{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: ٢٨]


« إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ» (فاطر:28)،ومعنى «إنما يخشى الله من عباده العلماء» كما قال المفسرون: لا يخشى الله تعالى حق الخشية إلا العلماء الذين عرفوه حق معرفته.
أوضح سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال: كان يقال العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله، فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض، والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض، والعالم بأمر الله ليس العالم بالله : الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل .

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في معنى الآية: أى الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير، وقال سعيد بن جبير: الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل، وقال الحسن البصري فى معنى الآية: أى أن العالم هو من خشي الرحمن بالغيب، ورغب فيما رغب الله فيه، وزهد فيما سخط الله فيه، وورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية.



{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: ٢٨]

كلما كانت المعرفة بالله أتم والعلم به أكمل ، كلما كانت الخشية له أعظم وأكثر ...

لن تخش ربك بحق إلا إذا علمت عظمته ، ولن تزهد في الدنيا إلا بمعرفة الآخرة ... وكثيراً مانردد هذه الوصية : (يجب الرجوع إلى العلماء الكبار ) فمن هم الكبار ؟ لقد بيّن الله الكبار بالآية الكريمة {إنما يخش اللهَ من عباده العلماءُ} أهل العلم المنتفعون بعلمهم هم أكثر الناس خشية من الله .

من عرف اللهَ اشتدّ حياؤه منه وحبه له وخوفه من معصيته ، وكلما ازداد معرفة بالله ازداد حياءً وخوفاً وحباً .. فكفى بخشية الله علماً ، وكفى بالاغترار بالله جهلاً .
والذي لم تقم بقلبه خشية باعثة على تعظيم حرمات الله ، فليس عالماً ولا إماماً ولو أتقن كل العلوم وحفظ المتون .