قال قوام السنة الاصبهاني رحمه الله في كتابه العظيم (الحجة في بيان المحجة) :
وَمن مَذْهَب أهل السّنة التورع فِي المآكل والمشارب والمناكح والتحرز من الْفَوَاحِش والقبائح، والتحريض عَلَى التحاب فِي الله عَزَّ وَجَلَّ، واتقاء الْجِدَال والمنازعة فِي أصُول الدّين، ومجانبة أهل الْأَهْوَاء والضلالة، وهجرهم ومباينتهم، وَالْقِيَام بوفاء الْعَهْد وَالْأَمَانَة، وَالْخُرُوج من الْمَظَالِم والتبعات وغض الطّرف عَن الرِّيبَة والحرمات، وَمنع النَّفس عَن الشَّهَوَات.
وَترك شَهَادَة الزُّور وَقذف الْمُحْصنَات، وإمساك اللِّسَان عَن الْغَيْبَة والبهتان، والفضول من الْكَلَام وكظم الغيظ، والصفح عَن زلل الإخوان، والمسابقة إِلَى فعل الخبرات، والإمساك عَن الشُّبُهَات، وصلَة الْأَرْحَام، وموساة الضُّعَفَاء والنصيحة فِي الله، والشفقة عَلَى خلق الله، والتهجد لقِيَام اللَّيْل لَا سِيمَا لحملة الْقُرْآن، والبدار إِلَى أَدَاء الصَّلَوَات، وَمن السّنة السّمع وَالطَّاعَة لولاة الْأَمر أبرارا كَانُوا أَو فجارا، وَالصَّلَاة خَلفهم فِي الْجُمُعَات والأعياد وَالْجهَاد مَعَهم وَالدُّعَاء لَهُم بالصلاح، والإفطار فِي السّفر،
وَالْقصر وَالْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ جَائِز وَهِي رخصَة من الله عَزَّ وَجَلَّ لِعِبَادِهِ وَتَخْفِيف عَلَيْهِم إِذا كَانَ السّفر سِتَّة عشرَة فرسخا وَكَانَ سفر طَاعَة، وَالتَّيَمُّم عِنْد عدم المَاء فِي السّفر رخصَة، والتنفل عَلَى الرَّاحِلَة فِي السّفر جَائِز حَيْثُ مَا تَوَجَّهت بِهِ الرَّاحِلَة.