تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,603

    افتراضي لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه

    1690 - " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه " .


    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 262 :
    أخرجه أحمد ( 3 / 35 و 64 ) و مسلم ( 5 / 142 ) من طريق شعبة عن خليد بن جعفر
    عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم . و ليس عند
    مسلم " يعرف به " ، و هو رواية لأحمد . و تابعه علي بن زيد عن أبي نضرة به إلا
    أنه قال : " بقدر غدرته " بدل " يعرف به " . أخرجه الطيالسي ( 2156 ) و أحمد (
    3 / 7 و 61 ) و زاد في رواية ( 3 / 19 ) : " ألا و أكبر الغدر غدر أمير عامة "
    . و هي عند الطيالسي من هذا الوجه ، و عند مسلم ( 5 / 143 ) من طريق المستمر
    ابن الريان : حدثنا أبو نضرة به . و للحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا به
    نحوه . أخرجه أحمد ( 2 / 49 ) حدثنا إبراهيم بن وهب بن الشهيد حدثنا أبي عن أنس
    ابن سيرين عنه . و إبراهيم هذا و أبوه لم أعرفهما ، و لم يترجمها الحافظ في
    " التعجيل " ! ثم أخرجه ( 2 / 70 و 126 ) من طريق بشر بن حرب عنه مرفوعا نحو
    حديث المستمر بن الريان . و سنده حسن في المتابعات . و أخرجه البخاري ( 4 / 342
    ) و مسلم و أحمد ( 2 / 116 ) من طريق عبد الله بن دينار عنه مرفوعا بلفظ
    الترجمة ، دون قوله : " عند استه " . و كذلك البخاري ( 2 / 301 ) و مسلم و أحمد
    ( 3 / 142 و 270 ) من حديث أنس بن مالك . و قد عزاه السيوطي إلى الطيالسي
    و أحمد عنه بلفظ الترجمة ! و ما أظنه إلا وهما . فقد عزاه في " الجامع الكبير "
    ( 1 / 210 / 2 ) إليهما و إلى أبي عوانة من حديث أبي سعيد . و هو الصواب كما
    يتبين لك من هذا التخريج .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,603

    افتراضي رد: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه

    3948- (ذمَّةُ المسلمينَ واحدةٌ، فإن جارَت عليهم جائرةٌ؛ فلا تُخفِرُوها؛ فإن لكل غادرٍ لواءً يُعرَفُ به يوم القيامة).
    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة:
    أخرجه أبو يعلى في "مسنده " (ق 202/ 1/ مصورة المكتب): حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم: ثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبي سعد عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن عائشة قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -:... فذكره.
    قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أبي سعد؛ فلم أعرفه.
    وأما الهيثمي؛ فكأنه عرفه؛ فقد قال (5/329):
    "رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن أسعد، وثقه ابن حبان، وضعفه أبو زرعة، وبقية رجاله رجال (الصحيح) ".
    ثم قال في الصفحة التالية وقد ذكره عنها بلفظ آخر:
    "رواه الطبراني في "الأوسط "، وأبو يعلى باختصار، ورجاله ثقات، وإسناد الطبراني ضعيف ".
    والحديث أخرجه الحاكم (2/ 141) من طريق محبوب بن موسى: ثنا أبو إسحاق الفزاري عن عمرو بن مرة به!
    كذا قال؛ لم يذكر في إسناده: (عن أبي سعد)! وقال:
    "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي!
    ثم بدا لي أمران:
    أحدهما: أني لم أجد من كنى (محمد بن أسعد) بـ (أبي سعد)؛ وإنما كنوه بـ (أبي سعيد)، مثل ابن أبي حاتم في "الجرح " (3/1/208)، والدولابي في "الكنى" وغيرهما؛ ولم يذكر ابن أبي حاتم في شيوخه (عمرو بن مرة)، وفي الرواة عنه (أبو إسحاق الفزاري)!
    والآخر: أني وقفت بعد زمن على إسناد الطبراني في "المعجم الأوسط "؛ فإذا هو فيه (6/5/5628) من طريق أبي سعيد البقال، يرويه ضرار بن صرد أبو نعيم قال: نا علي بن هاشم بن البريد عنه عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عنها مرفوعاً بلفظ:
    "لكل غادر لواء يوم القيامة، ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، من أخفر مسلماً؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل".
    فألقي في البال أن (أبا سعد) في الطريق الأولى؛ لعله (أبو سعد البقال)
    لاتحاد شيخهما، لكن ضرار بن صرد ضعيف لا يحتج به، بل هو متروك متهم. والله أعلم.
    وعلى كل حال ؛ فقد قررت نقل الحديث إلى هذه "السلسلة الصحيحة" لشواهده الكثيرة.
    فالجملة الأولى في ذمة المسلمين؛ لها شواهد كثيرة، منها حديث علي:
    " المدينة حرم.. " وفيه:
    "وذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً".
    رواه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في "الإرواء " (1058).
    وجملة الغدر؛ جاءت بنصها عن جمع من الصحابة، وهو مخرج فيما تقدم برقم (1690).*

