تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يرحم الله أبا بكر، كان أعلم بالرجال مني، والله إني لم أعزله عن ريبةٍ، ولكن خشيت أن يوكل الناس إليه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,720

    افتراضي يرحم الله أبا بكر، كان أعلم بالرجال مني، والله إني لم أعزله عن ريبةٍ، ولكن خشيت أن يوكل الناس إليه

    وفيها كانت وقعة قِنّسرين، بعث أبو عبيدة خالدَ بن الوليد ففتحها عنوة، وقتل خلقًاً كثيراً فلما بلغ عمر ما فعل خالد قال:"يرحم الله أبا بكر، كان أعلم بالرجال مني، والله إني لم أعزله عن ريبةٍ1، ولكن خشيت أن يوكل الناس إليه"2.
    1 الريبة: الظنة والتهمة. القاموس ص: ١١٨.
    2 ابن كثير: التاريخ ٤/٥٤، الطبري: التاريخ ٣/٦٠١، من طريق سيف بن عمر.
    كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    14,720

    افتراضي رد: يرحم الله أبا بكر، كان أعلم بالرجال مني، والله إني لم أعزله عن ريبةٍ، ولكن خشيت أن يوكل الناس إليه

    حديث قِنَّسرين
    160 - وعن أبي عثمان وجارية، قالا: وبعث أبو عبيدة بعد فتح حِمْص خالدَ بن الوليد إلى قِنَّسْرين، فلمّا نزل بالحاضر زحف إليهم الرّوم، وعليهم مِيناس، وهو رأس الرّوم وأعظمُهم فيهم بعد هرَقل، فالتقوْا بالحاضر، فقتِل مِيناس ومَن معه مقتلةً لم يُقتَلوا مثلها، فأما الرّوم فماتوا على دمه حتى لم يبق منهم أحد، وأمّا أهل الحاضر فأرسلوا إلى خالد أنهم عرب، وأنّهم إنما حُشروا ولم يكن من رأيهم حربُه، فقبل منهم وتركهم. ولمّا بلغ عمَر ذلك قال: أمّر خالد نفسَه؛ يرحم الله أبا بكر؛ هو كان أعلمَ بالرّجال منِّي، وقد كان عزله والمثنَّى مع قيامه، وقال: إنّي لم أعزلهما عن ريبة؛ ولكن الناس عظّموهما، فخشيت أن يوكّلوا إليهما. فلمّا كان من أمره وأمر قِنَّسرين ما كان، رجع عن رأيه. وسار خالد حتى نزل قِنّسرين، فتحصّنوا منه، فقال: إنكم لو كنتم في السحاب لحمَلنا الله إليكم أو لأنزلكم الله إلينا. قال: فنظروا في أمرهم، وذكروا ما لقيَ أهلُ حمص؛ فصالحوه على صُلْح حمص، فأبى إلَّا على إخراب المدينة فأخربها، واتّطأت حمْص وقنّسرين؛ فعند ذلك خَنس هرَقل؛ وإنّما كان سبب خنوسه أنّ خالدًا حين قتل مِيناس ومات الرّوم على دمه، وعقد لأهل الحاضر وترك قِنَّسرين، طلع من قبَل الكوفة عمر بن مالك من قبل قَرْقيسيَا، وعبد الله بن المُعتمّ من قِبَل الموْصل، والوليد بن عقبة من بلاد بني تغلب وعرب الجزيرة، وطووا مدائن الجزيرة من نحو هرَقل، وأهل الجزيرة في حرّان والرّقة ونَصِيبين وذواتَها لم يُغرِضوا غرضهم؛ حتى يرجعوا إليهم؛ إلَّا أنهم خلّفوا في الجزيرة الوليدَ لئلّا يؤتَوْا من خلفهم؛ فأدرب خالد وعياض ممّا يلي الشأم، وأدرب عمر وعبد الله مما يلِي الجزيرة؛ ولم يكونوا أدربوا قبله؛ ثم رجعوا، فهي أوّل مُدرِبة كانت في الإسلام سنة ست عشرة. فرجع خالد إلى قِنّسرين فنزلها، وأتته امرأته، فلمّا عزله قال: إنّ عمر ولّاني الشأم حتى إذا صارت بثنيّةً وعَسَلًا عَزلني.
    قال أبو جعفر الطبريّ: ثم خرج هِرقل نحو القسطنطينية، فاختُلِف في حين شخوصه إليها وتركه بلاد الشأم، فقال ابن إسحاق: كان ذلك سنة خمس عشرة؛
    وقال سيف: كان سنة ستّ عشرة (1). (3: 601/ 602).
    __________
    (1) قال محقق كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري إسناده ضعيف.
