2955 - " لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون،
وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون، فإن كثرت فأربعون".
قال الالباني في السلسلة الصحيحة :
أخرجه أحمد (5 / 67 - 68) : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم: حدثنا ذيال بن عتبة ابن حنظلة قال: سمعت حنظلة بن حذيم (1) - جدي - أن جده حنيفة قال لحذيم:
اجمع لي بني فإني أريد أن أوصي، فجمعهم، فقال: إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا
الذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية (المطيبة) . فقال
حذيم، يا أبت إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا عند (في المجمع: عين)
أبينا، فإذا مات رجعنا فيه! قال: فبيني وبينكم رسول الله صلى الله عليه
وسلم. فقال حذيم: رضينا. فارتفع حذيم وحنيفة، وحنظلة معهم غلام، وهو
رديف لحذيم، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم سلموا عليه، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم: " وما رفعك يا أبا حذيم؟ ". قال: هذا. وضرب بيده على
فخذ حذيم، فقال: إني خشيت أن يفجأني الكبر أو الموت، فأردت أن أوصي أن
ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل كنا نسميها في الجاهلية (المطيبة) ،
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأينا الغضب في وجهه، وكان قاعدا فجثا
على ركبتيه، وقال: (فذكر الحديث) قال: فودعوه، ومع اليتيم عصا، وهو
يضرب جملا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عظمت! هذه هراوة يتيم! ".
قال حنظلة: فدنا أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي بنين ذوي لحى
ودون ذلك، وإن ذا أصغرهم فادع الله له، فمسح رأسه وقال: " بارك الله فيك
، أو بورك فيك ".قال ذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، أو
البهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يديه ويقول: بسم الله، ويضع يده على رأسه
، ويقول: على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه عليه. قال ذيال:
فيذهب الورم. قلت: وهذا إسناد ثلاثي صحيح، وقال الهيثمي (4 / 210 - 211)
: " رواه أحمد، ورجاله ثقات ". فأقول حنظلة صحابي صغير دعا له الرسول صلى
الله عليه وسلم كما ترى، وذيال وثقه ابن معين وابن حبان، وقول الأزدي: "
فيه نظر "، مما لا يجوز الالتفات إليه هنا على الأقل. وأبو سعيد مولى بني
هاشم اسمه عبد الرحمن بن عبد البصري، ثقة من رجال البخاري وقد تابعه محمد بن
عثمان: حدثنا ذيال بن عبيد به مع اختصار الطرف الأول من القصة. أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير " (4 / 15 / 3499 و 3500) . ورجاله ثقات أيضا
غير محمد بن عثمان وهو القرشي، وقد عرفت حاله مما سبق بيانه في الحديث الذي
قبله.
_________
(1) الأصل هنا وفيما يأتي (جذيم) بالجيم، خطأ، والتصحيح من " المجمع "
و" التقريب " وكتب الرجال. اهـ.