5801- ( تحريك الإصبع في الصلاة مذعرة للشيطان ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف جداً . أخرجه الروياني في (( مسنده )) (ق 249/ 2) ، والبيهقي
في (( سننه )) (2/ 132) ، والخطيب في (( تلخيص المتشابه )) (281 ) من طريق محمد بن عمر الواقدي : نا كثير بن زيد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً . وقال البيهقي :
(( تفرد به الواقدي ، وليس بالقوي )) .
قلت : هو أسوأ مما قال ؛ فإنه متروك متهم ، وقد خولف في متنه ؛ فقال الإمام أحمد (2/ 119) : ثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري : ثنا كثير بن زيد به . بلفظ :
كان عبد الله بن عمر إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ، وأشار بإصبعه ، وأتبعها بصره ، ثم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لهي أشد على الشيطان من الحديد )) . يعني : السبابة .
وأخرجه البزار في (( مسنده )) (1/ 272/ 563- الكشف) ، وأبو جعفر ! البختري في (( الأمالي )) (ق 60/ 1) ، والطبراني في (( الدعاء )) (ص 73/ 1) ، والمقدسي في (( السنن )) (ق 12/ 2) . وقال البزار :
(( تفرد به كثيربن زيد )) .
قلت : وهو مختلف فيه ، وقال الهيثمي (2/140 :
(( وثقه ابن حبان ، وضعفه غيره )) .
قلت : واقتصاره على ذكر توثيق ابن حبان قد يشعر أنه لم يوثقه من هو أعلى طبقة وأرضى علماً ! وليس كذلك ؛ فقد وثقه ابن معين في رواية ، وابن عمار الموصلي ، وقال أحمد : ما أرى به بأساً . وضعفه آخرون . فهو حسن الحديث اذا لم يخالف .
هذا ؛ وقال البيهقي عقب حديث الترجمة .
(( وروينا عن مجاهد أنه قال : تحريك الرجل إصبعه في الجلوس في الصلاة مقمعة للشيطان )) .
فلعل هذا أصل الحديث ، أخطأ الواقدي فرفعه ، إن لم يتعمده . والله سبحانه وتعالى أعلم .
والتحريك ثابت في حديث وائل بن حجر من فعله - صلى الله عليه وسلم - في (( السنن )) و (( صحيح ابن خزيمة )) و (( ابن حبان )) وغيرهما ، وهو مخرج في (( صفة الصلاة )) ؛ وغيره بلفظ :
(( فرأيته يحركها يدعو بها )) .
وأما قول البيهقي :
ويحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة فيها ، لا تكرير تحريكها ، فيكون موافقاً لرواية ابن الزبير . والله تعالى أعلم )) .
قلت : هذا الاحتمال غير متبادر ، وحديث ابن الزبير :
(( . . . لا يحركها )) ؛ منكر ، أو شاذ - على الأقل - ، كما هو مبين في غير موضع .