2789- نية المؤمن خير من عمله ، ونية الفاجر شر من عمله.
قال الألباني 6/303 : موضوع
رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (4\2 /2) عن عثمان بن عمر النصيبي قال : أخبرنا عثمان بن عبد الله الشامي قال : أخبرنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن النواس بن سمعان الكلابي مرفوعا.
وهذا موضوع ، الشامي هذا كان يضع الحديث . والنصيبي لم أعرفه.
والجملة الأولى منه أوردها الضبي في "كتاب الأمثال" (4/1) فقال : وقولهم : نية المؤمن خير من عمله . فيه قولان : يقال : المؤمن ينوي من العمل أكثر مما يطيق فيكتب أجر نيته . وقال أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي : نية المؤمن من عمله خير ؛ كأنه قال : نية المؤمن من بعض حسناته .....
ويبدو أنه لا يعرفه حديثا ، فقد ذكر حديثا آخر مصدرا إياه بقوله : يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر المدينة فقال : من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا ... لا يقبل منه صرف ولا عدل ... ، وقال (17/2) : وقولهم : اطلبوا الخير من حسان الوجوه ، يروى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... ثم رواه القضاعي من طريق يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس دون الشطر الثاني منه.
قلت : ويوسف بن عطية متروك.
وهو في "مسند الربيع بن حبيب " أول حديث فيه : حدثني أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي عن جابر بن زيد الأزدي عن عبد الله بن عباس مرفوعا الشطر الأول منه.
وهذا إسناد ضعيف بمرة ؛ مسلم هذا مجهول كما قال أبو حاتم والذهبي.
والربيع بن حبيب ، وهو الفراهيدي البصري ، إباضي مجهول ليس له ذكر في كتب أئمتنا ، ومسنده هذا هو " صحيح الإباضية " ! وهو مليء بالأحاديث الواهية والمنكرة ، وانظر الحديث الآتي (6044) و(6045.ثم رأيت الحديث في "معجم الطبراني الكبير" (6/228/5942) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (3/255) من طريق حاتم بن عباد بن دينار الحرشي : حدثنا يحيى بن قيس الكندي : حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به دون الجملة الأخرى ، وزاد : وعمل المنافق خير من نيته ، وكل يعمل على نيته ، فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه.
وحاتم هذا لم أعرفه ، وانظر الحديث (6045 و6507.وقال الحافظ العراقي في تخريج الجملة الأولى من " المغني" (2/366) : أخرجه الطبراني من حديث سهل ومن حديث النواس ، وكلاهما ضعيف.
قلت : وهذا تساهل كبير ، يعرف مما تقدم. ثم قدر الله أن أعدت تخريج الحديث برقم (6045) ، وفيه فوائد لم تذكر هنا ؛ والله الموفق .