    أخرج البلاذري قال: حدثني هشام بن عمار الدمشقي قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن أبي عبد العزيز عن عبادة بن نُسَيّ عن عبد الرحمن بن غنم قال: رابطنا مدينة قِنسرين مع السّمِط (أو قال: شرحبيل بن السمط) فلما فتحها أصاب فيها بقرًا وغنمًا فقسم فينا طائفة منها وجعل بقيتها في المغنم (فتوح البلدان / 197).
    قلنا: وهذا إسناد صحيح (والله تعالى أعلم) وإن هشام بن عمار الدمشقي قد تقوى فإنا قد أخذنا بروايته هذه لأمرين:
    الأول: لوجود الشواهد وإن كان أقلها ضعيفة.
    والثاني: لأنا اتبعنا ما عرف عن ابن حجر بالاستقراء في أنه لا يعتد أحيانًا على الراوي (في أمثال محمد بن إسحاق) إذا عنعن ولم يعرج بالتحديث وذلك في الحلال والحرام والأصول ولكنه يعتد في المغازي والسير ويقارن بين روايات ابن إسحاق وغيره من المؤرخين الثقات الذين لم يدلسوا، وللمزيد راجع مقدمتنا لتأريخ الطبري، والله تعالى أعلم.
    2 - وقد أخرج خليفة بن خباط: حدثنا عبد الله بن المغيرة حدثني أبي أن أبا عبيدة بعث عمرو بن العاص بعد فراغه من اليرموك إلى قِنسرين فصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية وافتتح سائر أرض قنسرين عنوة (تأريخ خليفة / 236).
    وقد نسب ابن عساكر كذلك هذا الخبر إلى خليفة عن عبد الله بن المغيرة عن أبيه به (تأريخ دمشق المجلد الثالث والخمسون / 236، تحقيق الشهابي).
    قلنا: وشيخ خليفة في هذه الرواية (عبد الله بن المغيرة) لم نجد له ترجمة، والله تعالى أعلم، وقد ذكر أبوه الخبر مرسلًا.
    3 - وأخرج البلاذري من طريق شيخه هشام بن عمار عن الوليد عن الأوزاعي أن أبا عبيدة فتح قِنسرين وكورها سنة (16 هـ) (فتوح البلدان / 189)، وهذا إسناد مرسل أيضًا. وأخرج البلاذري كذلك من طريق شيخه أبو حفص الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز عن أشياخه وعن بقية بن الوليد عن مشايخ من أهل العلم قالوا ... الخبر ... وفيه: وقدم عليه أبو عبيدة بعد أن فتح قِنسرين ونواحيها وذلك في سنة (16 هـ) وهو محاصر إيليا. إلخ. (فتوح البلدان / 189).
    4 - وأخرج ابن عساكر (مختصر تأريخ دمشق لابن منظور 1/ 203) عن أبي عثمان الصنعاني قال: لما فتح الله علينا دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة ثم تقدمنا مع أبي عبيدة بن الجراح ففتح الله بنا حمص، ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط أوطأ الله بنا ماء دون النهر -يعني: الفرات- وحاصرنا عانات وأصابنا لأواء وقدم علينا سليمان في مدد لنا.
    وهذه الرواية عند أبي عثمان الصنعاني في تأريخ يعقوب بن سفيان (3/ 299) تحقيق العمري وفيه تصحيف أبي الجماهر محمد بن عثمان الصنعاني قال: لما فتح الله دمشق. والصواب ما نقلناه من تأريخ ابن عساكر وذلك لأن أبا الجماهر محمد بن عثمان ولد سنة 140 هـ بينما دارت المعركة سنة 16 أو 17 هـ وأما أبو عثمان الصنعاني الذي أثبتنا اسمه فهو تابعي أدرك الصديق رضي الله عنه وشهد اليمامة مع خالد وفتح دمشق (تهذيب الكمال 12/ 410).
    وأما أبو الجماهر فهو أحد رجال السند والله تعالى أعلم. ولقد ذكر يعقوب بن سفيان هذه المعركة ضمن أحداث سنة (14 هـ).


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •