعد القراءة قبل الركوع " قلت : ( صحيح ) [ الجامع لعلوم الإمام أحمد (6/ 423) ]
قنوت البراء بن عازب رضي الله عنه قبل الركوع :
حدثنا ابن فضيل ( صدوق ) عن مطرف عن أبي الجهم عن البراء " أنه كان يقنت قبل الركعة " قلت : ثقات إلا ابن فضيل فهو صدوق
[ أخرجه ابن أبي شيبة وابن المنذر في الأوسط في كتاب الوتر] •ولم يصح عن أحد من الصحابة أنه قنت في الوتر بعد الركوع فروي عن علي رضي الله عنه أنه قنت فيه بعد الركوع في الأثر الذي أخرجه ابن أبي شيبة : حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبيه " أن عليا كان يقنت في الوتر بعد الركوع " ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب الشديد .
وقد ضعفه الإمام أحمد فيما روى عنه ابنه عبد الله : قال أبي : وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قنت في الوتر بعد الركوع" [ الجامع لعلوم الإمام أحمد - الفقه» (6/ 422 ] هكذا بصيغة التمريض
قنوت الصحابة في النوازل قبل الركوع :
• قال ابن المنذر في الأوسط : " اختلف أهل العلم في القنوت قبل الركوع وبعده فممن روي عنه أنه قنت قبل أن يركع عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري والبراء بن عازب وأنس بن مالك وابن عباس وبه قال عمر بن عبد العزيز وحميد الطويل وعبيدة السلماني وعبد الرحمن بن أبي ليلى وكذلك قال إسحاق وعامة من ذكرنا أنه رأى القنوت قبل الركوع أو بعده فإنما هو في صلاة الصبح "
حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى قال: ثنا بن عثمان اللاحقي قال : ثنا حماد قال: أخبرنا الحجاج ( صدوق مدلس ) عن عياش بن عمرو العامري عن عبد الله بن شداد بن الهاد " قال : صليت خلف عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري فكانوا يقنتون في صلاة الفجر قبل الركوع "[ الأوسط لابن المنذر]
قلت : ثقات إلا الحجاج مدلس وقد عنعنه .
قنوت عمر رضي الله عنه في النازلة بعد الركوع :
حدثنا عمرو بن علي الباهلي قال : حدثنا سعيد بن عامر قال : حدثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن معبد بن سيرين قال : صليت خلف عمر بن الخطاب رضوان الله عليه صلاة الصبح " فقنت بعد الركوع بالسورتين " ( قلت : ثقات متصل صحيح )[ تهذيب الآثار للطبري ]
أخرج عبد الرزاق : عن محمد بن راشد ( صدوق ) عن سعيد عن قتادة عن أبي رافع وأبي قتادة قالا : " صلينا خلف عمر الفجر فقنت بعد الركوع قال أحدهما : رفع يده " وقال الآخر : " لم يرفع يده " قلت : ( حسن ) ثقات إلا ابن راشد فهو صدوق [ مصنف عبد الرزاق ]
قنوت علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد الركوع :
حدثنا علي بن الحسن قال : ثنا عبد الله (صدوق ربما أخطأ ) عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن عبد الرحمن بن معقل أن علي بن أبي طالب " قنت في المغرب فدعا على أناس وعلى أشياعهم وقنت بعد الركعة " قلت : ثقات إلا عبد الله عبد الله بن الوليد بن ميمون فصدوق ربما أخطأ كما قال الحافظ ابن حجر [ ابن المنذر في الأوسط والبيهقي في الكبرى ]
قنوت عمر رضي الله عنه في النازلة قبل الركوع :
حدثنا ابن المثنى (ثقة ثبت ) قال : حدثنا محمد بن جعفر ( ثقة ) قال : حدثنا شعبة (ثقة حافظ متقن ) عن عبدة بن أبي لبابة ( ثقة ) عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه " كان يقنت في الصبح قبل الركوع بهاتين السورتين : " اللهم إياك نعبد " و " اللهم إنا نستعينك " ( قلت : ثقات صحيح ) [ تهذيب الآثار للطبري ]
وأخرج عبد الرزاق عن الثوري عن مخارق عن طارق بن شهاب " أن عمر بن الخطاب، «صلى الصبح، فلما فرغ من القراءة قنت ثم كبر حين يركع " ( قلت : صحيح ) [ مصنف عبد الرزاق الصنعاني ]
ويشهد له ما أخرجه ابن أبي شيبة : حدثنا هشيم قال : أخبرنا علي بن زيد ( فيه مقال من جهة حفظه وحديثه حسن في المتابعات ) قال : أخبرنا أبو عثمان النهدي ( ثقة ثبت ) قال : " صليت خلف عمر بن الخطاب صلاة الصبح فقنت قبل الركوع "
وأخرج عبد الرزاق : قال الحكم : وأخبرني طاووس أنه سمع ابن عباس يقول : " قنت عمر قبل الركعة بهاتين السورتين إلا أنه قدم التي أخر علي وأخر التي قدم علي والقول سواء " [ مصنف عبد الرزاق الصنعاني ]قلت : ثقات ( معلق )
قنوتأنس بن مالك رضي الله عنه قبل الركوع حدثنا يحيى (ثقة حافظ ) قال: ثنا علي بن عثمان ( ثقة ) قال: ثنا حماد قال: أخبرنا حميد أن أنس بن مالك وعمر بن عبد العزيز كانا يقنتان في صلاة الفجر قبل الركوع وكان حميد يأخذ به " قلت : ثقات [ الأوسط لابن المنذر]
قنوت ابن عباس رضي الله عنه قبل الركوع : أخرج عبد الرزاق عن جعفر ( صدوق ) عن عوف قال : حدثني أبو رجاء العطاردي قال : صلى بنا ابن عباس صلاة الغداة في إمارته على البصرة " فقنت قبل الركوع " ثقات إلا جعفر بن سليمان الضبعي صدوق [عبد الرزاق في مصنفه وابن المنذر في الأوسط] حدثنا يحيى قال: ثنا علي بن عثمان قال: ثنا حماد عن حميد (ثقة لا بأس به) عن أنس " أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قنتوا في صلاة الفجر قبل الركوع وبعضهم بعد الركوع "قلت : تقدم سنده قبل حديث [الأوسط لابن المنذر» (5/ 211)]
قنوت التابعين في الوتر قبل الركوع :
عبد الرزاق عن الثوري عن الأشعث عن الحكم عن إبراهيم قال : " القنوت في الوتر من السنة كلها قبل الركعة " قلت : ثقات عبد الرزاق عن الثوري عن نسير بن ذعلوق ( صدوق ) قال : " صليت خلف ربيع بن خثيم فقنت قبل الركعة " ثقات إلا بن ذعلوق فصدوق
أقوال أئمة المذاهب :
الأحناف :
" وقال أبو حنيفة رحمه الله القنوت في الوتر قبل الركعة الثالثة إذا فرغ من السورة" [الحجة على أهل المدينة» (1/ 199]
المالكية :
قال مالك عن القنوت في الفجر : " والذي آخذ به في خاصة نفسي قبل الركوع " [المدونة» (1/ 192]
" وأن ابن سيرين وغيره قنتوا قبل الركوع. ابن حبيب وفعله علي وعروة بن الزبير وإن والربيع بن خثيم قنت قبل الركعة وعبيدة السلماني قبل الركوع والبراء بن عازب قبل الركعة وأبا عبد الرحمن السلمي كل هؤلاء في الصبح من حديث ابن وهب. " [المدونة» (1/ 193]
الشافعية :
(قال المزني) : " ولا أعلم الشافعي ذكر موضعالقنوت من الوتر ويشبه قوله بعد الركوع كما قال في قنوت الصبح... وفي كتاب اختلاف علي وعبد الله بن مسعود أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: قال هشيم عن عطاء بن السائب: إن عليا كان يقنت في الوتر بعد الركوع " [ الأم للإمام الشافعي ]
قلت : والأثر عن علي ضعيف وقد تقدم .
الحنابلة :
ذهب الإمام أحمد إلى أنه لم يصح شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت في الوتر قبل الركوع أو بعده وذهب إلى أن الثابت هو فقط القنوت في الفجر دون الصلوات المفروضة الأخرى وللنازلة فقط وبعد الركوع ويقيس قنوت الوتر عليه ويجيز القنوت في الوتر قبل الركوع لأنه ثبت عنده قنوت الصحابة فيه قبل الركوع .
قال عبد اللَّه : سألت أبي عن القنوت في الوتر أحب إليك أم تركه ؟ قال أبي : "ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الوتر قبل أو بعد شيء."
قلت : إن قنت في الصلوات كلها ؟ قال : لا إلا في الوتر والغداة فإذا كان يستنصر ويدعو للمسلمين.
قال عبد اللَّه : سمعت أبي يقول : خالف إبراهيم عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه أن ابن مسعود قنت في الوتر قبل الركعة . قال إبراهيم : عمر وقال عبد الرحمن : ابن مسعود " [ الجامع لعلوم الإمام أحمد - الفقه» (6/ 422]
قلت : وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم القنوت في الوتر قبل الركوع ! فلا يصح القياس .
تم بحمد الله تعالى في
14/2/1447 الموافق
8/8/2025
المعيصفي