4892 - ( من أطاعني فقد أطاع الله . ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أطاع علياً فقد أطاعني . ومن عصى علياً فقد عصاني ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الحاكم (3/ 121) ، وابن عساكر (12/ 139/ 1) من طرق عن يحيى بن يعلى : حدثنا بسام الصيرفي عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن معاوية بن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر مرفوعاً . وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
قلت : أنى له الصحة ؛ ويحيى بن يعلى - وهو الأسلمي - ضعيف ؟! كما جزم به الذهبي في حديث آخر تقدم برقم (892) ، وهو شيعي متفق على تضعيفه كما بينته ثمة .
وسائر الرواة ثقات ؛ غير معاوية بن ثعلبة ؛ لا تعرف عدالته ، كما تأتي الإشارة إلى ذلك في الحديث الذي بعده .
وبسام : هوابن عبد الله الصيرفي الكوفي ، وقد وثقوه مع تشيعه .
والشطر الأول من الحديث صحيح : أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة ، وهو مخرج في "إرواء الغليل" (394) ، وفي "تخريج السنة" لابن أبي عاصم (1065-1068) .
وأما الشطر الثاني ؛ فقد وقفت على طريق أخرى له ؛ يرويه إبراهيم بن سليمان النهمي الكوفي : أخبرنا عباه بن زياد : حدثنا عمر بن سعد عن عمر بن عبد الله الثقفي عن أبيه عن جده يعلى بن مرة الثقفي مرفوعاً بلفظ :
"من أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصى علياً فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أحب علياً فقد أحبني ..." الحديث .
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (239/ 2) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 128/ 2) وقال ابن عدي :
"سمعت إبراهيم بن محمد بن عيسى يقول : سمعت موسى بن هارون الحمال يقول : عباه بن زياد الكوفي ؛ تركت حديثه" . قال ابن عدي :
"وقيل : عبادة بن زياد الأسدي ، وهو من أهل الكوفة ، من الغالين في الشيعة ، وله أحاديث مناكير في الفضائل" .
قلت : ونقل الحافظ ابن حجر في "اللسان" عن أحد الحفاظ النيسابوريين أنه قال :
"مجمع على كذبه" . ثم تعقبه بقوله :
"هذا قول مردود ، وعبادة لا بأس به ؛ غير التشيع" .
ويؤيده قول ابن أبي حاتم (3/ 1/ 97) عن أبيه :
"هو من رؤساء الشيعة ، أدركته ولم أكتب عنه ، ومحله الصدق" .
قلت : وآفة الحديث إما ممن فوقه ، أو من دونه ؛ فإن عمر بن عبد الله الثقفي وأباه ضعيفان ؛ قال الذهبي في الوالد :
"ضعفه غير واحد . روى عنه ابنه عمر ، وهو ضعيف أيضاً . قال البخاري : فيه نظر" . وقال ابن حبان :
"لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد ؛ لكثرة المناكير في روايته ، ولا أدري
أذلك منه أم من ابنه عمر ؛ فإنه واه أيضاً ؟!" .
وإبراهيم بن سليمان النهمي ؛ ضعفه الدارقطني .
وأما حديث : "من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني" ؛ فهو حديث صحيح ، خرجته في "الصحيحة" (1299) .
(تنبيه) : ذكر الشيعي هذا الحديث في "مراجعاته" (ص 174) ؛ فقال :
"أخرجه الحاكم في ص (121) من الجزء الثالث من "المستدرك" ، والذهبي في تلك الصفحة من "تلخيصه" ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين" !!
قلت : وهذا كذب مكشوف عليهما ؛ فإنهما لم يزيدا على قولهما الذي نقلته عنهما آنفاً :
"صحيح الإسناد" !
وكنت أود أن أقول : لعل نظر الشيعي انتقل من الحديث هذا إلى حديث آخر صححه الحاكم والذهبي على شرطهما في الصفحة (121) ، وددت هذا ؛ عملاً بقوله تعالى : (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ، ولكن منعني منه أنه لا يوجد في الصفحة المذكورة حديث صححه الحاكم على شرطهما ، ولا الذهبي !!
بل إنني أردت أن أتوسع في الاعتذار عنه إلى أبعد حد ؛ فقلت : لعل بصره انتقل إلى الصفحة التي قبلها ، على اعتبار أنها مع أختها تشكلان صفحة واحدة عند فتح الكتاب ؛ فربما انتقل البصر من إحداهما إلى الأخرى عند النقل سهواً ، ولكني وجدت أمرها كأمر أختها ، ليس فيها أيضاً حديث مصحح على شرط الشيخين ! فتيقنت أن ذلك مما اقترفه الشيعي وافتراه عمداً ! فماذا يقول المنصفون في مثل هذا المؤلف ؟!
ثم وجدت له فرية أخرى مثل هذه ؛ قال في حاشية (ص 45) :
"أخرج الحاكم في صفحة (4) من الجزء (3) من "المستدرك" عن ابن عباس قال : شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي ... الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه ، واعترف بذلك الذهبي في (تلخيص المستدرك)" !!
وإذا رجع القارىء إلى الصفحة والجزء والحديث المذكورات ؛ لم يجد إلا قول الحاكم :
"صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ! وقول الذهبي :
"صحيح" !
ولا مجال للاعتذار عنه في هذا الحديث أيضاً بقول : لعل وعسى ؛ فإن الصفحة المذكورة والتي تقابلها أيضاً ؛ ليس فيهما حديث آخر مصحح على شرط الشيخين .
ثم إن في إسناد ابن عباس هذا ما يمنع من الحكم عليه بأنه على شرط الشيخين ؛ ألا وهو أبو بلج عن عمرو بن ميمون .
فأبو بلج هذا : اسمه يحيى بن سليم ؛ أخرج له أربعة دون الشيخين .
وفيه أيضاً كثير بن يحيى ؛ لم يخرج له من الستة أحد ! وقال أبو حاتم :
"محله الصدق" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال أبو زرعة :
"صدوق" . وأما الأزدي فقال :"عنده مناكير" .
ثم وجدت له فرية ثالثة في الحديث المتقدم برقم (3706) ، هي مثل فريتيه السابقتين ؛ فراجعه .