بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسو ل الله نبينا محمد وعلي اله وصحبه .

اللهم علمني ماينفعني ونفعني بما علمتني وزدني علما وعملا .
اللهم اصلح فساد قلوبنا .

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته



عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال :

" بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس
من مغربها أو الدخان، أو الدجال، أو
الدابة، أو خاصة أحدكم أو أمر العامة "

رواه مسلم

شرح_الحديث:

وفي هذا الحديث يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «بادروا بالأعمال» أي: سارعوا وسابقوا بالاشتغال بالأعمال الصالحة قبل وقوع ست علامات تدل على قرب وقوع يوم القيامة.


العلامة الأولى: «طلوع الشمس من مغربها» على خلاف العادة؛ فالشمس تطلع من المشرق، فإنها إذا طلعت من المغرب لا يقبل إيمان كافر، ولا توبة عاص، ولا عمل صالح


والعلامة الثانية: «ظهور الدخان» وهو دخان يأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام، وهو من الآيات المنتظرة التي لم تأت بعد، وسيقع قرب يوم القيامة، كما قال الله عز وجل: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم}


والعلامة الثالثة: «خروج الدجال» مأخوذ من الدجل، وهو التغطية، سمي به؛ لأنه يغطي الحق بباطله، وهو شخص من بني آدم، يدعي الألوهية، أقدره الله على أشياء من خوارق العادات؛ من إحياء الميت الذي يقتله، وظهور زهرة الدنيا والخصب معه، وجنته وناره، ونهريه اللذين معه، واتباع كنوز الأرض له، وأمره السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته؛ حكمة وابتلاء منه سبحانه للصادقين في إيمانهم والكاذبين، ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك، ويبطل أمره، ويقتله عيسى صلى الله عليه وسلم، ويثبت الله الذين آمنوا


والعلامة الرابعة: «ظهور الدابة» أي: خروجها، كما قال الله سبحانه:{وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} [النمل: 82]



فإنه إذا حل الوعد بعذاب الكافرين واقتربت الساعة، أخرج الله تعالى لهم دابة من الأرض تخاطب أولئك الكافرين وتحدثهم بأن الناس لا يؤمنون بآيات الله تعالى إيمانا تاما لا شك فيه ولا شبهة. وفي هذا بيان قدرة الله عز وجل؛ حيث أنطق هذه الدابة لتكلم الناس بكلام يفهمونه
والعلامة الخامسة: «خاصة أحدكم»، أي: مجيء ما يخص كل إنسان من الموت الذي يمنعه من العمل، أو هي ما يختص به الإنسان من الشواغل المتعلقة في نفسه وماله، وما يهتم به.


والعلامة السادسة: «أمر العامة»، يعني: قبل أن يتوجه إليكم أمر العامة والرياسة، فيشغلكم عن صالح الأعمال، وقيل: هي القيامة؛ لأنها تعم الناس جميعا بالموت، يقول: فبادروا الموت والقيامة بالأعمال الصالحة.

والله اعلم

اللهم اعنا علي ذكرك وعلي شكرك وعلي حسن عبادتك .