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,603

    افتراضي رد: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه

    3948- (ذمَّةُ المسلمينَ واحدةٌ، فإن جارَت عليهم جائرةٌ؛ فلا تُخفِرُوها؛ فإن لكل غادرٍ لواءً يُعرَفُ به يوم القيامة).
    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة:

    أخرجه أبو يعلى في "مسنده " (ق 202/ 1/ مصورة المكتب): حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم: ثنا أبو إسحاق الفزاري عن أبي سعد عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن عائشة قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -:... فذكره.
    قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أبي سعد؛ فلم أعرفه.
    وأما الهيثمي؛ فكأنه عرفه؛ فقد قال (5/329):
    "رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن أسعد، وثقه ابن حبان، وضعفه أبو زرعة، وبقية رجاله رجال (الصحيح) ".
    ثم قال في الصفحة التالية وقد ذكره عنها بلفظ آخر:
    "رواه الطبراني في "الأوسط "، وأبو يعلى باختصار، ورجاله ثقات، وإسناد الطبراني ضعيف ".
    والحديث أخرجه الحاكم (2/ 141) من طريق محبوب بن موسى: ثنا أبو إسحاق الفزاري عن عمرو بن مرة به!
    كذا قال؛ لم يذكر في إسناده: (عن أبي سعد)! وقال:
    "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي!
    ثم بدا لي أمران:
    أحدهما: أني لم أجد من كنى (محمد بن أسعد) بـ (أبي سعد)؛ وإنما كنوه بـ (أبي سعيد)، مثل ابن أبي حاتم في "الجرح " (3/1/208)، والدولابي في "الكنى" وغيرهما؛ ولم يذكر ابن أبي حاتم في شيوخه (عمرو بن مرة)، وفي الرواة عنه (أبو إسحاق الفزاري)!
    والآخر: أني وقفت بعد زمن على إسناد الطبراني في "المعجم الأوسط "؛ فإذا هو فيه (6/5/5628) من طريق أبي سعيد البقال، يرويه ضرار بن صرد أبو نعيم قال: نا علي بن هاشم بن البريد عنه عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عنها مرفوعاً بلفظ:
    "لكل غادر لواء يوم القيامة، ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، من أخفر مسلماً؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل".
    فألقي في البال أن (أبا سعد) في الطريق الأولى؛ لعله (أبو سعد البقال)
    لاتحاد شيخهما، لكن ضرار بن صرد ضعيف لا يحتج به، بل هو متروك متهم. والله أعلم.
    وعلى كل حال ؛ فقد قررت نقل الحديث إلى هذه "السلسلة الصحيحة" لشواهده الكثيرة.
    فالجملة الأولى في ذمة المسلمين؛ لها شواهد كثيرة، منها حديث علي:
    " المدينة حرم.. " وفيه:
    "وذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً".
    رواه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في "الإرواء " (1058).
    وجملة الغدر؛ جاءت بنصها عن جمع من الصحابة، وهو مخرج فيما تقدم برقم (1690).*

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,603

    افتراضي رد: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه

    الشيخ محمد بن صالح العثيمين / صحيح مسلم
    كتاب الجهاد والسير والإمارة-02a
    قراءة من الشرح حفظ
    القارئ : " قوله صلى الله عليه وسلم : لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان . وفي رواية : يعرف به . وفي رواية : لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة . وفي رواية : لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة . قال أهل اللغة : اللواء الراية العظيمة لا يمسكها إلا صاحب جيش الحرب أو صاحب دعوة الجيش ، ويكون الناس تبعا له ، قالوا فمعنى لكل غادر لواء أي علامة يشهر بها في الناس لأن موضوع اللواء الشهرة مكان الرئيس علامة له ، وكانت العرب تنصب الألوية في الأسواق الحفلة لغدرة الغادر لتشهيره بذلك ، وأما الغادر فهو الذي يواعد على أمر ولا يفي به ، يقال غدر يغدر بكسر الدال في المضارع ، وفي هذه الأحاديث بيان غلظ تحريم الغدر لا سيما من صاحب الولاية العامة لأن غدره يتعدى ضرره إلى خلق كثيرين ، وقيل لأنه غير مضطر إلى الغدر لقدرته على الوفاء كما جاء في الحديث الصحيح في تعظيم كذب الملك ، والمشهور أن هذا الحديث وارد في ذم الإمام الغادر ، وذكر القاضي عياض احتمالين أحدهما هذا وهو نهي الإمام أن يغدر في عهوده لرعيته وللكفار وغيرهم أو غدره للأمانة التي قلدها لرعيته والتزم القيام بها والمحافظة عليها ، ومتى خانهم أو ترك الشفقة عليهم أو الرفق بهم فقد غدر بعهده ، والاحتمال الثاني أن يكون المراد نهي الرعية عن الغدر بالإمام فلا يشقوا عليه العصا ولا يتعرضوا لما يخاف حصول فتنة بسببه ، والصحيح الأول ".
    الشيخ : لأن هذا الأخير يحتاج إلى تقدير ، والتقدير : من غدر أمير عامّة ، ويكون المصدر مضافاً إلى مفعوله. في شيء زيادة ؟ .
    القارئ : ...
    الشيخ : الغدر من الإمام، والثاني من الرعية، الظاهر الأول، والثاني له وجه لأن الغدر من العامة يترتب عليه ضرر كثير، لكن المتبادر من الحديث الأول. وهو أن الأمير يغدر، فلا يقوم للرعية بحقها، ويكذب عليهم فيما يقول، وما أشبه ذلك.
    القارئ : ما يكون الحديث عاما .
    الشيخ : لكن هو يرجح ، فيه مرجح ، لو الاحتمال على السواء يكون لأمرين جميعا .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,603

    افتراضي رد: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه

    500 من: (باب تحريم الغَدر)

    277 - باب تحريم الغَدر
    قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1]، وقال تَعَالَى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا [الإسراء:34].
    1/1584- وعَنْ عبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العاص رضي اللَّه عَنْهُمَا: أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: أرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فيهِ كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كانَ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤتُمِنَ خانَ، وَإِذَا حدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عاهَدَ غَدَر، وَإِذَا خَاصَم فَجر متفقٌ عليه.
    2/1585- وعن ابن مسْعُودٍ، وابنِ عُمرَ، وأنسٍ قَالُوا: قَالَ النبيُّ ﷺ: لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يوْمَ القِيامةِ، يُقَالُ: هذِهِ غَدْرَةُ فُلانٍ متفقٌ عَلَيْهِ.
    3/1586- وَعَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِي : أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَال: لِكُلِّ غَادِرٍ لِواءٌ عِندَ اسْتِه يَوْمَ القِيامةِ، يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ، ألَا وَلا غَادر أعْظمُ غَدْرًا مِنْ أمِيرِ عامَّةٍ رواه مسلم.
    4/1587- وعنْ أَبي هُرَيرةَ ، عن النبيِّ ﷺ قَالَ: قَالَ اللَّه تَعَالَى: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أعطَى بي ثُمْ غَدَرَ، وَرجُلٌ بَاعَ حُرًّا فأَكل ثمنَهُ، ورجُلٌ استَأجرَ أجِيرًا فَاسْتَوْفى مِنهُ ولَمْ يُعْطِهِ أجْرَهُ رواه البخاري.


    الشيخ:
    الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
    أما بعد:
    فهذه الآيات والأحاديث فيما يتعلق بالغدر، والغدر هو نقض العهود، كونه يُعطي العهدَ ثم يغدر ولا يفي بالعهد، يُعطي العهد للمشركين أو لغيرهم ثم ينقض العهد، هذا هو الغدر، قال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة:1]؛ لأن المعاهدة عقدٌ، وقال جل وعلا: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا [الإسراء:34].
    فالواجب على الأمراء والسلاطين وغيرهم أن يوفوا بالعهود، وألا يغدروا، وإذا دعت الحاجة إلى غدرٍ ينبذوا العهد، بأن يقولوا: العهد الذي بيننا وبينكم انتهى، كما قال جل وعلا: وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ [الأنفال:58]، يُعلمهم حتى يكونوا جميعًا على بينةٍ، أما أن يخدعهم ويُعطيهم عهدًا ثم يهجم عليهم؛ فهذا منكرٌ، وظلمٌ، وخيانةٌ.
    ولهذا قال ﷺ: أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا يعني: نفاقًا عمليًّا، ومَن كانت فيه خصلةٌ منهن كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، وفي حديث أبي هريرة: آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمن خان.
    هذه خمس خصالٍ من خصال النفاق العملية الظاهرة: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر، كذب في الخصومة، وإذا عاهد غدر، ومَن تجتمع عليه هذه الخصال في الغالب أنه -والعياذ بالله- ينتقل إلى النفاق العقدي -نسأل الله العافية.
    والنفاق نفاقان: عقدي، وهو نفاق المنافقين في عهد النبي ﷺ، وهو كفرٌ أكبر: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء:145]، وهو الذي يُظهر الإسلام، وفي الباطن هو كافر، لا يؤمن بالله، ولا باليوم الآخر، هذا هو النفاق الأكبر.
    والنفاق العملي: ما ذُكر في حديث عبدالله بن عمرو وغيره: كونه يتعاطى الكذبَ والغدرَ والخيانةَ، هذا نفاق عملي، يُخشى عليه منه أن يجرُّه إلى النفاق الاعتقادي، وهذا يُسمَّى النفاق الأصغر -نسأل الله العافية.
    وفي الحديث يقول ﷺ: يُرْفَعُ لكلِّ غادرٍ لواء يوم القيامة عند اسْتِهِ، كما في حديث أبي سعيد، يعني: عند مقعدته، عند المقعدة لواء يُعرف به أنَّ هذا غادر –بَيْرَق، نسأل الله العافية- مكتوبٌ عليه غدرته: هذه غدرة فلان ابن فلان، وهذه فضيحة على رؤوس الأشهاد -نسأل الله العافية.
    قال في حديث أبي سعيدٍ: ولا أعظم من غدرة أمير عامَّةٍ، كون السلطان يُعطي الخصوم عُهودًا ثم يغدر، هذه أكبر غدرة، أكبر من غدر الأفراد، غدر السلطان والأمراء أعظم من غدر الأفراد.
    فالواجب على السلطان وأمير البلد ونحوهم إذا أعطى عهدًا أن يَفِي بعهده، فإذا دعت الحاجةُ إلى نبذه نبذ إليهم على سواء، قال: ترى العهد الذي بيننا وبينكم مفسوخ، حتى يكونوا على حذرٍ، يستعدُّوا.
    وفي الحديث الآخر يقول ﷺ: يقول الله عز وجل: ثلاثةٌ أنا خصمهم يوم القيامة: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، يعني: رجلٌ أعطى العهودَ ثم غدر، الله خصمه يوم القيامة، ومَن كان الله خصمه خُصِمَ -نسأل الله العافية.
    رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنه خدعه، ولد من أولاد الناس باعه وقال: هذا عبدٌ لي، مملوك، وكذب.
    الثالث: استأجر أجيرًا أو أُجراء، فاستوفى منهم ولم يُعطهم أجورهم، ظلمهم، استوفى منه وأدَّى الأجيرُ العملَ ولكن ما أعطاه الحقَّ، فهذا أيضًا من خصوم الله يوم القيامة، ومَن كان الله خصمه فهو مخصومٌ مَفْلُوجٌ، وعلى خطرٍ عظيمٍ -نسأل الله العافية.
    فالواجب على مَن استأجر أحدًا أن يُعطيه أجره، وأن يتَّقي الله فيه، ولا يظلمه، وهكذا يجب على مَن أعطى العهود ألا يغدر، وألا يبيع حرًّا، بل يحذر ألا يبيع إلا مَن كان مملوكًا له ملكًا شرعيًّا.
    وفَّق الله الجميع.

    الأسئلة:
    س: قوله سبحانه وتعالى: وَفِي الرِّقَابِ [البقرة:177] يدخل فيه الإعتاق؟
    ج: يعني: الصدقة، يعني: الزكاة، في عتق الرقاب.
    س: ويدخل فيه معاونة المُكاتَب؟
    ج: نعم، يدخل فيه.
    س: ما حكم التهاون بالصلاة؟
    ج: من خصال المنافقين، حكمه التحريم، من خصال أهل النفاق: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142]، هذه من صفاتهم الخبيثة، فالواجب على المؤمن أن يكون نشيطًا في الصلاة، حريصًا عليها، مسارعًا إليها، حتى لا يتشبَّه بأعداء الله.
    س: هل لتارك الصلاة توبة؟ وكيف تكون؟
    ج: كل عاصٍ له توبة، وكل كافر له توبة، ولا يوجد مَن لا توبةَ له، فعليه أن يتوب إلى الله، ويندم، ويحافظ على الصلوات، يندم على ما مضى، ويعزم ألا يعود، ويستغفر ربَّه، ويسأل ربَّه العفو، ويُصلي، والحمد لله.
    س: بالنسبة لمسألة العبودية: أغلب المسلمين فهمهم أنَّ مَن كان لونه أسود يعتبر عبدًا؟ فماذا يكون هذا الفهم؟
    ج: هذا جهل، الناس قسمان: فيهم الأسود، والأبيض، والأحمر، من أولاد آدم.
    س: ولكن أغلب المسلمين هذا فهمهم؟!
    ج: لا، فقط رأوا كثيرًا من العبيد سابقًا يكونون سودًا فظنُّوا أنَّه هكذا.
    س: ألم يكن في عهد النبيِّ أناسٌ لونهم أبيض وكانوا عبيدًا؟
    ج: بلى، زيد بن حارثة أبيض، وأسامة ولده أسود.
    س: ما الضابط من الناحية الشرعية في مسألة العبودية؟
    ج: العبودية بالملك: ملك الشراء، أو ملك السَّبي.
    س: إن كان أبيض أو أسود؟
    ج: سواء أسود أو أبيض، ولو أحسن من يوسف.
    س: حديث الرسول ﷺ: ولو تأمَّر عليكم عبدٌ حبشيٌّ هنا الرسول ﷺ ذكر أنَّ العبد حبشيٌّ على أنه أسود؟
    ج: ما قال: أسود، عبدٌ حبشيٌّ ولو ما هو بأسود، يعني: ولو تأمَّر عليكم أناسٌ عندكم أنَّهم مُحتَقَرون، اسمعوا وأطيعوا.
    س: تكبيرات العيد واجبة؟
    ج: مستحبة: ستّ في الأولى، وخمسٌ في الثانية.
    س: أو تكون سبعًا مع تكبيرة الإحرام؟
    ج: نعم، سبعٌ مع تكبيرة الإحرام، لا بدَّ منها.

    https://binbaz.org.sa/audios/2663/50...BA%D8%AF%D8%B1

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,603

    افتراضي رد: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه

    الشيخ محمد بن صالح العثيمين / رياض الصالحين
    شرح رياض الصالحين-84a
    تتمة باب تحريم الغدر: وقال تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا )) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ). متفق عليه. وعن ابن مسعود وابن عمر وأنس رضي الله عنهم قالوا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان ). متفق عليه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة, يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ). رواه البخاري. حفظ

    القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    قال رحمه الله تعالى " باب تحريم الغدر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " " باب تحريم الغدر قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) وقال تعالى (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ))
    عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) متفق عليه
    وعن ابن مسعود وابن عمر وأنس رضي الله عنهم قالوا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ) متفق عليه
    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ) رواه مسلم
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجلا استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) رواه البخاري "

    الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
    قال المؤلف في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم الغدر " وقد تقدم لنا معناه والكلام على الآية الأولى مما صدر به المؤلف الباب وهي قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ))
    أما الآية الثانية فقال الله تعالى (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا )) أمر الله أن يوفي بالعهد يعني إذا عاهدت أحدا وقلت عليك عهد الله أن لا أفعل كذا أو أن لا أخبر بما أخبرتني به أو ما أشبه ذلك فإنه يجب عليك أن تفي بالعهد لأن العهد سوف تسأل عنه يوم القيامة ولهذا قال (( إن العهد كان مسؤولا )) أي مسؤولا عنه يوم القيامة ثم ذكر أحاديث سبق سبق لنا الكلام عليها أي على شرحها وأعظمها أنه ( ينصب لكل غادر يوم القيامة لواء ) اللواء ما يكون في الحرب مثل العلم يرفع لكل غادر لواء تحت استه والعياذ بالله أي تحت مقعدته ويرتفع هذا اللواء بقدر غدرته إن كانت كبيرة صار رفيعا وإن كانت صغيرة صار صغيرا ويقال هذه غدرة فلان ابن فلان والعياذ بالله
    وفي هذا الحديث دليل على أن الغدر من كبائر الذنوب لأن فيه هذا الوعيد الشديد
    وفيه أيضا أن الناس يدعون يوم القيامة بآبائهم لا بأمهاتهم وأنما ذكر من ان الإنسان يوم القيامة يدعى باسم أمه فيقال يا فلان ابن فلانة فليس بصحيح بل إن الإنسان يدعى باسم أبيه كما يدعى به في الدنيا
    وفي الحديث الأخير أيضا التنبيه على مسألة يفعلها كثير من الناس اليوم وهم أنهم يستعجلون الأجراء ولا يعطونهم أجرهم هذا الذي يفعل يستأجر الأجير ولا يعطيه أجره يكون الله عز وجل خصمه يوم القيامة كما قال الله تعالى في الحديث القدسي ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ) يعني عاهد بي ثم غدر
    والثاني ( رجل باع حرا فأكل ثمنه ) حتى لو كان ابنه أو أخاه الأصغر ثم باعه وأكل ثمنه فخصمه الله يوم القيامة
    الثالث هذا الرجل الذي استأجر أجيرا فاستوفى منه وقام الأجير بالعمل كاملا ثم لم يعطه أجرته ومن ذلك ما يفعله بعض الناس اليوم في العمال الذين يأتون بهم من الخارج تجده يستأجر بأجرة معينة مثلا ستمئة ريال في الشهر ثم إذا جاء إلى هنا ماطل به وآذاه ولم يوفيه حقه وربما يقول له تريد أن تبقى هنا بأربعمئة ريال وإلا سفرتك هذا والعياذ بالله يكون الله خصمه يوم القيامة ويأخذ من حسناته يعطيه هذا العامل لأن قوله إما أن تعمل بأربعمئة وإلا سفرتك هذا استأجره بستمئة ولم يعطه أجره فيدخل في هذا الوعيد الشديد وهؤلاء الذين يأتون بالعمال ولا يعطونهم أجورهم أو يأتون بهم وليس عندهم شغل ولكن يتركونهم في الأسواق ويقول اذهب وما حصلت فلي نصفه أو مثلا يقول اذهب وعليك في الشهر ثلاثمئة ريال أو أربعمئة ريال كل هذا حرام والعياذ بالله ولا يحل لهم وما أكلوه فإنه سحت وكل كل جسد نبت على السحت فالنار أولى به وهؤلاء الذين يأكلون أموال هؤلاء العمال المساكين هؤلاء لا تقبل لهم دعوة والعياذ بالله يدعون الله فلا يستجيب لهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ) وما يأكله هؤلاء من أجور هؤلاء العمال أو يظلمونهم به فإنهم يأكلونه سحتا نسأل الله العافية فعلى الإنسان أن يتقي الله أنا أعلم أنكم سوف تبلغون هذا إلى هؤلاء الظلمة والعياذ بالله



  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    15,603

    افتراضي رد: لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند استه

    ~ أحاديث مشابهه ~


    سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :( لكل غادر لواء ينصب بغدرته ) .
    الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3188
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    " إن لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند أسته"

    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2153
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    " إن الغادر ينصب الله له لواء يوم القيامة . فيقال : ألا هذه غدرة فلان "
    الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1735
    خلاصة حكم المحدث:


    صحيح

    " لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره . ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة "
    الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1738
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ، يرفع لكل غادر لواء ، فقيل : هذه غدرة فلان بن فلان "
    الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1735
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    "لكل غادر لواء يوم القيامة ، قال أحدهما : ينصب ، وقال الآخر : يرى يوم القيامة ، يعرف به "
    الراوي: عبدالله بن مسعود و أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3186
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    " اتقوا الدنيا واتقوا النساء ألا وإنه يرفع لكل غادر لواء بقدر غدرته يوم القيامة ألا ولا غدر أكبر من غدر أمير عامة "
    الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 194
    خلاصة حكم المحدث:صحيح على شرط مسلم

    " ذمة المسلمين واحدة، فان جارت عليهم جائرة فلا تخفروها، فإن لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة "
    الراوي: عائشة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4334
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •